ترامب يتمسك بالرسوم الجمركية رغم المحادثات الدولية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
في ظل التصعيد الأخير في السياسات التجارية الأميركية، لا تزال احتمالات التوصل إلى اتفاق لتقليص الرسوم الجمركية المفروضة من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيدة المنال، بحسب ما أكده تقرير لموقع "إنفستنغ" بتاريخ 7 أبريل/نيسان 2025، نقلًا عن مؤسسة "وولف ريسيرش".
ورغم أن أكثر من 50 دولة بدأت محادثات منذ إعلان الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل/نيسان، تشير الإشارات الرسمية إلى أن الإدارة الأميركية تنظر إلى هذه الرسوم كأداة هيكلية طويلة الأجل، وليست مجرد ورقة ضغط تفاوضية.
وصرّح توبي ماركوس، رئيس وحدة السياسات العامة في "وولف ريسيرش": "نعتقد أن الرئيس لا يسعى إلى صفقات، بل إلى فرض رسوم جمركية كبيرة"، موضحا أن الهدف من هذه السياسة هو "إعادة التصنيع داخل الولايات المتحدة، تقليص العجز التجاري، وإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي".
وأضاف ماركوس "من المرجح أن أي تعديل في هذه السياسة لن يحدث إلا إذا ظهرت مؤشرات حقيقية على ضعف اقتصادي فعلي، وليس مجرد تراجع في الأسواق المالية".
الضغط الاقتصادي مستمروكان ترامب قد صرّح في مؤتمر صحفي بتاريخ السادس من أبريل/نيسان: "علينا أن نحل مشكلة العجز التجاري، لدينا عجز بقيمة تريليون دولار مع الصين… وإذا لم نحل هذه المشكلة فلن أعقد أي صفقة"، ما يقلل من احتمالات التوصل إلى حل سريع.
من جهته، شدد كل من وزير الخزانة الأميركي بيسينت ووزير التجارة لوتنيك على أن الرسوم الجمركية تشكّل "تصحيحًا ضروريًا لاختلالات تجارية تاريخية".
إعلانورغم إشارة ترامب إلى مكالمة "بناءة للغاية" مع فيتنام، فإن ماركوس قلّل من أهمية هذا الانفتاح قائلا "لا نرى أن هذا يعني قرب التوصل إلى اتفاق"، مشيرا إلى استمرار الإدارة في انتقاد السياسات التجارية الفيتنامية، وموضحا أن "إلغاء الرسوم وحده لا يكفي".
وأشار ماركوس إلى أن أي تراجع ملموس في الرسوم الجمركية لن يحدث على الأرجح إلا إذا ظهرت علامات ضعف حقيقي في الاقتصاد، وليس فقط في أسواق المال. كما اعتبر أن توقيع اتفاق تجاري مع دولة مثل فيتنام يتضمّن تقليص العجز التجاري، قد يكون إشارة إلى تحوّل في موقف الإدارة، وسيُنظر إليه كعامل إيجابي في الأسواق.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات متزايدة بفعل سياسة الرسوم الجمركية الأميركية، مع تزايد المخاوف من انعكاساتها على النمو الاقتصادي العالمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرسوم الجمرکیة العجز التجاری
إقرأ أيضاً:
ترامب يصعّد النزاع التجاري .. تهديدات جديدة برسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي وآبل
في خطوة تحمل الكثير من الجدل وتزيد من توتر العلاقات التجارية الدولية، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واجهة التصريحات الاقتصادية النارية، مهددًا بفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي وشركة أبل الأمريكية العملاقة. جاءت تهديدات ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابات متزايدة وسلاسل توريد معقدة.
في أحدث تصريحاته، أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على منتجات الاتحاد الأوروبي ابتداءً من يونيو المقبل، في حال استمرت المفاوضات التجارية بين الجانبين في حالة الجمود. واعتبر ترامب أن الاتحاد الأوروبي "تأسس في الأساس لاستغلال الولايات المتحدة"، ما يشير إلى تصعيد خطابي حاد من جانبه في ملف تجاري شائك لم تُحلّ عقده بعد.
هذه التصريحات تأتي لتكمل سلسلة من الخطوات التي اتخذها ترامب خلال ولايته السابقة، والتي شملت فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية، وأثارت حينها ردود فعل غاضبة من بروكسل.
آبل تحت النار.. رسوم بنسبة 25% تهدد أسعار الآيفونلم يكن الاتحاد الأوروبي وحده في مرمى تهديدات ترامب. فقد طال التهديد هذه المرة شركة آبل، أحد عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة. وكتب ترامب منشورًا صريحًا على "تروث سوشيال"، أكد فيه أن هواتف آيفون المخصصة للبيع في السوق الأمريكية يجب أن تُصنع داخل الأراضي الأمريكية، وليس في الهند أو الصين، وإلا فستُفرض عليها رسوم جمركية لا تقل عن 25%.
وجاء هذا التهديد ليُربك الأسواق، حيث تراجعت أسهم آبل بأكثر من 2% في تداولات ما قبل افتتاح السوق، في إشارة واضحة إلى قلق المستثمرين من التداعيات المحتملة لهذا التصعيد.
ضغوط على تيم كوك وسلاسل التوريدترامب كشف أيضًا عن أنه ناقش هذه المسألة مع تيم كوك، المدير التنفيذي لآبل، في مناسبات سابقة، مشددًا على ضرورة تصنيع الأجهزة داخل أمريكا. ووجه له إنذارًا واضحًا بأن عدم الاستجابة سيؤدي إلى فرض رسوم ضخمة، وهو ما قد يرفع أسعار الهواتف المحمولة ويقلل من قدرة المستهلكين على شرائها.
الجدير بالذكر أن آبل، ومنذ تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين في عهد ترامب، بدأت في تحويل جزء من سلسلة توريدها إلى الهند. ووفقًا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، تخطط آبل حاليًا لتوسيع عملياتها هناك، من خلال شركة فوكسكون التايوانية التي ستبني مصنعًا جديدًا في ولاية تاميل نادو الهندية.
تحوّلات دولية تواجهها الشركات الأمريكيةتهديدات ترامب تعكس توجهًا حمائيًا مستمرًا يفرض ضغوطًا إضافية على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل، أمازون، وولمارت. هذه الشركات تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع متغيرات السياسة التجارية، وخصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم.
بين الشعبوية والحسابات الاقتصاديةتُظهر تصريحات ترامب الأخيرة أن المعركة حول مستقبل التصنيع وسلاسل التوريد الأمريكية لم تُحسم بعد، بل إنها تتفاقم مع دخول عوامل جيوسياسية جديدة على الخط. وبينما تسعى شركات مثل آبل للحفاظ على مرونة الإنتاج وتكاليفه، فإن التوجهات السياسية قد تفرض معادلات جديدة تمامًا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، لا تبدو هذه التصريحات مجرد تهديدات اقتصادية، بل رسائل انتخابية موجهة لجمهور ترامب الذي يفضل العودة إلى شعار "صنع في أمريكا".