30 مجيدا من جامعة التقنية يختتمون رحلتهم الطلابية للصين
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
اختتمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية رحلتها الطلابية الأولى التي سيرتها الجامعة لثلاثين من طلبتها المجيدين أكاديميا ومجيدي الأنشطة الطلابية الى عاصمة جمهورية الصين الشعبية (بكين)، وذلك تنفيذًا لتوجيهات صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في إطار برنامج المكرمة السلطانية للرحلات الطلابية السامية، وبهدف تعزيز الأبعاد الحضارية والفكرية والثقافية والعلمية للطلبة المشاركين، وإقامة جسور من التواصل الإنساني مع طلبة المؤسسات الأكاديمية في الدول التي سيزورها.
اشتملت الرحلة على زيارات لعدد من المعالم التاريخية والمراكز العلمية والصناعية الرائدة، مثل: المدينة المحرمة، وسور الصين العظيم، ومصنع إيرباص A320، ومركز BYD-D Space لتقنيات السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، مما أتاح لهم فرصة فريدة لربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي والانفتاح على التجارب الدولية الملهمة.
وعن هذه الزيارة قال محمد بن خلفان لمياحي، أخصائي نشاط رياضي ومشرف الوفد الطلابي العماني في رحلته التعليمية الأولى لهذا العام إلى جمهورية الصين الشعبية:
شهدت الرحلة برنامجًا ثريًا بالأنشطة الثقافية والعلمية التي تركت أثرًا إيجابيًا وعميقًا في نفوس الطلبة المشاركين. فقد بدأنا بزيارة المدينة المحرمة وسوق الهوتونغ، حيث تعرّف الطلبة على عمق التاريخ الصيني ونمط الحياة التقليدية، كما خاضوا تجربة فريدة على سور الصين العظيم، زرعت فيهم روح التحدي والإنجاز."
وأضاف: في مدينة تيانجين، أتيحت لنا الفرصة لزيارة مصنع إيرباص A320 والاطلاع على مراحل تصنيع الطائرات، كما زرنا مركز BYD-D Space المتخصص في تقنيات السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، مما مكّن الطلبة من استكشاف أحدث التطبيقات التكنولوجية عن قرب."
وعبَّر الطلبة المشاركين عن امتنانهم لهذه التجربة فقالت الطالبة تقوى بنت سيف الرواحية: "أبهرتني تجربة القطار السريع من بكين إلى تيانجين، فقد كانت مذهلة بكل تفاصيلها، إذ استغرقت الرحلة أقل من 30 دقيقة وسط مناظر طبيعية خلابة. وعند وصولنا إلى تيانجين، أدهشني جمال المدينة التي تجمع بين الطابع الأوروبي الكلاسيكي والحياة العصرية النابضة.
وقالت الطالبة رغد بنت أحمد العجيلية: كانت رحلتنا إلى مدينة تيانجين على متن القطار فائق السرعة تجربة لا تُنسى، إذ تُعد المدينة من أكثر المدن تطورًا في الصين؛ حيث يلتقي فيها التراث بالحداثة. استمتعنا بجمال معمارها، مثل شارع الثقافة الإيطالي وجسر جوليانج المضيء ليلًا، واكتشفنا كيف تعتمد المدينة على الطاقة النظيفة والتخطيط الحضري الذكي، مما يجعلها نموذجًا للاستدامة والابتكار البيئي. لا يمكن أن تُكتمل التجربة دون زيارة مركز BYD-D Space؛ حيث خضنا تجارب تفاعلية في عالم المركبات الذكية، وتعرفنا على طائرة Airbus A320 وهندسة الطيران الحديثة."
ويقول الطالب فراس الزدجالي: إن زيارة مصنعَي Airbus للطائرات وBYD للسيارات في مدينة تيانجين كانت من أمتع التجارب وأكثرها فائدة؛ حيث تعرفنا على مراحل التصنيع عن قرب، مما وسّع مداركنا حول مدى التقدم التكنولوجي في الصين. ما ميّز الرحلة أيضًا هو دفء أهل المدينة وحفاوة استقبالهم، إلى جانب معمارها العصري الرائع.
وثمن الطالب المنتصر بن ناصر الكلباني هذه الزيارة فقال: كانت زيارتي للصين تجربة مميزة، لا سيما خلال زيارتنا لإحدى الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات؛ حيث تعرفت على آخر الابتكارات في هذا المجال وكيفية توظيفها في التخصصات الهندسية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
صدمة التقنية للصناعة في بداياتها فقط
ترجمة: قاسم مكي -
قبل أسابيع قليلة مررت بواحدة من تلك اللحظات «الخاطفة» التي غيَّرت نظرتي لسوق العمل في الولايات المتحدة، كنت في مصنع لبناء السفن تملكه شركة فينكانتييري الإيطالية في بلدة مارينيت بولاية ويسكونسن. تبني الشركة من بين أشياء أخرى فرقاطات عملاقة للبحرية الأمريكية، وهي سفن يزيد طولها عن 400 قدم وبارتفاع عدة طوابق.
في السابق كان ثَنْي المعدن من النوع الذي تنطوي عليه عملية بناء هذه السفن يحتاج إلى مئات العمال ويستغرق عدة سنوات. لكن في المبنى الضخم الذي يزيد قليلا عن مساحة ملعب لكرة القدم حسبت حوالي عشرين عاملا. كانوا يوجِّهون أذرعَ لحامٍ روبوتية لتشكيل أجزاء ضخمة من الصلب في جزء ضئيل من الوقت الذي يستغرقه التشكيل اليدوي.
أعانت العمالَ خوذاتُ الواقع الافتراضي في تركيب أجزاء السفينة حيث ينبغي تركيبها بالضبط. (تتيح لهم هذه الخوذات رؤية نموذج افتراضي ثلاثي الأبعاد للسفينة وهي مكتملة وبالتالي تحديد مكان تركيب القطعة بِدِقَّة تامّة - المترجم.) لقد كان إنجاز هذا العمل يعتمد على التخمين واستخدام مخططات ورقية.
حتى عمال الطلاء في المصنع كانوا يرتدون بدلات أو هياكل خارجية أشبه بذلك النوع الذي يمكن أن تشاهده في أفلام الخيال العلمي (مثل رداء الممثل مات ديمون في فيلم ايليزيوم.) وذلك يجعل عملهم يسيرا ومريحا أضعافا مضاعفة.
إذا كان هذا ما حدث في بناء السفن وهو إحدى الصناعات القديمة التي لا زالت معنا تصوروا قدرات التقنية في تغيير مكان العمل الصناعي خلال السنوات القليلة القادمة. نحن نعلم سلفا أنه كان لديها أثر أكبر على وظائف الصناعة التحويلية حتى من إسناد العمليات الصناعية إلى الصين. لقد غيَّر هذان العاملان معا وبشكل جذري خارطةَ التوظيف في الولايات المتحدة.
في عام 1990 كانت الصناعة التحويلية أكبر مخدِّم في معظم الولايات الأمريكية واليوم هي الأكثر توظيفا في ويسكونسن وميشيجان وإيوا وألاباما وكينتاكي وانديانا فقط.
تظهر أحدث أرقام للوظائف عن شهر يونيو أن التوظيف في الصناعة التحويلية لم يتغير على الرغم من كل أحاديث الرئيس ترامب عن إعادة الإنتاج من الخارج إلى الولايات المتحدة. وفي حين أن بعضا من ذلك ربما يُعزَى للرسوم الجمركية إلا أنني أعتقد إنه يتعلق أكثر بالطبيعة المتغيرة للتوظيف الصناعي.
وظائف المصنع أقل. لكنها أفضل كثيرا من الماضي أيام كنت أتجول في منشآت مزدحمة بالعاملين وبسيطة التقنية تتولى تصنيع مكوِّنات إلكترونية وكان والدي يديرها لشركات مثل يونايتد تكنولوجيز.
الموظفون الذين التقيتهم في مارينيت كانوا أقرب إلى المهندسين من مشغلي المعدات الصناعية في طبيعة عملهم. فهم منخرطون في ابتكار المنتجات والبحث وتدريب العاملين الجدد. وهذا شيء غيَّرته التقنية تماما. فتدريب عامل لحام جديد على استخدام المعدات الروبوتية بحذق يتم الآن في أيام بدلا من شهور. لكن ذلك يحتاج أيضا إلى استثمار. وهذا شيء ليست كل الشركات على استعداد أو قادرة على القيام به.
ضخت شركة فينكانتيري بليون دولار تقريبا من الإنفاق الرأسمالي في منشآتها بولاية ويسكونسون على مدار 15 عاما. لقد جعلت عقودُ الأمن والدفاع طويلة الأجل ذلك رهانا جيدا للشركة. فهي تمتد إلى سنوات بل حتى عقود.
توظف الشركة الآن 2500 عامل في بلدة يقطنها 11000 شخصا تقريبا مع «أثرٍ مضاعِفٍ» كبير لهذه الوظائف في المنطقة. فكل وظيفة في شركة فيكانتيري تدعم 8 وظيفة في مجالات ترتبط بالشركة مثل سلسلة التوريد والإسكان والبناء والخدمات والقطاع العام.
هذا النوع من استخدام التقنية غير موجود في كل شركات بناء السفن أو في الواقع في معظم الشركات الصناعية. يوجد ما يطلق عليه «أثر النجم السوبر أو الفائق النجومية» في استثمار التقنية في الصناعة التحويلية. هذا الأثر يتركز وسط الشركات المتميزة في صناعات معينة. فصناعة السيارات «مؤتمتة» إلى حد بعيد على سبيل المثال في حين هنالك مجالات أخرى أقل أتمتة كإنتاج الغذاء والتعدين وصناعة الأقمشة. (أثر النجم السوبر أو المتميز يعني أن تستحدث شركة ما تغييرا في الأداء يجعلها تتفوق على الشركات النظيرة لها في مجال نشاطها وتتحول بذلك إلى «نجم مرموق» يجذب الأنظار تماما مثل لاعب الكرة أو المغني الذي يتميز بشيء من البراعة وسط أقرانه ( المترجم.)
انتشار المزيد من التقنية عبر الصناعات والشركات من كل الأحجام بالغ الأهمية لأن الزيادات في الإنتاجية التي ترتكز على التقنية هي السبيل الوحيد الذي يمكِّن قطاعَ الصناعة التحويلية في بلد مثل الولايات المتحدة من المنافسة مع الصين أو البلدان الأخرى التي لديها عمالة أرخص. وفي حين أن بناء السفن أو تصنيع الرقائق الإلكترونية أو حتى السيارات في الولايات المتحدة لن يحل محل وظائف سنوات التسعينات إلا أن من المهم الحفاظ على مستوى مُعافَى من الإنتاج الصناعي في اقتصادات إقليمية كبيرة كالأمريكتين وأوروبا والصين من أجل الأمن القومي والمرونة. فأعطال سلاسل التوريد أسبابها عديدة ولا يجب أن يضع العالم البيض كله في سلة واحدة.
وإذ قلنا ما قلنا تطرح الطبيعة والأعداد المتغيرة للوظائف في الصناعة التحويلية أسئلة مهمة حول مصدر النمو في سوق العمل. في الولايات المتحدة حلَّت الرعاية الصحية محل الصناعة التحويلية خلال العقود الثلاثة الأخيرة كأكبر قطاع مُخدِّم (مُنتِج للوظائف) في معظم الولايات. أسباب ذلك عديدة منها حقيقة أن الأمريكان يشيخون ويزدادون ثراء وينفقون المزيد على العلاج، ومنها أيضا أنهم صاروا أكثر بدانة وأقل صحة مما يجب وتشظِّي وعدم كفاءة قطاع الرعاية الصحية الذي يحفز على استخدام إجراءات علاجية وأدوية باهظة التكلفة بدلا من التركيز على الوقاية. ومن أسباب ذلك أيضا أن الرعاية الصحية لا يمكن إسنادها في معظم الحالات إلى جهات في الخارج.
لكن من الممكن تحسين أعداد متزايدة من وظائف الرعاية الصحية أو حتى إحلالها بواسطة التقنية. وهنا ترسم لنا التحولات في قطاع الصناعة التحويلية صورة لما سيطرأ في أسرع القطاعات الأمريكية نموا.
تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مرتفعة وتتزايد بوتيرة أسرع من التضخم العام. ونوعية الخدمة التي تقدمها متباينة في جودتها. كما يوجد نقص في العاملين وتدريبهم ليس بالقدر الكافي. وتغلغل التقنية بها محدود.
تقديري أن هذا يتيح فرصة للذكاء الاصطناعي، فما حدث لبناة السفن قد يحدث للأطباء في المستقبل وفي سوقِ عملٍ يتحدد، كما هي الحال دائما، بواسطة إحلال التقنية.
رنا فوروهار مؤلفة وكاتبة رأي ومحررة مشاركة في الفاينانشال تايمز.