العيد في معظم أنحاء العالم هو مناسبة مبهجة ، حيث تكتسي المدن حلل الزينات، وتعمّ الفرحة البيوت والشوارع ، وتمتلئ الأجواء بالألعاب النارية وأصوات الموسيقي والأطفال. لكنه في غزة قصة مختلفة تمامًا ، إذ يأتي العيد مثقلًا بالحزن ، مشوهًا بالدمار ، وممزوجًا بالدماء وبالدموع بدلًا من الضحكات. في حين يحتفل العالم ، يعاني سكان غزة من واقع مأساوي جعل العيد أقرب إلى مأتم جماعي منه إلى احتفال.
وسط الركام ، كانت تتساقط القنابل والصواريخ علي الأطفال بدلاً من الحلوي ، حيث كانت البيوت عامرة بأهلها ، يجلس آلاف الفلسطينيين بلا مأوى، بعد أن سُوِّيت منازلهم بالأرض. تتكدس العائلات في العراء ، أو في خيام إن وجدت ، بينما البعض الآخر يفترش الشوارع.
في العيد، الذي يُفترض أن يكون يوم اللقاءات العائلية والفرح ، يجد أهل غزة أنفسهم مشتتين ، يتذكرون من فقدوهم، ويتألمون لغياب أبسط مقومات الحياة. يستيقظ الأطفال في غزة في صباح العيد ليس على رائحة الكعك والحلوي والقهوة ، بل على أزيز الطائرات وصورة الركام الذي كان يومًا منازلهم. يبحثون عن جرعة ماء ليروي عطشهم ، ويقفون في طوابير طويلة أمام نقاط توزيع الإغاثة بدلًا من انتظار العيدية. ملابسهم ممزقة أحذيتهم مهترئة، وألعابهم تحت الأنقاض. في عالم آخر يتلقى الأطفال الهدايا ويركضون فرحين بينما في غزة يزورون المقابر حيث يرقد آباؤهم وأصدقاؤهم .
في هذا العيد، الذي يُفترض أن يكون مناسبة للفرح يعاني أهل غزة من فقدان أحبائهم، والخوف المستمر من القصف .. والحرمان من أبسط الاحتياجات. العيد هنا يرسّخ الحزن أكثر ممَّا يجلب السعادة ، ويترك آثارًا نفسية عميقة على الصغار قبل الكبار ، ومع ذلك يحاول الغزيون أن يتمسكوا بالحياة، فيصنعون فرحًا ولو كان صغيرًا ، بابتسامة طفل أو بمبادرة خيرية تقدم قطعة حلوى لمن حُرموا منها.
العيد في غزة لا يشبه الأعياد، بل هو يوم آخر من الصمود وسط المعاناة. وبينما يحتفل العالم، تظل غزة شاهدة على جرح مفتوح ، وألم لا يراه كثيرون لكنها رغم كل شيء تظل تنبض بالحياة ، متمسكة بالأمل الذي لا تمحوه الحرب.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محرز يفجّرها: ماندريا ليس جاهزًا… وبن بوط يستحق أن يكون الحارس الأول في “كان 2025”!
في حوار صريح وشامل خصّ به موقع “العربي الجديد“، قدّم حارس المنتخب الجزائري سابقاً، سيد أحمد محرز، تقييماً دقيقاً لمستوى “الخضر” في الفترة الحالية.
محرز-يفجّرها-ماندريا-ليس-جاهزًا-وبن
وسلّط الضوء على التحديات الكبرى التي تلاحق المنتخب. وعلى رأسها أزمة حراسة المرمى.
كما عبّر عن رأيه بخصوص مستقبل الخُضر في كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب. ومصير المنتخب المحلي بقيادة بوقرة في الدفاع عن لقب كأس العرب.
وعلّق سيد أحمد محرز، على الخسارة الودية الأخيرة أمام السويد (4-3)، قائلًا إن المنتخب الجزائري “قدّم وجهين مختلفين تماماً” خلال اللقاء. حيث بدا تائهاً وباهتاً في بداية المباراة. قبل أن يتحسّن أداؤه بشكل ملحوظ في آخر نصف ساعة.
واعتبر أن الضغط العالي غير المدروس الذي حاول الفريق تطبيقه منذ البداية، رغم الحالة البدنية المرهقة للاعبين في نهاية موسم شاق. كان من الأسباب المباشرة لهذا التراجع.
ولم يتردد محرز في توجيه انتقادات لبعض الخيارات الفنية. مشيراً إلى أن ريان آيت نوري لا يصلح للعب في خط دفاع رباعي. وهو الأمر ذاته بالنسبة للمدافع محمد فارسي، الذي لم ينسجم مع الثنائي ماندي وبن سبعيني.
كما لفت إلى وجود “خلل واضح في محور الدفاع” يجب معالجته قبل دخول المنافسات الرسمية.
وبوصفه مدرباً سابقاً للحراس، تحدّث محرز، مطولًا عن تراجع مستوى الحارس أنتوني ماندريا. معتبرًا أن ما يمرّ به “أزمة ذهنية بالدرجة الأولى”. ورأى أن إشراكه أساسياً أمام السويد كان قرارًا خاطئًا. خاصة بعد موسم كارثي مع نادي كان الفرنسي. حيث تلقى 44 هدفاً وهبط إلى الدرجة الثالثة الفرنسية.
كما أوضح أن الهدف الثاني يعد مسؤولية فردية لماندريا، في حين يتحمل جزءاً من مسؤولية الهدف الأول. مشيراً إلى أن بقية الأهداف يصعب تحميله مسؤوليتها الكاملة، لكنها تظهر تراجع الثقة والتمركز.
وفي السياق ذاته، رشّح محرز حارس اتحاد الجزائر أسامة بن بوط، ليكون الحارس الأول لـ”الخُضر”، قائلاً: “هو الأفضل من حيث الجاهزية والاستقرار الذهني، وقدّم موسماً ممتازاً مع فريقه محلياً وقارياً. ولديه خبرة بالملاعب الأفريقية، وهو ما نحتاجه قبل كأس أفريقيا”.
أما عن الحارس ألكسيس قندوز، فعبّر عن استغرابه من إبعاده، مشدّداً على أنه “لم يخيب عندما تم الاعتماد عليه سابقاً”. وأنه “من غير المنطقي إبعاده دون مبرر فني واضح”.
ورغم تحفظه على ترشيح الجزائر للفوز بكأس أفريقيا المقبلة في المغرب. أكد محرز أن الأجواء المريحة في المغرب قد تساعد المنتخب على مفاجأة الجميع. تماماً كما حدث في مصر 2019. قائلاً: “الضغط هذه المرة سيكون أقل، وهذا قد يتحول إلى نقطة قوة إذا أحسن استغلالها”.
وبخصوص المنتخب المحلي، أشار محرز إلى أن الأمور ستكون أكثر صعوبة من نسخة 2021. لأن البطولة القادمة ستتزامن مع كأس أفريقيا. ما يعني غياب لاعبي المنتخب الأول.
ورغم ذلك، اعتبر أن المدرب مجيد بوقرة يملك خيارات بديلة محترمة مثل: براهيمي، سعيود، لكحل، وعبيد، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بلاعبين من الدوريات الأسكندنافية والروسية.
ختاما، علّق محرز، على خبر انتقال عادل بولبينة إلى نادي الدحيل القطري. قائلاً: “أعرف هذا النادي جيداً واحترافيته العالية. بولبينة يستحق هذه الفرصة. وأتمنى أن يمنح بعض الوقت مع المنتخب الأول. لأنه يملك ما يكفي من الإمكانيات”.