لم تتوقف وتيرة نسف المنازل والمربعات السكنية في قطاع غزة، منذ استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة في الـ18 من الشهر الماضي، محيلا مناطق واسعة إلى أكوام من الركام والدمار.

وقال شهود عيان لـ"عربي21" إن عمليات نسف واسعة ومستمرة تجري في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، خصوصا في المناطق التي يتوغل فيها جيش الاحتلال، مثل تل السلطان غربا، والمنطقة المتاخمة للحدود المصرية.



ولفت الشهود إلى أن انفجارات ضخمة وهائلة تسمع بين الفينة والأخرى في المناطق الوسطى والجنوبية والغربية من رفح، ناجمة عن عمليات نسف تقوم بها وحدات هندسية تابعة لجيش الاحتلال في المدينة التي تشهد توغلا بريا واسعا.



وفي مناطق شرق وجنوب خانيونس، تواصل قوات الاحتلال عمليات نسف المنازل أيضا، خصوصا في المناطق الشرقية، ومنطقة "موراج" المتاخمة للحدود مع مدينة رفح، والتي أعلن الاحتلال أنه أقام محورا جديدا فيها، بينما ينسحب الأمر على مناطق عدة في شمال القطاع، أبرزها منطقة بيت لاهيا، وبيت حانون، وأجزاء من حي الشجاعية شرق غزة.

وقال مصدر ميداني لـ"عربي21" إن ما تجريه قوات الاحتلال من عمليات نسف في القطاع، يهدف إلى إعدام فرص الحياة، ودفع الناس إلى الهجرة إلى الخارج، من خلال حرمانهم من العيش داخل منازلهم، وتدمير ما تبقى منها.



وشدد المصدر إلى أن نوايا التهجير كانت سببا مباشرا لمنع الاحتلال دخول البيوت السكنية المتنقلة "الكرفانات" خلال المرحلة الاولى من وقف إطلاق النار، والتي بدأت في الـ19 من كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك رغم بنود الاتفاق الواضحة بهذا الشأن.

وأكد المصدر الذي فضل عدم كشف هويته أن"عمليات النسف تجري وفق مخططات هندسية مدروسة، وموجهة بدقة لتدمير الطابع الحضري والسكاني في القطاع".

ولفت المصدر إلى أن عمليات النسف الممنهجة تزحف باتجاه عمق المدن والمناطق، ففي رفح مثلا بدأ نسف المنازل إنطلاقا من الشريط الحدودي مع مصر "محور فيلادلفيا"، ومن الشرق وصولا إلى عمق المدينة ثم غربا باتجاه حل تل السلطان المكتظ بالبنايات السكنية والأحياء.


ألغام متطورة ومعدات هندسية
وذكر المصدر في حديثه لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال تستخدم ألغاما متطورة و"روبوتات مسيرة" لنسف المنازل، إلى جانب معدات هندسية أخرى، مشيرا إلى أنه الاحتلال يعتمد هذه الوسائل كونها أنجع من القصف الجوي، وذلك للتأكد من عمليات التدمير والتخريب.

وفي تصريح خاص لـ"عربي21" ، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن سياسة نسف المنازل التي ينتهجها الاحتلال في قطاع غزة ليست سوى صورة من صور الإبادة الجماعية الممنهجة، وهي ترتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، بل تُصنّف ضمن "جرائم ضد الإنسانية" وفق ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية.

وشدد على أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف الأفراد، بل يستهدف "الحياة نفسها"، بتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتفجير مربعات سكنية كاملة، في عمليات قصف عشوائية ومقصودة في آنٍ واحد.
وتابع: "نحن لا نتحدث عن عمليات عسكرية، بل عن مجزرة معمارية وبشرية شاملة هدفها تفريغ الأرض من سكانها وإبادة الوجود الفلسطيني".

كم عدد المنازل المدمرة في القطاع؟ 
وكشف الثوابتة في تصريحه لـ"عربي21" أنه حتى بداية نيسان/ أبريل الجاري، دمر الاحتلال الإسرائيلي قرابة 165,000 وحدة سكنية بشكل كلي، وقرابة 115,000 بشكل بليغ غير صالحة للسكن، وقرابة 200,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل جزئي أو أصبحت غير صالحة للسكن.

وعلق المسؤول الحكومي على هذه الأرقام بالقول، إن ما يزيد عن مليون فلسطيني قد أصبحوا مشردين بلا مأوى، في واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
وأضاف: "الدمار لا يشمل فقط البيوت، بل يمتد إلى البنية التحتية بالكامل: شبكات الكهرباء والماء، المستشفيات، المدارس، المساجد، وحتى المقابر".

ما هي الأهداف الحقيقية من هذه السياسة الإسرائيلية؟ 
يرى الثوابتة أن الدوافع المعلنة من قبل الاحتلال تتذرع بالادّعاءات الأمنية، لكن الحقيقة أن هذه السياسة تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف خبيثة:

أولا: تفريغ الأرض من شعبنا الفلسطيني وتحقيق التهجير القسري على نطاق جماعي، وهذه جريمة حرب.
ثانيا: ترهيب المجتمع الفلسطيني بالكامل عبر تحويل البيوت إلى قبور، وقتل العائلات عن بكرة أبيها وهذه جريمة حرب أيضاً.
ثالثا: تدمير النسيج الاجتماعي والمدني، وشلّ الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية، وهذه جريمة حرب كذلك.
رابعا: خلق واقع ديموغرافي جديد بالقوة، يخدم أطماع الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على الأرض دون سكان، وهذه جريمة حرب إضافية.

وشدد على أن ما يجري ليس إجراءً عسكرياً، بل عقيدة تطهير عرقي واستراتيجية إبادة مكتملة الأركان، مستنكرا في الوقت نفسه سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي حيال هذه، حيث تُمارس ضغوط سياسية على بعض الأطراف، بينما يُترك الاحتلال الإسرائيلي طليقاً يكرر جرائمه بلا مساءلة.

ومع ذلك، رحب الثوابتة بأي جهود قانونية، بما فيها التحقيقات المفتوحة في محكمة الجنايات الدولية، والدعاوى القضائية التي رفعتها مؤسسات حقوقية في عواصم غربية، لكنه أكد أن "السكوت على هذه الجريمة يجعل من الصامتين شركاء فيها، ويشجّع الاحتلال على التمادي أكثر".


ودعا المجتمع الدولي إلى إنقاذ ما تبقى من كرامة إنسانية في غزة التي يشن عليها الاحتلال حرب إبادة جماعية شاملة وممنهجة، والمجتمع الدولي مطالبٌ بأن ينقذ ما تبقّى من الكرامة الإنسانية.

ووجه الثوابتة رسالة للفلسطينيين في غزة قال فيها: "سنبقى ثابتين على أرضنا الفلسطينية، وسنُعيد بناء ما هدموه، لأن إرادتنا أقوى من طائراتهم، وحقنا أقوى من صواريخهم". مؤكدا على ضرورة استخدام كل الوسائل السياسية والقانونية والإعلامية لكشف هذه الجريمة وملاحقة مرتكبيها، و"سنُبقي ملف الإبادة مفتوحاً أمام العالم حتى تتحقق العدالة، ويُقدّم المجرمون إلى محكمة التاريخ والضمير".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية نسف المنازل غزة الاحتلال التهجير الفلسطيني فلسطين غزة الاحتلال التهجير نسف المنازل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نسف المنازل فی قطاع غزة عملیات نسف إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستهدف طالبي المساعدات في غزة وسط مجازر دامية (شاهد)

صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بشكل كبير خلال الساعات الماضية، واستهدفت اليوم الثلاثاء، طالبي المساعدات في قطاع غزة، تزامنا مع غارات جوية استهدفت خياما للنازحين ومنازل مأهولة، إلى جانب عمليات النسف الواسعة شرق مدينة غزة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تمكنت صباح اليوم، من نقل عدد من المصابين من طالبي المساعدات، بعد إصابتهم بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة.

في غضون ذلك، أفاد مستشفى "العودة" باستقباله 30 شهيدا بينهم 14 امرأة و12 طفلا، جراء القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على منازل في المخيم الجديد شمال النصيرات وسط القطاع.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وتسببت مجازر الاحتلال خلال الساعات الماضية في استشهاد ما لا يقل عن 96 فلسطينيا، وإصابة العشرات، من بينهم 42 شخصا من منتظري المساعدات.



وأسفر قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة أبو عطايا بمخيم النصيرات، عن استشهاد 4 فلسطينيات، وإصابة عدد من المدنيين.

وفي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين في قصف استهدف شقة سكنية في محيط مدرسة الزهراء بحي الدرج شرقي المدينة، إضافة إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف مقر كلية نماء الذي يؤوي نازحين في محيط حي الصفطاوي شمالي المدينة.

وواصل الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الليل، تنفيذ أعمال قصف ونسف عديدة لمبان بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وأما في محافظة الشمال، استشهد 6 فلسطينيين من عناصر تأمين شاحنات المساعدات بقصف إسرائيلي استهدفهم قرب معبر "زيكيم" الإسرائيلي شمال غربي قطاع غزة.

والأحد، أعلن جيش إسرائيل "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبر منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.

ورغم شح المساعدات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ادعى الأحد أنه يسمح بـ"إدخال الحد الأدنى من المساعدات لغزة"، واتهم الأمم المتحدة بـ"اختلاق الأكاذيب" بشأن المساعدات.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


#شاهد | 4 شهداء وعدد من الجرحى بقصف الاحتلال لخيمة نازحين بمحيط مسجد حمزة، غرب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/AKVevTXPIQ

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 28, 2025

صباح من دم في #غزة بعد ليلة من الإرهاب الصهيوني..

????مستشفى العودة - النصيرات: 30 شهيداً وصلوا المستشفى فجراً من بين الشهداء 14 امرأة و12 طفلًا، ضحايا استهدافات الاحتلال على منازل المدنيين شمال النصيرات.

— أدهم إبراهيم #غزة ???????? (@AdhamIbrahimPal) July 29, 2025

ليلة صعبة للغاية على مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة هذه الليلة.. قصف مدفعي وحربي مكثّف!

أكثر من 30 شهيدًا في المجازر المكثّفة التي استهدفت المخيم، منهم 14 امرأة و12 طفلًا، في غاراتٍ طالت خيم النازحين ومنازل المدنيين.

— Meqdad Jameel (@Almeqdad) July 29, 2025

Bu, bir saat önce şehit olan çocuğunu kucağında tutan eşimin kardeşi.
محمد إبراهيم حمد ابن شقيق زوجتي شهيدا قبل قليل في النصيرات وسط غزة. رحمه الله رحمة واسعة وجعله شفيعا لوالديه pic.twitter.com/5RcvgBcEmI

— Mahmoud Alrantisi محمود الرنتيسي ???????? (@mahmoud_sr) July 28, 2025

“لمين تركتينا يا ماما؟”.. الطفلة صفاء الأغا، التي نجت بأعجوبة مع شقيقها، تودع والدتهما وجميع أفراد عائلتهما بعد ارتقائهم في قصف إسرائيلي على خيمتهم في مواصي خانيونس. pic.twitter.com/V5OH2IdiKK

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 29, 2025

مقالات مشابهة

  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • باريس: اعتداءات المستوطنين سياسة ترهيب ممنهجة بحق الفلسطينيين
  • الاحتلال يستهدف طالبي المساعدات في غزة وسط مجازر دامية (شاهد)
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 آخرين في عمليات للمقاومة بغزة
  • إنزال المساعدات من الجو .. تمويه لجريمة تجويع إسرائيلية ممنهجة في غزة
  • حكومة غزة: ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل سوى شاحنتين من المساعدات
  • اعتداء عنصري في رام الله.. مستوطنون يحرقون مركبات الفلسطينيين ويهاجمون الممتلكات
  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم