الرباط: «الخليج»
أكد كتّاب من الإمارات والمغرب أن حضور الماء في السرد الأدبي يمثل رمزاً للتحول والحياة والارتباط بالذاكرة الإنسانية، مشيرين إلى أن علاقة الأدباء بالماء تتجاوز الرمزية التقليدية لتعبر عن تجارب شخصية ومخيلة متجددة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الماء في السرد الأدبي»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، تحدث خلالها الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، والكاتب المغربي محفوظ عبد اللطيف، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.


وافتتح الكاتب محفوظ عبد اللطيف مداخلته بتأكيد أن صور الماء في الأدب تتعدد تبعاً للرؤى والأجناس الأدبية المختلفة، موضحاً أن الماء حين يظهر في شكل نهر أو جدول يرمز إلى الحيوية والاستمرار، بينما يرتبط البحر غالباً بموضوعات الهجرة والمجهول والصراع مع الحياة.
وأشار إلى تأثير كتاب «الماء والأحلام» لغاستون باشلار على قراءته الرمزية للماء، حيث اعتبر أن استعارة الماء تستدعي التحول الدائم وعدم الثبات، لافتاً إلى أن علاقة الإنسان بالبحر تتسم بنوع من الصراع النفسي المركب يجمع بين السادية والمازوخية الرمزية.
وأوضح محفوظ عبد اللطيف أن النهر قد يظهر في السرد كرمز للفرح حين يكون مصدر حياة، أو كرمز للعدوان حين يفيض ويجتاح البيئات السكانية، مشيراً إلى أن رواية «الخبز الحافي» لمحمد شكري تقدم نماذج متعددة لعلاقة الإنسان بالبحر في مختلف مراحل حياته.
من جانبها، تناولت الكاتبة لولوة المنصوري حضور الماء في السرد الإماراتي، مؤكدة أن علاقتها بالماء بدأت منذ طفولتها في بيئة أودية الهجر وسهل جلفار، حيث شكّل الماء جزءاً أصيلاً من الذاكرة الجماعية للأسلاف.
وأشارت إلى أن الإنسان في الإمارات كان دائماً في سعي دائم وراء الماء، سواء عبر الغوص أو عبر حفر الأرض بحثاً عن موارد المياه، ما انعكس لاحقاً على الأدب الإماراتي عبر حضور الماء كرمز للأمومة والحنين والحياة.
وأشارت الكاتبة لولوة المنصوري إلى أن فكرة «الأنهار المنسية» شكّلت محوراً أساسياً في بناء روايتها «قوس الرمل»، حيث استلهمت هذه الصورة من قراءاتها في كتابات الرحالة مثل جون فيليبي، الذي كان يدوّن في تقاريره أسماء أنهار وأودية طواها النسيان أو غابت عن الذاكرة الجغرافية الحديثة.
وأوضحت أن هذه الأنهار، التي لم تعد معروفة أو تم تجاهلها عبر الزمن، أوحت لها بفكرة سردية تتخيل فيها عالماً صحراوياً مهدداً بطوفان خفي قادم، في إعادة صياغة رمزية للعلاقة بين الإنسان والمكان والماء، مؤكدة أن توثيق هذه الذاكرة الطبيعية هو جزء من مسؤولية الكاتب تجاه بيئته وهويته الثقافية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المغرب فی السرد الماء فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

لقاءات وندوات أدبية ضمن احتفالات ثقافة الفيوم بانتصارات أكتوبر

نظم فرع ثقافة الفيوم عددا من اللقاءات التثقيفية والندوات ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، احتفالا بانتصارات أكتوبر المجيدة.

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والمنفذة بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

"ذاكرة النصر في الأدب المصري".. لقاء بثقافة الفيوم احتفالات بانتصارات أكتوبر 

وفي السياق ذاته نظم نادي أدب سنورس بمكتبة الطفل والشباب بسنورس لقاء أدبي بعنوان "ذاكرة النصر في الأدب المصري من بطولات الجبهة إلي حكايات الهامش" ضمن مبادرة جيل واعي ووطن أقوي، للأدباء أحمد قرني وأحمد طوسون.

وبدأ اللقاء أحمد قرني عن الانتصار والعبور للمستقبل، وأنه لا شك أن اللحظة التي وطأت فيه قدم الجندي المصري على أرض سيناء بعد العبور العظيم الذي يشبه الأسطورة الملهمة التي تجاوزت فكرة العبور العسكري إلى فكرة أعمق وهي عبور إنساني من لحظة اليأس والعزيمة إلى الميلاد والانتصار وتلك اللحظة التي ربما كانت لساعات أو دامت الحرب أياما لكنها كانت سنوات من التعبأة والتدريب والتأهيل شكلت ميلاد الجندي المصري الذي صنع النصر ولأنه نصر يتجاوز حدود النصر العسكري ليصير عبور أمة وثقافة وتاريخ ..لهذا كان الأدب معبرا عن لحظة الانتصار من كافة جوانبها ززواياها وسنجد السرد الروائي قد اهتم بهذه المعركة معركة أكتوبر المجيدة.

وسنجد روايات مهمة تناولت تلك الحرب منها الرفاعي لجمال الغيطاني التي أسست للنصر العظيم في أكتوبر وسردت بطولات المجموعة 39 التي شكلها العميد إبراهيم الرفاعي وسنجد كيف عبر إحسان عبد القدوس في روايته الرصاصة لا تزال في جيبي عن لحظة العبور الخالدة من خلال الجندي محمد الذي حمل رصاصة في جيبه من معركة 67 حتى نصر 73 وفي رواية الحرب في بر مصر أراد يوسف القعيد بشخصية مصري أن يعبر أن النصر هو ملك الجنود البسطاء الذية صنعوه بدمهم الطاهر حتى لو حاول البعض حصد مكتسبات منه ومنها رواية العمر لحظة التي عبرت عن حرب الاستنزاف.

 وقال الكاتب أحمد طوسون إن الأدب المصري بتياراته المختلفة، لم يقف على مسافة واحدة من حرب أكتوبر 1973، فقد انشغل شعراء السبعينيات وكتاب السرد والرواية بمهمة مزدوجة: من جهة، تمجيد بطولات الجبهة ورصد الملاحم العسكرية، ومن جهة أخرى التقاط تفاصيل الحياة اليومية والهامشية التي شكّلت الوجه الإنساني للنصر؛ كحكايا الجنود البسطاء، قلق الأمهات، معاناة المهجّرين من مدن القناة، أو أصوات البسطاء التي لم تُدرج ضمن أرشيف البطولة الرسمي. وسنجد على مستوى الشعر كتابات صلاح جاهين وعبد الرحمن الابنودي وأمل دنقل وصلاح عبدالصبور الذي كان أول من كتب أول من كتب عن العبور، حين كتب قصيدته الخالدة "إلى أول جندي رفع العلم في سيناء" ونشرها في 9 أكتوبر 1973.

  وهناك العديد من الروايات والأعمال الأدبية التي تناولت حرب أكتوبر 1973 منها رواية "الرصاصة لا تزال في جيبي" لإحسان عبد القدوس، التي تحولت لفيلم سينمائي، ورواية "الرفاعي" لجمال الغيطاني، والحرب في بر مصر ليوسف القعيد، والمجموعة القصصية ( حكايات الغريب) لجمال الغيطاني والتي تحولت القصة التي تحمل عنوانها الى فيلم تلفزيوني ويحكى فيها قصة المواطن والجندى المصرى "عبد الرحمن"، الذى اختفى خلال الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وظل أهله وأقاربه يبحثون عنه طوال الفيلم ليجدوا كل مرة من يؤكد لهم أنه كان موجودا فى إحدى المدن. 

مقالات مشابهة

  • بين الحرف والوجدان: رحلة ممتعة مع “بداية البداية”
  • الحكاية بالحلم
  • 5 طرق لاستخدام ماء الأرز للحصول على شعر طويل وناعم
  • تقرير عبري: السيسي يوجه صفعة رمزية للكيان باختيار موعد محادثات غزة في ذكرى “نصر أكتوبر”
  • أحمد عبد اللطيف.. بطل « سلاح الإشارة » يروي كيف سطّر المصريون ملحمة أكتوبر
  • محافظ المركزي يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة الخطط النقدية والتحول الرقمي
  • لقاءات وندوات أدبية ضمن احتفالات ثقافة الفيوم بانتصارات أكتوبر
  • وفاة الكاتبة البريطانية جيلي كوبر عن 88 عاماً
  • وفاة الكاتبة الشهيرة جيلّي كوبر عن 88 عاماً.. أيقونة الأدب البريطاني المعاصر
  • قبل ما تنزل تشتري.. اعرف أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق الآن