لبنان ٢٤:
2025-07-05@00:42:43 GMT

أين يخطئ حزب الله؟

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

أين يخطئ حزب الله؟


في مراجعة لخطابات للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وخاصة في الآونة الأخيرة، نلاحظ تشديده على أهمية أن تقوم الدولة بأدوارها كاملة وحتى الأمنية منها في المناطق الخاضعة لنفوذ "الثنائي الشيعي"، وتحديدًا في الضاحية الجنوبية، حيث كثرت الشكاوى من التجاوزات، التي يقوم بها بعض الذين لا سلطة لـ "حزب الله" عليهم، وهم باتوا أقرب إلى "الحال الداعشية" أكثر من انتمائهم إلى البيئة الحاضنة لـ "الحزب"، والذين يشوّهون صورته في الداخل والخارج.



وباعتراف المسؤولين في "حزب الله" فإن انتشار آفة المخدرات والممنوعات في الضاحية بات يقلق القيادة الحزبية، التي لم تستطع أن توقف تمدّد هذا الخطر داخل البيئة الضاحيوية، على رغم ما يملكه "الحزب" من إمكانات ومن فائض قوة، وعلى رغم قوة جهازه الاستقصائي والمخابراتي.

ولأنه وجد نفسه عاجزًا عن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة طلب مساعدة الدولة، لأنه يعرف أن أجهزتها تستطيع أن تتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة من منطلقات علمية بحتة، وذلك من دون أن يضطّر هو لاستنزاف قدراته القتالية في غير الموقع الطبيعي لسلاحه، الذي بدأ كثيرون يرسمون أكثر من علامة استفهام حول دوره الداخلي، وبالأخص بعد حادثة الكحالة، وما رافقها من ملابسات، وما نتج عنها من مؤشرات ودلالات. فـ "الحزب" يعتبر أن ظاهرة انتشار آفة المخدرات في الضاحية موجّهة ضده في الدرجة الأولى قبل أن تكون موجّهة إلى بيئته الحاضنة، وهي بحسب تقديره عمل مخطّط له بهدف ضرب روح المقاومة لدى الشباب.

وبذلك يكون اعتراف القيادة الحزبية بعجز "حزب الله" عن مكافحة هذه الآفة لوحده أول غيث الاعترافات، التي يجب عليه ان يدلي بها علنًا قبل أن تكون محصورة داخل الجدران الأربعة. وبهذه الطريقة المتقدمة، والتي تتطلب جراءة في المعالجة، تكون "حارة حريك" قد وضعت اصبعها على الجرح، على أن تكون هذه الخطوة مقدمة لخطوات أخرى بدأت تنضج في أذهان المسؤولين الحزبيين، الذين لا يُصنّفون في خانة "الصقور"، وبالأخصّ في الخيارات السياسية، وبالتحديد في الخيار الرئاسي، بعدما تبّين للجميع أن لا أحد من القوى السياسية قادر على إيصال مرشحه إلى بعبدا لوحده.

ولكن في المقابل، يرى المراقبون أن ما قام به "حزب الله" مؤخرًا في حيّ السلم يندرج في إطار الذهنية، التي لا تزال تعتمد على مقاربة تكريس الواقع، الذي لا يزال يعتبر أن الضاحية الجنوبية لبيروت هي خارج الدولة بالمفهوم الأمني. وفي اعتقاد هؤلاء المراقبين أنه كان على الجهاز الأمني في "الحزب" أن يترك مهمة مداهمة الإرهابي "الداعشي" للقوى الأمنية اللبنانية الشرعية، وأن يقدّم إليها المعلومات المخابراتية، التي كانت في حوزته عن التحركات المشبوهة لهذا "الداعشي"، مع ما يُرسم من علامات استفهام حول عدم طلب القضاء العسكري اللبناني من القوى الأمنية الشرعية التدخل لإجراء التحقيق حول انتحار هذا "الداعشي"، والاكتفاء برواية "حزب الله" الذي تولى لوحده مهمة تفتيش الشقة التي كان يقطنها "الإرهابي" والعائدة إلى أقاربه.

إلاّ أن ثمة معلومات غير أكيدة تشير إلى أن "الحزب" قد يبادر إلى تسليم أقارب "الداعشي" إلى أحد الاجهزة الأمنية اللبنانية لمواصلة التحقيق معهم، على رغم أن المعلومات الأولية تستبعد ضبط أي من عدّة الشغل" التي كان من الممكن أن يستخدمها لتفجير نفسه بحزام أمني في منطقة مكتظة بالسكان أو مواد يمكن الاستعانة بها لإعداد العبوات الناسفة.

أمّا على خطّ حادثة الكحالة المشؤومة فإن خطأ "حزب الله" كان في عدم استباقه لما يمكن أن يحصل نتيجة نقل أسلحته بهذه الطريقة المكشوفة، وذلك من خلال إخطار القوى الأمنية لتأمين مواكبة رسمية لعمليات النقل، التي كانت على قدم وساق، طالما أن سلاحه مغطّى شرعيًا من خلال البيانات الوزارية المتلاحقة.

وفي رأي المراقبين السياسيين فإن "حزب الله" لو فعل ما كان يجب أن يقوم به لكان أصاب عصفورين بحجر واحد، ولكان تلافى ما وقع فيه من أخطاء كان في غنىً عنها.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التی کان حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله يراجع استراتيجيته ويفكر في تقليص دوره العسكري دون التخلي الكامل عن السلاح

يجري حزب الله مراجعة استراتيجية بعد حربه مع إسرائيل، تشمل بحث تقليص دوره كتنظيم مسلح لكن دون التخلي عن سلاحه بالكامل، وسط ضغوط أمنية ومالية وسياسية، وتراجع الدعم الإيراني بعد سقوط نظام بشار الأسد. اعلان

أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، بأن "حزب الله بدأ مراجعة استراتيجية كبرى في أعقاب الحرب المدمّرة التي خاضها مع إسرائيل، تشمل النظر في تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل".

وأشارت المصادر إلى أن "هذه النقاشات الداخلية، التي لم تُحسم بعد ولم يتم الإبلاغ عنها، تعكس حجم الضغوط الكبيرة التي يواجهها الحزب المدعوم من إيران منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ أواخر تشرين الثاني الماضي. فالقوات الإسرائيلية تواصل ضرب مناطق يسيطر عليها التنظيم حيث تتهمه بخرق وقف إطلاق النار. كما يواجه الحزب ضائقة مالية حادّة، ومطالب أميركية بنزع سلاحه، وتراجعًا في النفوذ السياسي منذ تشكيل حكومة جديدة بدعم أميركي في شباط".

وأوضح مصدر أمني إقليمي ومسؤول لبناني رفيع لـ"رويترز" أن "سقوط حليف الحزب في سوريا، بشار الأسد، في كانون الأول، أدى إلى قطع خط إمداد أساسي للأسلحة من إيران، كما أن خروج طهران من حربها المدمّرة مع إسرائيل يثير الشكوك حول مدى قدرتها على الاستمرار في دعم الحزب".

Relatedإسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من هو محمد خضر الحسيني؟ المعروف بلقب "أبو علي".. مقتل المرافق الشخصي لأمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله بغارة إسرائيليةمسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في منطقة خلدة عند المدخل الجنوبي لبيروت

وكشف مسؤول آخر مطّلع على مداولات الحزب أن لجانًا صغيرة من كوادره تعقد اجتماعات سرية، حضوريًا أو عن بُعد، لمناقشة مستقبل القيادة، والدور السياسي، والأنشطة الاجتماعية والتنموية، ومسألة السلاح. وأوضح هذا المسؤول، إلى جانب مصدرين آخرين، أن التنظيم توصّل إلى قناعة بأن الترسانة الضخمة التي جمعها لردع إسرائيل قد تحوّلت إلى عبء، قائلاً: "كان لدى حزب الله فائض قوة. كل تلك القوة أصبحت نقطة ضعف".

وأضافت الوكالة، نقلًا عن المصادر، أن الحزب يدرس حاليًا تسليم بعض الأسلحة في مناطق أخرى من البلاد، خصوصًا الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُعتبر الأخطر على إسرائيل، شرط انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف هجماته. لكن حزب الله لا يعتزم التخلي عن كامل ترسانته، بل سيحتفظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع بوصفها وسيلة لمقاومة أي اعتداء مستقبلي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حزب الله يقترب من الرد على واشنطن ويكشف شروط تسليم السلاح الجزئي
  • صحيفة: شخصية مقربة من واشنطن تجري نقاشات مع حزب الله بشأن السلاح
  • حزب الله يراجع استراتيجيته ويفكر في تقليص دوره العسكري دون التخلي الكامل عن السلاح
  • عباس شومان: نتعلم من هجرة النبي كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة التحديات
  • «بوسنينة»: الخطوط الجوية الليبية لن تكون الشركة الأخيرة التي تتعرض لأزمة مالية
  • توافق بين عون وبري على الرد والحزب يطالب بـ تظهير موقف قوي وسيادي
  • تقرير عن مقاتلي حزب الله... ما هو عددهم؟
  • رد حزب الله على براك: لن نوقع صك استسلام
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • بوعاصي: مؤسف جدا ان ننتظر براك كي يطلب منا نزع سلاح حزب الله