ناصر بن حمد العبري
في كل موقف صعب يمر به الوطن، نجد أنَّ الشعب العُماني بمختلف فئاته، يلتف ويتكاتف بروح واحدة، مُساندًا قيادته الحكيمة، ومُستعدًا للتضحية من أجل رفعة الوطن؛ سواء في الأزمات الاقتصادية، أو الأنواء المناخية الطبيعية، أو التحديات الصحية؛ حيث يظهر المواطنون متعاونين ومتضامنين، في صورة تعكس قيم المجتمع العُماني المتجذرة في التكاتف والإخاء.
ولا شك أنَّ التلاحم الوطني ليس مجرد شعارات تُرفع في المناسبات؛ بل هو سلوك يومي يتجلى في أفعال الأفراد والمجتمعات. فكلما واجه الوطن تحديًا، نجد أن أبناءه يهبون للدفاع عنه؛ سواء من خلال العمل التطوعي، أو تقديم الدعم المالي، أو حتى من خلال نشر الوعي وتعزيز الروح المعنوية. وهذه الصورة الجميلة تعكس عمق الانتماء والولاء الذي يحمله كل عُماني تجاه وطنه وقيادته.
ومع ذلك، فإنَّ المحافظة على هذا التلاحم الوطني والهوية العُمانية مسؤولية الجميع. وعلينا أن نتجاهل كل مزامير الفتنة التي تبث سمومها من خارج الحدود والتي أخذت تتهاوى مع إرادة الشعب العظيم، وأن نكون حذرين من التأثيرات السلبية التي قد تزعزع وحدتنا. يتطلب تعزيز قيم الوحدة الوطنية في الأجيال القادمة جهودًا متواصلة من قبل جميع المؤسسات، سواء كانت تعليمية أو إعلامية أو اجتماعية؛ فالتعليم هو الأساس الذي يبني عليه الشباب وعيهم الوطني، ويغرس فيهم مبادئ الانتماء والولاء للوطن وللقيادة الحكيمة.
والإعلام يؤدي دورًا حيويًا في تشكيل الرأي العام، ويجب أن يكون صوتًا يُعزز من قيم التلاحم والتضامن، بدلاً من أن يكون أداة لنشر الفتنة والفرقة. كما يتعين علينا أن نعمل جميعًا على تعزيز روح المسؤولية لدى الشباب، ليكونوا قادرين على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، وليكونوا حماة للوطن في المستقبل.
والتحديات التي تُواجه الوطن ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة أيضًا، وبفضل تلاحم الشعب مع قيادته، يمكننا تجاوز كل العقبات. وعلينا أن نؤمن بأنَّ كل فرد في المجتمع له دور مهم في هذه المسيرة، وأن كل جهد يُبذل يُعتبر خطوة نحو تحقيق أهداف وتطلعات الشعب العُماني الأصيل، كما يحرص مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أيده الله- على الاهتمام بالشباب العُماني، وفي كل الخطابات السامية الكريمة يشيد بدور الشباب في خدمة الوطن، كما إن مولانا- حفظه الله- يولي جل اهتمامه بعدد من الملفات ومنها ملف الباحثين عن عمل والمسرحين وإن شاء الله سوف نسمع الأخبار السارة تأتي تباعًا.
إنَّ الوطن والقيادة وجهان لعملة واحدة، علاقة قائمة على الحب والثقة والاحترام. وحين يكون الشعب ملتفًا حول قيادته، يصبح الوطن أكثر قوة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأشد استقرارًا وازدهارًا. لذا، علينا جميعًا أن نحافظ على هذه العلاقة المتينة، ونواصل العمل من أجل تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لعُماننا الحبيبة.
وفي الختام.. أوجه كلمة شكر وتقدير إلى أبطال سلطنة عُمان المرابطين في كل شبر من أرض عُمان من الأجهزة العسكرية والأمنية السياج القوي والمنيع لهذا الوطن العزيز.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"جمعية المرأة" بالعوابي تنظّم ورشة حول السَّمْت العُماني وأدب المجالس
العوابي- خالد بن سالم السيابي
نظّمت جمعية المرأة العُمانية بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة ورشة توعوية بعنوان "السَّمْت العُماني وأدب المجالس"، قدّمها فارس بن عبدالله الشقصي، واستهدفت الناشئة من الصف الثاني حتى الصف السادس، وذلك ضمن جهود الجمعية في تعزيز الهوية الوطنية والسلوك القويم لدى الأجيال الصاعدة.
هدفت الورشة إلى ترسيخ مفاهيم السلوك الحضاري المرتبط بالهوية العُمانية، وأهمية التحلّي بالسمت وأدب المجالس كركائز أصيلة من الشخصية العمانية، تسهم في بناء مجتمع متماسك يُعلي من شأن القيم والأخلاق، وتناول المحاضر عدة محاور تربوية وسلوكية أبرزها: مفهوم السَّمْت العُماني وأبعاده في التربية والسلوك وآداب المجالس العمانية وأثرها في ترسيخ الاحترام والوقار، وشهدت الورشة تنفيذ تدريبات عملية على استقبال الضيوف والتحدث اللبق في المجالس.
كما شملت الورشة أنشطة تفاعلية حاكت واقع المجالس العُمانية، وتفاعل خلالها الأطفال مع نماذج تطبيقية تهدف إلى تعزيز السلوك القويم والاعتزاز بالموروث الاجتماعي.
وفي ختام الورشة ثمّن فارس الشقصي تفاعل المشاركين، مؤكدًا على أهمية نقل هذه القيم للأجيال القادمة، لضمان استمرارية الهوية العُمانية في ظل المتغيرات المتسارعة.