لبنان ٢٤:
2025-12-13@16:14:24 GMT
الكباش مستمر حتى الانتخابات النيابية
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تبدو الساحة السياسية اللبنانية اليوم معقّدة ومفتوحة على احتمالات متعددة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات النيابية المرتقبة في العام ٢٠٢٦. فقبل نحو سنة من هذا الاستحقاق، يظهر الواقع السياسي الداخلي في حالة من التوتر الشديد والانقسام الحاد، حيث لا يمكن فهم طبيعة التحولات العسكرية التي شهدتها البلاد مؤخرًا إلا من خلال ربطها بمآلات هذا الاستحقاق الانتخابي.
الانتخابات المقبلة قد تكون المحطة المفصلية في تحديد طبيعة التوازنات المقبلة، ومدى القدرة على الخروج من حالة الاشتباك المفتوحة التي يعيشها لبنان منذ سنوات.
في الوقت الراهن، تستمر الضغوط السياسية والإعلامية ضد "حزب الله"، وهي ضغوط تهدف إلى انتزاع مكاسب سياسية بعد ما يعتبره خصومه هزيمة عسكرية أصيب بها في المرحلة الماضية. هذا التصعيد لا يبدو ظرفيًا أو عابرًا، بل هو مرشح للاستمرار حتى موعد الانتخابات، ويبدو جزءًا من خطة مدروسة تهدف إلى تطويق الحزب وإضعافه سياسيًا بعد استنزافه عسكريًا. خصوم الحزب يستخدمون هذا المناخ لتعبئة جمهورهم وزيادة زخمهم الشعبي والانتخابي، في محاولة لكسب معركة طويلة الأمد تبدأ من صناديق الاقتراع ولكن لا تنتهي عندها.
من هذا المنطلق، يمكن فهم غياب أي دعم مالي فعلي للبنان في هذه المرحلة، رغم أن التركيبة السياسية الحاكمة تُعدّ من حلفاء الخليج العربي والسعودية والغرب. هذا الغياب ليس مجرد صدفة أو إهمال، بل هو رسالة واضحة تعكس الرغبة في انتظار تغيير فعلي في موازين القوى، لن يأتي إلا عبر الانتخابات المقبلة. أي دعم خارجي اليوم سيكون بمثابة تعزيز لوضع سياسي غير محسوم بعد، وبالتالي فإن الانتظار هو الخيار المعتمد لدى الأطراف الإقليمية والدولية.
هذا الواقع مرشح للاستمرار حتى موعد الانتخابات، التي ستشكل مفترق طرق حقيقيا. فإما أن يحقق خصوم "حزب الله" انتصارًا نيابيًا واسعًا يمكّنهم من السيطرة على القرار السياسي بشكل كبير ولأمد طويل، أو أن يتم الحفاظ على التوازن النيابي القائم مع بعض التعديلات الطفيفة. في الحالة الثانية، سيكون المجال مفتوحًا أمام عودة نوع من التوازن السياسي، ولو جزئيا، خصوصًا إذا استطاع الحزب ترميم قدراته العسكرية وإعادة تنظيم صفوفه. حينها قد يدخل لبنان في مرحلة جديدة تختلف عن كل ما سبق، مرحلة يُعاد فيها إنتاج النظام السياسي بناءً على الوقائع التي فرضتها التطورات الأخيرة.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "الوطني الحرّ" يخفي واقعه حتى الانتخابات النيابية Lebanon 24 "الوطني الحرّ" يخفي واقعه حتى الانتخابات النيابية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانتخابات النیابیة هذا ما قالته عن على الانتخابات حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا