مشروع القانون،، ،وحاجتنا إلى الحكمة وإعادة الثقة ؟
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
مشروع القانون،، ،وحاجتنا إلى الحكمة وإعادة الثقة ؟
نايف المصاروه.
أُثير بالأمس لغط شعبي عارم، كنوع من الاحتجاج على مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي لعام 2025، والذي أرسلته الحكومة
إلى مجلس النواب، وما رافق ذلك من حملة للتشكيك بمحتواه.
اولاً نحن دولة لها كيانها واركانها ومؤسساتها، وليس لأي شخص أنى كان مسماه، أن يظهر للناس، ويتحدث في شأن عام، داعياً إليه أو محذراً منه، دون بينةٍ أو دليل، ويُثير بذلك حفيظة المجتمع، ويترك العامة بين التوجس والترقب .
ثم بعد ذلك يعود ذلك الشخص أو الجهة، ليعلن تراجعه عن ذلك التصريح أو البيان، بحجة أنه استند سابقاً، إلى نسخة غير رسمية ومجتزأة من مشروع القانون.
وليتبين له أو لهم أنه وبعد مراجعة الصيغة الرسمية وتفاصيلها، ثبت له بأن مشروع القانون إن إذا طُبق كما هو موضح، فإنه يمثل نقلة تنظيمية ويحقق العدالة الضريبية، ويعيد الثقة ويخفف التكاليف ويدعم الاستثمار.
كان الأولى والأجدى وبعد اللغط الذي أُثير ،وبشكل عاجل أن يقرر النواب وبالأغلبية ، بحفظ مشروع القانون، وعدم الخوض في تفاصيله، لحين توضيح الصورة الجلية للعامة حوله .
لا أن يترك العامة بحالة من الإرباك والتوجس ، يتنقلون بين الغموض والشكوك، بين التصريحات أو التلميحات .
لأن الملدوغ يخاف من جرة الحبل كما يقال، وما أكثر جرات حبالنا؛
نحن نعيش ثورة الإنترنت، وما يرافقها من تطور في وسائل التواصل الاجتماعي، وما جد عليها من استخدامات الذكاء الصناعي وغيره.
ولأن الدولة هي المعنية بالتأكيد أو النفي الأكيد، وذلك من صميم واجباتها ومسولياتها، فحفظ الأمن المجتمعي مقدم على كل ما دونه أو سواه ، ويجب أن تحرص عليه الدولة أولاً، وبكل أركانها التنفيذية والتشريعية والقضائية .
ولأنه مطلب وغاية لكل غيورو، بالتعاون معها، يجب ثم يجب أن نحرص عليه كأفراد ومجتمع، لأنه مطلبنا وغايتنا،وبه نأمن ومعه يكون النماء.
كما يجب على الدولة بكل أركانها واذرعها مراقبة التفلت، وعدم التهاون ومحاسبة كل مخالف.
نحرص من الفتن والتفلت، ونحذر من تنامي خطاب الكراهية، ومن دعوات التظليل والضلال، ونشير باصبع الاتهام إلى جهة أو أكثر داخلياً وخارجياً تقف خلفها، تستغل كل حدث أو طارئ، لتُثير الرأي العام، بدوافع شتى… .
ثم نصمت إذا اشتد الخطب، أو لاح في الأفق بعض سنا البرق ، ونترك الناس حيارى، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
جملة من الأسئلة تطرح..
لماذا يُترك الناس، يصدرون عن رأي شخص أو أكثر؟
أين تعزيز الثقة بالمؤسسات وشخص المسؤول؟
ولماذا الاضطراب والشهقةُ والشرّقة، عندما يُثار الرأي العام ويُطلبُ التوضيح ؟
أين إعلام الدولة المهني، وسلاحها في ميادين التنوير والتصريح بالحق ، ووأد التلميح بالباطل ؟
وأين الإعلام بكل مسمياته العام والخاص، ومسؤولياته المهنية والوطنية؟
نعم ندعو للحياء والحياد في بعض القضايا الخلافية، لكن، لكن عندما يتعلق الأمر بسلامة الوطن وأمنه المجتمعي، لا يُقبل الحياد ويُنتفى الحياء، فقد قالوا.. ” الليّ يستحي من بنت عمه ما يجيب منها عيال” ، واللبيب من الإشارة يفهم.
ما جرى بالأمس وكثيرا سابقاً من تهويل، يستحق الوقوف عنده ولو للحظات، لنعرف في أي إتجاه نسير، ولماذا.. ومن معنا،
ختاماً.. يُحكى أنه في قرية ريفية صغيرة، كان هناك راعٍ يأخذ أغنام أهل القرية إلى المراعي المجاورة في الصباح الباكر ويعيدها في المساء.
وذات يوم، خطر في بال ذاك الراعي، إخافة أهل قريته، فصعد على مرتفع يطل عليهم، ونادى بأعلى صوته: الذئاب والوحوش تحاصرني، أسرعوا لنجدتي!
ما إن سمع اهل القرية نداء الاستغاثة، حتى تركوا جميع أعمالهم وحملوا أسلحتهم وذهبوا إليه، ولمّا وصلوا ، بدأ الراعي يضحك ويهزأ بهم فعادوا إلى بيوتهم غاضبين.
وبعد عدّة أيام كرّر الراعي فعلته نفسها، وهرع إليه من سمع نداء الاستغاثة، ولما علموا بكذبه عليهم، غضبوا منه، وقال له بعضهم، ” لو اشوف الذيب.. يشق بطنك ما فزعتلك”!!
وفي أحد الايام، وفيما كان الراعي يرعى الأغنام كعادته، وصل إليه قطيع من الذئاب الضارية ، وبدأت تطارد وتفتك باغنامه.
وبدأ الراعي يصيح بأعلى صوته :طالباً النجدة.. أنقذوني أرجوكم،أنا لا اكذب هذه المرة .
سمع أهل القرية نداء الراعي، ولكنهم لم يكترثوا له، لأنهم ظنّوا أنه يكذب كعادته.
غابت شمس ذلك اليوم وحان موعد عودة الراعي والأغنام إلى القرية، لكنّه لم يعد، فاجتمع الأهالي وتوجهوا إلى المرعى فلم يجدوا سوى ملابس الراعي الممزّقة وبعض العظام!
اخشى على وطني من الكثير، وأشد ما أخشاه هو العبث في مسالة الثقة،التي أرى أنها شارفت على النضوب إن لم تكن نضبت، وأخشى جداً من تتابع من يتولون مواقع المسؤولية وهم ليسوا بأهل لها .
المشكلة ليس بمشروع القانون، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن بغياب الحكمة وإنعدام الثقة.
كاتب وباحث أردني.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مشروع القانون
إقرأ أيضاً:
الراعي من علما الشعب: كفى حروبا فنحن طلاب سلام لا حرب
اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعوية إلى القرى الجنوبية الحدودية، بزيارة بلدة علما الشعب في قضاء صور، يرافقه السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذها الجيش. وكان في استقباله مطرانا صور للموارنة والروم الكاثوليك، شربل عيد الله وجورج إسكندر، قائد قوات "اليونيفيل" ديوداتو أبنيارا، المعاون البطريركي المطران إلياس نصار، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، المسؤول الإعلامي للصرح البطريركي وليد غياض، كاهن رعية البلدة الأب مارون غفري، رئيس البلدية شادي صياح، رئيس نادي علما الشعب إيلي عيد، بالإضافة إلى فعاليات وأهالي البلدة والجوار.
افتتح كاهن الرعية الأب غفري كلمته بالترحيب بالبطريرك، معبراً عن فرحة البلدة بالزيارة التي طال انتظارها، قائلاً: "نستقبلكم في رعيتنا وقلوبنا مملوءة محبة واحترامًا". وأضاف: "من قلب الدمار، من كنيسة قصفت قبتها وجرحت حجارتها، كما جرح جسد الرب السري، نرحب بكم، فحضوركم رسالة رجاء في زمن عز فيه الرجاء، ورسالة بأن السلام ممكن في قلب الكنيسة الجامعة".
وأشار إلى تمسك أهل البلدة بأرضهم رغم كل ما أصابهم، مستذكرًا جهودهم اليومية في إعادة البناء والصلاة وسط غياب المسؤولية الرسمية عن الإعمار، وقال: "صرختنا صرخة أبرياء وجدوا أنفسهم وسط عاصفة هوجاء أو بمحاذاة نار بركانية التهمت اليابس والأخضر. صرختنا تعبر عن تعب جنوب غابت عنه الدولة، وعن وجع عالم يتفرج".
أما البطريرك الراعي، فبدأ كلمته بتحية خاصة لقائد قوات "اليونيفيل"، مشيدًا بعلاقته القديمة وصداقة العمل معه خلال قيادته للقطاع الغربي في عام 2018، وأثنى على دعمه للسكان في الجنوب.
وأكد الراعي على أهمية السلام ونبذ الحروب، قائلاً: "كفى حروباً، نحن طلاب سلام لا حرب، ونأمل في إحقاق السلام وإعادة الإعمار". وشدد على تمسك الجنوبيين بأرضهم، متوجهاً من كنيسة السيدة في علما الشعب بدعوة إلى الوحدة والسعي المشترك من أجل السلام: "من هنا علينا أن نكون يداً واحدة وننشد السلام، وكفى حروباً".
وترأس البطريرك قداسًا احتفاليًا على نية السلام، ثم انتقل إلى بهو الكنيسة حيث التقى أهالي البلدة واستمع إلى معاناتهم وهواجسهم، مؤكدين تمسكهم بأرضهم ومطالبهم بإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية، التي تسببت بأضرار جسيمة في المنازل والبنى التحتية. مواضيع ذات صلة البطريرك الراعي من بلدة دبل: لا للحرب ونعم للسلام Lebanon 24 البطريرك الراعي من بلدة دبل: لا للحرب ونعم للسلام 10/08/2025 21:42:34 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام في تخريج طلاب المقاصد: لا استقرار فعليًا في بلادنا من دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل Lebanon 24 سلام في تخريج طلاب المقاصد: لا استقرار فعليًا في بلادنا من دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل
10/08/2025 21:42:34 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 استُقبل بالزغاريد والورود.. البطريرك الراعي من الجنوب: لا للحرب ونعم للسلام Lebanon 24 استُقبل بالزغاريد والورود.. البطريرك الراعي من الجنوب: لا للحرب ونعم للسلام
10/08/2025 21:42:34 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 الراعي: لا بد من أجل حماية الوحدة الداخلية من إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي Lebanon 24 الراعي: لا بد من أجل حماية الوحدة الداخلية من إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي
10/08/2025 21:42:34 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
جنبلاط في مرمى الأسئلة المحرجة… مشايخ الدروز يواجهونه بحقيقة مجزرة السويداء ودور الدولة السورية الداعم لها!
Lebanon 24 جنبلاط في مرمى الأسئلة المحرجة… مشايخ الدروز يواجهونه بحقيقة مجزرة السويداء ودور الدولة السورية الداعم لها!
21:34 | 2025-08-10 10/08/2025 09:34:09 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. هذا ما أعلنته مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان
Lebanon 24 بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. هذا ما أعلنته مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان
21:23 | 2025-08-10 10/08/2025 09:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 في بريتال.. مداهمات للجيش وتوقيفات
Lebanon 24 في بريتال.. مداهمات للجيش وتوقيفات
21:10 | 2025-08-10 10/08/2025 09:10:07 Lebanon 24 Lebanon 24 "هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف
Lebanon 24 "هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف
21:00 | 2025-08-10 10/08/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شعر به سكان لبنان.. زلزال قوي يضرب تركيا ويخلّف أضراراً وانهيار مبانٍ
Lebanon 24 شعر به سكان لبنان.. زلزال قوي يضرب تركيا ويخلّف أضراراً وانهيار مبانٍ
20:35 | 2025-08-10 10/08/2025 08:35:51 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
"لا كهرباء".. معمل في لبنان "خارج الخدمة"
Lebanon 24 "لا كهرباء".. معمل في لبنان "خارج الخدمة"
10:20 | 2025-08-10 10/08/2025 10:20:28 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: عمّال غادروا لبنان… وورش توقفت
Lebanon 24 بالفيديو: عمّال غادروا لبنان… وورش توقفت
22:00 | 2025-08-09 09/08/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "معلومات أولية" عن حادثة "مخزن مجدلزون".. ماذا تقول الروايات؟
Lebanon 24 "معلومات أولية" عن حادثة "مخزن مجدلزون".. ماذا تقول الروايات؟
21:49 | 2025-08-09 09/08/2025 09:49:51 Lebanon 24 Lebanon 24 في منطقة لبنانية.. "شتاء" في عز آب (فيديو)
Lebanon 24 في منطقة لبنانية.. "شتاء" في عز آب (فيديو)
10:37 | 2025-08-10 10/08/2025 10:37:30 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد حفل الزفاف الضخم.. زوج يومي يعاني من مرض مزمن إليكم تفاصيله
Lebanon 24 بعد حفل الزفاف الضخم.. زوج يومي يعاني من مرض مزمن إليكم تفاصيله
09:16 | 2025-08-10 10/08/2025 09:16:54 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
21:34 | 2025-08-10 جنبلاط في مرمى الأسئلة المحرجة… مشايخ الدروز يواجهونه بحقيقة مجزرة السويداء ودور الدولة السورية الداعم لها! 21:23 | 2025-08-10 بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. هذا ما أعلنته مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان 21:10 | 2025-08-10 في بريتال.. مداهمات للجيش وتوقيفات 21:00 | 2025-08-10 "هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف 20:35 | 2025-08-10 شعر به سكان لبنان.. زلزال قوي يضرب تركيا ويخلّف أضراراً وانهيار مبانٍ 20:29 | 2025-08-10 قائد الجيش بالنيابة يتفقد قطاعات الجنوب ويقدّم التعازي للشهداء فيديو مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو)
Lebanon 24 مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو)
11:00 | 2025-08-09 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بهوية مزيفة امرأة عالجت آلاف المرضى.. شاهدوا لحظة إلقاء القبض عليها
Lebanon 24 بهوية مزيفة امرأة عالجت آلاف المرضى.. شاهدوا لحظة إلقاء القبض عليها
06:43 | 2025-08-08 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: فضيحة الأدوية المزوّرة والمهربة.. هكذا خدعت صيدليات كبيرة اللبنانيين
Lebanon 24 بالفيديو: فضيحة الأدوية المزوّرة والمهربة.. هكذا خدعت صيدليات كبيرة اللبنانيين
17:17 | 2025-08-07 10/08/2025 21:42:34 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24