هناك متغير جديد داخل آلية الصعود للقيادة الميدانية في الدعم السريع. هذا المتغير يمثل بداية عهد جديد، تصبح فيه القيادات الفاعلة هي تلك التي تمتلك قدرة تقنية عالية، ولديها القدرة على التكيف مع المستجدات التكنولوجية، والتعلم السريع في مجالات حروب المسيرات والأسلحة الحديثة والحروب الإلكترونية..

انتهى عصر الشجاعة وحروب الموجات، التي أثبتت التجربة فشلها وكلفتها العالية، بخسارة القادة “الفرسان”، أو ما يُعرف ب”رجال حول حميدتي”، وهم المقاتلون المقربون منه منذ الصغر.

انتهى عصر هؤلاء القادة بموتهم في معارك انتحارية، تم استدراجهم إليها من قبل الجيش، عبر دراسة سلوكهم القتالي وبيئتهم الثقافية. انتهى عصر موسى قارح وحامد محد زين وعبودة والفيناوي وشيريا وغيرهم، وبدأ عصر جديد أدرك فيه الجنجويد أن الشجاعة وحدها لم تكن كافية في الحروب الحديثة، وأن قيادتهم السياسية وظفت سلوكهم وحماسهم في موت مجاني كلفهم خسارة آلاف المقاتلين..

هذا الإدراك المتأخر دفع الجنجويد إلى إعادة ترتيب صفوفهم وفق هذا التوجه الجديد. وعرفوا أن ما قاله حميدتي عن أنهم سيعلِّمون الجيش دروسا لم يعرفوها في الكلية الحربية، لم يكن سوى وهم بدوي يظن أن التاتشر قادر على مواجهة المسيرات، أو التغلب على التنظيم والتكتيك الحربي. بعدما تعلم الجنجويد هذا الدرس سعوا للحاق بركب التكتيكات العسكرية التي سبقهم بها الجيش قبل ستين عاما. ومع ذلك تظل الفجوة في جودة وكفاءة العنصر البشري بين الجنجويد والجيش كبيرة، نتيجة الخبرات التراكمية التي يمتلكها الجيش..

ورغم أن هذه التحولات داخل البنية القتالية للدعم السريع ستستغرق وقتا طويلاً لسد الفجوة مع الجيش، إلا أنه من الضروري عدم الاستهانة بها، ووضع استراتيجيات مضادة تعزز التفوق التكنولوجي، وتحتوي هذا التطور قبل أن يصل إلى مرحلة يصعب التصدي لها.

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ديوان المحاسبة يستعرض «حوكمة التقنية» في اليوم الوطني لتقنية المعلومات

نظم ديوان المحاسبة، عبر مكتب الرقابة على تقنية المعلومات وبالتعاون مع مكتب تقنية المعلومات بالديوان، ضمن فعاليات اليوم الوطني لتقنية المعلومات، ورشة عمل متخصصة بعنوان “حوكمة تقنية المعلومات”، وذلك بحضور ممثلين عن جهات حكومية ومصرفية وخدمية.

الورشة خُصصت لاستعراض الإطار الوطني لحوكمة تقنية المعلومات، وأبرزت دوره في تعزيز الشفافية والامتثال، ودعم جهود التحول الرقمي المستدام داخل المؤسسات الليبية.
وقدّم العرض الفني للورشة “رياض الغنيمي”، مدير مكتب الرقابة على تقنية المعلومات، متناولاً المحاور الرئيسية للإطار، مثل تحديد الأدوار والمسؤوليات، إدارة المخاطر، الأمن السيبراني، التدقيق، الإسناد الخارجي، وحوكمة الحوسبة السحابية، مستندًا إلى معايير دولية كـ ISACA، WGITA، وINTOSAI، مع التركيز على دليل ديوان المحاسبة المعتمد.
كما شهدت الورشة، تفاعلاً لافتًا من المشاركين، من خلال نقاشات ثرية واستفسارات ركزت على التحديات التنظيمية والتقنية، وآليات تعزيز الالتزام بضوابط الحوكمة التقنية في القطاع العام.

مقالات مشابهة

  • بن شرادة: لا حاجة لمزيد من التشريعات.. المطلوب حكومة تنفّذ
  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق
  • ديوان المحاسبة يستعرض «حوكمة التقنية» في اليوم الوطني لتقنية المعلومات
  • التكبالي: لا عقوبات على النواب المتغيبين والدبيبة انتهى سياسيًا
  • فتح باب التسجيل في 3 برامج ماجستير جديدة بـ"جامعة التقنية"
  • بري يرفع السقف ضد سلام... فهل انتهى الودّ؟
  • بل بس سببها الاساسي انتهاكات وبشاعات الجنجويد
  • «البحث والإنقاذ» تبحث تطوير بنيتها التقنية والتشغيلية بالأقمار الصناعية
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • الحكيم: رأيت الرسول في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوص