أعلن وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت كينيدي جونيور، أن مئات العلماء في الولايات المتحدة سيشرعون في إجراء أبحاث مكثفة تهدف إلى تحديد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمرض التوحد، مشيرا إلى أن نتائج هذه الجهود البحثية من المتوقع أن تكتمل بحلول شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

وجاء إعلان كينيدي، المعروف بانتقاداته المستمرة للقاحات وترويجه لنظريات مثيرة للجدل حول تسبب اللقاحات في إعاقات نمو الأطفال، خلال اجتماع وزاري متلفز عُرض خلاله على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملامح خطة البحث الجديدة.



وخلال الاجتماع، أبدى ترامب اهتمامه بالمسألة، مشيرا إلى احتمالية وجود صلة بين اللقاحات وارتفاع معدلات تشخيص التوحد، رغم أن الدراسات العلمية الممتدة على مدار عقود أكدت عدم وجود علاقة بين الأمرين. 

وقال ترامب: "لا بد أن هناك سببًا غير طبيعي لذلك... ربما توقفنا عن تناول شيء ما، أو بدأنا في تناول شيء ما، أو ربما يتعلق الأمر باللقاحات. هناك شيء ما يسبب ذلك بالفعل".

ولم يوضح كينيدي تفاصيل دقيقة بشأن طبيعة الدراسة أو الجهات العلمية المشاركة فيها، الأمر الذي أثار تساؤلات في الأوساط العلمية والطبية. 


وفي هذا السياق، أعربت المتحدثة باسم جمعية التوحد الأمريكية، كريستين روث، عن قلقها من استبعاد المنظمات المتخصصة من هذه المبادرة البحثية، مؤكدة أن "النهج الذي يتبعه كينيدي يثير مخاوف كبيرة، لأنه يعيد إلى الواجهة نظريات سبق أن تم تفنيدها علميًا".

وكان كل من كينيدي وترامب قد أبديا قلقا حيال تزايد معدلات تشخيص التوحد في البلاد، وهي زيادة تعود، بحسب الخبراء، إلى تطور أدوات الفحص وتحسن الخدمات، إضافة إلى توسيع تعريف التوحد ليشمل طيفًا واسعًا من الحالات بدرجات متفاوتة.

كما ساهم الوعي المتزايد والدعوة الحقوقية في تشخيص المزيد من الحالات، لا سيما في أوساط العائلات من أصول إفريقية ولاتينية.

ورغم الإصرار من قبل بعض المناهضين للقاحات، وفي مقدمتهم كينيدي، على ربط اللقاحات بمرض التوحد، فإن هذه المزاعم تستند إلى دراسة واحدة نشرت عام 1998 ثم تم سحبها لاحقا، ولم يتم العثور على أي دليل علمي يربط اللقاحات بالتوحد في العقود التالية. 

وكانت دراسات متعددة، شملت مقارنة بين أطفال تلقوا اللقاحات وآخرين لم يتلقوها، أظهرت عدم وجود فروق في معدلات الإصابة.

وأوكل كينيدي قيادة المشروع البحثي الجديد إلى ديفيد غير، المعروف بآرائه المؤيدة لنظرية الربط بين اللقاحات والتوحد، رغم أن سلطات ولاية ماريلاند كانت قد اتهمته بممارسة الطب دون ترخيص.


ويُعرف التوحد بأنه اضطراب في النمو العصبي ناتج عن اختلافات في الدماغ، ويظهر في طيف واسع من الأعراض، أبرزها صعوبات في التواصل، والمهارات الاجتماعية، والسلوكيات المتكررة. 

وتشير الأبحاث الحديثة، خصوصًا تلك التي أُجريت على التوائم، إلى أن للعوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالتوحد، في حين لم يُحدد أي عامل بيئي وحيد كسبب مباشر للاضطراب.

وتستثمر المعاهد الوطنية للصحة أكثر من 300 مليون دولار سنويًا في أبحاث التوحد، حيث تدرس عدة عوامل محتملة، من بينها التعرض المبكر للمبيدات وتلوث الهواء، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وبعض الحالات الصحية للأمهات، فضلًا عن عمر الأبوين عند الإنجاب. 

وتشير التقديرات إلى أن نحو 5.4 مليون بالغ في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 2.2% من السكان، يعانون من اضطراب طيف التوحد، الذي تتفاوت شدته من حالة إلى أخرى، لكنه غالبًا ما يؤثر على قدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات في الروتين اليومي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة كينيدي التوحد اللقاحات ترامب امريكا كينيدي التوحد اللقاحات ترامب المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة: نهتم بتطوير الأداء الطبي من خلال استخدام التقنيات الجراحية الحديثة

أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير الأداء الطبي من خلال التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجراحية الحديثة، مع التركيز على بناء القدرات البشرية وتدريب الكوادر الطبية بما يتماشى مع المعايير العالمية.

جاء هذا خلال اجتماع الدكتور خالد عبد الغفار، مع ممثلي شركة سترايكر Stryker إحدى الشركات العالمية المتخصصة في الأجهزة الطبية وجراحة العظام، اليوم الخميس، لبحث تعزيز سبل التعاون الثنائي والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، في إطار حرص الدولة المصرية على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في قطاع الرعاية الصحية.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الاجتماع تناول استعراض عرض مفصل عن أنشطة الشركة، والتي تشمل تصنيع وتطوير المعدات الطبية والجراحية، وتقنيات جراحات العظام، والأعصاب، والعمود الفقري، بالإضافة إلى عرض تفصيلي حول نتائج العمليات الناجحة التي تم تنفيذها باستخدام روبوت الجراحة “Mako”، والذى يعد أحد أبرز الابتكارات الحديثة في هذا المجال.

وأوضح أن الاجتماع بحث سبل التعاون لتوفير روبوت الجراحة الذكي Mako داخل مستشفيات وزارة الصحة، بهدف تطوير خدمات جراحة المفاصل باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، مع التركيز على أهمية تخصيص مراكز تدريب متخصصة لتأهيل وتدريب القوى البشرية على استخدام هذه التقنية بدقة وكفاءة عالية، في إطار حرص الدولة على الاستثمار في رأس المال البشري والسعي نحو صقل مهارات القوي البشرية.

وقال، إن الاجتماع تناول أيضاً تعزيز الشراكة في مجال توفير المفاصل الصناعية بمستشفيات الوزارة، إلى جانب بحث آليات دعم استخدام الحلول التكنولوجية المتقدمة وإدخال أحدث التقنيات المبتكرة ضمن استراتيجية الوزارة بما يسهم في النهوض بالمنظومة الصحية ورفع جودة الخدمات وتحسين نتائج العلاج للمرضى.

ومن جانبهم، أعرب ممثلو شركة سترايكر عن تطلعهم لتعزيز التعاون مع وزارة الصحة والمساهمة في نقل الخبرات والمعرفة، وتقديم أحدث الحلول التكنولوجية لدعم قطاع الرعاية الصحية في مصر، بما يسهم في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

وحضر الاجتماع الدكتور هشام ستيت رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور بيتر وجيه مساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجي، والدكتور محمد فوزي مستشار الوزير للاشعة، والدكتور أحمد مصطفى رئيس هيئة التأمين الصحي، والدكتور محمد العقاد رئيس المجالس الطبية المتخصصة، والدكتور محمد عبد الحكيم رئيس الإدارة المركزية الطب العلاجي.

كما حضر من جانب شركة سترايكر، فيوليتا فان المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدكتور خالد النقيب المدير العام لشركة سترايكر، وسيد عارفي مسئول الشؤون الحكومية بالشركة، والدكتور محسن ميرغني رئيس مجلس إدارة الشركة الأهلية للرعاية الصحية وأمجد فرح مدير وحدة الأعمال بشركة الأهلية للرعاية الصحية، والدكتور يوسف الميرغني المدير التجاري للشركة وباسل أمير مدير التقنيات التمكينية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الفدرالي الأميركي يجتمع مع ترامب ويبلغه بأن معدلات الفائدة ستخضع لتحليل "غير سياسي"
  • تراجع معدلات التدخين في مصر إلى 14.2% | وطبيب يوضح أسباب الانخفاض وأهمية استمرار التوعية
  • وزير الصحة: نهتم بتطوير الأداء الطبي من خلال استخدام التقنيات الجراحية الحديثة
  • الصحة العالمية: الأردن بين الدول الأعلى في تدخين المراهقين
  • الصحة العالمية: معدلات التدخين بين المراهقين في الأردن وصلت إلى 33.9%
  • محافظ أسيوط يتعهد بدعم «خان الخليلي» لتمكين الشباب وإحياء الحرف التراثية
  • متحور جديد من كوفيد-19 ينتشر ويُرصد في مطارات أمريكا.. الصحة العالمية تحذر
  • وزير الصحة: طبقنا الحجر الصحي على بعض الحجاج
  • لتعزيز الوعي.. الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد
  • منشار ذهبي.. هدية رئيس الأرجنتين لوزير الصحة الأمريكي