توسع حرائق الغابات بكوريا الجنوبية وأوامر إخلاء
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أعلنت السلطات الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء أن سكان مدينة أندونغ بجنوبي شرقي البلاد طُلب منهم الإخلاء إلى أماكن آمنة، وسط استمرار انتشار حرائق الغابات في جميع أنحاء المنطقة وتفاقم الخسائر.
وأصدرت السلطات في أندونغ، التي تقع على بعد نحو 190 كيلومترا جنوب شرق سول، أمر إخلاء لجميع سكانها بسبب انتشار حرائق الغابات من بلدة أويسيونغ القريبة من المنطقة بفعل الرياح القوية وظروف الطقس الجافة.
وتضم أندونغ "قرية هاهوي" المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي في عام 2010، وهي من أبرز الوجهات السياحية في كوريا الجنوبية.
وتواجه كوريا الجنوبية صعوبات في احتواء حرائق غابات تتسع رقعتها بسبب الجو الجاف والرياح القوية، حسبما أفادت السلطات اليوم الثلاثاء، مؤكدة أنها من أسوأ الحرائق في تاريخ البلاد.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، ذكرت سلطات مدينة أندونغ، في تحذير أرسلته إلى السكان، أن "حرائق الغابات تنتشر بسرعة بسبب الرياح القوية".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع في كوريا الجنوبية، اندلعت أكثر من 10 حرائق أتت على آلاف الهكتارات، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وفق وزارة الأمن. وقال وزير الداخلية والأمن بالوكالة كو كي-دونغ "طالت حرائق الغابات حتى الآن 14 ألفا و694 هكتارا، وتستمر الأضرار في الارتفاع".
إعلانوأجلي أكثر من 3 آلاف شخص إلى مراكز إيواء وقد أصيب 11 شخصا على الأقل إصابات خطرة، حسبما أفاد كو.
وحتى الآن تعتبر هذه الحرائق ثالث أكبر حريق غابات في تاريخ كوريا الجنوبية. ووقع أكبرها في أبريل/نيسان 2000 على ساحل البلاد الشرقي وأتى على 23 ألفا و916 هكتارا.
وفي أويسيونغ في شرقي البلاد، يغطي الدخان سماء المنطقة، حسبما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وأفادت الهيئة الوطنية للغابات باحتواء الحريق في المنطقة بنسبة 55% صباح اليوم الثلاثاء.
ونشر أكثر من 6700 إطفائي لمكافحة الحرائق المختلفة حسب وزارة الأمن والداخلية، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في أربع مناطق، متحدثة عن "أضرار كبيرة ألحقتها حرائق الغابات المتزامنة عبر البلاد".
وتعود أسباب هذه الكوارث المتكررة إلى مزيج من العوامل الطبيعية كالرياح الموسمية القوية والتضاريس الجبلية، التي تشكل 70% من مساحة البلاد، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي العالمي.
واستجابة لهذه التحديات، طورت كوريا الجنوبية نظاما متقدما للإنذار المبكر يعتمد على أحدث التقنيات، وعززت قدرات فرق الإطفاء المتخصصة، ومع ذلك تبقى البلاد عرضة لخطر الحرائق الكبرى التي تتسبب في خسائر جسيمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي کوریا الجنوبیة حرائق الغابات
إقرأ أيضاً:
رسالة الموساد إلى تركيا عبر حرائق الغابات
تشهد تركيا هذه الأيام حرائق غابات اندلعت في أنحاء البلاد، وتبذل فرق الإطفاء ومنظمات المجتمع المدني والمتطوعين جهودا جبارة لإخمادها، إلا أنها تواجه صعوبة بالغة في السيطرة عليها، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرياح التي تؤدي إلى اتساع رقعة الحرائق. كما يناقش الرأي العام التركي أسباب الحرائق الكبيرة، ويتساءل: هل هي كارثة طبيعية وإحدى نتائج تغير المناخ أو اندلعت بفعل فاعل يستهدف تركيا؟
قوات الأمن التركية ألقت القبض على 149 شخصا منذ الأول من حزيران/ يونيو الماضي، بشبهة التسبب في اندلاع حرائق الغابات، وتم اعتقال 38 منهم، كما أطلق سراح 61 آخرين بشروط. وذكر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الاثنين، أن 96 في المائة من حرائق الغابات تعود أسباب اندلاعها إلى عوامل بشرية، مثل رمي السجائر المشتعلة، وعدم إخماد النيران التي يتم إشعالها للشوي وتركها مشتعلة بعد التنزه في الغابات، وحرق بقايا المحاصيل الزراعية، كما لفت إلى أن احتمال التعمد غير مستبعد.
فرضية التعمد في اندلاع حرائق الغابات أكثر من محافظة بشكل متزامن، تعززت بعد إلقاء قوات الأمن القبض على شخص في محافظة بورصا؛ أشعل النار في الغابة مستخدما كمية من البنزين رصدت كاميرات المراقبة شراءها من محطة كان يعمل فيها. واعترف الرجل الذي يبلغ من العمر 30 عاما بأنه أشعل النار في الغابة متعمدا، لأنه أراد أن تتم معاقبته بالسجن مدى الحياة بعد أن ساءت علاقاته مع عائلته جراء طرده من الجيش التركي بتهمة الانتماء إلى الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن. كما شاهد مواطنون أشخاصا آخرين في أماكن مختلفة يحاولون إشعال النار في الغابات. وفي ذات الوقت، نشر حساب في منصة إكس تابع للموساد الإسرائيلي صورة لحرائق الغابات في محافظة بورصا التركية؛ اعتبرها كثير من المحللين رسالة تحذير إلى تركيا.
المحكمة التركية قررت سجن المتهم بإشعال النار في الغابة في محافظة بورصا ليبقى مسجونا خلال محاكمته، رغم أنه قال إنه نادم على ما فعله، كما ادَّعى بأن جواله سقط عند إشعال النار واحترق. إلا أن الاعتقاد السائد هو أنه يكذب لإخفاء صلة التنظيم بالجريمة، ويتظاهر بأنه يعاني من مشاكل عائلية واضطرابات نفسية، وأنه أحرق جواله متعمدا كيلا يتم فحصه. ومن المؤكد أن التنظيم الإرهابي الذي يستخدم أساليب أجهزة الاستخبارات، حين يكلّف أحد عناصره بارتكاب جريمة يلقِّنه ما سيقوله في حال اكتُشف أمره أو أُلقي القبض عليه متلبسا بالجريمة.
علاقة الكيان الموازي مع إسرائيل ليست جديدة. وكان زعيم الجماعة فتح الله غولن، ذكر أنه بكى لأيام من أجل أطفال إسرائيل حين استهدف صدام حسين إسرائيل بصواريخ. كما كتب أحد أقطابه، المدعو كريم بالجي، تعليقا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ليبرر الجريمة: "إن كنت قد أعلنت حربا ضد إسرائيل فهذا يعني أنك مستعد للقتل دون النظر إلى سنك وصحتك". ويشارك لاعب السلة المنتمي إلى الجماعة، أنس كانتر، في الفعاليات التي ينظمها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، للتعبير عن تضامنه مع إسرائيل. وإضافة إلى ذلك، يجمع الطرفين هدف واحد، وهو إسقاط الحكومة التركية المنتخبة التي يقودها أردوغان، بأي وسيلة.
تركيا قامت بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في صيف 2016، بتطهير جيشها وأجهزة أمنها واستخباراتها من خلايا تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، إلا أن قادة التنظيم وعناصره، حتى هؤلاء المسجونين الذين قصفوا مقر القوات الخاصة للشرطة في أنقرة ليلة محاولة الانقلاب ليقتلوا عشرات من خيرة رجال الأمن، ما زالوا يحلمون باسترجاع نفوذهم في أجهزة الدولة، ومستعدون لفعل كل ما بوسعهم من أجل ذلك، حتى لو كان على حساب أمن البلاد واستقرارها ومصالحها. كما أنهم انضموا بعد تلك المحاولة الفاشلة إلى أحزاب وجماعات مختلفة لإخفاء انتمائهم الحقيقي، واستغلال تلك الأحزاب والجماعات في دعم أهداف التنظيم الإرهابي والتحريض ضد الحكومة. وكان الضابط السابق الذي اعترف بإشعال النار في الغابة بمحافظة بورصا، ينشط في صفوف الحزب الجيد الذي أسسته ميرال أكشنير، وكتب في حسابه بمنصة إكس أنه رئيس شبيبة الحزب الجيد في بورصا.
اعتقال المتهم بإشعال النار في الغابة بمحافظة بورصا واعترافه بجريمته النكراء، إضافة إلى احتفاء الموساد الإسرائيلي بحرائق الغابات في تركيا، أعاد إلى الأذهان دور العملاء المحليين في ضرب الجيش الإسرائيلي لأهداف حيوية داخل إيران خلال الحرب الأخيرة، ومدى أهمية تحصين الجبهة الداخلية. ومن المؤكد أن الموساد الإسرائيلي، عبر نشر صورة لحرائق الغابات في بورصا، يذكِّر أنقرة بأنه قادر على إشعال تركيا من خلال استخدام الخونة وأساليب غير تقليدية، في ظل تصاعد التنافس والتوتر بين البلدين، وفي الوقت الذي تستعرض فيه تركيا أسلحتها الجديدة في إسطنبول بمعرض "آيدف 2025" الدولي للصناعات الدفاعية.
وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، صرح أمس الثلاثاء، بأن 55 حريقا في الغابات في أنحاء البلاد تمت السيطرة عليها، مشيرا إلى استمرار الجهود لإخماد حريق غابات في بورصا. وقد يكون هذا الحريق هو الوحيد الذي تم إشعاله متعمدا، وأن الحرائق الأخرى اندلعت لأسباب مختلفة، بدءا من رمي السجائر المشتعلة والاستخدام العشوائي للمفرقعات إلى ترك القوارير المكسرة في الغابات لتتحول إلى عدسات مكبرة تجمع أشعة الشمس وتوجهها إلى نقطة معينة وتشعل الأعشاب الجافة، إلا أن تلك الحالة الوحيدة التي شهدتها محافظة بورصا تكفي وحدها لدق ناقوس الخطر بشأن سهولة إشعال النيران في "الوطن الأخضر" من قبل العملاء والإرهابيين، في غياب عقوبات رادعة، كما ستؤكد أن تنظيم الكيان الموازي ما زال يشكِّل خطرا كبيرا يهدد البلاد وأن مراقبة عناصره ضرورية لحماية الأمن القومي التركي.