8 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة، وصلت بعثة تجارية أميركية تضم نحو 60 شركة إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة هي الأضخم من نوعها في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين.

وتشارك في الزيارة مجموعة من الشركات البارزة في مجالات الطاقة، والتكنولوجيا، والصحة، التي ستلتقي بمسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة للعلاقات العراقية الأميركية، حيث يسعى العراق إلى تحقيق توازن في علاقاته الاقتصادية والدبلوماسية مع واشنطن. وبحسب تقرير صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نحو 9,1 مليارات دولار، ويُتوقع أن تعزز هذه الزيارة هذا الرقم بشكل ملحوظ من خلال الاتفاقيات التي ستُوقع بين الجانبين.

وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد أن الوفد الذي يضم أكثر من 100 عضو من الشركات الأميركية سيتواصل مع الشركات العراقية في قطاعات متعددة، ويبحث فرص التعاون في مجالات الطاقة والابتكار التكنولوجي. من بين الاتفاقيات التي يُنتظر توقيعها، اتفاقية مع شركة “جنرال إلكتريك” لتطوير محطة طاقة كهربائية عالية الكفاءة في العراق، وهي خطوة تأتي في وقت حرج بالنسبة للقطاع الكهربائي في البلاد، الذي يعاني من نقص حاد في الإمدادات.

وفي إطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، أبرمت غرفة التجارة الأميركية واتحاد غرف التجارة العراقية مذكرة تفاهم “محورية” تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي طويل الأمد، وهو ما يعد إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا في مسار العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن.

وتواجه العلاقات التجارية بين العراق والولايات المتحدة تحديات كبيرة على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب. ففي خطوة أثارت قلقًا عالميًا، تم فرض تعرفة إضافية بنسبة 10% على جميع المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهي خطوة تأثرت بها العديد من الدول، ومنها العراق.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلان الكونغرس الأمريكي، في خطوة تاريخية، إلغاء التفويضات العسكرية للحرب في العراق، لم يكن مجرد إجراء برلماني روتيني، بل انعكاساً مباشراً لتحول جذري في ديناميكيات العلاقات الخارجية العراقية، حيث برز نهج دبلوماسي في السنتين الاخيرتين، يعيد رسم ملامح بغداد على الخارطة الدولية بألوان أكثر هدوءاً وثقة.

وشكّل هذا النهج، في حقبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، نموذجاً لإدارة التوترات الإقليمية بعيداً عن صخب التصريحات الحادة، إذ اعتمد على توازن دقيق بين المصالح الوطنية والشراكات الدولية، مما أعاد بناء جسور انهارها عقود من النزاعات والعقوبات، ودفع اللاعبين الدوليين إلى إعادة تقييم صورة العراق كدولة ناشئة من رماد الحروب.

من جانب آخر، أدت حوارات الحكومة الهادئة، التي ركزت على قضايا الاستقرار الاقتصادي والأمني، إلى ترسيخ قناعة عالمية بأن بغداد لم تعد مجرد ملف أمني مشحون، بل شريكاً مسؤولاً يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة مع الجماعات المسلحة والضغوط الخارجية، حيث أصبحت الزيارات الدبلوماسية المحسوبة أداة لتعزيز الثقة المتبادلة مع واشنطن وجيرانها.

وقال تحليل ان إلغاء التفويضات الأمريكية لعامي 1991 و2002، الذي مرر بأغلبية ساحقة في مجلس النواب بنتيجة 261 صوتاً مقابل 167، وانتظاراً للمصادقة النهائية في السناتور، يُعد أولى الثمار الملموسة لهذا النهج، إذ يعترف به كإشارة إلى نضج العراق السياسي، ويفتح صفحة جديدة تعتمد على الشراكة المتكافئة بدلاً من إرث الغزوات والاحتلال، مع الحفاظ على التعاون الأمني ضد التهديدات المشتركة مثل داعش.

أما في السياق الأوسع، فإن هذه الدبلوماسية الناعمة، التي تجمع بين الثبات الداخلي والانفتاح الخارجي، غيّرت مواقف داخل الكونغرس نفسه، حيث أقنعت حتى بعض الجمهوريين المحافظين بأن العراق اليوم يمثل عنصراً من استقرار الشرق الأوسط، لا مصدراً للقلق الأبدي، مما يعزز مكانة بغداد كوسيط إقليمي فعال في قضايا الطاقة والأمن.

و يظل التحدي في ترجمة هذا النجاح إلى استثمارات اقتصادية مستدامة وإصلاحات داخلية، ليصبح العراق نموذجاً للانتقال السلمي في منطقة مليئة بالتوترات، حيث يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للصبر الدبلوماسي أن يحوّل الإرث المرير إلى فرصة للتعاون المستقبلي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • رئيس لجنة التعاون الإفريقي: اللقاء الاقتصادي المصري الأنغولي يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتبادل التجاري
  • غوتيريش يصل بغداد للمشاركة في احتفال بانتهاء مهام بعثة يونامي
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”
  • بعثة الأمم المتحدة: العراق مقبل على خطة مارشال عراقية – عراقية
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي
  • لافروف:روسيا تسعى لسلام طويل الأمد في أوكرانيا بضمانات أمنية