قوات الدعم السريع قتلت طاقم آخر مستشفى بمخيم زمزم بالفاشر
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن منظمات إغاثة والأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع قتلت جميع طاقم آخر مستشفى متبق في مخيم زمزم للنازحين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غربي السودان.
كما نقلت الصحيفة عن منظمة الإغاثة الدولية، التي تدير مخيم زمزم، أن قوات الدعم السريع هاجمت مساء أول أمس الجمعة محيط المخيم بعد أن قصفته لساعات.
وقالت المنظمة إن القوات المهاجمة دمرت مئات المنازل والسوق الرئيسية قبل أن تهاجم المستشفى الميداني التابع لها وتقتل 9 من أفراد طاقمه بينهم طبيب.
ووصفت منظمة الإغاثة الدولية ما تعرض له طاقمها بالمأساة الكبيرة. ويقع مخيم زمزم على بعد 12 كيلومترا تقريبا جنوب الفاشر ويؤوي نحو 500 ألف نازح.
لم تمضِ سوى ساعات على انعقاد جلسة محكمة العدل الدولية، حتى صعّدت ميليشيا الدعم السريع المتمردة، والمدعومة إماراتيا بالمال والسلاح، من هجماتها على المدنيين في مخيم زمزم للنازحين ومدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
تعرب الحكومة السودانية عن إدانتها الشديدة للهجمات الإجرامية التي… pic.twitter.com/atQzzTi2vV
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) April 12, 2025
من جهتها، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قتلت 10 من الفرق الطبية بشمال دارفور خلال يومين.
إعلانوأضافت الشبكة أن 6 منهم قتلوا على يد الدعم السريع بمعسكر زمزم، فضلا عن مقتل مدير مستشفى أم كدادة شرقي ولاية شمال دارفور.
ووصفت الشبكة استهداف الفرق الطبية بطريقة ممنهجة داخل المرافق الصحية بأنه تمادٍ واضح في القتل.
ونفت قوات الدعم السريع -في بيان عبر تطبيق تليغرام- ما ورد في مقاطع مصورة حول انتهاكات اتُهمت بارتكباها في مخيم زمزم، ووصفت المقاطع بالمضللة، وقالت إنها ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني وترفض بشدة كل المحاولات الرامية إلى تشويه سمعتها.
وكانت الخارجية السودانية ومنظمات دولية تحدثت أمس السبت عن هجمات واسعة شنتها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، مما أسفر عن مقتل وجرح المئات.
من جهته، قال الإعلام العسكري في الفاشر -في بيان- إن نحو 70 مدنيا قتلوا في المدينة جراء قصف من قوات الدعم السريع بالمدافع والمسيرات، مؤكدا أن الجيش السوداني والقوات المساندة له تمكنا من صد هجوم عنيف لقوات الدعم السريع على المخيم زمزم، وأن المعركة أسفرت عن سقوط 50 قتيلا في صفوف المهاجين.
أما المنسقيّة العامة للنازحين واللاجئين فأفادت في بيان بأن الموجة الأولى من الهجمات المتعددة بدأت يوم الخميس واستمرت حتى أول أمس الجمعة وأمس السبت، مما أدى إلى تدمير منازل وأسواق ومرافق للرعاية الصحية.
تنديد بالانتهاكات
في غضون ذلك، نددت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بما قالت إنها انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة أُم كَدادَة.
وقالت المجموعة في بيان لها أمس السبت إن قوات الدعم السريع طوّقت المدينة خلال الأيام الخمسة الماضية وقتلت عشرات من سكانها وأصابت آخرين.
كما نددت بما قالت إنها انتهاكات مستمرة لقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والمناطق المجاورة لها.
واتهمت المجموعة السودانية أطراف الحرب وتجار الحروب والأزمات بالتنازع على السلطة.
إعلانفي السياق ذاته، عبرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان عن قلقها البالغ إزاء ما يجري في مدينة الفاشِر من تصعيد دموي خطير.
وحذرت من أن الوضع الإنساني بالفاشر بات ينحدر بسرعة نحو كارثة غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مخیم زمزم
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد. اعلان
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودانوفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية" التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو "حميدتي".
وأكد البيان أن هذه الخطوة "ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان"، منددا مجددا بـ"جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ" لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودوليوأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل "حكومة السلام والوحدة"، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل "الوجه الحقيقي للسودان"، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر "تفكك السودان"، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
Related 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودان11 قتيلًا في هجوم دموي لقوات الدعم السريع بشمال كردفانعبر تذاكر مجانية.. مبادرة مصرية لإعادة اللاجئين السودانيين من القاهرة إلى الخرطوم اتهامات لـ"الدعم السريع" باستهداف المدنيينوقبل أيام، اتهمت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن "من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين".
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية".
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانيةوتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفوروفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة "شبكة أطباء السودان" أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرةوبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".
وتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة