بدأ مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون محادثات في باريس، اليوم الخميس، لطرح وجهة نظر كييف على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف.

وقبل المحادثات التي تجري في الإليزيه التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلا من روبيو وويتكوف.

وتعكس الدبلوماسية عالية المستوى قلق أوروبا المتزايد من مبادرات أميركية تجاه موسكو، بعد إخفاق جهود الرئيس دونالد ترامب حتى الآن في التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو 3 سنوات.

وأشار ترامب -الذي قال مرارا إنه يهدف إلى إنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة- إلى إحباطه من كل من موسكو وكييف، حتى مع تحول الإدارة الأميركية "إلى نهج يركز على استيعاب الرواية الروسية للصراع".

ووافقت أوكرانيا على مقترح وقف إطلاق نار من ترامب الشهر الماضي ورفضته روسيا.

واتفق الجانبان فقط على الحد من الهجمات على أهداف الطاقة وفي البحر. ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن مخالفة ذلك.

موقف أكثر صرامة

وتحمل كييف وحلفاؤها الأوروبيون موسكو مسؤولية رفض مقترح ترامب، ويأملون في إقناع واشنطن باتخاذ موقف أكثر صرامة.

وقال ترامب للصحفيين، الأحد الماضي، "أحاول وقف ذلك حتى نتمكن من إنقاذ الكثير من الأرواح".

إعلان

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها "سيناقش الأطراف سبل تحقيق وقف إطلاق نار كامل، وإشراك قوة عسكرية متعددة الجنسيات لضمان استدامة السلام، ومواصلة تطوير البنية الأمنية لأوكرانيا، وضمان أمن بلدنا".

ووصف الكرملين اجتماعات باريس بأنها فرصة لويتكوف، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 5 ساعات الأسبوع الماضي، لإبلاغ الأوروبيين بوضع المحادثات التي تسعى إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.

وقال ويتكوف لشبكة فوكس نيوز -بعد الاجتماع مع بوتين- إن ما يريده بوتين من أجل تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا أصبح واضحا.

وذكر ويتكوف "أعتقد أننا على وشك تحقيق أمر بالغ الأهمية للعالم أجمع"، مضيفا أن هناك أيضا "فرصا تجارية واعدة للغاية" في العلاقات الروسية الأميركية.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم، اليوم الخميس، ويتكوف بـ"تبنّي الإستراتيجية الروسية" وبـ"نشر سرديات روسية".

وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي، "أعتقد أنّ السيد ويتكوف تبنّى إستراتيجية الطرف الروسي. أعتقد أنّ هذا خطير جدا، لأنّه ينشر، بوعي أو بغير وعي، سرديات روسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

لماذا تتوجس أوكرانيا وأوروبا من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا؟

يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 من الشهر الجاري لمناقشة مصير الحرب في أوكرانيا.

ويأتي ذلك وسط تحذير كييف من "اتخاذ أي قرار" دون موافقتها، وخشية أوروبية من أن تخرج قمة ترامب بوتين بصفقة لا ترضيهم.

فبعد إعلان ترامب أنه سيلتقي بوتين لبحث المسألة الأوكرانية، تحرك الأوروبيون الذين يدعمون أوكرانيا. ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين ودولا أوروبية يخططون لعقد لقاء اليوم بالعاصمة البريطانية في محاولة للتوصل إلى مواقف مشتركة قبل اجتماع ألاسكا.

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الأوروبيين استبعدوا من طرف الرئيس الأميركي في ملف المفاوضات بشأن مصير الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنهم يخشون أن يؤدي اللقاء بينه وبوتين إلى عقد صفقة تحقق ما تريده روسيا، وخاصة حيازة أراض ليست لها.

وقال عبيدي إن المقاربة الأوروبية القريبة جدا من موقف كييف تختلف عن المقاربة الأميركية والروسية، فأوروبا تطالب بوقف شامل وكامل للأعمال "العدائية" قبل الحديث عن بقية المواضيع خلال المفاوضات، في حين تتمسك واشنطن وموسكو بوقف جزئي لإطلاق النار مع تفاهمات بين الطرفين المتصارعين.

وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق في البيت الأبيض أنه سيكون هناك "بعض من تبادل الأراضي لصالح روسيا وأوكرانيا" وهو ما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التصريح بأن بلاده "لا تستطيع أن تنتهك الدستور بشأن أراضيها ولن تسلمها للمحتلين".

الرئيس الأميركي ترامب أثناء لقائه العاصف نظيره الأوكراني زيلينسكي نهاية فبراير/شباط (رويترز)تنازلات روسية

وحسب المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس واريك، فإن ما يهم ترامب هو عقد صفقة دون اكتراثه ببنودها، ومن جهته يحاول بوتين الحصول على تنازلات أساسية من الرئيس الأميركي من قبل الضغط على أوكرانيا لكي تتنازل عن المزيد من الأراضي وأن تبقى قوة عسكرية ضعيفة، وهي المطالب المرفوضة أوكرانيا وأوروبيا.

إعلان

ويرى واريك -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك احتمالا ضعيفا جدا للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا بعد قمة ترامب وبوتين.

وتطالب موسكو بأن تتنازل أوكرانيا عن 4 مناطق تسيطر عليها جزئيا هي: دونتيسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

لكن أوكرانيا ترفض هذه المطالب وتشدد على وجوب انسحاب القوات الروسية من أراضيها والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.

وعلى مستوى الموقف الروسي، تقول المحللة السياسية إيلينا سوبونينا لبرنامج "ما ورا الخبر" إن خطة روسيا التي عرضتها على المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف تتضمن تنازلات من قبلها، حيث إنها مستعدة لسحب قواتها من بعض المناطق الأوكرانية، لكنها شددت على أنها لن تسحب من شبه جزيرة القرم.

وأضافت موسكو أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتوقف ولو جزئيا، وقد يكون الإعلان عن ذلك خلال لقاء بوتين ترامب، وهذه الخطوة -في نظر سوبونينا- يشكل تنازلا كبيرا من طرف روسيا.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: نرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا
  • ذعر في شرق أوكرانيا بسبب صفقة ترامب وبوتين المحتملة.. ما السبب؟
  • دونالد ترامب: سأطلب من بوتين إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • عاجل. اجتماع افتراضي رفيع لبحث مفاوضات السلام في أوكرانيا يضم ترامب وقادة أوروبا وكييف
  • اجتماع أوروبي طارئ بشأن أوكرانيا يسبق قمة ترامب وبوتين
  • انخفاض أسعار النفط مع ترقب محادثات أميركية روسية بشأن أوكرانيا
  • دول أوروبية تطالب بإنهاء أزمة أوكرانيا
  • زيلينسكي يشكر أوروبا على دعمه بشأن قمة ترامب وبوتين
  • لماذا تتوجس أوكرانيا وأوروبا من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا؟
  • لندن تستضيف اجتماعاً أمنياً دولياً لبحث مبادرة ترامب للسلام في أوكرانيا