غزة بين صمت الأنظمة العربية وتخاذلها.. وتذرع المسلمين بالعجز والاكتفاء بالبكاء والنحيب!
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واستمرار حرب الإبادة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وسط صمت دولي مطبق وعجز عن وقف ما يُعد من أخطر الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان في العصر الحديث، ومع تصاعد عمليات التهجير القسري وقطع الإمدادات وغياب الممرات الآمنة، تتكشف ملامح جريمة إبادة جماعية ممنهجة تستهدف الوجود المدني الفلسطيني في غزة بشكل لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه.
مع كل ساعة تمر على سكان قطاع غزة، يزداد البقاء على قيد الحياة صعوبة، لا يقتصر الأمر على القصف المتواصل والانهيار التام للمنظومة الصحية، بل يتعداه إلى أن أصبح الخبز ترفا، والماء النظيف أمنية، والطعام حلما بعيد المنال. ومع انقطاع الإمدادات وشح مقومات الحياة الأساسية، يعيش أكثر من مليوني شخص في القطاع تحت حصار خانق يهددهم بالموت جوعا أو قهرا، في ظل صمت عربي مطبق وتقاعس دولي عن تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية.
ما يجري في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية أو خروقات متكررة للقانون الدولي الإنساني، بل هي ممارسات منهجية ترقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ أيام أن قطاع غزة لم يتلق أي مساعدات إنسانية منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، مسجلا بذلك واحدة من أطول فترات الحصار الإنساني منذ بدء حرب الإبادة. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الفترة، التي تجاوزت ستة أسابيع، تفوق بثلاثة أضعاف فترات الانقطاع السابقة، وذلك في ظل استمرار القصف ومنع وصول الإمدادات، الأمر الذي يضع القطاع على حافة كارثة غير مسبوقة.
أكدت وكالة الأونروا أن حوالي 69 في المئة من قطاع غزة يخضع حاليا لأوامر إخلاء قسري صادرة عن جيش الاحتلال، وذلك بموجب أكثر من 20 أمرا عسكريا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 420 ألف شخص قد نزحوا مجددا خلال الأيام القليلة الماضية فقط، منذ استئناف القصف في مطلع نيسان/ أبريل الجاري. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد النازحين قسرا منذ بداية العدوان إلى أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، يعيشون في ظروف نزوح مزمنة، ويفتقرون إلى المأوى والحماية ومقومات الحياة الأساسية.
في هذا السياق، حذرت الوكالة من أن استئناف الهجمات ومنع دخول المساعدات يعيق قدرة المنظمات الإنسانية على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان من الغذاء والماء والصرف الصحي والرعاية الطبية، في حين تتعرض مناطق واسعة في القطاع لحصار مزدوج يتمثل في القصف والجوع.
إن ما يجري في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية أو خروقات متكررة للقانون الدولي الإنساني، بل هي ممارسات منهجية ترقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948. فمنع الغذاء والماء والدواء، وقصف أماكن اللجوء والمستشفيات والمنازل، والتهجير القسري للسكان من منطقة إلى أخرى دون ضمانات، سلوك لا يمكن وصفه إلا بأنه عملية متعمدة تستهدف تدمير جماعة وطنية بأكملها عبر إخضاعها لظروف معيشية قاتلة.
لا يترك القانون الدولي مجالا للغموض فيما يتعلق بالإبادة الجماعية؛ إذ يعتبر تجويع السكان حتى الموت، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وتهجيرهم المتكرر تحت القصف، ممارسات محظورة صراحة وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ولا يمكن تبريرها بأي ذريعة أمنية أو عسكرية.
السكوت عن هذه المأساة لا يهدد حياة المدنيين فحسب، بل يقوض أيضا الأساس الذي قامت عليه منظومة القانون الدولي المعاصر، ويؤسس لسابقة خطيرة تتمثل في إمكانية ارتكاب إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين دون محاسبة أو رادع
يتحمل المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة، مسؤولية قانونية وأخلاقية مباشرة عن استمرار هذه الجرائم. فالصمت المتكرر، والتقاعس عن التحرك الفوري لفتح ممرات إنسانية دائمة وتفعيل آليات المحاسبة، والسماح باستمرار العدوان بلا رادع، يعد تواطؤا فعليا في جريمة إبادة جماعية واضحة. كما أن الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف وأعضاء المحكمة الجنائية الدولية مطالبة الآن بالوفاء بواجباتهم في حماية المدنيين ووقف الجرائم، بدلا من الاكتفاء بإصدار بيانات تعبر عن القلق.
مع تفاقم الأزمة، تشهد غزة وضعا مأساويا غير مسبوق، حيث يموت الأطفال جوعا، وتضطر العائلات إلى حرق الأثاث للطهي، وتتشكل طوابير طويلة لساعات للحصول على وجبة طعام غير مضمونة. في الوقت نفسه، يستمر العدوان والقصف، بينما تُمنع شاحنات الغذاء والدواء من الدخول، وتُغلق المعابر بقرارات عسكرية تمثل انتهاكا صارخا لكل الأعراف الإنسانية.
بناء على هذه المعطيات، يجب فتح تحقيقات مستقلة في سياسة الحصار والتجويع المطبقة في غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما يتعين ممارسة ضغط دولي حقيقي لإجبار الاحتلال على فتح المعابر وتأمين وصول المساعدات العاجلة، بهدف إنقاذ الأرواح المهددة بالموت. إن السكوت عن هذه المأساة لا يهدد حياة المدنيين فحسب، بل يقوض أيضا الأساس الذي قامت عليه منظومة القانون الدولي المعاصر، ويؤسس لسابقة خطيرة تتمثل في إمكانية ارتكاب إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين دون محاسبة أو رادع.
إلى متى يستمر صمت الأنظمة العربية وتخاذلها، وتذرع المسلمين بالعجز والاكتفاء بالبكاء والندب والنحيب؟ أما تستدعي هذه الأوضاع الكارثية والتحذيرات المتواصلة تحركا عاجلا لوقف حرب التجويع والحصار على غزة، ووضع حد لهذه المجازر الوحشية والعربدة الإسرائيلية؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة الاحتلال احتلال غزة ابادة خذلان مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جریمة إبادة جماعیة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصميم Liquid Glass من آبل يغيّر تجربة المستخدم مع تحديثات iOS 26 وباقي الأنظمة
أعلنت شركة التكنولوجيا الأمريكية آبل (Apple) عن أحدث تحديثاتها البرمجية خلال مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025، كاشفة عن تصميم جديد كليًا لنظام تشغيل أجهزتها، تحت اسم Liquid Glass.
اقرأ أيضاأكثر أداة استثمار ربحية في تركيا خلال مايو.. إليكم العوائد…
الثلاثاء 10 يونيو 2025تصميم جديد لأول مرة منذ عام 2013
في أبرز مفاجآت المؤتمر، قدّمت آبل أول إعادة تصميم رئيسية لواجهة نظام التشغيل منذ أكثر من عقد، أطلقت عليها اسم Liquid Glass، وهي واجهة تتميز بسلاسة حركية وانسيابية بصريّة تعكس تطور تجربة المستخدم على أجهزة آبل.
تحديثات شاملة لأنظمة التشغيل
شملت التحديثات البرمجية التي أعلنت عنها الشركة أنظمة:
iOS 26 (للهواتف الذكية) •
iPadOS 26 (للأجهزة اللوحية) •
macOS 26 (لأجهزة ماك) •
watchOS 26 (لساعات آبل الذكية) •
tvOS 26 (لأجهزة التلفاز الذكي) •
visionOS 26 (لنظارات Vision Pro) •
Apple Music يترجم كلمات الأغاني
أضافت آبل ميزة ترجمة كلمات الأغاني إلى تطبيق Apple Music، ما يمكّن المستخدمين من فهم معاني الأغاني بلغات متعددة، في خطوة تعزز التفاعل الموسيقي العالمي.
فحص المكالمات المجهولة تلقائيًا
قدّمت آبل ميزة جديدة باسم “فحص المكالمات” (Call Screening)، حيث سيتمكن iPhone من الرد تلقائيًا على المكالمات الواردة من أرقام غير معروفة، وسؤال المتصل عن سبب الاتصال، مما يساعد المستخدم في تجنّب المكالمات غير المرغوب فيها.
Apple Intelligence تدعم لغات جديدة
أكدت الشركة أن تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والمعروفة باسم Apple Intelligence، ستتوسع لدعم 8 لغات إضافية بنهاية العام الجاري، وهي:
• الدنماركية