إنديو، ريفيرسيدي، كاليفورنيا (الولايات المتحدة) "أ.ف.ب": في ظل درجات حرارة يُتوقع أن تكون مرتفعة جدا، احتشد عشرات الآلاف من عشاق الموسيقى في صحراء كاليفورنيا لمتابعة حفلات النجمة ليدي غاغا ومغني الروك الأمريكي بوست مالون وفرقة "غرين داي" Green Day الأميركية، أبرز المشاركين في مهرجان كوتشيلا الموسيقي الشهير في الولايات المتحدة.

وشهد يوم الافتتاح موجة حر في الوادي الشبه الصحراوي، حيث تجاوزت الحرارة 37 درجة مئوية.

ونصح منظمو مهرجان كوتشيلا عشرات الآلاف من الأشخاص المتوقع حضورهم في موقع إنديو الذي تندر فيه الأماكن المظللة بترطيب أجسامهم واستخدام مستحضرات الوقاية من الشمس خلال الحفلات، ومن أبرزها تلك التي تحييها مغنية الراب ميسي إليوت وفرقة الإلكتروبوب الأسترالية "بارسلز" Parcels، والإطلالة النادرة في الولايات المتحدة للفرقة البريطانية "ذي بروديدجي" The Prodigy. وتصل الحماسة في ليلة الافتتاح إلى ذروتها مع حفلة مغنية البوب ليدي غاغا المعروفة بغرابتها على المسرح، والتي أصدرت أخيرا ألبومها "ميهم" Mayhem، ووعدت النجمة بـ"ليلة من الفوضى العارمة" لإطلاق هذا الحدث المهم الذي يشكل البداية غير الرسمية لموسم المهرجانات الموسيقية. وإلى جانب ملكة البوب، شارك في المهرجان مجموعة واسعة من النجوم البارزين، من بينهم الجنوب إفريقية تايلا التي حالت إصابتها العام المنصرم دون مشاركتها في المهرجان، وتشارلي إكس سي إكس التي انتشر اللون الأخضر المرتبط بألبومها "برات" بشكل كبير في الصيف الفائت عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وفي البرنامج أيضا مغني الراب ترافيس سكوت الذي سيكون ضيفا خاصا لمهرجان كوتشيلا بعد حفلة "غرين داي" اليوم. ومن بين الفنانين البارزين الآخرين الحاضرين، فرقة "راوايانا" Rawayana من فنزويلا، بالإضافة إلى الفرنسيين بولو وبان اللذين يقدمان موسيقى من نوع الإلكترو، وفرقة "كرافتفيرك" Kraftwerk الألمانية التي تُعدّ رائدة في هذا النوع من الموسيقى. ويتولى المايسترو الفنزويلي الشهير غوستافو دوداميل قيادة أوركسترا لوس أنجليس الفلهارمونية في حفلة عند غروب الشمس، وهي أول حفلة لأوركسترا محترفة في مهرجان كوتشيلا. وستعتلي نجمة الهيب هوب ميغن ذي ستاليون المسرح الرئيسي غدا الأحد، قبل الحفلة الموسيقية للمغني بوست مالون. وحوّل مهرجان كوتشيلا تركيزه إلى موسيقى البوب على مدى العقد المنصرم، لكنّ نسخة سنة 2025 ستعود أيضا إلى موسيقى الروك التي تشكّل جذور المهرجان. وبالإضافة إلى "غرين داي" و"ذي بروديجي"، تشارك في المهرجان أيضا فرق أخرى من بينها "ذي غو غوز" The Go-Gos و"ميسفيتس" Misfits بتشكيلتها الأصلية و"جيمي إيت وورلد" Jimmy Eat World وفرقة البانك الشهيرة "سيركل جيركس" Circle Jerks. وقال قاد فرقة "غرين داي" بيلي جو أرمسترونغ "في هذا العالم الذي ساءت حالته، نحن متيقنون من أمر واحد، وهو أن موسيقى الروك أند رول أبدية، ونحن في حاجة إلى روحها أكثر من أي وقت مضى". وتقام نسخة 2025 من مهرجان كوتشيلا على مدى إجازة نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أيام، من 11 إلى 13 أبريل ومن 18 إلى 20 أبريل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مهرجان کوتشیلا

إقرأ أيضاً:

عودة الفن الضائع.. طرابلس تعيد إحياء فن المالوف بعد 10 سنوات من الغياب

طرابلس- من قلب العاصمة الليبية طرابلس، تعود نغمات "المالوف" لتصدح من جديد، معلنة انطلاق الدورة الـ12 من مهرجان طرابلس الدولي للمالوف، بعد انقطاع دام 10 سنوات بفعل النزاعات والانقسامات.

المهرجان، الذي يحمل هذا العام اسم "دورة الشيخ مصطفى محمد أبو جراد"، انطلق في 5 يوليو/تموز الجاري ويستمر حتى العاشر منه، في قصر الخلد، أحد أبرز المعالم التاريخية للمدينة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تضامن فني مع فلسطين في مهرجان روسكيلد ومنع فرق موسيقية من العروض بسبب دعم غزةlist 2 of 2وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم عند الوفاةend of list

تحت شعار الوفاء للتراث، تنظّم الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون بالشراكة مع المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية هذا المهرجان، الذي يرى فيه كثيرون بداية استعادة طرابلس دورها الثقافي، وعودة الصوت الليبي الأصيل إلى مقدمة المشهد.

فن ينهض من الذاكرة

يرتبط فن المالوف، ذو الجذور الأندلسية، بالهوية الثقافية للمغرب العربي. وفي ليبيا، اكتسب طابعا خاصا، توارثته الزوايا الصوفية، وتغنى به الرواد مثل حسن عريبي، ومحمد بوجراد، وأحمد الحاراتي، وغيرهم.

ويُعرف المالوف بأنه فن مركّب، قائم على نوبات موسيقية متعددة، تبدأ بتوشية وتتخللها مقاطع صوتية وإيقاعات تقليدية باستخدام آلات كالعود والكمنجة والبندير.

يقول أحمد دعوب، المدير التنفيذي للمهرجان، في تصريح خاص للجزيرة نت، إن المالوف هو من أعرق الفنون السمعية العربية، ونصوصه تمتد لأكثر من 500 عام، وله جذور ضاربة في حضارة الأندلس، مضيفا أن أحد أغراضه التوحيد والمدح، وتندرج تحته النصوص الششتريّة، نسبة إلى الشاعر الصوفي أبو الحسن الششتري، الذي انتشرت قصائده في أرجاء المغرب العربي.

مهرجان المالوف يمثل أحد أبرز عناوين عودة النشاط الثقافي إلى العاصمة الليبية (الجزيرة) رسالة ثقافية بعد عقد من الانقطاع

خلال حديثه للجزيرة نت عبّر عبد الباسط بوقندة، رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، عن أن هذه الدورة ليست مجرد احتفالية فنية، بل تحمل أبعادا ثقافية وتاريخية عميقة، واصفا أن ليبيا عاشت لأكثر من 14 عاما في ظل حروب وتطرف، وسيطرة "للظلاميين" الذين حاربوا كل أشكال الفنون، ويضيف عودة مهرجان المالوف بعد 10 سنوات تعني أن الليبيين يريدون الفن والحياة، وأن الثقافة هي الطريق نحو الأمن والاستقرار.

إعلان

ويتابع "نحن لا نستعيد المهرجان فحسب، بل نستعيد تراثنا، ونربط الأجيال الشابة بجذورها، وهذا ما نراه اليوم من حضور كبير للعائلات والشباب والأطفال، لقد عاش الليبيون سنوات من التصحر الثقافي، والآن نحن نطلق رسالة مفادها أن الحياة تعود، وأن الفن هو السبيل للخروج من الظلمة".

مهرجان المالوف أحد أبرز عناوين عودة النشاط الثقافي إلى العاصمة الليبية (الجزيرة) حضور واسع واهتمام شبابي

تشارك في المهرجان 11 فرقة موسيقية من مختلف مناطق ليبيا، بينها فرق من طرابلس، ومصراتة، وسبها، ودرنة، وزليتن، وكعام، وتاجوراء، بالإضافة إلى فرقة ضيفة من تونس.

وتتنوع العروض بين المالوف والموشحات والمدائح، وتُقدَّم وسط حضور جماهيري لافت في قصر الخلد.

سالم عبد الوهاب، المشرف الفني بفرقة الفجر الجديد من سبها، يقول للجزيرة نت، "نحن مسرورون بتجربتنا اليوم، وبهذا الجمهور الذواق الذي يسمعنا ويفهم معنى المالوف"، مضيفا أن هناك اهتماما متزايدا من الشباب بهذا الفن، خصوصا في الجنوب، حيث تحتضن فرق مثل فرقته المواهب الصاعدة منذ التسعينيات، ويؤكد أن المالوف لا يحتاج لإمكانات كبيرة، بل إلى حب حقيقي للفن وروحٍ تتذوق الجمال.

عبد الباسط بوقندة رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون ليبيا (الجزيرة) تكريم الرواد وربط الأجيال

تحمل كل دورة من دورات المهرجان اسم أحد رواد المالوف الليبي، وفاءً لمن أسهموا في ترسيخ هذا الفن، ويقول أحمد دعوب "آخر دورة كانت باسم الفنان الطاهر العريبي، وهذه الدورة اختير لها الشيخ محمد بوجراد، تكريما لما قدّمه من إسهامات في المشهد الموسيقي في طرابلس، وخاصة في الزوايا التي كان لها دور محوري في تعليم المالوف ونقله للأجيال".

ومن بين الحضور، يقول عصام الكحولي للجزيرة نت، "المالوف يعني لي الهوية الليبية والذكريات.. كنا نذهب للزوايا في المولد النبوي لنسمع الموشحات، وهذا الفن يعيدنا إلى عمقنا الروحي".

ويضيف "لقد أُعجبت بموشحات فرقة الجنوب، والأجمل أن أرى الشباب الليبي اليوم متمسكا بهويته ويفتخر بها".

11 فرقة موسيقية من مختلف مناطق ليبيا تشارك في مهرجان المالوف (الجزيرة) خارطة فنية جديدة

يمثل مهرجان المالوف أحد أبرز عناوين عودة النشاط الثقافي إلى العاصمة الليبية، ويقول عبد الباسط بوقندة "أطلقنا هذا العام عدة مهرجانات ضمن خطة هيئة السينما والمسرح والفنون، منها مهرجان فنون الطفل، ومهرجان السينما، والآن مهرجان المالوف، وفي سبتمبر (أيلول) المقبل مهرجان الأغنية الليبية في لبدة".

وأكد أن هدفهم هو إعادة الفن الليبي إلى الواجهة، وبناء مشهد ثقافي متكامل يعبّر عن هوية المجتمع الليبي ويصنع مساحة للتلاقي بين ماضيه وحاضره.

وفيما تُختتم فعاليات المهرجان الخميس المقبل، تبدو نغمة المالوف أكثر من مجرد موسيقى؛ إنها عودة إلى الذات، واحتفاء بجذور ثقافية ظلت صامدة رغم الحروب، وربما يكون مهرجان المالوف في طرابلس هذا العام ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو ولادة متجددة لذاكرة مدينة، وسردية شعب لا يزال يبحث عن صوته في زمن الضجيج.

مقالات مشابهة

  • عودة الفن الضائع.. طرابلس تعيد إحياء فن المالوف بعد 10 سنوات من الغياب
  • مهرجان هي الفنون يعلن موعد وتفاصيل دورته الخامسة
  • شاهد.. البوستر الرسمي للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي
  • حضرموت تنبض حياة في مهرجان البلدة السياحي
  • انطلاق النسخة الثالثة من «قطر للألعاب» بحضور واسع
  • نجوم العالم للكريكيت يشاركون في الدوري الدولي بالإمارات
  • مهرجان سان فيرمين لركض الثيران انطلق بهتاف "عاشت فلسطين حرة"
  • فيديو - آلاف الإسبان يحيون مهرجان سان فيرمين لركض الثيران في بامبلونا
  • تحذير هام جدًا.. مهرجان جرش:” لا تشتروا التذاكر من جهات غير رسمية”
  • أجواء صيفية استثنائية.. أبرز النجوم المشاركين في مهرجان العلمين الجديدة 2025