ووفقا لما قاله ولد الوالد في الحلقة الثانية من برنامج "مع تيسير"، فقد مهدت معركة جاجي سنة 1987 لميلاد القاعدة في العام التالي لها.

ولم يكن قادة التنظيم يفكرون في مواجهة الحكومات العربية ولا إسقاطها، لأنهم كانوا مهتمين بالقضية الأفغانية فقط، غير أن بن لادن -حسب ولد الوالد- كان يدعم بشكل شخصي بعض الجهاديين الذين كانوا يقاتلون أنظمة عربية.

ومن بين هذه الجماعات التي دعمها -حسب ولد الوالد- جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر، وبعض القبائل في اليمن الجنوبي (قبل الاتحاد)، وكان يقول إنه يدعم اليمن بشكل أكبر من دعمه لأفغانستان.

كما دعم بن لادن بعض الجماعات في كشمير والفلبين والصومال والجزائر وإريتريا، لكن لم يقدم أي دعم عسكري أو مالي للمسلمين في البوسنة، حسب ولد الوالد.

وكان مؤسس القاعدة -كما يقول ولد الوالد- يعتقد بقدرة الأمة العربية -حال اجتماعها- على تحرير مقدساتها وبلادها، وعدم استطاعة أي قوة في العالم مواجهتها.

الانضمام للقاعدة

أما عن ولد الوالد نفسه، فقد وصل إلى أفغانستان بعد معركة جاجي بـ3 سنوات، والتقى بن لادن في معسكر الفاروق، وكان تصنيفه طالب علم أكثر منه مقاتلا، حسب قوله.

وفي معسكر الفاروق، شاهد ولد الوالد أسلحة لم يرها من قبل، ووجد دروسا في الفقه والعقيدة وتجويد القرآن، إلى جانب التدريبات البدنية والقتالية والنفسية التي يصفها بالشديدة.

إعلان

وبعد فترة التدريب التي لا تتجاوز 3 أشهر، والتي تخللتها متابعة دقيقة لسلوك المجاهد ومدى التزامه بالسمع والطاعة كان يتم ترشيحه إلى الجهة التي سينضم إليها، بما في ذلك الانضمام للقاعدة.

وفي تلك الفترة، كان من بين شروط الانضمام للقاعدة عدم الانضمام سابقا لأي جماعة أخرى (تم إلغاء هذا الشرط لاحقا)، وقد كان ولد الوالد عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه وجد أن برنامج الجماعة لا يلبي طموحاته.

ووفقا لولد الوالد، فإن لديه تحفظا على فكرة التغيير من خلال العمل السياسي والانتخابات، ويعتقد أن التركيز على الدعوة وإعادة الناس لدينهم من جهة، فضلا عن إيمانه بأن الدول الإسلامية المحتلة لن تتحرر إلا بالجهاد.

وأنهى ولد الوالد علاقته الرسمية بالإخوان المسلمين حتى ينضم للقاعدة بشكل رسمي، لا سيما أنه كان قد ابتعد عن الجماعة قبلها بسنوات عندما رأى منها غلوا في الترخص وتغليبا للسياسية على ما سواها، كما يقول.

وبعد إنهاء فترة التدريب في معسكر الفاروق، عاد ولد الوالد إلى مدينة بيشاور الباكستانية، التي يقول "إنها كانت تضج في ذلك الوقت بالمجاهدين والمؤمنين والصادقين والمنافقين والفجار".

وعندما التقى الشخص الذي أرسلوه إليه في بيشاور، عرض عليه الرجل موقف القاعدة القائم على مناصرة التنظيمات الإسلامية الأخرى وعدم الصدام معها، وأنهم يبرؤون من الحكومات العربية، لكنهم لا يقاتلونهم.

لكن سؤالا كان يلح على ولد الوالد في ذلك الوقت -كما يقول- وهو لماذا لا يتحد بن لادن وعبد الله عزام وغيرهم من قادة الجهاد في كيان واحد لنصرة قضايا الأمة.

وعندما تحدث ولد الوالد في هذا الأمر، وجد أن عبد الله عزام آثر الإبقاء على تشغيل مكتب الخدمات ودعم المجاهدين في شمال أفغانستان، بينما بن لادن فضَّل العمل العسكري على طريقته.

فوضى الجهاد في بيشاور

وقبل أن يحسم أمر انضمامه للقاعدة، حاول ولد الوالد التعرف على مجتمع بيشاور الذي وجد فيه بشرا من كل الدول ومن كل التوجهات، بمن فيهم المجاهدون والمنافقون والتكفيريون الذين كفّروا بن لادن وعبد الله عزام.

إعلان

وكانت المدينة -التي كانت توصف بعاصمة الجهاد الأفغاني– تعج بالمضافات والمعسكرات والأحزاب التي يقول ولد الوالد إنها تحولت إلى فوضى جهادية ومخابراتية وإعلامية لا حصر لها.

وصُدم ولد الوالد بما رآه في بيشاور، التي ذهب إليها وفي ذهنه صورة مضيئة عن الجهاد ونصرة المسلمين، ليجد مسلمين يقاتلون مسلمين آخرين بالسلاح، مما دفعه لمغادرة المدينة.

وقد التقى ولد الوالد أبا مصعب السوري، الذي قال إنه كان يرى وجوب قتال الحكومات العربية قبل قتال العدو، وهو أمر خالفه فيه بن لادن، ولم يذهب معه في هذه الطريق.

ووفقا لحديثه، فقد تحدث ولد الوالد مع بن لادن في هذه المسألة وأقنعه بضرورة محاولة إصلاح الأنظمة العربية سلما، لأن الحرب ستكون عواقبها وخيمة، وقد اقتنع مؤسس القاعدة بهذا الرأي، وأوقف دعمه حركات الجهاد التي كانت تواجه هذه الأنظمة وأبقى على مساعدة المحتاجين فقط.

وانتقد أبو مصعب هذا السلوك واعتبر أنه تحويل للقاعدة من تنظيم جهادي إلى حركة دعوية، لكنه عاد لاحقا إلى بن لادن بعد عودة الأخير من السودان إلى أفغانستان، واقترب منه وشجعه على إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة.

غير أن هذا التقارب لم يفكك الخلافات المنهجية بين الرجلين، التي منعت بن لادن من الانخراط مع السوري الذي انتقل بعائلته من لندن إلى جلال آباد، واستمر هذا الخلاف حتى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي وحدت الجميع تحت راية بن لادن، كما يقول ولد الوالد.

8/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومات العربیة کما یقول بن لادن

إقرأ أيضاً:

حسام حسن يتحدث عن حقيقة خلافة مع محمد صلاح

أشاد حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، بقائد الفراعنة محمد صلاح وبجميع لاعبي المنتخب، بعد التأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، مؤكدًا أن ما تحقق يُعد إنجازًا كبيرًا يجب تقديره والافتخار به.

 

وحقق منتخب مصر فوزًا مستحقًا على غينيا بيساو بهدف دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد ضمن منافسات الجولة العاشرة والأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم، وسط أجواء احتفالية بالتأهل للمونديال.

 

وفي تصريحات تليفزيونية عقب اللقاء، أكد حسام حسن أن الهدف من الفوز في الجولة الأخيرة كان إسعاد الجماهير وتحسين تصنيف المنتخب العالمي قبل قرعة كأس العالم المقبلة، مشيرًا إلى أن الفراعنة جعلوا التصفيات تبدو سهلة بفضل الأداء الجماعي والانضباط داخل الفريق.

 

وقال المدير الفني: إن المنتخب أراد أن يمنح الجماهير الفرحة، والفوز كان ضروريًا لتحسين التصنيف الدولي قبل قرعة المونديال، مشيدًا بعزيمة اللاعبين الذين جعلوا المشوار يبدو بسيطًا رغم صعوبته.

 

وتحدث حسام حسن عن علاقته بمحمد صلاح قائلًا إن نجم ليفربول يُعد بمثابة ابنه الصغير أو شقيقه الكبير، ووصفه بأنه فخر لمصر والعالم بأخلاقه العالية واحترافيته وتواضعه، مؤكدًا أن البعض حاول الإيقاع بينهما دون جدوى، وأن صلاح قدّم نموذجًا يحتذى به داخل وخارج الملعب.

 

واختتم حسام حسن تصريحاته بالتأكيد على أن المنتخب خاض التصفيات دون أي خسارة، وهو ما اعتبره إنجازًا كبيرًا لبعض الجماهير التي كانت تتمنى العكس، مشددًا على أن الفراعنة يسيرون بخطى ثابتة نحو تقديم أداء مشرف في كأس العالم 2026.

 

يُذكر أن منتخب مصر تأهل إلى المونديال للمرة الرابعة في تاريخه، بعد أن تصدر ترتيب المجموعة الأولى في التصفيات الإفريقية برصيد 26 نقطة من 10 مباريات، حقق خلالها 8 انتصارات وتعادلين دون أي هزيمة.

مقالات مشابهة

  • حسام حسن يتحدث عن حقيقة خلافة مع محمد صلاح
  • صحيفة إسبانية: تمر 25 عاما على تفجير المدمرة الأميركية كول في اليمن.. بانتظار محاكمة العقل المدبر للهجوم (ترجمة خاصة)
  • هكذا تشكّلت في اليمن ثقافة الانتصار
  • الجيش الباكستاني: مقتل 200 من الجانب الأفغاني في الاشتباكات الحدودية
  • «خط ديوراند».. ماذا يحدث بين الجيش الأفغاني والباكستاني على الحدود؟
  • خلية داعشية تابعة للقاعدة تضم 11 متهما.. والجنايات تعاقبهم بالمؤبد والمشدد
  • السيسي يقول إن ترامب يستحق نوبل للسلام ويدعوه لرعاية اتفاق غزة
  • ماكرون يبحث عن سادس رئيس وزراء لفرنسا.. ولوكورنو يقول: حل البرلمان تبدد
  • كيسنجر يتحدث عن أكتوبر ويكشف دهاء السادات
  • ممثلو الحكومات الأوروبية يشيدون بدور القيادة المصرية في تعزيز أمن واستقرار الشرق الأوسط