يواصل حزب "الجبهة الوطنية" ذو الصلة الواسعة برجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، إثارة الجدل بالشارع السياسي المصري منذ تدشينه العام الماضي، بإعلانه الاثنين الماضي، ولأول مرة عن تشكيل جديد بالحزب لم يسبقه إليه أي حزب مصري طوال تاريخ عمل الأحزاب بالبلاد منذ القرن الـ19.

الحزب الذي أُعلن رسميا عن تأسيسه في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، برئاسة وزير الإسكان السابق عاصم الجزار، وتضم هيئته التأسيسية نجل رئيس "اتحاد القبائل والعائلات العربية والمصرية"، عصام إبراهيم العرجاني، أعلن عن ما يسمى بتشكيل هيئة مكتب "أمانة القبائل والعائلات"، بالحزب.



الإعلان جاء على لسان أمين عام الحزب وزير الزراعة السابق السيد القصير، لأسماء 5 أمناء مساعدين، و19 مسؤول متابعة بالمحافظات البالغ عددها إداريا 27 محافظة 9 منها في (الدلتا)، و9 بـ(الصعيد)، و5 محافظات حدودية بينها 2 في سيناء، بجانب القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس.

لكن، يغلب على أسماء التشكيل مقربون من إبراهيم العرجاني، الذي أسس "اتحاد القبائل" المثير للجدل في أيار/ مايو 2024، ومنح رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، رئاسته الشرفية.

وحصل "أمين تنظيم اتحاد القبائل"، النائب السيناوي فايز أبوحرب المقرب من العرجاني، على منصب أمين "أمانة القبائل والعائلات" بحزب "الجبهة الوطنية"، وذلك إلى جانب 4 مساعدين.

هم: الأمين المساعد بأمانة تنظيم "اتحاد القبائل" سعيد سليمان حسين، وعقيد شرطة/ عمار عبدالحميد حامد، وأمين "اتحاد القبائل" بمحافظة البحيرة المستشار محمود يوسف لطيف، والنائب عن دائرة القوصية بمحافظة أسيوط راشد محمد وهمان، وعضو مجلس النواب عن مركز رفح بشمال سيناء الشيخ سالم مراحيل.



وفي 3 آذار/ مارس الماضي، أعلن حزب "الجبهة الوطنية"، أسماء مسؤولي 10 أمانات، ومنها وزير الرياضة الأسبق طاهر أبوزيد، ووزيرة الاستثمار الأسبق سحر نصر، ووزير التنمية المحلية الأسبق اللواء عادل لبيب، ومفتي مصر السابق شوقي علام، ورجل الأعمال كامل أبوعلي.


لكنه لم يلتف أحد بشكل كامل إلى تدشين ما يسمى بأمانة "القبائل والعائلات"، التي جرى إسنادها في ذلك التوقيت لعضو مجلس الشيوخ عن شمال سيناء بالشيخ زويد، أمين تنظيم "اتحاد القبائل"، فايز أبوحرب.

"صراع البرلمان"
وتأتي تلك الخطوة ضمن استعدادات حزب "الجبهة الوطنية" لخوض الانتخابات البرلمانية المحتملة نهاية العام الجاري، في ظل منافسة شديدة من أعضاء الكيان الجديد مع حزب "مستقبل وطن" الذراع السياسية للنظام الحالي، والذي يستحوذ أغلبية مقاعد البرلمان، (316 بمجلس النواب، و149 بالشيوخ).

وأثار تشكيل أمانة "القبائل والعائلات"، غضبا واسعا من توجه الحزب، الذي يضم رئيس مجلس النواب السابق على عبدالعال، ووزير التنمية المحلية الأسبق اللواء محمود شعراوي، ورجل الأعمال محمد أبوالعنين، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، كنواب لرئيس الحزب.

"مخاوف وانتقادات"
ووجه سياسيون ومراقبون ونشطاء، انتقادات لتلك الخطوة، مؤكدين أنها تؤشر على تراجع دور دولة القانون وتهميش أسس وقواعد المواطنة بين المصريين، معربين عن مخاوفهم من تصعيد النعرة القبلية والبدوية وتغليبها في البلاد.

وذهب البعض للإعراب عن قلقه من خطر  تشكيل رموز قبلية وبدوية في كل محافظة تصبح موقع تأثير بين الأهالي وتصنع لنفسها أدوارا ومكانة وأفرادا تحميها، وقد تتحول مستقبلا إلى عصابات وميليشيات مسلحة تدافع عن مصالح شيوخها، على طريقة صناعة "الدعم السريع" في السودان وعلى طريقة "ميليشيا العرجاني" في سيناء، وفق رؤية البعض.

ومنذ 15 نيسان/ أبريل 2023، وتخوض ميليشيا الحشد السريع في السودان، حربا ضد الدولة والجيش السوداني، خلفت ما بين 12 إلى 13 مليون نازح ولاجئ.


وخلال مواجهات الجيش المصري في سيناء مع عناصر إجرامية وإرهابية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2014، دعا العرجاني قبائل سيناء في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، إلى تشكيل "اتحاد للقبائل" لمعاونة الجيش والشرطة ضد الإرهاب.

حينها كون مجموعة قتالية من قبائل الترابين، والسواركة، والأرميلات، والبياضية، والأخارسة، والدواغرة، تقدر بنحو 1000 عنصر مقاتل، فيما قام الجيش المصري بتسليحها بـ600 قطعة سلاح خفيفة، و100 قطعة متوسطة المدى، و50 سيارة جيب مصفحة، وفق تأكيد وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في 28 أيلول/ سبتمبر 2018.

"تثير الطائفية والقبلية"
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار المؤرخ المصري وأستاذ التاريخ المعاصر الدكتور عاصم الدسوقي، إلى خطورة ذلك التوجه، ومؤكدا أنها سابقة بتاريخ الأحزاب المصرية.

وقبل نحو 146 عاما، بدأ تاريخ الأحزاب المصرية مع تدشين "الحزب الوطني" القديم 13 نيسان/ أبريل 1879، بصورة سرية لمقاومة الاحتلال الإنجليزي، ليتم رسميا تأسيس "الحزب الوطني" عام 1907، على يد الزعيم مصطفى كامل، بهدف الحفاظ على التراب الوطني.

وعن خطورة طرح حزب "الجبهة الوطنية" أمانة "القبائل والعائلات" غير المسبوقة في التاريخ الحزبي المصري، قال الدسوقي، إنها "تثير الطائفية والقبلية، بل إن تشكيل إتحاد قبائل سيناء بقيادة العرجاني، استهدف في ظني إعلان استقلال سيناء، لتواجه إسرائيل، وتبتعد مصر عن مشكلة فلسطين".

واتفق الأكاديمي المصري مع ما يثيره البعض من مخاوف "تحول الزعيم القبلي لكل منطقة إلى قيادة بذاته محاولا صناعة ميلشيا عسكرية لنفسه، أسوة بالعرجاني للدفاع عن مصالحه والعودة لزمن اللادولة".


وأكد أن "هذا أمر محتمل، مع التوجه نحو تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يقسم الدول العربية الـ22 إلى 73 كيانا، طبقا للخريطة المعلقة بالكونغرس الأمريكي".

وعن رؤيته لأسباب قبول الدولة بهذا الوضع والتمزيق العلني المحتمل، وتدشين زعيم على كل منطقة مصرية، كما فعلت مع العرجاني في سيناء، لفت إلى مخاوفها من "إحداث ثورات وانتفاضات هنا وهناك تدعمها أمريكا والصهيونية".

"المكون القبلي قائم بالفعل"
لكن الناشط الأسواني هواري العبدلي، كان له رأي آخر، حيث تساءل: "وأين الخطورة بإحياء صحيح للقبائل كوحدات بناء اجتماعي؟"، مؤكدا أنه "على أرض الواقع هناك قطاع كبير من المجتمع قبلي، وتمثل القبيلة فيه محور المجتمع".

وفي إجابته على سؤال "عربي21"، "لماذا لا ترون خطورة من طرح حزب (الجبهة الوطنية) أمانة القبائل والعائلات رغم ما يشير إليه البعض حول خطورة الفكرة وأنها تثير الطائفية والقبيلة وتأكل من المواطنة، بجانب المخاوف من صناعة ميليشيا بكل منطقة؟، قال: "أنا تحدثت عن الفكرة فى العموم، واعتبار المكون القبلي في البنية الاجتماعية".

وأكد أن "المخاوف التي يتحدث عنها البعض هي حالة بعينها، وأنا أتحدث من حيث القاعدة".


"روبوت بيد النظام"
وفي تقديره لتبعات تغذية حزب العرجاني، النعرة القبلية والبدوية وخطورة هذا التوجه، قال السياسي المصري والبرلماني السابق يحيى عقيل: "لا يستطيع أحد لا في محافظتي شمال سيناء، ولا غيرها أن يقوم بهذا الدور، لا العرجاني ولا غيره".

عضو مجلس الشورى المصري سابقا عن شمال سيناء، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "قولا واحدا العرجاني شخص يمكن إزاحته بأي وقت والإتيان بآخر من تحت يد النظام"، موضحا أن "الحزب يتماهى مع موقف النظام فهو صنيعة له ولا يمكنه تجاوز الخطوط المرسومة، مجرد روبوت والأسماء والأشخاص أدوات الروبوت".

ويرى أن "ما يحدث بملف القبائل العربية كله بأمر النظام"، مشيرا إلى أنه "ملف شائك"، ملمحا إلى أن "فكرة القبيلة تضررت منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر إلى الآن، حيث وحدة القبيلة والترابط والتعارف ومجلس القبيلة أمور ضعفت كثيرا، ونزل التعارف إلى العشيرة ومنه للعائلة".

وبين أنه "في الحد الأقصى لا تزال بعض القبائل التي تسكن مناطق متجاورة بينها ترابط مثال مناطق بئر العبد، كقبيلة البياضية، والدواغرة، والسماعنة، والأخارسة، والسواركة، والرميلات، والترابين بشكل أقل لأنهم غير متواجدين بمكان واحد بكثافة، وإن كانت قبيلة كبيرة يندرج منها، العرجاني".

لكن ابن قبيلة "البياضية" في شمال سيناء، يرى أن "فكرة التأثير على القبيلة عبر رمزية أو شخصية أو عبر موضوع مشترك أبعد ما تكون عن الواقع، وتحريك القبائل بنعرات أو أحلام ومشاريع أبعد ما يكون عن الواقع، وكل ما أستطيع قوله وأنا ابن قبيلة وأعيش في سيناء عمري، أن الملف يدار من قبل الدولة".


وقال إن "العرجاني لا يمثل حتى نفسه، والآن أصبح الموضوع يخص النظام، والعرجاني ابن النظام، ولد وكبر معه، واغتنى به، ولاؤه التام المطلق للنظام".

وتابع: "ولا أحد يستطيع الإجابة عن سؤال: ما العلاقة بين العرجاني، ومحمود السيسي؟ -نجل رئيس النظام-، ولا معرفة هل هما شركاء بكل تلك الشركات أم العرجاني واجهة فقط، أم يملكها ملكية خالصة؟".

وأكد أن "الحقيقة الواضحة أن هذه ليست أموال أفراد، وإنما أموال النظام، وتدار بواسطة أفراد، موكل إليهم أن يكونوا بالواجهة وأن يتحدثوا باسمهم".

"تستوي القبيلة والمدينة"
وحول ما يثار من مخاوف إثارة النعرة الطائفية والقبلية يظن عقيل، أن "هذا غير موجود"، موضحا أن "الحياة الاجتماعية والسياسية قتلت، فلا حياة بالقبيلة ولا حياة بالمدينة، ولا الأحزاب والجمعيات والجامعات، مسموح فقط لفريق قليل الحديث عن إنجازات النظام وعند خروجه عن النص يتم إعادته للحظيرة سريعا".

وأكد السياسي المصري، أنه ليس قلقا وليس متخوفا، مضيفا: "ولا أقيم لذلك اعتبارا وكلها ألاعيب النظام، فيشكل أحزابا ويأتي بشخصيات، وكلها مخططات غشيمة لأنه يتعامل بالبندقية والدبابة والنبوت، ولا يتعامل مع السياسة بالشكل الاحترافي".

وأوضح أنه عندها قد "يصطدم بمفردات أولية من الحياة العامة؛ كحرية التعبير والنقد وحرية الحركة والسفر، وهنا سيجد نفسه بأزمة لا يستطيع أن يعممها، هو يستطيع الحفاظ بكامل الحريات لمن لهم كامل الولاء، ولا حريات ولا حقوق لمن يعارض، وهذه قاعدة دستورية غير معلنة عنده، معه تستمتع بكل شيء بشرط ألا تُعمل عقلك ولا تفكر أكثر من اللازم".


ويرى أنه "أحب ليس إلا أن يصنع (اشتغالة)، بتقديم أشخاص يشكلون حزبا يضم أفرادا، وكلها محاولات إلهاء، ربما لتخويف الناس، وربما لشغل الرأي العام حتى لا يذهب إلى تشكيلات تولد عفوية أو تولد بأهداف حقيقية ربما".

وختم بالقول: "لكن هذا النظام ليس ساذجا، ويدير ملفاته بتخوف شديد، ولا يثق بالمجتمع، ولا يثق في عموم حركة الناس، ولذلك يصنع هذا كله للحفاظ على وجوده وبقائه".

"خطأ جسيم وخطوة للخلف"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كتب ناشطون عن خطورة طرح حزب الجبهة الوطنية أمانة القبائل والعائلات، مؤكدين أنها تثير الطائفية والقبيلة وتأكل من فكرة الدولة الواحدة الموحدة والمواطنة، مبينين أن "القبائل عكس الدولة"، ومحذرين من تحول "دولة القانون والمواطنة للجميع لمجتمع قبلي".

الكاتب الصحفي أنور الهواري، وصف خطوة الحزب بأنها "إصرار غريب عجيب مُريب"، وقال: "القبائل والعائلات مكانها الطبيعي مع كل المواطنين على قدم العدل والمساواة في دولة الدستور والقانون"، مؤكدا أن "إحياء ثقافة سياسية قبائلية وعائلية كما يفعل حزب الجبهة الوطنية خطأ جسيم وخطوة كبيرة إلى الخلف".



ووصف الناشط إسماعيل حسني، الخطوة بأنها "ردة ومصيبة وكارثة"، محذرا من أن يتبعها "تقسيم وحرب أهلية"، فيما قال حمدي المرسي: "هذا مسعى حثيث تقوده جوقة عميلة لما وجدوا أن مصر لا تعاني من الطوائف والقوميات".

ويرى الناشط عماد الدين عشماوي، أنها "سياسة النظام وأن حزب الجبهة واجهة لتنفيذ أهدافه"، فيما تساءل: محمد زين العابدين: "كيف لو سُمح لهذه الطائفة ولتلك القبيلة بسلاح وكتائب مع مالها من سلطان سياسي؟"، ليلفت أحمد فتحي صيام، إلى ما يجري بالسودان من وراء مثل هذه "المليشيات".

وأكد عماد حسام الدين، أن "مصر طوال عمرها نسيج واحد بلا قبلية ولا أعراق أو أجناس مختلفة"، متسائلا: "فكيف لأعداء مصر العبث بهذا النسيج الواحد وتفكيكه؟"، مشيرا إلى أنهم يأسوا من اللعب بما يسمى "الفتنة الطائفية" وبحثوا عن طرق أخرى لتفكيك وحدة نسيج شعب مصر، وموضوع القبائل "أحدث اختراع".

وأشار البعض إلى أن "تراجع دور الدولة وتراجع قدرتها على تأدية واجباتها الأساسية دفع للتمسك بالعصبيات كملاذ آمن للأفراد للحصول على الحماية التي تعجز الدولة عن توفيرها".


"فساد إداري وغياب للمحليات"
ويعيش جل المصريين من أكبر شعب عربي سكانا بنحو 107 ملايين في الداخل، حالة من التهميش الحكومي وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، واهتمام الدولة بمشروعات غير إنتاجية.

ويواجه أهالي الريف والصعيد والمناطق البدوية أزمات تفاقم معدلات الفقر، والغلاء، والبطالة، وضعف الرواتب، وقلة الدخل، وضعف القوة الشرائية للعملة المحلية، وسط تجاهل حكومي، بحسب شكاوى مصريين.

ويشير مراقبون، كذلك، إلى أن غلق المجال العام، والقبضة الأمنية، وتراجع معدلات تطبيق القانون، والانتهاكات بحق ملايين المصريين بالسجون والمعتقلات، وانتشار الفساد الإداري مع منع الانتخابات المحلية، كانت سببا في لجوء البعض إلى البحث عن حواضن شعبية، كل في بيئته الريفية والصعيدية والقبلية.

ومنذ العام 2008، كان مقرر إجراء الانتخابات المحلية لكن حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك، قامت بتأجيلها مدة عامين، لكنها لم تتم حتى الآن، رغم وعود حكومة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، المتكررة بعقدها عام 2016 ثم تأجيلها لـ2017 ثم 2018، وسط صمت تام قطعه إعلان الحكومة في تموز/ يوليو الماضي الانتهاء من قانون "انتخابات المحليات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العرجاني المصري القبائل اتحاد القبائل السيسي مصر السيسي القبائل العرجاني اتحاد القبائل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجبهة الوطنیة اتحاد القبائل شمال سیناء فی سیناء إلى أن

إقرأ أيضاً:

جواو فيليكس يحاول إحياء مسيرته عبر بوابة النصر السعودي

لندن «د.ب.أ»: يحاول البرتغالي جواو فيليكس نجم تشيلسي الإنجليزي ، المرشح بقوة للانتقال إلى النصر السعودي، إحياء مسيرته الأكثر إرباكا مع كرة القدم، ويعتبر فيليكس ثالث أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم حينما انتقل من بنفيكا البرتغالي إلى أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 113 مليون جنيه إسترليني في عمر التاسعة عشرة عام 2019، لكن الإمكانات الهائلة التي يمتلكها هذا اللاعب لم تستغل أبدا منذ رحيله عن البرتغال، ويبدو أن هذا الأمر لن يتغير مستقبلا.

وحظى فيليكس البالغ من العمر 25 عاما، بفرصة اللعب في كبار أندية أوروبا، برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي وتشيلسي ، لكنه منذ رحيله عن بنفيكا ، لم ينجح في تسجيل أكثر من عشرة أهداف في موسم واحد.

وتدرج فيليكس في أكاديمية بنفيكا، ثم أصبح أصغر لاعب في تاريخ يشارك مع الفريق الرديف للنادي البرتغالي في دوري الدرجة الثانية البرتغالي في سن 16 عاما، وظهر فيليكس لأول مرة مع الفريق الأول في أغسطس 2018 ، وأدى بشكل رائع، خاصة في النصف الثاني من الموسم، حيث

سجل فيليكس في مباراة الديربي ضد سبورتينج لشبونة بعد أسبوع واحد فقط من تصعيده للفريق الأول، كما أصبح أصغر لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في الدوري الأوروبي في مباراة دور الثمانية أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني.

وأنهى فيليكس الموسم محرزا 20 هدفا في 43 مباراة على مستوى كافة المسابقات، من بينها 15 هدفا في 26 مباراة بالدوري، وفاز بنفيكا بلقب الدوري البرتغالي في ذلك العام، واختير فيليكس أفضل لاعب شاب، كما تم اختياره ضمن فريق الموسم في الدوري البرتغالي، وبعدها حصد جائزة الفتى الذهبي لأفضل لاعب في أوروبا تحت 21 عاما.

وفي 2019 انتقل فيليكس إلى أتلتيكو مدريد في ثالث أغلى صفقة في التاريخ بعد صفقتي باريس سان جيرمان الخاصة بالبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي، وجاء تعاقد أتلتيكو مع فيليكس لتعويض رحيل مهاجمه الفرنسي أنطوان جريزمان إلى برشلونة مقابل 107 ملايين و700 ألف جنيه إسترليني في رابع أكبر صفقة في التاريخ.

لكن الأمور لم تسر على مايرام مع الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو، وخلال ثلاثة مواسم ونصف موسم، قضاها مع أتلتيكو، سجل 35 هدفا، بالإضافة إلى 16 تمريرة حاسمة، في 131 مباراة، وفي موسم 2020- 2021، كان فيليكس جزءا من فريق أتلتيكو الذي فاز بلقبه الثاني في الدوري الإسباني تحت قيادة سيميوني، لكنه شارك منذ البداية في 14 مباراة فقط في الدوري ذلك الموسم، وسجل ثلاثة أهداف فقط.

وكان الموسم التالي أسوأ للفريق ولكنه أفضل على المستوى الفردي، حيث احتل أتلتيكو المركز الثالث بالدوري الإسباني، لكن تم اختيار فيليكس لاعب الموسم في النادي، بعد تسجيله 10 أهداف في جميع المسابقات قبل تعرضه لإصابة تسببت في إنهاء موسمه في أبريل، وفي مطلع عام 2023، تعاقد تشيلسي مع فيليكس على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر مقابل تسعة ملايين و700 ألف إسترليني، بعد أن مدد تعاقده مع أتلتيكو حتى 2027.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ظهر فيليكس بشكل رائع في أول مشاركة له مع تشيلسي في مباراة الديربي أمام فولهام، قبل طرده بسبب تدخله العنيف ضد كيني تيتي في المباراة التي انتهت بخسارة تشيلسي بهدفين لهدف.

ولم يشارك فيليكس كأساسي سوى في 13 مباراة أخرى مع تشيلسي، بعد انتهاء فترة إيقافه لثلاث مباريات، بالإضافة إلى ست مباريات أخرى كبديل، وسجل أربعة أهداف.

ورفض الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الذي تولى تدريب تشيلسي خلفا لفرانك لامبارد، استمرار فيليكس في ستامفورد بريدج، مما عجل بعودته إلى أتلتيكو.

وكانت عودة فيليكس إلى أتلتيكو محفوفة بالمخاطر، حيث دخل في جدال مع المدير الرياضي أندريا بيرتا، وبعد ذلك بفترة استعاد أتلتيكو جريزمان ومنحه القميص رقم 7 الخاص بفيليكس.

وتسبب فيليكس في غضب أتلتيكو وجماهيره بعد إعلانه عن رغبته في الانضمام إلى برشلونة، وتعرض لصيحات استهجان في المباراة الافتتاحية ضد غرناطة، وهي مباراة لم يشارك فيها حتى،

وانتقل فيليكس إلى برشلونة (النادي الذي كان يشجعه في طفولته)، على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد في سبتمبر، وسجل فيليكس عشرة أهداف لبرشلونة، منها هدفان ضد أتلتيكو، وتمسك النادي الكتالوني لبعض الوقت ببقاء فيليكس قبل أن يستعيض عنه بداني أولمو.

وبشكل مفاجئ دفع تشيلسي 45 مليون إسترليني لاستعادة فيليكس رغم أن التوفيق غاب عنه خلال فترة إعارته الأولى، وضمه بعقد يمتد لسبع سنوات ، لكنه الآن على أعتاب الرحيل عن ستامفورد بريدج ، قبل ست سنوات من تاريخ انتهاء تعاقده.

ونجح فيليكس في التسجيل في شباك وولفرهامبتون في أول مباراة له بعد عودته لتشيلسي، لكن ذلك كان هدفه الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد انتقاله بعقد دائم إلى ستامفورد بريدج.

وأحرز اللاعب البرتغالي سبعة أهداف مع تشيلسي في الموسم الماضي، بمعدل هدف كل 135 دقيقة، لتصبح بذلك أفضل فترة في مسيرته منذ رحيله عن بنفيكا.

وانضم فيليكس إلى ميلان على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، لكنه لم يسجل سوى ثلاثة أهداف في 21 مباراة ، بمعدل هدف كل 339 دقيقة.

وبعد خروج فيليكس من حسابات تشيلسي، واستبعاده من كأس العالم للأندية في أمريكا، أثيرت تكهنات حول إمكانية عودته لبنفيكا.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن فيليكس قوله: "العالم أجمع يعلم أن بنفيكا هو فريقي المفضل، إنه بيتي، سأعود يوما ما، لا أعرف إن كان ذلك الآن أم بعد بضع سنوات، ولكن لو كان الآن لكنت شعرت بسعادة كبيرة".

لكن برونو لاجي، مدرب بنفيكا، قال بشكل علني أن فيليكس قد يضطر إلى خفض راتبه لإتمام عودته للفريق البرتغالي، وبدلا من استكمال رحلته الإحترافية في أوروبا، سينتقل فيليكس إلى السعودية عبر بوابة نادي النصر، حيث سيلعب تحت قيادة مدرب بنفيكا السابق خورخي جيسوس وإلى جانب أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو.

مقالات مشابهة

  • تاجر مخدرات دولي يحاول الانتحار بعد اعتقاله في النجف.. والأنبار تطيح بشبكة سحرة
  • مقتل 4 بينهم عنصران حوثيان في اشتباكات قبلية مع مليشيا الحوثي بالجوف عقب إحراق منزل مواطن
  • إدارة شبيبة القبائل تعلن تعاقدها مع بلول
  • تقرير أمني ايراني يكشف عن خسائر اسرائيل في الحرب
  • أخصائي تغذية: هذه أبرز أعراض نقص الفيتامينات والمعادن لدى النساء .. فيديو
  • جواو فيليكس يحاول إحياء مسيرته عبر بوابة النصر السعودي
  • إيران تكشف عن معركة صامتة و إحباط مؤامرة كبرى لإسقاط النظام وتقسيم البلاد بقيادة استخباراتية غربية
  • أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة
  • سوريا.. القبض على اللواء عماد نفوري رئيس أركان القوات الجوية لدى النظام السابق
  • الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يحث المواطنين على المشاركة الإيجابية في انتخابات الشيوخ