وزير خارجية فرنسا يدعو الصين لـإقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
بكين"أ.ف.ب": حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بكين اليوم الخميس على المساعدة في الضغط على روسيا للدخول في مفاوضات تهدف لإنهاء حربها على أوكرانيا، وذلك أثناء لقائه نظيره الصيني وانغ يي.
سعت فرنسا والصين لتعزيز العلاقات خلال السنوات الأخيرة، لكن باريس ضغطت أيضا على بكين في ما يتعلّق بعلاقاتها مع موسكو التي توطدت منذ بدأ الحرب في أوكرانيا.
وأفاد بارو بعدما اجتمع مع وانغ في دار الضيافية الحكومية "ديايوتاي" صباح اليوم الخميس بأنهما أجريا "محادثات صريحة وبنّاءة ومعمّقة".
وأضاف أن على الصين وفرنسا "التنسيق لدعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا".
وتابع أن "لدى الصين دورا ينبغي أن تؤديه يتمثل في إقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع مقترحات جديّة وعن حسن النية".
وركزت محادثات اليوم أيضا على العلاقات الاقتصادية إذ تواجه كل من بكين والاتحاد الأوروبي رسوما جمركية واسعة النطاق فرضتها الولايات المتحدة فضلا عن الخلاف التجاري القائم بين الطرفين.
وقال بارو إن "فرنسا تعارض أي شكل من أشكال الحروب التجارية وتدافع عن الحوار في ما يتعلق بالمسائل التجارية، خصوصا بين الاتحاد الأوروبي والصين".
ولفت إلى أن الطرفين يأملان في التوصل إلى "حل سريع" لفرض بكين رسوما جمركية على البراندي المستورد من الاتحاد الأوروبي.
ورد وانغ بالقول إن الصين "ستعزز أكثر تنسيقنا الاستراتيجي بشأن القضايا الدولية والإقليمية الملحة".
وتصر الصين على أنها طرف محايد في نزاع أوكرانيا. لكنها حليف سياسي واقتصادي مقرّب من روسيا علما بأن أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وصفوا بكين بأنها "عامل تمكين حاسم" في الحرب التي لم تدنها قط.
وأقر بارو في وقت سابق بوجود "خلافات" بين بكين وباريس حيال هذه المسألة وغيرها.
لكنه قال إنه "يتعين بالتالي على بلدينا العمل معا لتعزيز.. الحوار".
وقال لوانغ "في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، تظهر أوروبا جديدة بشكل سريع. تتمثّل بوصلتها الوحيدة بالسيادة الاستراتيجية".
وتابع "ستكون يقظة خصوصا في الدفاع عن مصالحها وقيمها".
في المقابل، حذّر وانغ من أن "الوضع الدولي تغيّر مجددا وسيكون فوضويا أكثر".
وأكد أن على البلدين "التزام التعددية" و"العمل معا من أجل السلام والتنمية في العالم".
وبدأ بارو اليوم بزيارة جامعة اللغة والثقافة في بكين حيث توجّه إلى الطلاب الذين أكد لهم ميّزات تعلّم الفرنسية والعلاقات القوية بين البلدين.
وقال للطلبة "يحتاج السياق الحالي أكثر من أي وقت مضى إلى شراكة فرنسية-صينية من أجل تحقيق الاستقرار الجيوسياسي والازدهار ومن أجل مستقبل كوكبنا".
وأعربت الصين عن أملها في أن تشهد زيارة بارو هذا الأسبوع تعميقا للتعاون في عالم يواجه "اضطرابات وتحوّلات".
ولفتت إلى أن الجانبين سيناقشان سبل "مقاومة الأحادية وعودة شريعة الغاب بشكل مشترك"، في إشارة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أحدثت عودته إلى البيت الأبيض في يناير هزة في النظام الدولي.
وبعد المحادثات مع وانغ، اجتمع بارو مع رئيس الوزراء لي تشيانع الذي يعد المسؤول الثاني في الصين، في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
وقال لي إن "العالم حاليا لا ينعم بالسلام ويزداد عدم الاستقرار والضبابية".
وأضاف أن "الصين وفرنسا، كدولتين رئيسيتين مستقلتين ومسؤولتين، عليهما تعزيز التعاون".
وتابع "علينا من خلال تعاوننا ضخ مزيد من اليقين في العلاقات الثنائية والعالم".
ومن المقرر أن يتوجّه بارو إلى شنغهاي حيث سيدشن محطة لإنتاج الهيدروجين الجمعة أنشأتها مجموعة "اير ليكويد" ويشارك في منتدى اقتصادي فرنسي-صيني.
وذكرت بكين أنها ستستغل الزيارة لـ"ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة".
وتأتي زيارة بارو للصين في إطار جولة أوسع في آسيا تشمل محطتين أخريين هما إندونيسيا وسنغافورة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لافروف: نقدر جهود ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وسنرد على أي خطوة عدائية
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تقديره لجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سعيه لوضع حد للصراع في أوكرانيا بالسبل الدبلوماسية.
وأكد لافروف أن لا نية لبلاده في شن حرب على أوروبا، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن موسكو سترد على أي خطوة عدائية.
وقال إن أوروبا لا تملك إمكانات موسكو، مضيفا أن البعض هناك يعترفون باستحالة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا.
كما شدد الوزير الروسي على أن بلاده سترد على نشر أي قوات عسكرية أجنبية داخل الأراضي الأوكرانية.
وأشار لافروف إلى أن الرئيس الأميركي لا يسرع في رفع العقوبات عن روسيا بل يزيدها، مؤكدا أن موسكو سترد على أي محاولة للاستيلاء على أصولها في الغرب.
ومن جانب آخر، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو القول اليوم الأربعاء إن روسيا تنتظر ردا من الولايات المتحدة بشأن مقترحاتها الخاصة بمعاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية.
ويعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الامتثال طواعية لقيود المعاهدة التي ينتهي أجل العمل بها في فبراير/شباط، شريطة أن تفعل الولايات المتحدة الأمر نفسه.
الموقف الأوكرانيفي المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إنهاء الحرب في بلاده متوقف على مدى استعداد روسيا لذلك، مؤكدا أنه يعمل بوتيرة كبيرة على جميع مكونات الخطة المحتملة لإنهاء الحرب.
وأضاف أنهم عملوا على المكونات الأوكرانية والأوروبية من الخطة بالفعل، وأنهم مستعدون لتقديم الخطة للشركاء الأميركيين.
وأعلن زيلينسكي أنه سيرسل ما قال إنها وثائق مُنقحة بشأن السلام إلى الولايات المتحدة قريبا.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي، لموقع "بوليتيكو"، إنه لم تجر انتخابات في أوكرانيا منذ وقت طويل، وإنهم يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية، لكن الأمور وصلت إلى حد لم تعد فيه ديمقراطية.
إعلانوأضاف ترامب أن القادة الأوروبيين يتحدثون كثيرا، لكنهم لا ينجزون شيئا، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا تستمر بلا نهاية.