لماذا غضبت لندن من تل أبيب؟.. لا علاقة للأمر بالمجازر الوحشية في غزة
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
شدد الكاتب والصحفي البريطاني أوين جونز على أن الحكومة البريطانية لم تُبد غضبا حقيقيا تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي رغم مرور 18 شهرا من المجازر في غزة، معتبرا أن ما أثار رد الفعل أخيرا هو "ترحيل إسرائيل لنائبتين من حزب العمال، وليس الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين".
وقال جونز في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21"، إن "ثمانية عشر شهرا من المجازر في غزة لم تُسفر إلا عن رسائل رسمية فاترة"، مضيفا "لقد تطلّب الأمر إذلالا دبلوماسيا لإثارة غضب حقيقي".
وأشار الكاتب إلى أن تدمير البنية التحتية في غزة، والقتل الجماعي للأطفال، والتعذيب والعنف الجنسي، والتجويع المتعمد، لم يدفع الحكومة البريطانية إلى أكثر من "تغريدة من وزير خارجيتنا"، أو في أفضل الحالات، رسالة لحث إسرائيل على تصرف لا تنوي القيام به.
واعتبر جونز أن ما دفع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أخيرا إلى التعبير عن استيائه هو قرار إسرائيل منع النائبتين يوان يانغ وابتسام محمد من دخول البلاد وترحيلهما، حيث وصف تصرف تل أبيب بأنه "غير مقبول، وسلبي، ومثير للقلق العميق".
ولفت الكاتب إلى أن "انتقادات النائبتين السابقة لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي" كانت السبب وراء قرار ترحيلهما، مؤكدا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تعلم أن النائبتين "ستقولان الحقيقة بشأن ما ستشهدانه، بدلا من تكرار الدعاية".
وأشار جونز أن السلطات الإسرائيلية زعمت أن النائبتين "سعتا إلى توثيق أفعال قوات الأمن الإسرائيلية ونشر الكراهية ضد إسرائيل"، متهكما على رد فعل حزب العمال الذي تمثل في جلسة تصوير "لعدد من النواب مع النائبتين بنظرات صارمة للغاية".
وأوضح أن هذه التضامنات لم تُقدم للمدنيين الفلسطينيين الذين "ذُبحوا خلال 18 شهرا من الإبادة المجرمة"، مضيفا أن النائبتين تلقتا دعما من زملاء لم يُظهروا مثله تجاه ضحايا غزة.
وأشار جونز إلى تصريحات ويس ستريتنغ، وزير الصحة البريطاني، الذي قال: "هذه ليست طريقة لمعاملة البرلمانيين البريطانيين"، موضحا أن ستريتنغ نفسه واجه تهديدا انتخابيا من ليان محمد، البريطانية الفلسطينية التي وصفها الكاتب بـ"المعجزة".
وأكد جونز أن "السياسيين البريطانيين لم يُظهروا الغضب نفسه عندما قُتل ثلاثة من عمال الإغاثة البريطانيين في غزة خلال هجوم إسرائيلي، رغم أن القافلة كانت تحمل شعارات WCK الضخمة وقد نسقت تحركاتها مع الجيش الإسرائيلي".
وانتقد الكاتب استمرار دعم الحكومة البريطانية لدولة الاحتلال رغم الأدلة على ارتكاب جرائم حرب، قائلا: "هذه الحكومة تساعد في تسهيل الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أنها "علقت أقل من 9 بالمئة من تراخيص تصدير الأسلحة، وتواصل إرسال قطع غيار لطائرات F-35".
وأضاف أن "القوات الجوية الملكية البريطانية أجرت أكثر من 500 طلعة تجسس فوق غزة منذ ديسمبر 2023"، دون أي تفسير علني، في حين ترفض الحكومة حتى الآن وصف ما يجري بأنه جرائم حرب.
واعتبر جونز أن بعض النواب "يشعرون بالإهانة لاعتقادهم أن مكانتهم تعرّضت للتشويه"، وتابع متهكمًا: "لا شك أن النائبتين لا تستطيعان التجول في مجلس العموم دون أن يسألهما الزملاء العابسون: هل أنتِ بخير؟".
وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن "المشكلة هي أن السياسيين، الذين يشعرون بالإهانة من غرورهم المجروح أكثر من الإبادة الجماعية، يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب"، مشددا على أن "من واجبنا أن نتأكد من عدم قيامهم بذلك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الفلسطينيين بريطانيا فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جونز أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا تخشى إسرائيل ضرب ميناء حيفا المليئ بالسيارات الكهربائية؟
في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، بدأت تل أبيب باتخاذ خطوات احترازية غير مسبوقة لحماية بنيتها التحتية الحيوية.
إذ أفادت تقارير إعلامية أن الكيان الصهيوني أمر مستوردي السيارات بإخلاء المركبات الكهربائية من الموانئ البحرية الرئيسية، مثل حيفا وأشدود، ونقلها إلى مواقع أكثر أمانًا.
يأتي التحرك في وقت حساس للغاية، بعد أن شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بدأ بهجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية إيرانية ومسئولين عسكريين،
وردت طهران على ذلك بإطلاق أكثر من 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وفي خطوة مفاجئة، ردت إيران أيضًا على دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، بشن هجوم صاروخي على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر.
وعلى الرغم من خطورة التصعيد، فإن الهجوم وصف بـ "المدروس"، خاصة بعد تقارير أفادت بأن إيران حذرت واشنطن مسبقًا.
مخاوف من اشتعال حرائق في صفوف السيارات الكهربائيةيشير مراقبون إلى أن ميناء حيفا، الأكثر ازدحامًا في إسرائيل بمرور أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنويًا، كان بمثابة هدفًا مغريًا للهجمات الإيرانية.
وشعرت إسرائيل بقلق متزايد من احتمالية اشتعال النيران في السيارات الكهربائية المتوقفة في الموانئ، نتيجة سقوط صواريخ مباشرة، ما قد يتسبب بكارثة يصعب احتواؤها نظرًا لصعوبة إخماد حرائق بطاريات الليثيوم.
ولذلك، طلبت الهيئة البحرية التنفيذية نقل هذه السيارات إلى مواقف خالية في مناطق بعيدة عن الموانئ والبنية التحتية، كجزء من خطة طوارئ موسعة.
هدنة مؤقتة بوساطة أمريكيةرغم التوترات الشديدة، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار أمس، بوساطة مباشرة من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».
وقد أعلنت كل من إسرائيل وإيران التزامهما المشروط بوقف التصعيد، مع الإشارة إلى أن الأوضاع لا تزال هشة وقابلة للانفجار من جديد في أي لحظة.