محمد مهنا: سر التربية النبوية في الامتثال لأوامر الله وترك نواهيه
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما تُعد أصلًا عظيمًا في تربية النفوس، خاصة في مرحلة الطفولة والشباب.
وأشار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال حلقة برامج أوصاني الحبيب، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى ما روى عن وصية النبي، فى حديثه الشريف الذي قال فيه: «يا غلام، إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
وأوضح أن هذه الوصية النبوية توجّه القلوب إلى التعلّق الكامل بالله تعالى، دون ما سواه، وتدعو إلى مراقبة الله، وحُسن التوكل عليه، وتفويض الأمر إليه.
وأضاف: «في هذا الحديث تعليم بالغ للأطفال والشباب، ليشبّوا على الوعي بالله، وشهود توحيده، والانقياد لقضائه، والإيمان بأن النفع والضر لا يكون إلا بإذنه سبحانه وتعالى».
وأشار إلى قول النبي: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.. »، مؤكدًا أن هذا النص يحمل معنى التسليم المطلق لقدَر الله، والثقة في تدبيره، وعجز الخلائق عن التصرف خارج مشيئة الله عز وجل، وهو ما يزرع الطمأنينة في قلب المؤمن.
واستشهد بكلام الإمام ابن عطاء الله السكندري، الذي قال: «إذا رزقك في الظاهر الامتثال لأمره، وفي الباطن الاستسلام لقهره، فقد أعظم المنة عليك»، موضحًا أن الامتثال في الظاهر هو التزام أحكام الشريعة، والطاعات، واجتناب المعاصي، بينما الاستسلام لقهره هو الرضا بأقدار الله، والتسليم لحكمه، والثقة برحمته وعدله.
وأضاف: «هذه الموازنة بين الظاهر والباطن، بين العمل والانقياد، بين السعي والتسليم، تمثّل جوهر العلاقة بين العبد وربه، ومن وُفّق لذلك فقد نال أعظم منّة من الله تعالى، كما قال ابن عطاء».
وتابع: «احفظ الله برعاية حقوقه، يحفظك في دينك ودنياك.. وهذا هو سر التربية النبوية التي بها تسمو القلوب وتتزكى النفوس».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الأزهر قناة الناس د محمد مهنا
إقرأ أيضاً:
نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
تركنا رسول الله– صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله- سبحانه وتعالى-.
وتأتي على الإنسان لحظات تضيق به الأرض بما رحُبت وتكثر عليه المشاكل والهم ولا يجد لها مخرج إلا الدعاء واللجوء لله- تعالى-، ونصح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعدم كثرة الشكوى فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَآهُ مَهْمُومًا، فَقَالَ: «لَا تُكْثِرْ هَمَّكَ، مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ». الآداب للبيهقي.
والدعاء هو سلاح المؤمن في كل الأوقات في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، وعلى كل مسلم أن يلجأ إلى الله ويتضرع إليه لفك الكرب وزوال الهم والضيق، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي، مع الأخذ بالأسباب، والحرص على قيام الليل والدعاء في الثلث الأخير من الليل لفك الكرب والهم والضيق.
في هذا السياق، قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أوصانا بـ دعاء لفك الكرب وتفريج الهم والبلاء، وهو " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".
ولفت إلى أنه ورد في بعض الروايات، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي حاجته، حيث يدعوا الله بدعاء الكرب السابق ذكره ثم يسأل المولى عز وجل ان يفرج المصيبة.
فهذا الدعاء عظيم جدا ويفرج الكرب والهم، ويعتبر ثناء على الله ذلك ولأنه يشمل على اسم الله الحليم واسمه العظيم وهو الذي لا يعظم عليه ان يفرج كرب المهمومين وايضا اسم الله الكريم الذي عم كرمة جميع المخلوقات، منوها بأنه كل مهموم عليه بترديد هذا الدعاء ثم يسأل المولى بتفريج كربه.
دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحُبت
((يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)).
دعاء الشدائد لقضاء الحوائج ورفع البلاء"اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، اللهم اصرف عنا هذا الوباء، اللهم حصنا، وحصن أولادنا، وأهلنا، وأهل الأرض أجمعين، من هذا الوباء، واصرفه عنا، باسمك الأعظم يا أرحم الرحمين".