لم تهتز شعرة من فارس “الجنجويدي”
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
بعد مشاهدتي للقاء فارس النور مع عزام، راودني نفس الإحساس الذي انتاب حنة آرندت عندما قابلت أيخمان في كتاب ( تفاهة الشر ) ، حين قالت:
“إن التفاهة تكمن في استقالة العقل والضمير عن تحمل المسؤولية بوعي.”
ذلك النوع من الاستقالة الشعورية التي تجعل صاحبها غير قادر حتى على اختيار عنوان مناسب لمقابلته، لدرجة أنه بدا مندهشاً حين سأله عزام: “عن ماذا إذن ستعتذر؟”
وفجأة، نجد أنفسنا أمام الرجل الذي كان يوماً ما مستشاراً لقائد قوات الدعم السريع، تلك القوات التي ارتكبت كماً هائلاً من الجرائم، واستقال منها لأسباب ظن متابعوا اللقاء أنها أخلاقية.
لكن المفاجأة كانت أن اعتذاره لم يكن عن الدم، ولا عن الحرق، ولا عن القتل. بل جاء ليعتذر عن “وضعه الطبقي” و”تقصيره تجاه قضايا المهمشين ونازحي الحروب كجلابي”.
المفارقة الصادمة أن الدعم السريع نفسه، الذي كان فارس جزءاً منه و مستشاراً مباشراً لقائده ، هاجم قبل ايام و اسابيع و شهور و معسكرات النزوح و اخيراً مخيم زمزم — نفس المخيم الذي أعرب عن شعوره بالتقصيرات تجاهه فارس “الجلابي”، ومع ذلك، لم تهتز شعرة من فارس “الجنجويدي”، ولم يصدر منه حتى كلمة اعتذار عن تلك الجرائم المستمرة.
Mohd Fathi Imam
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟.. الشيخ الشعراوي يُجيب
الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.
كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.
وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.
وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».
بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.
دعاء الامتحانات
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، اللهم إني استودعتك أموري كلها، فوفقني لما تحبه وترضاه، يا أكرم الأكرمين.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، بسم الله الفتّاح، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن متى شئت سهلاً، يا أرحم الراحمين.
اللهم يا من قلت وقولك الحق: (وعلمناه من لدنا علماً)، ارزقني من لدنك علماً يقربني إليك، اللهم يا من قلت وقولك الحق: (واتقوا الله ويعلمكم الله)، اجعلني من عبادك المتقين، وعلّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني، وزدني علماً وعملاً وفقهاً وإخلاصاً في الدين.