بين السطور...هل سلمنا مفاتيح عقولنا للآلة؟
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في المقال السابق، طرحت تساؤلًا مقلقًا عن حدود الإفراط في مشاركة بياناتنا على الإنترنت، وانعكاسات ذلك على خصوصيتنا في زمان باتت فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي تراقبنا وتتعلم منا وتستنتج عنا ما لا نعرفه عن أنفسنا أحيانًا. واليوم، وبعد انتهاء البرنامج التدريبي المتخصص في “التغطية الإعلامية لقضايا الأمن السيبراني”، أجدني أقف أمام معضلة أعمق: كيف يمكن لمجتمع يُبهره الذكاء الاصطناعي وانا جزء منه، أن نغضّ الطرف عن الغباء البشري المتنامي في طريقة التعامل معه؟
فبينما نندهش من قدرة الآلة على التعلم والتطور والرد والتنبؤ، نغفل عن ممارسات بشرية تتسم بقدر مرعب من اللامبالاة، بل والتواطؤ أحيانًا، مع هذا الزحف التكنولوجي.
وبالرغم من أنه لا أحد ينكر أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة ثورية لا يمكن تجاهلها، لكنه في الوقت ذاته، يشكّل مرآة تعكس جهلنا الرقمي واستخفافنا بخصوصيتنا وحقوقنا.
لقد ناقش البرنامج التدريبي الذي نظمته “MCS” شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومجموعة “30N”، عددًا من القضايا الحيوية التي لم تعد ترفًا معرفيًا، بل ضرورة وطنية، من بينها التأثيرات المجتمعية والأخلاقية لأدوات الذكاء الاصطناعي، وضرورة تطوير خطاب إعلامي واعٍ يواكب هذه التطورات، وينبه الجمهور لمواطن الخطر الكامنة في التعامل اليومي مع التكنولوجيا.
لكن الاستفادة الكبرى التي خرجت بها، أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الآلة التي تتعلم بلا حدود، بل في الإنسان الذي يتوقف عن التعلم، عن التساؤل، عن الحذر.
ففي وقتٍ تبني فيه الحكومات استراتيجيات للتحول الرقمي، وينادي المتخصصون بوضع أطر تشريعية تحكم أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، ما زالنا نشارك صورنا، وموقع منزلنا، وتحركاتنا اليومية، على مرأى ومسمع من العالم الرقمي، دون أن ندرك أننا نساهم طوعًا في بناء ملف شخصي قد يُستخدم ضدنا في أقرب فرصة.
والغباء البشري هنا لا يعني قلة الذكاء، بل يشير إلى التهاون في المسؤولية الرقمية، والتساهل مع قوة لا نعرف لها سقفًا. كأنك تفتح الباب دون أن تسأل من الطارق، ثم تُفاجأ بانتهاك، فهذا لا يُعد خطأ الآلة… بل خطأك مع الأسف.
لقد آن الأوان أن نكف عن التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة سحرية بلا عواقب وأن نتذكر دومًا أن الآلة لا تخطئ… بل تنفذ ما نغذيها به من بيانات وسلوكيات،وإذا كنا نغذيها بفوضانا، فستعيد إنتاج هذه الفوضى بألف وجه.
ختامًا، فإن ما تعلمته من هذا البرنامج لا يقتصر على معرفة تقنية، بل على يقظة فكرية وأن الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا، بل هو اختبار،واختبارنا الحقيقي فيه، هو أن نُثبت أننا ما زلنا الأذكى، والأكثر وعيًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إستخدام الذكاء الاصطناعي الأمن السيبرانى العالم الرقمي الغباء البشري الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
في وقت أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على مشهد التكنولوجيا – من Galaxy AI إلى Apple Intelligence – يبدو أن شركات الاتصالات بدورها تراهن بقوة على هذه الثورة، وعلى رأسها شركة AT&T التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها التشغيلية والمالية.
عائد مضاعف واستراتيجية تقود إلى توفير 3 مليارات دولاربحسب تصريحات الشركة، فإن كل دولار استثمرته AT&T في الذكاء الاصطناعي التوليدي عاد عليها بعائد مضاعف، في خطوة تعكس النجاح الفعلي لهذه الاستثمارات.
وتستهدف الشركة تحقيق وفورات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا بحلول نهاية عام 2027، عبر دمج حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها.
دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مستويات العملتحدث آندي ماركوس، كبير مسؤولي البيانات والذكاء الاصطناعي في AT&T، لمجلة Forbes، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الفرق التقنية، بل أصبح جزءًا من سير العمل اليومي في كافة أقسام الشركة.
ومنذ انضمامه إلى AT&T عام 2020، يقود ماركوس استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشمل الخدمات الموجهة للمستهلكين، والأعمال، والوظائف الداخلية.
وحتى الآن، أكمل أكثر من 50,000 موظف تدريبات رسمية على الذكاء الاصطناعي، بينما تُشغّل الشركة أكثر من 600 نموذج من نماذج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي ضمن بيئاتها الإنتاجية، وتُراجع آلاف حالات الاستخدام الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
تطبيقات عملية تعزز الكفاءة وتحسّن تجربة العملاءتشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي في AT&T مجالات مثل كشف الاحتيال، منع المكالمات المزعجة، تحسين عمليات التوزيع الميداني، وأداة موظفين تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل اسم Ask AT&T.
وتهدف هذه التطبيقات إلى رفع كفاءة العمل الداخلي وتحسين تجربة العملاء على حد سواء.
وتُدار هذه الجهود من خلال إطار حوكمة صارم وتعاون بين الأقسام المختلفة، مع التركيز على سلامة البيانات، لا سيما وأن الشبكة تنقل يوميًا نحو 900 بيتابايت من البيانات، ما يستدعي إدارة مسؤولة وحذرة.
المرحلة القادمة: أنظمة ذكية تتخذ قرارات ذاتيةتُخطط AT&T للدخول في المرحلة التالية من تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي الأنظمة العاملة ذاتيًا (Agentic Systems)، والتي يُمكنها اتخاذ قرارات بشكل مستقل. ويرى ماركوس أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي لا سقف لها، مؤكدًا أن الشركة تواكب هذه التطورات بتفاؤل مدروس.
تحذيرات من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعيورغم التفاؤل الذي تبديه الشركات، تزداد التحذيرات من جهات متعددة بشأن فورة الذكاء الاصطناعي في الأسواق.
يرى بعض المحللين أن شركات التكنولوجيا اليوم مبالغ في تقييمها بشكل يُذكّر بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، مع ارتفاع في نسب السعر إلى الأرباح، واستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية والمواهب، دون خارطة طريق واضحة أو نهاية محددة.
ومع اشتداد المنافسة العالمية، هناك قلق متزايد من أن حمى الذهب الخاصة بالذكاء الاصطناعي قد تنتهي بانفجار اقتصادي مؤلم، إن لم يتم توجيه هذه الاستثمارات بحكمة.