المدنيون في حصار: الرصاص والجوع يحصدان سكان الفاشر وزمزم وأم كدادة
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
المصدر: راديو دبنقا
الفاشر: أم كدادة : المالحة :12 ابريل 2025 – على أسبوعين قتل وجرح المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء بأحياء مدينة الفاشر ومعسكراتها (ابوشوك والسلام وزمزم) ومدينة ام كدادة بشمال دارفور في اسوء موجة عنف وقتل جماعي شنها الدعم السريع على المدنيين في إطار سعيها الحثيث للسيطرة على مدينة الفاشر واحكام حصارها المستمر لأكثر من عام.
واجبرت الحرب على المدنيين في شمال دارفور بدءا من الأول من ابريل الجاري لفرار عشرات الالاف من مدينة الفاشر وريفها ومعسكراتها ومناطق اخري على راسها المالحة وام كدادة الى مناطق اخري امنة لم تصلها الهجمات بالولاية فيما اعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن وجود 280 ألف لاجئ سوداني عالقين في مواقع عشوائية على الحدود مع تشاد وجنوب السودان.
قتل جماعي بالفاشروفي احدث حصيلة للقتلى المدنيين بمدينة الفاشر أعلنت الفرقة السادسة مشاه التابعة للجيش بالفاشر الجمعة عن مقتل (٧٤) مواطنا من بينهم 4 نساء ، و10 أطفال تتراوح أعمارهم من عمر عام إلى خمسة أعوام، وإصابة 17 آخرين في هجوم شنه الدعم السريع بالمسيرات الانتحارية منذ الساعة الثامنة من صباح الجمعة، وتبع ذلك قصف مدفعي عيار 120 ، وقناصات من شرق وشمال شرق مدينة الفاشر وشهدت المدينة أيضا يوم الخميس مقتل (20) مواطنا من بينهم نساء ، وإصابة (17) آخرين من ضمنهم أطفال في قصف للدعم السريع لمدينة الفاشر بمدفع عيار 120ملم.وقالت الفرقة السادسة مشاه في بيان ان قوات الدعم السريع أطلقت سربا من الطائرات المسيرة في اتجاهات متفرقة داخل مدينة الفاشر ، مما أسفر عنه احتراق وتدمير عدد من مركبات المواطنين، وإصابة أطفال وباعة متجولين يعيلون عائلاتهم من خلال تجارة الفول السوداني في الأسواق.
أكثر من (100) قتيل في زمزمفي السياق أعلن وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، مقتل ما يزيد عن 100 شخص بينهم 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة “ريليف” الإنسانية بجانب 4 من سائقي السيارات، إثر الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين جنوب الفاشر يوم الجمعة.
وقالت حكومة ولاية شمال دارفور في بيان لها يوم السبت، أن قوات الدعم السريع قامت خلال هجومها على معسكر الجمعة بتصفية العشرات من حفظة القرآن الكريم في خلوة الشيخ فرح بمعسكر زمزم. وأشار والي شمال دارفور الحافظ بخيت بحسب البيان الى توجيه الدعم السريع في ذات اللحظة مدفعيتها الثقيلة صوب معسكر ابوشوك شمال الفاشر مخلفة، عشرات الجثث، والإشلاء من النازحين الأبرياء بجانب المواطنين العزل الذين جاءوا إلى السوق الوحيد فى المدينة لشراء احتياجاتهم الضرورية رغم شحها وانعدامها. وأعلن الوالي في البيان عن تصفية الدعم السريع لمستشفى مدينة أم كدادة الدكتور نور الدين آدم عبد الشافع، وكل الطاقم الطبي، ومرافقي المرضى.
قتل وتشريد بام كدادةفي سياق متصل أوضحت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات انه وفي خلال الأيام الخمسة الماضية قامت قوات الدعم السريع بتهديد سكان مدينة أم كدادة وتوجيه الإنذار المشدد لإجبارهم على إخلائها خلال مدة (٢٤ ساعة) رافعة شعار محاربة الفلول بالمدينة، ثم قامت بتطويق المدينة وقتل عشرات من سكانها وإصابت آخرين جاري حصر اعدادهم. وقالت المجموعة في بيان لها يوم السبت انه بحسب الإفادات الواردة من ذوي الضحايا بأم كدادة فقد طال القتل المرضى والجرحى بالمستشفى، ونتيجة للقتل الجزافي والترويع تفرق الأهالي بين الجبال والأودية في ظل ظروف ومعاناة قاسية.
مجاعة في شمال دارفورومع اشتداد المعارك حول الفاشر مع أجزاء اخري من شمال دارفور تزداد معاناة المدنيين جراء انعدام غالب السلع الأساسية والضرورية وتعطل خدمات المياه والصحة وانعدام الادوية وصعوبة الحصول على الوقود والنقود (الكاش) ما جعل الحصول على الطعام صعبا للغاية اضطرت معها بعض الاسر المحاصرة لتناول علف الحيوانات من أجل البقاء. وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن 25 مليون شخص يعانون من جوع شديد في السودان، بينهم 5 ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد. وحذر البرنامج من خطر وفاة عشرات الآلاف ما لم تُقدم مساعدات فورية.
سياق متصل قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” إن المنظمات الإنسانية دقت ناقوس الخطر بشأن الأزمة المتصاعدة في معسكر زمزم قرب الفاشر بشمال دارفور. وأشار إلى أن حصار معسكر زمزم، رغم النقص الحاد في السلع الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل كبير، يدفع الأسر الضعيفة إلى جوع كارثي، فيما يتعرض آلاف الأطفال لخطر الموت الوشيك الذي يمكن الوقاية منه. وأوضح مكتب “أوتشا” أن الحصول على المياه النظيفة في معسكر زمزم أصبح محدودًا للغاية، مما يزيد خطر تفشي الأمراض وشدد على أن النظام الصحي في الفاشر ومعسكرات النزوح قربها ينهار، حيث تعطل عمل أكثر من 200 مرفق صحي بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول ونقص الموظفين والإمدادات الطبية.
770 ألف طفل يواجهون سوء التغذيةمن جانبها حذرت اليونيسيف في المقابل من أن 16 مليون طفل في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري وتوقعت أن يعاني 3.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، منهم 770 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة من المرض بمقدار 11 مرة. وكشفت وكالات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص يحتاجون إلى المساعدة في السودان، أي ما يعادل 30 مليون شخص، فيما يعاني 25 مليون سوداني من الجوع الحاد، إضافة إلى وأكثر من 12 مليون نازح في بلد يئن تحت وطأة حرب دخلت عامها الثالث.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الخميس، بنزوح 250 ألف شخص من المالحة بولاية شمال دارفور عقب السيطرة عليها من قوات الدعم السريع أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الخميس، بنزوح 250 ألف شخص من المالحة بولاية شمال دارفور عقب السيطرة عليها من قوات الدعم السريع وقدرت السلطات المحلية بالمالحة بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، بنحو 250 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن اجبروا على الفرار من منازلهم في المالحة”. وأشارت أوتشا في تقرير لها يوم الخميس إلى أن العديد من النازحين يعيشون في 15 قرية ويفتقرون إلى الضروريات الأساسية. وقال مكتب أوتشا إن النزوح من المالحة يُشير إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني المتردي أصلًا في شمال دارفور، في ظل تصاعد الأعمال العدائية، بما في ذلك داخل وحول مدينة الفاشر.
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum
الوسومأم كدادة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر الفرقة السادسة مشاة المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات زمزم شمال دارفور منظمة ريليفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم كدادة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر الفرقة السادسة مشاة زمزم شمال دارفور قوات الدعم السریع الشؤون الإنسانیة الأمم المتحدة مدینة الفاشر شمال دارفور معسکر زمزم فی السودان
إقرأ أيضاً:
من أسرار حرب السودان
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٢٢ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
ترجمت التحقيق المرئي الذي أعدّه مركز مرونة المعلومات (CIR)، والذي يُعد من أهم التحقيقات التي كشفت أسرار حرب السودان. التحقيق لا يكتفي بإثبات تدفق الأسلحة والمركبات إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) عبر ليبيا، بل تمكن ولأول مرة من تحديد الموقع الدقيق لمعسكر عسكري ثابت تابع للمليشيا في عمق الصحراء الليبية، وربط هذا المعسكر مباشرة بالهجمات التي وقعت داخل السودان، وعلى رأسها الهجوم على معسكر زمزم للنازحين.
استخدم فريق التحقيق عشرات المقاطع المصورة التي نشرها مقاتلو الدعم السريع أنفسهم، ثم قاموا بتحليل التضاريس، والتكوينات الصخرية، وصور الأقمار الصناعية المؤرشفة. ورغم أن مساحة الصحراء التي كانوا يبحثون فيها تعادل حجم فرنسا وإسبانيا معًا، تمكن الفريق من تضييق نطاق البحث باستخدام صور ليلية التقطت قبل أسابيع من ظهور مقاطع المعسكر على الإنترنت، ليكتشفوا بقعة ضوء جديدة في عمق الصحراء. بمطابقة الأفق وتكوينات الصخور مع المشاهد المصورة، حددوا الموقع بدقة غير مسبوقة.
يظهر في المقاطع قائد المليشيا حمدان كجيلي، الذراع اليمنى لعبد الرحيم دقلو، وهو يقف أمام مركبة لاندكروزر مدرعة مطابقة لتلك التي ظهرت لاحقًا في الهجوم على زمزم. وتم تصوير المشهد قبل أيام قليلة من الهجوم وعلى بعد 18 كيلومترًا فقط من المعسكر، بحضور عبد الرحيم دقلو نفسه. هذه المطابقة الدقيقة بين المعسكر الليبي، وقيادات الدعم السريع، والمركبات التي استخدمت في الهجوم الدموي، تقدم دليلاً قاطعًا على الرابط المباشر بين القاعدة الخارجية والهجوم على زمزم وما تبعه من تهجير جماعي لعشرات الآلاف من النازحين الذين كانوا يبحثون عن الأمان.
التحقيق يتحدث أيضًا عن المفارقة المؤلمة: بينما تتأخر قوافل الغذاء عن الوصول إلى مئات الآلاف من النازحين في زمزم، تتدفق الأسلحة والمركبات المعدلة من معسكر في ليبيا إلى قلب دارفور، لتغذي حربًا يدفع ثمنها المدنيون وحدهم.
#من_أحاجي_الحرب