الجزيرة:
2025-06-07@06:50:58 GMT

أسواق القدس العتيقة تحتضر في ذروة موسمها السنوي

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

أسواق القدس العتيقة تحتضر في ذروة موسمها السنوي

في ذاكرة المقدسيين طُبعت صورة الاكتظاظ الشديد في أسواق البلدة القديمة خلال ما يسمونه "وقفات العيد"، وهي الأيام التي تسبق الأعياد، وكانت البضائع تَنفد ويجدد التجار عرض المزيد منها من شدة الطلب قبيل حلول عيدي الفطر والأضحى قديما.

ورغم أن تراجع الإقبال على الأسواق بدأ يأخذ منحى متصاعدا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، ثم الشروع في بناء الجدار العازل عام 2002، إلا أن شح الإقبال تحول إلى شلل شبه تام في حركة المتسوقين في البلدة القديمة منذ اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023.

وفي جولة للجزيرة بدأت من باب العامود -الذي يعدُّ أحد أكثر الأبواب ارتيادا للعتيقة- لاحظنا وجودا عسكريا كثيفا داخل وحول نقاط المراقبة الثابتة لقوات الاحتلال، وبمجرد الولوج منه إلى داخل السور، تتلقف الزائر أصوات الباعة الذين تتوزع بسطاتهم ومحلاتهم على جانبي الطريق المؤدي إلى سوقي خان الزيت والواد.

الجميع ينادي على بضائع مختلفة، لكنّ مُلبّي نداءاتهم قليلون جدا رغم أن طريقة العرض جاذبة، والروائح المنبعثة من أطعمة العتيقة المختلفة تفتح شهية الصائم لشرائها.

يواصل الاحتلال منع أهالي الضفة الغربية من دخول القدس مما أثر سلبا على الحركة التجارية (الجزيرة)

داخل سوق خان الزيت تبدو وجوه التجار شاحبة، ومنهم من وضع كرسيّا أمام حانوته وجلس عليه لانعدام الزائرين، ومنهم من يتبادلون أطراف الحديث الذي تتربع الحرب وانعكاساتها المؤلمة على عرشه.

إعلان

التاجر المقدسي يعقوب قاسم يقول، إن هذا هو رمضان الثامن عشر الذي يمرُّ عليه تاجرا في البلدة القديمة، لكنه لأول مرة، هذا العام، يشعر أن "قلوب الناس مطفية" ولا رواد للبلدة القديمة التي يخشى الجميع الوصول إليها بسبب الحصار والمضايقات الاحتلالية.

دعوا إلى إعمار الأقصى وشد الرحال إليه من أجل إعمار أسواق البلدة القديمة وإحيائها.. الجزيرة نت تأخذكم في جولة داخل أسواق القدس العتيقة للتعرف على أبرز سلع رمضان والأسعار، وحركة السوق قبيل حلول شهر رمضان المبارك.
للمزيد: https://t.co/JDjeKeonup pic.twitter.com/YvHBc0UijX

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 28, 2025

إجراءات طاردة

وفي التفاصيل قال قاسم للجزيرة نت، "الطرق نحو البلدة القديمة مغلقة، ولا مواقف للمركبات، والجنود يفتشون الناس ويحققون معهم ميدانيا، وفي حال اشتروا منا وأكملوا طريقهم إلى المسجد الأقصى، قد لا تسمح لهم الشرطة بإدخال مشترياتهم، وعليه فلا يوجد حافز للمواطنين على التسوق".

ويؤلم هذا التاجر هجرة المقدسيين أسواق العتيقة واعتمادهم كليا على التسوق من الأسواق الموجودة بأحيائهم وبلداتهم "فابن شعفاط يتسوق منها وكذلك كفر عقب وبيت حنينا وغيرهم".

ورغم ذلك، كان التجار -وفقا لقاسم- ينتظرون حلول شهر رمضان لأنهم يعتمدون أساسا فيه على أهالي الضفة الغربية الذين يصلون مرّة كل عام متعطشين للتجول والتسوق من الأسواق التاريخية.

ولكن هذا العام أُحكم الإغلاق ومُنع السواد الأعظم منهم من الوصول، وتُرك التجار يجابهون الاستنزاف المادي بسبب دفع مبالغ باهظة للضرائب وخدمة الكهرباء، ولا يوجد دخل يغطي هذه المصاريف التشغيلية.

ورغم الظروف المأساوية أبى هذا التاجر الذي يقع حانوته في منتصف سوق خان الزيت إلا أن ينهي حديثه ببث الأمل، فقال "سنبقى في بيت المقدس صامدين، ونتمنى أن يعيننا الله على البقاء في هذه البلاد نحن وأولادنا وأولادهم".

أبو عصب: حالة أسواق القدس قبل العيد مزرية وندعو إلى إعمار البلدة ومساندة تجارها والتوافد على الأقصى (الجزيرة) دعم فلسطينيي الداخل

أما التاجر أنور أبو عصب، صاحب أحد محلات العصائر الطبيعية المشهورة في العتيقة، فاكتفى بوصف حالة الأسواق قبيل العيد بـ "المزرية"، مضيفا، أن أهالي الداخل الفلسطيني يدعمون التجار، لكنّ إجراءات الاحتلال المتمثلة في التشديدات الأمنية في البلدة القديمة ومحيطها تقلل من وجود الناس الذين وجّه إليهم نداءً: "ادعموا البلد وساندوه لأنه بحاجتكم، وتوافدوا إلى الصلاة بالأقصى فلا شيء أجمل من ذلك".

إعلان

دعوة هذا التاجر تنضم إلى عدد من الدعوات التي تُعمم على منصات التواصل بين الحين والآخر لدعم صمود تجار البلدة القديمة بمبادرات من مؤسسات تارة ومن شخصيات اعتبارية تارة أخرى.

وفي هذا الإطار، كتب المحامي المقدسي حمزة قطينة قبل أيام على صفحته في موقع فيسبوك "حال أسواق البلدة القديمة في وقفة العيد يُرثى له، مهجورة وباقي السنة خاوية على عروشها.. ما بال أهلها هجروها، ولمن؟".

وتابع "يا أخي ادعم مجاوري المسجد الأقصى، وثبتهم في تلك الحصون، اذهب الى أي دكان فارغ من الزبائن واشترِ بمئتي شيكل، بنية تعزيز الرباط، سواء احتجت ذلك الغرض أم لم تحتجه، ولا تأبه بكل المعيقات ومشقة الوصول.. ضرر هجر هذه الأسواق على الكل أكثر منه على أصحاب تلك المحلات".

الرشق: الوضع التجاري الحالي في القدس لم يسبق له مثيل وقد تردى ترديا كبيرا جدا خاصة بعد الحرب (الجزيرة) وضع خطير

أمين سر الغرفة التجارية الصناعية في القدس حجازي الرشق، استهل حديثه للجزيرة: "إن الوضع التجاري الحالي في القدس لم يسبق له مثيل، إذ تردى بشكل كبير جدا، سواء على نطاق المحافظة عموما، أم البلدة القديمة خاصة، نتيجة انعكاسات الحرب الجارية".

وفي إحصائية للغرفة التجارية يقول الرشق "خلال فترة الحرب وجدنا أن 9% فقط من المحلات التجارية تعمل طبيعيا، وهي المختصة في المواد التموينية والسلع المنزلية، و34% من المحلات التجارية التي تتبع القطاع السياحي مشلولة تماما، ولا يوجد أي دخل للعاملين في هذا القطاع، وتعمل باقي الشرائح التجارية كالألبسة والأحذية في تأرجح وتشكل 54% من المحلات".

ولفت الرشق إلى أهمية الانتباه إلى أن الحالة النفسية للمقدسيين متردية كثيرا بسبب حرب الإبادة في غزة وما يحصل في محافظات شمال الضفة الغربية من ممارسات القتل والتهجير والهدم، وهذا يؤثر على المزاج العام، إضافة إلى تآكل في رأس مال المواطن، فلا يوجد دخل، ومن لديه مدخرات استنزفها في هذه الفترة وانعكس ذلك على الحركة بالأسواق تلقائيا.

إعلان

ورغم الوضع الاقتصادي المتردي عموما، فإن الرشق لاحظ انتعاشا في حركة المقدسيين بالشوارع التجارية المحيطة بالبلدة القديمة كشارع صلاح الدين الأيوبي، والزهراء والسلطان سليمان مع تجنب المقدسيين التوجه إلى أسواق الضفة الغربية بسبب الإغلاقات والحواجز العسكرية التي يمكثون فيها ساعات طويلة.

ووفقا لمعطيات الغرفة التجارية، فإن البلدة القديمة بالقدس تضم 1372 محلا تجاريا، أغلقت 312 منها أبوابها منذ عام 1967 وحتى عام 2020 الذي وصلت فيه جائحة كورونا إلى البلاد، وأثناء الجائحة ارتفع عدد المحلات المغلقة إلى 352، وفي الحرب الحالية يفتح بعض التجار أبواب محالهم في تذبذب، لكن لم يسجل إغلاق مزيد من الحوانيت بشكل دائم حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البلدة القدیمة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد العاملين إلى 7.9 مليون.. «منشآت» تصدر تقريرها السنوي لعام 2024

أصدرت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) تقريرها السنوي لعام 2024، الذي يسلّط الضوء على إنجازاتها والتحديات التي واجهتها خلال العام، إضافة إلى تقديم التوصيات والمقترحات التطويرية؛ لتحسين سير العمل، وإبراز الجهود المبذولة على مدار العام، في إطار التزام الهيئة بمسؤولياتها نحو تعزيز قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

ويتضمن التقرير ثلاثة أقسام رئيسة: (الإطار التمهيدي، والتقرير التفصيلي، والأداء المالي)، حيث يقدم الإطار التمهيدي نظرة مختصرة حول أبرز إنجازات "منشآت" ونجاحاتها، مع نبذة عن منظومة الهيئة وأطرها التشغيلية وفروعها، فيما يستعرض التقرير التفصيلي التوجه الإستراتيجي للهيئة، وما حُقق من إنجازات ملموسة، إلى جانب تحليل التحديات التي واجهت الهيئة وقطاع المنشآت، واستعراض الحلول والمقترحات المبتكرة التي تمكّن الهيئة من تجاوزها ومواكبة تطلعات المستقبل، كما يحوي نظرة استشرافية نحو الأهداف المستقبلية وخطط التطوير.

ويسلّط قسم الأداء المالي الضوء على واقع الموارد المالية، بما في ذلك مخرجات الميزانية، وعقود المشاريع الحالية، إضافة إلى الواردات المستهدفة للعام الحالي.

ووفق ما ورد في التقرير، يشهد قطاع المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة نموًا ملحوظًا خلال عام 2024، حيث ارتفع عدد المنشآت إلى 1.52 مليون منشأة مقارنة بـ 1.31 مليون منشأة في 2023، وارتفع عدد العاملين إلى 7.9 مليون بعد أن كان 6.9 مليون في العام السابق، كما بلغ متوسط الأجور الشهرية 2.9 ألف ريال، مقابل 2.8 ألف ريال في 2023، وارتفع إجمالي الأجور الشهرية إلى 257 مليار ريال، مقارنة بـ 230 مليار ريال في 2023.

ويعود هذا النمو إلى جهود "منشآت" المستمرة، في تعزيز بيئة الأعمال وتطوير منظومة داعمة للريادة، ولم تقتصر جهودها على تطوير السياسات فقط، بل أطلقت مجموعة من البرامج والمشاريع النوعية التي تسهم في تمكين القطاع وفق أفضل الممارسات العالمية.

واستعرض التقرير بين طيّاته أبرز الإنجازات الإستراتيجية لعام 2024، منها: تحسين الوصول إلى التمويل، إذ ارتفع حجم التسهيلات المقدمة من البنوك وشركات التمويل للمنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة إلى أكثر من 329.2 مليار ريال في الربع الثالث من 2024، مقارنة بـ 275.6 مليار ريال في الربع الرابع من 2023، بزيادة تقارب 19%، وتجاوزت ضمانات التمويل المقدمة ضمن برنامج "كفالة" حاجز 100 مليار ريال بالشراكة مع جهات التمويل المختلفة.

وسهّلت "منشآت" ممارسة الأعمال، وزادت من فرص الطلب وسهولة الوصول إلى الأسواق، حيث قدمت 15.000 فرصة استثمارية عبر الامتياز التجاري، وتحققت من جاهزية 522 علامة تجارية للمنح، مع تسجيل نمو بنسبة 38% في العلامات التجارية المحلية مقارنة بـ 2023.

وانضمت أكثر من 1.400 منشأة إلى برنامج "طموح"، وطرحت 28 شركة في السوق الموازي "نمو"، فيما تجاوز عدد العلامات التجارية المانحة للامتياز 1.200 علامة، وتجاوز عدد المستفيدين من مراكز الابتكار 42 ألف مستفيد، وفعّلت منظومة الابتكار، إلى جانب برامج التوسع الدولي وجائزة "ابتكر" السنوية، كما تجاوز عدد المستفيدين من مراكز دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة 40 ألف مستفيد.

وتؤدي "منشآت" دورًا حيويًا في تعزيز وزيادة فرص الطلب للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال دعم شامل يسهم في تحسين القدرة التنافسية للمنشآت، عبر إستراتيجيات مبتكرة لربطها بالأسواق المحلية والعالمية، وتقديم حلول لتوسيع أعمالها، كما أطلقت الهيئة برامج لتأهيل رواد الأعمال وتطوير مهاراتهم، منها التدريب، ودعم الإجراءات وتيسيرها، لرفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 35% ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • غزة ذروة المأساة والمساعدات تتحول إلى فخ للقتل الجماعي أو طريق للتهجير
  • تحديث جديد.. يوتيوب يوقف دعم أجهزة آيفون وآيباد القديمة
  • ترامب وشي جين بينغ يبحثان هاتفيا الحرب التجارية
  • إلغاء تأشيرات الطلاب واتساع رقعة الحرب التجارية الأميركية الصينية
  • الصحة تجدد تحذيرها للحجاج.. احترسوا من ساعات ذروة الحرارة
  • رئيس بلدية خزاعة للجزيرة نت: البلدة تعرضت لتدمير كل مكونات الحياة
  • قوات الاحتلال تداهم المحلات التجارية في شارع نابلس بالضفة الغربية
  • أعلى عائد على الادخار بالبنك الأهلي.. ما مصير الشهادات القديمة؟
  • “منشآت” تصدر تقريرها السنوي لعام 2024
  • ارتفاع عدد العاملين إلى 7.9 مليون.. «منشآت» تصدر تقريرها السنوي لعام 2024