يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 من الشهر الجاري لمناقشة مصير الحرب في أوكرانيا.

ويأتي ذلك وسط تحذير كييف من "اتخاذ أي قرار" دون موافقتها، وخشية أوروبية من أن تخرج قمة ترامب بوتين بصفقة لا ترضيهم.

فبعد إعلان ترامب أنه سيلتقي بوتين لبحث المسألة الأوكرانية، تحرك الأوروبيون الذين يدعمون أوكرانيا.

ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين ودولا أوروبية يخططون لعقد لقاء اليوم بالعاصمة البريطانية في محاولة للتوصل إلى مواقف مشتركة قبل اجتماع ألاسكا.

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الأوروبيين استبعدوا من طرف الرئيس الأميركي في ملف المفاوضات بشأن مصير الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنهم يخشون أن يؤدي اللقاء بينه وبوتين إلى عقد صفقة تحقق ما تريده روسيا، وخاصة حيازة أراض ليست لها.

وقال عبيدي إن المقاربة الأوروبية القريبة جدا من موقف كييف تختلف عن المقاربة الأميركية والروسية، فأوروبا تطالب بوقف شامل وكامل للأعمال "العدائية" قبل الحديث عن بقية المواضيع خلال المفاوضات، في حين تتمسك واشنطن وموسكو بوقف جزئي لإطلاق النار مع تفاهمات بين الطرفين المتصارعين.

وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق في البيت الأبيض أنه سيكون هناك "بعض من تبادل الأراضي لصالح روسيا وأوكرانيا" وهو ما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التصريح بأن بلاده "لا تستطيع أن تنتهك الدستور بشأن أراضيها ولن تسلمها للمحتلين".

الرئيس الأميركي ترامب أثناء لقائه العاصف نظيره الأوكراني زيلينسكي نهاية فبراير/شباط (رويترز)تنازلات روسية

وحسب المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس واريك، فإن ما يهم ترامب هو عقد صفقة دون اكتراثه ببنودها، ومن جهته يحاول بوتين الحصول على تنازلات أساسية من الرئيس الأميركي من قبل الضغط على أوكرانيا لكي تتنازل عن المزيد من الأراضي وأن تبقى قوة عسكرية ضعيفة، وهي المطالب المرفوضة أوكرانيا وأوروبيا.

إعلان

ويرى واريك -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك احتمالا ضعيفا جدا للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا بعد قمة ترامب وبوتين.

وتطالب موسكو بأن تتنازل أوكرانيا عن 4 مناطق تسيطر عليها جزئيا هي: دونتيسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

لكن أوكرانيا ترفض هذه المطالب وتشدد على وجوب انسحاب القوات الروسية من أراضيها والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.

وعلى مستوى الموقف الروسي، تقول المحللة السياسية إيلينا سوبونينا لبرنامج "ما ورا الخبر" إن خطة روسيا التي عرضتها على المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف تتضمن تنازلات من قبلها، حيث إنها مستعدة لسحب قواتها من بعض المناطق الأوكرانية، لكنها شددت على أنها لن تسحب من شبه جزيرة القرم.

وأضافت موسكو أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتوقف ولو جزئيا، وقد يكون الإعلان عن ذلك خلال لقاء بوتين ترامب، وهذه الخطوة -في نظر سوبونينا- يشكل تنازلا كبيرا من طرف روسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

مستشار أممي: قمة ترامب وبوتين المرتقبة نقطة تحول في حرب أوكرانيا

كشف المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، تفاصيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أن اللقاء سيكون علامة فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف فراج في تصريحات صحفية، أن الإعلان عن لقاء بوتين وترامب من قبل الكرملين يأتي في ظل التوترات الدولية المستمرة، وخاصة فيما يتعلق النزاع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن القمة ستعقد بناءً على اقتراح أمريكي، حيث أن موعد القمة المستهدف هو الأسبوع المقبل دون تحديد تاريخاً محدداً حتى الآن، رغم أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يحتاج إلى وقت.

ونوه مستشار التنمية والتخطيط، بأن احتمال انضمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة ضئيل جداً، حيث أن الأولوية ستكون للتحضير لعقد اجتماع ناجح ومثمر بين بوتين وترامب، لافتا إلى أن المسؤول الأمريكي ستيف ويتكوف اقترح عقد اجتماع ثلاثي يتضمن زيلينسكي، ولكن لم تتلق موسكو أي رد على هذا الاقتراح.

وأوضح أن الهدف الأساسي من هذا الاجتماع الثنائي يتمحور حول مناقشة إنهاء الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، والذي بدأ منذ 24 فبراير 2022، حيث أظهرت استطلاعات رأي جديدة أن الأوكرانيين يتطلعون بشكل متزايد إلى تسوية تنهي هذه الحرب المدمرة.

وتابع: "يأتي هذا الإعلان بعد يوم من لقاء بين المبعوث الأمريكي وبوتين، ما يعكس تزايد الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع. لقد حدد ترامب مهلة تبلغ عشرة أيام أمام روسيا لتحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء النزاع، مشيراً إلى أنه إذا لم يحدث ذلك، فإنه سيفرض عقوبات جديدة. وقد تعهد ترامب في حملته الانتخابية السابقة بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في غضون 24 ساعة، لكنه واجه تحديات كبيرة لتحقيق هذا الوعد".

واختتم المستشار محمد فراج، بالتأكيد على أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الرئيس بوتين على وقف لإطلاق النار"، لكن "لن يكون ذلك مجانياً"، وذلك بحسب المسئولين الأمريكيين، لافتا إلى أن الرئيس ترامب يُظهر إيجابية واضحة، لكنه ربط استمرار هذه الإيجابية بمدى تجاوب بوتين. "إذا لم يكن بوتين مستعدًا لتقديم تنازلات، فإن ترامب لن يبقى إيجابيًا"، حيث أن الأخير قد يضطر إلى الانتقال إلى "حوافز سلبية" إذا ما استمر العناد الروسي، في إشارة ضمنية إلى العقوبات.

طباعة شارك ترامب بوتين لقاء ترامب وبوتين حرب أوكرانيا روسيا وأوكرانيا

مقالات مشابهة

  • قمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا.. روسيا تشترط الاعتراف بضم أراضي أوكرانية
  • قمة تاريخية في «ألاسكا».. ترامب وبوتين وجهًا لوجه لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • قمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا.. وموسكو تشترط اعترافًا بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين في ألاسكا
  • روسيا تكشف محاور قمة بوتين وترامب في ألاسكا
  • لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين في ألاسكا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • روسيا تعلق على اختيار ألاسكا كمكان انعقاد قمة بوتين وترامب
  • “الأمر متروك له”.. ترامب يرمي الكرة في ملعب بوتين بشأن أوكرانيا
  • مستشار أممي: قمة ترامب وبوتين المرتقبة نقطة تحول في حرب أوكرانيا