إيران : مفاوضاتنا مع واشنطن غير مباشرة وسلطنة عُمان تواصل الوساطة
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن بلاده تعكف على دراسة المقترح الأمريكي الجديد بشأن الملف النووي، مؤكدًا أن طهران ستعلن ردها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح عراقجي، خلال مقابلة تلفزيونية، أن "الرد الإيراني سيُصاغ استنادًا إلى المبادئ الثابتة للجمهورية الإسلامية، وبما يحفظ مصالح الشعب الإيراني"، رافضًا الإفصاح عن فحوى العرض الأمريكي أو تفاصيل الرد المرتقب.
وعن مسار المحادثات بين الجانبين، أشار المسؤول الإيراني إلى أنه "لم يتم تحديد موعد الجولة السادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن حتى الآن"، موضحًا أن الحوار لا يزال يُدار بشكل غير مباشر، عبر وساطة سلطنة عُمان.
وأضاف عراقجي أن وزير الخارجية العُماني سيتولى إعلان توقيت الجولة المقبلة "في الوقت المناسب"، مؤكدًا استمرار مساعي مسقط لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
ارتياح إيراني للموقف المصريوخلال حديثه، عبّر الوزير الإيراني عن ارتياح بلاده لما وصفه بدعم مصر لمواقف إيران النووية، لافتًا إلى أن "القاهرة وطهران تتبنيان مواقف متقاربة تجاه مسألة السلاح النووي في الشرق الأوسط".
ورداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، شدد عراقجي على أن إيران "لا تسعى لامتلاك السلاح النووي"، في حين أن "الكيان الصهيوني يملك عشرات الرؤوس النووية ويتهم إيران زورًا".
وأكد أن برنامج بلاده النووي "سلمي بالكامل، ويستند إلى القوانين الدولية وفتوى دينية صريحة تحرّم حيازة السلاح النووي"، في إشارة إلى الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي في وقت سابق.
وفي ختام تصريحاته، أكد عراقجي أن طهران مستعدة لاتخاذ خطوات جادة لبناء الثقة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تبني "نهج عادل ومتوازن" في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عراقجي إيران طهران البرنامج النووي أمريكا ترامب مع واشنطن بشکل غیر
إقرأ أيضاً:
مصر خارج قائمة الحظر الأمريكي.. إشادة بثقة واشنطن رغم حادث كولورادو المثير للجدل
في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية حول العالم، ويُعاد النظر في سياسات الهجرة والسفر في الولايات المتحدة، جاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم شمول المصريين في قرار حظر السفر بمثابة رسالة واضحة ان مصر ما زالت دولة موثوقة في نظر واشنطن، رغم وقوع حادث فردي مثير للجدل من مواطن مصري على الأراضي الأمريكية.
قرار ترامب يُظهر تمييزًا بين الدولة ككيان مسؤول وبين تصرفات فردية لا تعبر عن شعب بأكمله، وهو ما يعكس احترامًا للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أوضح ترامب أنه لم يشمل مصر في قائمة الدول المحظورة "لأنها دولة نتعامل معها عن قرب، والأمور لديهم تحت السيطرة"، في إشارة إلى التعاون الأمني الوثيق بين البلدين، وتنسيق الأجهزة المعنية في ملفات مكافحة الإرهاب.
ورغم أن قرار الحظر شمل 12 دولة بشكل كامل و7 دول أخرى بشكل جزئي، بقيت مصر خارج القائمة، وهو أمر ذو دلالة عميقة في هذا التوقيت، خاصة مع الحساسية المتزايدة في ملف الأمن والهجرة.
حادث كولورادو.. مصري متهم في هجوم عنيفبالتوازي مع هذا القرار، هزت الأوساط الأمريكية أنباء هجوم نفذه المواطن المصري محمد صبري سليمان، الذي ألقى زجاجات مولوتوف على مشاركين في مسيرة مؤيدة للإسرائيليين في مدينة بولدر بولاية كولورادو.
سليمان، الذي يواجه تهمًا فدرالية بارتكاب جرائم كراهية ومحاولة القتل، أثار جدلًا واسعًا، خصوصًا بعد إعلان البيت الأبيض نية ترحيل عائلته فورًا، وهم زوجته وأطفاله الخمسة.
لكن سرعان ما تدخل القضاء، وأصدر القاضي الفيدرالي جوردون غالاغر قرارًا بوقف إجراءات ترحيل الأسرة، في خطوة تعكس حرص المؤسسة القضائية الأمريكية على الفصل بين المتهم وأفراد عائلته الذين لم توجه لهم أي تهم.
البيت الأبيض ووزيرة الأمن.. لهجة حادة وتحقيقات مستمرةالبيت الأبيض، عبر منصة "إكس"، وصف سليمان بـ"المقيم غير الشرعي"، وأكد أن زوجته وأطفاله محتجزون لدى سلطات الهجرة استعدادًا لترحيلهم.
من جهتها، صرّحت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن التحقيقات جارية لمعرفة مدى علم العائلة أو دعمها للهجوم، مما يعني أن القضية ما زالت قيد البحث، مع احتمالية أن تتغير المواقف الرسمية لاحقًا بناءً على نتائج التحقيقات.
رغم خطورة ما قام به سليمان، فإن واشنطن، ممثلة في تصريحات ترامب، حرصت على التأكيد أن ما حدث لا يمس الدولة المصرية أو شعبها، بل هو تصرف فردي يندرج ضمن فئة الاستثناءات.
هذا الموقف يعزز صورة مصر دوليًا، ويؤكد قدرتها في الحفاظ على الأمن الداخلي والتعاون الخارجي، وهو ما يُعد مكسبًا دبلوماسيًا في ظل عالم سريع التغيير.
في ظل أزمات متعددة تمر بها المنطقة والعالم، اختارت واشنطن أن تضع ثقتها في مصر، وتفصل بين السياسة والمواقف الفردية.
ورغم أن المواطن المصري محمد صبري سليمان يقبع الآن في مواجهة قضايا جنائية كبرى، فإن قرار ترامب بعدم شمول مصر في قائمة الحظر ليس مجرد قرار سياسي، بل رسالة سياسية تعكس عمق التعاون القائم بين البلدين، وتُبرز قدرة القاهرة على الحفاظ على استقرارها الداخلي وإدارة علاقاتها الدولية بعقلانية.