سيؤول/وام
شارك أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، في القمة العالمية للاتحاد العالمي للسلام التي عقدت في سيؤول بجمهورية كوريا.
وألقى الجروان كلمة في الجلسة العامة الثانية لمنتدى اتحاد آسيا والمحيط الهادئ ضمن فعاليات القمة التي عقدت تحت شعار «التحديات المعاصرة للنظام العالمي: نحو عهد جديد من السلام والازدهار».


وشدد الجروان في كلمته على أهمية استعادة القيم الإنسانية والأخلاقية كركيزة لإعادة بناء الثقة في النظام العالمي، مؤكداً أن المجلس العالمي للتسامح والسلام يعمل عبر مؤسساته على التصدي لخطابات الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح من خلال التشريعات والتعليم والتعاون الدولي.
ودعا إلى تحالف دولي يقوم على قيم العدالة الاجتماعية والشفافية والتنمية المستدامة، مشيراً إلى مبادرات المجلس، مثل برنامج الماجستير في دراسات التسامح والسلام، ومجلس القادة الدينيين، وميثاق السلام العالمي.
وشدد على ضرورة احترام القانون الدولي، داعياً إلى محاسبة الدول التي تنتهك المواثيق الدولية، وإلى موقف دولي موحد يعيد التوازن للنظام العالمي.
وفي سياق حديثه عن القضايا الدولية، خص الجروان مأساة قطاع غزة باهتمام كبير، واعتبر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وقتل ودمار «انتهاكاً فاضحاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية»، مؤكداً أهمية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأكد الجروان أن السلام والتسامح لم يعودا خياراً بل ضرورة، قائلاً: «الكراهية لا تبني وطناً، ولا تُحقق أمناً، ولا تصنع اقتصاداً مستداماً، وأن السلام ليس ترفاً، بل هو شرطٌ أساسيٌ لأي ازدهار حقيقي».
ودعا المجتمع الدولي إلى تحويل خطاب التسامح إلى سياسات واقعية وممارسات مؤسسية من أجل بناء مستقبل أكثر استقراراً وإنسانية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات

إقرأ أيضاً:

من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام

في مثل هذا اليوم، 27 أكتوبر، تمر علينا ذكرى تاريخية عظيمة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، يوم يحمل في طياته ذكرى السلام والشجاعة والقيادة الحكيمة. 

ففي مثل هذا اليوم من عام 1978، منح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحيم بيغن، تقديرا لجهودهما في إبرام اتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أساس السلام بين مصر وإسرائيل. 

هذه الجائزة لم تكن مجرد تكريم رمزي، بل كانت شهادة على عظمة رجل مصري استطاع أن يجمع بين بطولة الحرب وحكمة السلام، رجل كتب التاريخ بقدميه على أرض سيناء وبحروفه على صفحات السلام العالمي.

الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، لم يكن زعيما عاديا، بل كان قائدا يتمتع برؤية واضحة وإرادة صلبة، فمن خلال قراره التاريخي بزيارة القدس منفردا، واجه الموقف بشجاعة قل نظيرها، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، خطابه الذي لا يزال صدى كلماته يتردد في ذاكرة الأمة، دعا فيه إلى بناء حياة جديدة، إلى السلام والعدل، مؤكدا أن الأرض هي للجميع، وأن الحب والصدق والسلام يجب أن يكونا دستور عمل. 

لم يكن هذا مجرد خطاب دبلوماسي، بل كان تعبيرا عن روح مصرية صادقة، عن حلم عربي عميق، عن أمل في أن تتحول أسطورة الصراع إلى قصة نجاح للسلام.

لم يكن السادات سعيدا بمنح جائزة نوبل مناصفة مع بيغن، فقد كان يرى أن جهود السلام التي بذلها يجب أن تكرم بشكل كامل له، وهو ما جعله يقرر عدم السفر إلى أوسلو لاستلام الجائزة بنفسه، وأناب عنه المهندس سيد مرعي، مع تكليف الكاتب الكبير أنيس منصور والدكتور أحمد ماهر بصياغة الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه. 

ورغم هذا، فقد بقي موقفه شامخا ورمزا للكرامة الوطنية، فقد اختار أن يتبرع بكامل الجائزة المالية لأهله في قريته ميت أبو الكوم بالمنوفية، مظهرا كرمه وإيمانه العميق بأن الوطن والشعب هما أغلى من أي تكريم شخصي.

إن لحظة منح جائزة نوبل للسلام للرئيس السادات هي لحظة خالدة في تاريخ الأمة، فهي تمثل تتويجا لرحلة طويلة من الكفاح من أجل استعادة أرض الفيروز بعد ست سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وللانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي وعلمت العالم أن الشعب المصري وجيشه لا يقهر. 

السادات، بهذا المزج بين الحرب والسلام، أصبح رمزا للقائد الذي يعرف متى يقاتل ومتى يسعى للسلام، رمزا للزمن الذي تتحول فيه المآسي إلى انتصارات والدموع إلى أمل.

وعلى الرغم من التحديات والانتقادات، فإن إرث السادات يظل حاضرا في الذاكرة المصرية والعربية، لأنه لم يكن مجرد سياسي، بل كان قائدا ذا رؤية، قادرا على صناعة التاريخ بقراراته وبتضحياته. 

لقد كان السادات يعي تماما أن السلام ليس نهاية الرحلة، بل بداية لمستقبل يحتاج إلى صبر وإرادة وشجاعة، وأن العظمة الحقيقية للقائد تقاس بقدرته على حماية وطنه وتحقيق آمال شعبه في الحرية والأمن والكرامة.

اليوم، ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم، علينا أن نتذكر الدروس التي تركها لنا السادات: أن البطولة لا تقتصر على ساحات القتال، وأن السلام هو عمل شجاع يحتاج إلى إيمان بالمبادئ، وأن القيادة الحقيقية تقاس بمدى قدرتها على تحقيق الإنجازات العظيمة لشعبها ووطنها. 

في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى رجل مصري صنع المجد في الحرب وصاغ السلام بيديه، نحتفل بذكرى أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي علم العالم أن السلام ليس حلما بعيدا، بل هو طريق يبنى بالعزم والإيمان والوطنية الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • برلمان ليختنشتاين و«العالمي للتسامح والسلام» يبحثان تعزيز التعاون
  • رئيس برلمان ليختنشتاين يستقبل رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يشارك في ملتقى الدرعية الدولي
  • المجلس القومي للإعاقة يشارك وزارة الخارجية الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بمستشفى 57357
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي
  • رئيس المجلس العالمي للتسامح: الصومال تسير بإرادة قوية نحو مستقبل من التنمية والسلام
  • القومي للمرأة يشارك بالنسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية STEM and Future Innovation Summit
  • دعم الفتيات والشباب.. القومي للمرأة يشارك بالنسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية