سواليف:
2025-05-28@15:08:49 GMT

ما نحتاجه ليس فائض قوة، بل فائض وعي.

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

ما نحتاجه ليس #فائض_قوة، بل #فائض_وعي.
بقلم: د. هشام عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
في سباقها التاريخي نحو تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”، سعت تل أبيب إلى تثبيت مشروع توسّعي من “النيل إلى الفرات”، لكن الواقع الميداني اليوم لا يشي إلا بانكماش استراتيجي، وانكشاف أخلاقي، وهشاشة داخلية غير مسبوقة.


فمنذ السابع من أكتوبر، تواجه إسرائيل أزمة مركّبة لم تفلح ترسانتها العسكرية، ولا دعمها الدولي، في تحويلها إلى نصر سياسي أو ميداني.
لكن المفارقة ليست فقط في تراجع المشروع الإسرائيلي، بل في حالة الغرق التدريجي في قطاع غزة ، حيث القوة لم تنتج إلا الدمار، والردع تحوّل إلى مأزق طويل الأمد.
إسرائيل التي أرادت فرض سيطرتها المطلقة، تجد نفسها اليوم أمام مشهد يُشبه المستنقع: كلما تقدمت خطوة، غرقت أكثر في وحول الخسارة المعنوية والسياسية.
في المقابل، يقف الفلسطينيون اليوم في لحظة حرجة لا تقل تعقيداً. فالدمار الشامل في غزة، والانقسام السياسي، والجمود في القيادة، جعل القضية الفلسطينية رهينة فصائلية وغياب المشروع الوطني الجامع. وهنا، لا بد من الاعتراف بأن حماس، رغم مشروعها المقاوم، أصبحت عبئاً سياسياً على الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.
إن ما جرى في 7 أكتوبر، بصرف النظر عن دوافعه، فرض على الشعب الفلسطيني أثماناً غير مسبوقة. ولذلك، فإن السؤال لم يعد إن كانت حماس قد “انتصرت” أو “هُزمت”، بل الأهم:
هل كان ذلك قراراً فلسطينياً خالصاً؟
أم أنه تسرّب من صراعات إقليمية؟
أم أنها لحظة عبثية انفجرت في توقيت خاطئ ومكان أكثر خطورة؟
وقد يكون من الضروري الإشارة هنا إلى أن هذا الحدث أيضاً يعكس انزلاق الصراع الفلسطيني نحو محاور إقليمية متشابكة، تفقد معه المبادرة الفلسطينية استقلالها وقدرتها على ضبط التوقيت والسياق.
بعيداً عن هذه الأسئلة التي يجب أن يُترك جوابها للتاريخ والتحقيق، آن الأوان أن نتحرك في الاتجاه المعاكس للفوضى والانفراد.
المطلوب اليوم إعادة الاعتبار للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني: منظمة التحرير الفلسطينية، عبر إعادة تفعيل مؤسساتها، وتوسيعها، واستعادة دورها في توحيد الصف الفلسطيني.
وفي المرحلة الراهنة، فإن تشكيل حكومة تسيير أعمال فلسطينية من التكنوقراط أصبح ضرورة ملحّة، لوقف النزيف السياسي والاجتماعي، والتفرغ لإدارة مرحلة إعادة الإعمار، وضمان وحدة القرار تحت مظلة وطنية جامعة لا فصائلية.
ولا يعني ذلك نزع شرعية المقاومة أو إقصاء أحد، بل إعادة ضبط المسار السياسي ضمن مؤسسة وطنية تستند إلى الشرعية الجماعية لا الأحادية.
ولا يمكن لهذا المشروع أن يكتمل دون دور عربي محوري تقوده مصر، الأردن، والسعودية، لدعم صيغة سياسية واضحة تشمل إعادة إعمار غزة، وإنهاء حالة العزل، وتوفير ضمانات إقليمية ودولية بعدم تكرار سيناريوهات الانفجار.
من “غزة إلى الغرق”، هذه هي المعادلة التي يجب أن نواجهها بواقعية. لم تعد القضية تحتمل المزيد من الإنهاك الفصائلي، ولا صراعات “الشرعيات المتوازية”، ولا مقامرة جديدة بمصير شعب كامل.
الوطن ليس منصّة تجريب، والمقاومة لا تعني الاستفراد بالقرار، والتمثيل لا يمكن أن يُمنح بقوة السلاح فقط.
ما نحتاجه ليس فائض قوة، بل فائض وعي.
ليس احتكار البطولة، بل توسيع دوائر القرار.
ليس تصفية طرف، بل إنقاذ ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني.
اللحظة التاريخية التي نعيشها تتطلب شجاعة كبرى للخروج من سرديات الخسارة والنصر، والانتقال نحو مشروع سياسي شامل يعيد للشعب الفلسطيني صوته، ولمشروعه التحرري مكانته، في زمن تتآكل فيه الجغرافيا، ويتفكك فيه المعنى.
ربما لم نكن نملك خيار 7 أكتوبر، لكننا اليوم نملك خيار ما بعده

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: الاحتلال يشن حربًا ممنهجة على الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية

قالت عنان الأتيرة، القيادية في حركة فتح، إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس ومدن الضفة الغربية هو جزء من سلسلة اعتداءات ممنهجة تستهدف كل مناحي الحياة الفلسطينية، مضيفة أن الاحتلال اقتحم صباح اليوم مختلف أحياء المدينة بقوات كبيرة، مشيرة إلى أن الهجوم طال الإنسان والحجر، كما طال البنية الاقتصادية للمدينة، من خلال مداهمة محلات الصرافة والمجوهرات والاستيلاء على محتوياتها من أموال وذهب.

متحدث حركة فتح: التحول الأوروبي إيجابي.. ويجب على العرب تعظيم أوراق الضغطحركة فتح: هدف إسرائيل من عربات جدعون هو التهجير لا الأمنأمين سر حركة فتح بهولندا: إسرائيل تسعى لتجديد «دور الضحية» عبر أحداث مفتعلةحركة فتح: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية مهمة ورسالة واضحة للمتابع للمشهد الإقليمي

وأضافت خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بالاعتداءات الميدانية، بل استهدفت كذلك الصحفيين وأصحاب المحال التجارية، وأسفرت المواجهات عن أربع إصابات بالرصاص الحي، بينها إصابة خطيرة في منطقة الحوض، مؤكدة أن هذه الهجمة تعكس محاولات الاحتلال لإضعاف الاقتصاد الفلسطيني، خاصة في نابلس، التي تُعد العاصمة الاقتصادية لشمال الضفة، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى لخلق بيئة طاردة للفلسطينيين، بهدف دفعهم نحو التهجير، كما يحدث في قطاع غزة.

وتابعت أن الاحتلال كثّف من وجوده العسكري عبر إقامة مئات الحواجز والنقاط الأمنية والبوابات، حيث نُصبت أكثر من 700 نقطة تفتيش في محيط المدينة، ما تسبب في شلّ حركة التنقل والبضائع، وأدى إلى إرباك شديد في الحركة الاقتصادية، "الاحتلال يعلم أن ضرب الاقتصاد يعني ضرب القدرة على الصمود، ولهذا يستهدف الشريان الاقتصادي للضفة بكل عنف وإصرار".

وفي السياق ذاته، ربطت بين ما يحدث في نابلس وبين ما شهدته مدينة القدس من استفزازات المستوطنين ومسيرة الأعلام واقتحام المسجد الأقصى، واعتبرت أن اعتداءات المستوطنين باتت سياسة يومية في شمال الضفة، لا سيما في محيط نابلس، مؤكدة أن "المشهد في القدس يُترجم على الأرض في الضفة الغربية، بمحاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

طباعة شارك حركة فتح الاحتلال الإسرائيلي فلسطين القاهرة الإخبارية الاقتصاد

مقالات مشابهة

  • سلام من الامارات: المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين
  • أي سلاح سيُسلّم إلى الدولة قبل الآخَر... الفلسطيني أم اللبناني؟
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • انطلاق أشغال إعادة تأهيل ساحة جامع الفنا
  • حركة فتح: الاحتلال يشن حربًا ممنهجة على الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية
  • الحكومة العراقية تندد بسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني
  • البنك المركزي يسحب فائض سيولة بـ 552.5 مليار جنيه من القطاع المصرفي
  • شعبة الأدوات الكهربائية: تحقيق مصر لأعلى فائض أولي يعكس نجاح السياسات الاقتصادية
  • كيف يتطهَّر رائد الفضاء لأداء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أسئلة للنائب قبل إعادة ترشحه للبرلمان.. !!