تحوّلت الأزمة التي تواجه سلسلة محلات "بـ لبن" خلال الأيام الأخيرة إلى حديث الساعة في مصر والعالم العربي، بعد قرارات الإغلاق المفاجئ التي طالت عشرات الفروع والمنشآت الإنتاجية التابعة لها وبينما يترقب الشارع المصري تطورات هذه الأزمة، تتصاعد الأسئلة حول أسباب الإغلاق، وتداعياته الاقتصادية، والاجتماعية، ومصير ما يقرب من 25 ألف عامل يعيلون أسرهم من وراء هذه العلامة التجارية التي بدأت بقصة نجاح لافتة.

ولم تكن "بـ لبن" وحدها في مرمى النيران، فقد شملت قرارات الإغلاق سلاسل غذائية أخرى مثل "كرم الشام" و"وهمي" و"كنافة وبسبوسة"، مما يعكس تشدد الجهات الرقابية في تطبيق معايير سلامة الغذاء وفي هذا التقرير، نستعرض خلفيات الأزمة، بدايةً من نشأة الشركة وانتشارها الإقليمي، مرورًا بالخلافات الإعلامية مع المنافسين، وصولًا إلى قرارات الإغلاق وردود الفعل الرسمية والشعبية.

 

نشأة "بـ لبن"

 

تأسست سلسلة محلات "بـ لبن" عام 2021، وبدأت في التوسع بشكل لافت داخل مصر، حيث افتتحت عشرات الفروع في القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي. خلال الأعوام 2022 و2023 و2024، كثّفت الشركة من عمليات التوظيف والإعلانات الترويجية، مما ساهم في زيادة حضورها الشعبي.

وبحلول عام 2025، بلغ عدد فروع "بـ لبن" أكثر من 300 فرع في عشر دول عربية، أبرزها السعودية، الكويت، الأردن، ومصر، في خطوة عززت مكانتها في سوق الأغذية والمشروبات.

 

خلاف مع "العبد" واتهامات بالإساءة

أثارت "بـ لبن" جدلًا واسعًا في رمضان الماضي بعد إطلاق حملة تسويقية تضمنت إعلانًا اعتبرته شركة "العبد للحلويات" إساءة مباشرة لها وتدخّل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، بعد رصد الإعلان واعتباره مخالفًا للأكواد الأخلاقية. وخلال جلسة استماع رسمية، التزمت "بـ لبن" بإجراء التعديلات على الإعلان خلال ثلاثة أيام.

 

بلاغات التسمم وإغلاق مفاجئ في السعودية

في السعودية، أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية عن إغلاق مؤقت لفروع "بـ لبن" بعد ورود بلاغات عن حالات تسمم غذائي. وأشارت إلى أن معظم الحالات تماثلت للشفاء، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية احترازيًا.

 

إغلاق شامل داخل مصر بسبب مخالفات صحية وإدارية

أعلنت هيئة سلامة الغذاء في مصر تنفيذ حملات تفتيش موسعة على سلاسل مثل "بـ لبن" و"كرم الشام"، أسفرت عن رصد بكتيريا ممرضة وألوان صناعية محظورة دوليًا في بعض المنتجات. وشملت النتائج:

إغلاق أكثر من 110 فرعًا داخل مصر.ضبط منتجات غير صالحة للاستهلاك الآدمي.مخالفة شروط التخزين والترخيص.رصد مخالفات في النظافة وسلامة الأغذية.وفي الجيزة، أصدر المحافظ قرارًا رسميًا بإغلاق 12 منشأة تابعة للشركة لعدم استيفاء الشروط الصحية والإدارية.

 

رد الشركة: لسنا متورطين في حالات تسمم

نفت شركة "بـ لبن" مسؤوليتها عن أي حالات تسمم غذائي، مؤكدة أن قرار الإغلاق سببه مخالفات إدارية فقط، وأنه لا توجد بلاغات رسمية أو تقارير طبية تثبت حدوث تسمم. وعبّرت عن استعدادها الكامل للتدقيق والمراجعة، وطالبت بفرصة لتصحيح أوضاعها.

 

استغاثة إلى الرئيس السيسي ومخاوف من خسائر فادحة

أطلقت الشركة بيانًا طالبت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء بالتدخل العاجل لإنقاذها من الإغلاق، ووصفت الأزمة بـ "غير المسبوقة" وأشارت إلى أن توقف نشاطها يهدد مصدر دخل 25 ألف أسرة واستمرار عملياتها في 9 دول عربية وتصدير مكونات غذائية مصرية تساهم في إدخال العملة الصعبة.

وأكدت الشركة أنها لا تطلب استثناءً من الرقابة، بل الحماية والتحقق العادل فقط.

 

بيان الحكومة

أكدت الهيئة القومية لسلامة الغذاء أن الحملات الرقابية تستهدف حماية صحة المستهلكين وضمان مأمونية المنتجات، موضحة أن التحاليل أثبتت وجود بكتيريا وألوان محظورة في بعض المنتجات. وشددت الهيئة على استمرار الحملات في جميع المحافظات والتعامل الحازم مع أي مخالفات وضرورة التزام أصحاب المنشآت بالشروط والمعايير الصحية.

 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بـ لبن أزمة بـ لبن سلامة الغذاء في مصر تسمم غذائي هيئة سلامة الغذاء العبد للحلويات الرقابة على الاغذية كرم الشام كنافة وبسبوسة بـ لبن السعودية بـ لبن مصر الغذاء الفاسد الرصد الإعلامي التراخيص الصحية بـ لبن

إقرأ أيضاً:

عباس لماكرون: لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب ومستعدون لقوات دولية لحمايتنا

أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن دعمه لنزع سلاح حركة حماس واستبعادها من الحكم في قطاع غزة، كجزء من تصور لحل الدولتين، وذلك في رسالة وجّهها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عشية مؤتمر أممي مقرر في نيويورك منتصف حزيران/يونيو الجاري.

وأكد عباس في رسالته، التي كشف عنها قصر الإليزيه الفرنسي، أنه "يؤيد إلقاء حماس للسلاح" وتخليها عن حكم غزة، معتبراً ما قامت به الحركة في 7 أكتوبر 2023 من قتل وأسر مدنيين "أمراً غير مقبول"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وأوضح عباس أنه مستعد لدعوة "قوات عربية ودولية للانتشار في الأراضي الفلسطينية" ضمن مهمة لحماية الاستقرار، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مضيفاً أن الدولة الفلسطينية المستقبلية "لن تكون عسكرية" وستعمل على "ترتيبات أمنية تخدم الجميع" ضمن إطار حماية دولية.

من جهته، رحّب الإليزيه الفرنسي بما وصفه بـ"الالتزامات الملموسة وغير المسبوقة" من عباس، معتبراً أنها تعكس "رغبة حقيقية" بالتوجه نحو تنفيذ حل الدولتين.




وجاءت رسالة عباس استجابة لمطالب فرنسية متكررة، كان آخرها دعوة ماكرون في نيسان/أبريل الماضي للرئيس الفلسطيني بـ"استبعاد حماس من غزة وإصلاح السلطة الفلسطينية"، وهي شروط سبق وربط بها ماكرون أي اعتراف رسمي فرنسي بدولة فلسطينية.

وعبّر عباس عن استعداده لإجراء "انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام"، تحت إشراف دولي، في خطوة يرى فيها مراقبون محاولة لاستعادة الشرعية الداخلية في وجه الانتقادات المتزايدة للسلطة الفلسطينية وأدائها، خصوصاً بعد حرب غزة المستمرة منذ أشهر.

وفي حين تسعى فرنسا لجعل المؤتمر الدولي حول حل الدولتين المقرر في نيويورك (17-21 يونيو) نقطة انطلاق جديدة للعملية السياسية، يواجه الطرح برفض إسرائيلي واضح، في ظل مواصلة حكومة نتنياهو للحرب ورفضها أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.

ووسط إشارات متضاربة من باريس بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، تؤكد الخارجية الفرنسية أنها تعمل لحشد دعم دولي واسع لهذه الخطوة، في وقت انضمت فيه كندا وبريطانيا لإعلان مشترك مع باريس الشهر الماضي عبّر عن "تصميم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

لكن ماكرون، الذي شدد مؤخراً على أن "حصار غزة فاضح ووصمة عار"، يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة لاتخاذ موقف أكثر حسمًا من الحرب الإسرائيلية على القطاع، في وقت تتهمه فيه تل أبيب بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية".

ميدانيا ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بقصف ورصاص إسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة إلى 55 شخصا منذ فجر الثلاثاء، من بينهم 19 من المجُوعين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.


مقالات مشابهة

  • طرد موظف في مطار عدن بتهمة مضغ القات داخل كافتيريا المطار.. فيديو
  • أزمة عميقة داخل إسرائيل.. وزير فلسطيني سابق يكشف التفاصيل
  • عباس لماكرون: لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب ومستعدون لقوات دولية لحمايتنا
  • ارتفاع طفيف بأسعار الدولار في كوردستان مع الإغلاق
  • صوفان: العدالة الانتقالية لا تعني محاسبة كل من خدم النظام، والمحاسبة هي لكبار المجرمين الذين نفذوا جرائم وانتهاكات جسيمة
  • كامل الوزير: تكثيف إجراءات الأمان والحفاظ على نظافة القطارات والمحطات
  • 14 شهيدا قرب مراكز مساعدات الشركة الأميركية في رفح / فيديو
  • عاجل| مصدر في مجمع ناصر: 14 شهيدا قرب مراكز مساعدات الشركة الأميركية في رفح
  • ارتفاع عدد مصابي حادث تسمم داخل مطعم بالمنيا إلى 33 شخصا..بالاسماء
  • إصابة 21 شخصا باشتباه تسمم غذائى إثر تناول وجبة طعام داخل مطعم بالمنيا