تبدو إيران في وضع قوي لإجراء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بعدما عقد الطرفان جولة ثانية من المحادثات في روما، أمس السبت، حسبما رأت صحف إيرانية، وذلك قبل جولة مفاوضات جديدة من المقرر إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل.

وأعلنت طهران وواشنطن عن تحقيق تقدّم خلال جولة روما، كما اتفقتا على مواصلة المحادثات في سلطنة عُمان.

وتؤكد إيران عدم وجود أي اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، وأن المفاوضات تجري بوساطة عمانية.

ورأت صحيفة "هام ميهان" الإصلاحية أن مسألة إطلاق "مفاوضات مباشرة" ستطرح نفسها، معتبرة في الوقت ذاته أنه "ليس من المفيد ولا الممكن ولا المنطقي" مواصلة هذه الطريقة "أثناء مرحلة تفاوض الخبراء".

محادثات تقنية

ومن المتوقع إجراء محادثات تقنية بين خبراء إيرانيين وأميركيين، الأربعاء، في عمان، قبل المفاوضات التي ستجري السبت بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وفي إيران، تحيي المحادثات الأمل في تحسن الوضع بينما تسعى البلاد إلى التوصل إلى رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد. وقد شهدت سوق الأسهم السبت ارتفاعا "تاريخيا"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، في حين استعادت قيمة العملة الوطنية بعضا من قوتها.

إعلان

ووفق مواقع إيرانية عدة لتعقب سعر الصرف غير الرسمي، فقد تم تداول الدولار الأحد مقابل حوالى 830 ألف ريال، مقارنة بأكثر من مليون ريال في بداية أبريل/نيسان أي قبل بدء المفاوضات.

من جانبها، عنونت صحيفة "كيهان" المعارضة بشدة لأي تسوية مع الولايات المتحدة، "القوة الإيرانية العسكرية أجبرت أميركا على التفاوض".

وفي الأيام الأخيرة، تبنت الصحيفة المتشددة التي تعارض إجراء مفاوضات مع واشنطن، نبرة أكثر تصالحية.

وكتبت الصحيفة التي تصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "مريض نفسي لا يمكن الوثوق به" بسبب "عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته"، أن "أميركا.. بحاجة إلينا وإلى المصداقية التي تمنحها إياها المفاوضات مع إيران".

أما صحيفة "شرق" الإصلاحية، فرحبت بحذر بتقدم المحادثات، معتبرة أنها تتيح "اكتشافا تدريجيا لما يريده الطرف الآخر".

وقالت إن البلدين لديهما "خطوط حمراء"، ولكن "فرصا جديدة" تتشكل.

وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية "خطا أحمر".

أما بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن الخط الأحمر يتمثل في منع إيران من امتلاك قنبلة نووية. وتنفي طهران نيتها الحصول على سلاح نووي، وتدافع عن حقها في امتلاك طاقة نووية لأغراض مدنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟

نشر موقع "هوفبوست" (النسخة الإيطالية من مجموعة هافينغتون بوست الأميركية) مقالا للكاتب ماسيميليانو دي باتشي، سلط فيه الضوء على مجريات المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، مبرزا أن هذه الاجتماعات لا ترقى إلى مفاوضات سلام حقيقية.

وقال دي باتشي إن هذه المحادثات تُمثل من وجهة نظر موسكو وسيلة لفرض شروط استسلام، تبدأ بالاعتراف بضم أراض أوكرانية، وتنتهي بإضعاف الدولة الأوكرانية نفسها، على حد تعبيره.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزةlist 2 of 2تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزةend of list

ويرى الكاتب أن المفاوضات، التي عُقدت جولتها الثالثة في 23 يوليو/تموز 2025، (الجولتان السابقتان عقدتا في 16 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران 2025) ليست سوى جزء من إستراتيجية الكرملين الأوسع: تقديم مظهر الالتزام بالحوار لتفادي عزلة دبلوماسية، مع التمسك في الوقت نفسه بجوهر المطالب الروسية.

وأهم تلك المطالب -يتابع الكاتب- الاحتفاظ بكامل الأراضي الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها في 2022 (دونيتسك، لوهانسك، زاباروجيا، وخيرسون)، بما في ذلك أجزاء لا تزال تحت سيطرة كييف.

كما أشار الكاتب إلى ما نشرته صحيفة إزفستيا الروسية والتي كشفت صراحة عن شروط موسكو الأساسية وهي حياد أوكرانيا، والاعتراف الدولي بضم شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع، وتقليص حجم الجيش الأوكراني.

ويطرح الكاتب سؤالا جوهريا حول سبب إصرار روسيا على إضعاف أوكرانيا عسكريا، ويقول إن الجواب يرتبط برؤية الكرملين لإعادة بناء مجال نفوذ ما بعد مرحلة الاتحاد السوفياتي.

ويرجّح أن تكون موسكو تخطط لجولة قادمة من الغزو، في حال سنحت الظروف السياسية أو الاقتصادية، مثل تخلّي الغرب عن دعم كييف، أو تفكك مؤسساتها الديمقراطية.

تقليل الخسائر

وفي هذا السياق، تأتي اللقاءات في إسطنبول كوسيلة لتقليل الخسائر لا أكثر -يوضح ماسيميليانو دي باتشي- خصوصا عبر اتفاقات لتبادل الأسرى والجثامين، وهي ملفات بدأت تسبب إحراجا داخليا لموسكو، وسط خشية من تعبئة جديدة قد تُشعل الغضب الشعبي.

إعلان

ويقول إنه برغم الجمود السياسي، شهدت الجولة الثالثة اقتراحا روسيا بتشكيل 3 مجموعات عمل تعقد اجتماعاتها عن بعد. وقد أبدت أوكرانيا استعدادا لدراسة المقترح، مما قد يفتح الباب أمام جولة رابعة من اللقاءات، يُرتقب أن يشارك فيها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين.

وتتضمن أجندة اللقاء المقبل ملفات إنسانية كإجلاء الجرحى، واستعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا، إضافة إلى بحث آليات لهدن قصيرة.

أما الحديث عن لقاء يجمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي -يوضح ماسيميليانو دي باتشي- فيراه الروس بلا معنى قبل التوصل لاتفاق نهائي، وهو أمر غير ممكن حاليا، في ظل إصرار موسكو على اعتراف كييف بخسارة أراضيها، وتمسّك أوكرانيا بوقف إطلاق نار شامل وغير مشروط.

المفاوضات الحالية ليست أكثر من إدارة للصراع حتى تتغيّر موازين القوى، ونهاية الحرب رهنٌ بمن يصمد أكثر، لا بمن يتنازل أولا.

بواسطة الكاتب ماسيميليانو دي باتشي

ويقول الكاتب إن بالنسبة لأوكرانيا، تُعد المؤسسات الديمقراطية بابا محتملا لهزات سياسية، كما حصل مؤخرا مع قرار زيلينسكي إلغاء استقلال هيئات مكافحة الفساد، مما أثار انتقادات داخلية واتهامات بالتراجع عن الإصلاحات.

أما روسيا، فتعاني من اقتصاد مُنهك بالعقوبات ونقص في اليد العاملة، أضعف قدرتها الإنتاجية وأجبر البنك المركزي على خفض سعر الفائدة مجددًا وسط تراجع النمو، يشرح الكاتب الإيطالي.

وحرص الكاتب دي باتشي على القول إن خلاصة المشهد تتمثل في أن السلام بحسب المنظور الروسي ليس تسوية بل هي استسلام، والمفاوضات الحالية ليست أكثر من "إدارة للصراع" حتى تتغيّر موازين القوى، موضحا أن نهاية الحرب رهنٌ بمن يصمد أكثر، لا بمن يتنازل أولا.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • صحيفة: إسرائيل تدرس الضغط على حماس بتقطيع أوصال غزة
  • نائبة بلجيكية: إيران تخطط لاختطافي ونقلي إلى طهران
  • إيران تنفي ما قاله ترامب عن إعطائها "أوامر" لحماس في محادثات غزة
  • ليست سرية.. خصوصية محادثات ChatGPT على المحك
  • انتهاء اليوم الأول من المفاوضات التجارية بين أميركا والصين
  • كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟
  • جولة جديدة من المحادثات التجارية بين أميركا والصين
  • إيران تنتظر زيارة مفتشي الوكالة الذرية وتتمسك بالتخصيب
  • طهران تؤكد عدم التنازل عن التخصيب.. وواشنطن: استئناف «المحادثات النووية» قريباً