علي جمعة: الدعاء عبادة عظيمة وهو مفتاح الاستجابة في ليلة القدر
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن الدعاء هو جوهر العبادة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم".
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال حلقة برنامج "نور الدين والدنيا"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الدعاء وسيلة لإظهار العبودية والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، مشددًا على أن المسلم يدعو ليس فقط لتحقيق مطالبه، ولكن لأنه مأمور بالدعاء باعتباره عبادة بحد ذاتها.
وأشار إلى أن الدعاء لا يقتصر على الأمور العظيمة، بل يشمل حتى التفاصيل اليومية البسيطة، مستشهدًا بما ورد عن نبي الله موسى عليه السلام أنه كان يدعو الله في ملح طعامه، وهو ما يدل على أن الدعاء مفتوح في كل شيء، طالما أنه في إطار المباح والمشروع.
وتطرق الدكتور علي جمعة إلى إمكانية الدعاء لأمور مثل فوز فريق رياضي في مباراة، قائلًا: "إذا كان شخص يشجع فريقًا معينًا ويدعو الله أن يفوز، في المقابل قد يكون هناك شخص آخر يدعو لفوز الفريق المنافس، وفي النهاية يقضي الله أمرًا كان مفعولًا"، مؤكدا أن مثل هذا الدعاء ليس محرمًا ولا شيء فيه، لأنه من باب التوجه إلى الله في كل الأمور، مع التسليم لقضائه وحكمه.
أما عن ليلة القدر وفضلها في استجابة الدعاء، فقد شدد الدكتور علي جمعة على أنها منحة إلهية وفرصة عظيمة، حيث قال: "الله سبحانه وتعالى ينزل في هذه الليلة إلى السماء الدنيا، أي ينزل ملائكته، ويجعلها فرصة لمن يدعوه ويعبده، فهي ليلة مباركة تستجاب فيها الدعوات بشكل أرجى وأفضل من باقي الأيام".
وأضاف أنها هدية من الله عز وجل لعباده، حيث أن العبادة فيها تعدل ألف شهر، وهي فرصة عظيمة ينبغي اغتنامها بالإكثار من العبادات والدعاء.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة ليلة القدر مفتي الديار الأسبق أن الدعاء علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الله لم يقسم بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: ان الله سبحانه وتعالى أثنى على النبي صلى الله عليه وسلم، فامتدح كل مواطن المدح والشرف المتعلقة به، فأثنى على نسبه، وأعظم قدر نسائه رضي الله عنهن، وحفظ المكان الذي يقيم فيه وأعلى شأنه وأقسم به.
وأضاف ان من مدحه لنسبه الشريف قال تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير تلك الآية: "أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيًا" [تفسير القرطبي، وأخرجه البزار والطبراني].
النبي أنسب الناس
ونوه ان النبي أنسب الناس على الإطلاق، كما أخبر صل الله عليه وسلم بنفسه عن ذلك، فعن هذا فعن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسند أحمد، ورواه الترمذي والبيهقي]. وعن عمه العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا) [رواه الترمذي].
نساء النبي
وتابع: وأثنى ربنا سبحانه وتعالى على نسائه رضي الله عنهن، وما بلغن هذا المبلغ إلا لتعلقهن بجنابه صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ } [الأحزاب : 32]، وقال سبحانه في نفس هذا المعنى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب : 6].
خير الأزمان
ولما تعلق الزمان بالنبي صلى الله عليه وسلم مدحه، بل عظمه، إذ أقسم بعمره صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر : 72]، ولم يقسم الله بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وسلم. وجعل ربنا خير الأزمان زمن بعثته، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير القرون قرني) [متفق عليه]، وكما مر قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم) [رواه الترمذي]. فشرف الزمان الذي بعثه فيه، وعظم الزمان الذي أبقاه فيه في هذه الدنيا، ولولا تعلق هذين الزمنين بجنانه العظيم صلى الله عليه وسلم ما حظيا بهذا التكريم.
وشرف الله المكان الذي تعلق بجانبه العظيم صلى الله عليه وسلم؛ حيث أقسم بمكة ما دام النبي صلى الله عليه وسلم يقيم فيها، فقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ} [البلد : 1 ، 2].
وشرف الله المدينة وجعلها حرمًا آخر، لا لشيء إلا لتعلقها بجنابه الأعظم صلى الله عليه وسلم، وجعل الله ثواب الصلاة في المسجد الذي نسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه مضاعفة ألف مرة من أي مكان آخر عدا المسجد الحرام. فهذا جانب من ثناء الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى كل ما تعلقه بجنابه الشريف من الأشخاص والأماكن والأزمان. رزقنا الله إتباعه في الدنيا ورفقته في الآخرة.