لجريدة عمان:
2025-12-12@11:03:39 GMT

بين من يملك ذاكرة ..

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

يعود المعنى هنا إلى «من يملك ذاكرة» إلى مجموع التراكمات من الخبرات والمواقف، والتضحيات، ومعايشة المتناقضات، ومجموع الهزائم والانتصارات، والصد والرد، سواء الحادث على المستوى الشخصي، أو على مستوى المجموع، والمجموع هنا؛ ليس شرطا أن يكون وفق المكون الجغرافي للوطن الذي يعيش فيه الفرد، وإنما يتناول ذلك؛ أيضا؛ البعدين: الإقليمي والدولي، على اعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي، وليس فقط كائنا بيولوجيا صرفا، هذا الاستحقاق الفرد من الحياة هو الذي ينقله من حالة الفراغ الفكري إلى الذاكرة الممتلئة بكل ما ذكر أعلاه، والسؤال هنا؛ هل هناك إشكالية بين الذاكرتين، أو تباين معين قد يفضي إلى شيء غير محمود؟ والجواب على هذا التساؤل: نعم.

وهو في محصلته الصراع القائم بين الطرفين؛ فالذاكرة الممتلئة توظف ممتلكاتها فيما يخدم، وفيما يعلي من سقف الإنسانية، ويحرص على أن تقتطع الإنسانية مساحة واسعة من العطاء والأمان، والتضحية والفداء، والبذل والعطاء؛ لأنها تنطلق من رصيد كبير من الحمولة الإنسانية، وفي المقابل تأتي الذاكرة الخاوية من كل ذلك، لتعوض خواءها بالتسلط والقهر، والحقد والحسد، وكأن الحياة ليس لها إلا وجه واحد مكفهر، يتخذ وسائله القذرة في الإساءة إلى الآخر، فهو في أحواله هذه يعاني من فراغ وجودي، ويوصف بـ«الوجودي» لأنه لا يملك ذاكرة حية تُحَيِّدْ فيه هذا السلوك الشائن، فهو على خطه الأفقي فقط، وليس له بعد رأسي في فهم الواقع، وهذه الصورة هي الأقرب إلى مفهوم السوق (الربح/ الخسارة) حيث لا يوجد وجه ثالث، ولذلك فمفهوم السوق مفهوم متسلط لا يعرف الرحمة؛ في غالب ممارساته، وهاتان الذاكرتان معايشتان على أرض الواقع، ويمكن اكتشافهما بكل سهولة، فيكفي أن تجلس عند شخص ما، وقد تلتقيه للمرة الأولى، ليكشف لك عن مكامن نفسه، إما أن تكون نفسا مخضبة بالود والرضا، وإما أن تكون نفسا محمّلة بالحقد والضغينة والتعاسة، فتهنأ نفسك للأولى، وتولي هاربا من الثانية؛ التي قد تصيبك بالارتباك.

عندما يحتكم على أمر ما، من الناحية البيولوجية، فإن ذلك الحكم يكون وفق الأمر الطبيعي، والمعقول، فلا يثير الدهشة، ولا الاستغراب، ففلان من الناس طيب بحكم تكوينه البيولوجي، وآخر شرير؛ يأخذ نفس الحكم، وقس على ذلك على بقية المكونات الطبيعية في البشر، لون البشرة، لون الشعر، ضخامة الأجسام، أو وسامتها، الطول والقصر، الكرم والبخل، النزعات النفسية، أو الهدوء، الشجاعة واللباقة والإقدام، والجبن، والتلعثم، والانزواء، هذه كلها تدخل في ذات سياق الأمر الطبيعي عند البشر، ولذلك فهذه لا تثير الدهشة، ولا تخلق الأسئلة، وفي المقابل؛ فإن سياق الحياة الطبيعي لا يقبل مثل هذا الاستقرار، والهدوء الذاهب إلى معانقة الضجر، والملل، فالحياة صاخبة، ومستنفرة، تحتاج إلى كثير الصراخ، وإلى كثير من غير المألوف، لأن التباينات هي التي تظهر العيوب، وتحفز نحو التفكير «خارج الصندوق» كما يقال، ولذلك فالذاكرتان اللتان جرى الحديث عنهما هما اللتان تُوجدان هذا الصراع، والخطورة ليس في الصراع ذاته، ولكن الخطورة في مآلاته، ودوافعه، وإذا كانت مجموعة الـ«بيولوجيات» لا تثير جدلا ولا نقاشا، حيث يتم التسليم بحقيقتهما، فإن ما يخرج عنهما هو ما يثير الجدل، ويقلق الأنفس، ويربك المواقف والقناعات، ولذلك نرى ممارسات الذين يحاولون تغطية «النواقص» التي يشعرون بها بين أقرانهم في المجتمع الواحد، أن جل ممارساتهم فيها ما فيها من التصنع، من المجازفة، ومن تحميل النفس فوق ما لا تستطيع، كل ذلك لأن الذاكرة فارغة، ويراد ملئها بأي شيء -في تفكير أصحابها- أن ذلك سوف يوصلهم إلى أو مع المحيطين من الذين لا يعانون من هذه النواقص، ولا يرون أن ثمة ضرورة إلى ذلك، ولذلك فهم مستقرون، لا تتنازعهم الأنفس المرتبكة كما هو الحال عند الصنف الأول، وهذه الصور في حد ذاتها تنشئ بذورا لمفهوم الصراع بين الطرفين، وهو صراع يغلي على نار هادئة.

ذلك أن الصراع القائم بين بني البشر منذ بدء الخليقة إلى أن تقوم الساعة، هو صراع قائم على ضرورة أن تكون هناك تباينات في المواقف، وفي الرؤى، وفي القناعات، وفي التفكير، وفي مستويات حصيلة تجربة الحياة؛ سواء عند الفرد، أو عند المجموع، فلا يمكن بأي حال من الأحوال لمن هو في عمر الستين الممتلئة ذاكرته بالمواقف والتجارب والخبرات، أن يتنازل عن كل هذا التراكم من الخبرة والمعرفة لمن هو في عمر الثلاثين الذي لا يزال يتلمس البدايات الأولى لكل ذلك، وفي المثل الشعبي الشائع يقال: «الذي أكبر عنك بيوم؛ أكبر عنك بسنة» إلا إذا كان الأمر غير طبيعي، لتحصيل منفعة آنية، أو لتقويض أمر لن يكون إلا بهذا التنازل، أو للتعرض لضغط غير عادي «استسلام» هنا يمكن أن يحدث نوعا من التوافق، ويظل توافق ناقص الإرادة، ولذلك فهذا النوع من التوافق لا يمكن الحكم عليه كقاعدة عامة، لفوارق السن، وفوارق الخبرة، وفوارق تجربة الحياة، وقد تدخل البيئة الاجتماعية كمحدد آخر للقياس في مسألة التباينات بين الأفراد، أو بين المجموعات، ولذلك فالذين يصرون على أطراف ما، بضرورة التنازل عن موقف أو حق، فإنهم بذلك يحمّلون هذا الطرف الكثير من العناء النفسي، وقد يتنازل هذا الطرف للطرف الآخر وهو مكره ومجبر مع ذاته؛ لأن حمولته الوجدانية ممتلئة، ويدرك تماما مآلات النتائج التي قد تكون، بينما الآخر يهرول سريعا، لأن ذاكرته فارغة، ويريد إشباعها بأي شيء، ولذلك لا يعير المسألة الكثير من الأهمية في مثل هذه المواقف.

تدخل مسألة الوعي «عرضا» في تفكيك حزم القناعات، بمعنى أن من يملك وعيا مقدرا يمكنه أن يجد حلولا جوهرية في هذه المسألة المعقدة، بحيث يفرغ مساحات للعطاء ترتقي بأصحاب الخبرات المتواضعة، ولا تنتقص حق أصحاب الخبرات المتحققة، وهذا الوعي يحتاج إلى حاضنة ترعاه، فالأسرة على سبيل المثال يمكن أن تكون حاضنة لأفرادها؛ على أكثر تقدير؛ فالأسر تروض أبناءها على طاعة الكبار، ويأتي في مقدمتهم الوالدان (الأب/ الأم) وهنا وإن كانت طاعة مؤدلجة بتعاليم الأسرة، إلا أن لها مقابلا كبيرا، منحه رب العزة والجلال تعويضا عن حالة الشعور بالغبن؛ الذي قد يشعر به أحد الأبناء أنه مهان، أو مسلوب الإرادة، وما ينطبق على حال الأسرة ينطبق كذلك على حالات بيئات العمل، وعلى حال ضرورات المجتمع الصغير، كمجتمع القرية الذي يحرص فيه -عادة- أبناء القرية على مصلحة قريتهم، بغض النظر عن قناعة البعض بما يجب أن يتعاون فيه هؤلاء جميعهم لمصلحة عامة لقريتهم، والذي ينطبق على القرية ينطبق على الوطن الكبير؛ وهو الحاضنة الكبرى للجميع، فهذه الممارسات تنشئ قناعات قد يتجاوز بها أصحابها قناعاتهم الذاتية، ويذهبون أكثر إلى الصالح العام، على اعتبار أن المصلحة العامة تتموضع فيه، «وأن يد الله مع الجماعة» ولذلك قد يتسبب الضغط على التنازل عن القناعات الذاتية التي لدى فرد ما إلى هروبه عن بيئته التي يشعر أنها تمارس عليه ضغطا يخالف قناعاته، وتتعارض مع مواقفه، ومسألة الوعي قد تقبل في زمن ما، لظرف ما، ومن ثم لا يتوانى الفرد عن العودة سريعا إلى محصلاته الذاتية، ليشعر معها بالأمان والاطمئنان.

يقال «بعض المعارك لا تُخاض بالسلاح فقط، بل أيضا بالمشاعر والقيم» ولأن المسألة مرتبطة أكثر بالقناعات، وبالتنازلات، فإن المشاعر هنا تؤدي دورا محوريا في هذا الاتجاه، فلا تنفع الأسلحة المادية، ولا حتى «لي الأذرع» نفعا في أن تجبر فردا ما على التنازل عن القناعات التي وصل إليها إن لم يهضم هذا الفرد مستوى المصلحة المتحققة من وراء ذلك، حتى لو صوبت إليه البندقية، ولذلك هناك الكثيرون دفعوا أنفسهم ثمنا باهظا لمواقفهم التي لم يتنازلوا عنها قيد أنملة، ومن هنا يأتي تصويب السهام المعيبة لمواقفهم المتشددة والصلبة، يتناسى هؤلاء أن الكم الهائل من المواقف والتجارب التي اكتسبوها خلال فترة حياتهم، ويراد منهم أن يتنازلوا عنها للحظة آنية مؤقتة؟ّ!

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن تکون

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحسم مصير خطة نزع سلاح العمال الكردستاني؟

أنقرة- تمضي تركيا في تنفيذ خريطة طريق طموحة تستهدف نزع سلاح حزب العمال الكردستاني ووضع حد نهائي لصراعه المسلح المستمر منذ ما يقارب 4 عقود.

وبينما تثمن الحكومة التركية الخطوات الجارية ميدانيا في هذا الإطار وتراقبها، تعاطت الأوساط الكردية معها بمزيج من الترحيب المشروط والحذر، معتبرة أنها ثمرة تطور داخلي تقوده "مرجعية إمرالي"، ومؤكدة في المقابل أن نجاح العملية مرهون بضمانات سياسية وقانونية تركية.

ويُقصد بـ"مرجعية إمرالي" الزعيم الكردي المعتقل في سجن بجزيرة إمرالي التركية عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني، الذي دعا الحزب إلى إلقاء سلاحه.

مقاتلو الحزب انسحبوا من 4 مغارات رئيسية في زاب تاركين خلفهم كميات من الأسلحة والذخائر (شبكة روداو الإعلامية)مراحل التفكيك

تنقل وسائل إعلام تركية مقرّبة من الحكومة عن مصادر أمنية تركية أن خريطة الطريق الموضوعة لتفكيك القوة العسكرية لحزب العمال الكردستاني تتكون من 4 مراحل متراتبة، جرى حتى الآن إنجاز الجزء الأكبر منها.

وتمثلت المرحلة الأولى في الانسحاب الكامل لمقاتلي الحزب من الداخل التركي إلى شمال العراق، وهو ما أعلن عنه رسميا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليكون أول انسحاب شامل من نوعه منذ انطلاق "التمرد المسلح" في ثمانينيات القرن الماضي، وقد اعتُبر محطة فارقة في مسار الصراع، لكونه أزال آخر تمركزات الحزب داخل الحدود التركية.

في المرحلة الثانية، ركزت الجهود على تفكيك الجيوب المتبقية للحزب في شمال العراق، لا سيما في منطقتي "زاب" و"متينا" الواقعتين ضمن نطاق العمليات التركية العسكرية المعروفة باسم "المخلب القفل".

ووفق ما نقلته صحيفة صباح التركية، فإن مقاتلي الحزب انسحبوا من 4 مغارات رئيسية في "زاب"، تاركين خلفهم كميات من الأسلحة والذخائر، جرت إزالتها وتدميرها لاحقا من قبل وحدات تركية خاصة، ويجري حاليا استكمال الانسحاب من المغارات المتبقية في "متينا"، تمهيدا لإعلان إخلاء كامل نطاق عمليات الجيش التركي من وجود الحزب.

إعلان

أما المرحلة الثالثة، فتغطي معاقل الحزب التقليدية في مناطق "قنديل" و"غارا"، إضافة إلى "حفتانين" و"هاكورك"، حيث ينتظر انسحاب تدريجي منها خلال الأشهر المقبلة.

وتُختتم الخريطة في مرحلتها الرابعة بإخلاء مناطق "سنجار" و"مخمور"، التي تُعد ذات طابع رمزي وإستراتيجي خاص، لكونها شكلت على مدى سنوات خط دعم وإسناد لوجستي لفرع الحزب في سوريا.

وتشير المصادر إلى أن الاستخبارات والجيش التركي يتابعان تنفيذ الخطة ميدانيا في كل مرحلة، حيث جرت عمليات تفتيش دقيقة للمواقع المفرغة، لا سيما في "زاب"، للتأكد من خلوها من العناصر، ولتسجيل الأسلحة التي تركها الحزب، تمهيدا للتعامل معها.

ووفق تسريبات من إعلام مقرب من الحكومة، لم تُعثر القوات التركية على أسلحة ثقيلة في تلك المواقع، مما اعتبر مؤشرا على تراجع الدعم الخارجي للحزب أو نقله ترسانته الثقيلة إلى خارج نطاق العمليات.

أكراد في ديار بكر يرفعون صورا لزعيم العمال الكردستاني المسجون بتركيا عبد الله أوجلان (غيتي)أبرز العقبات

ولا يزال مصير قادة الصف الأول في حزب العمال الكردستاني، المتحصنين منذ عقود في جبال قنديل، يشكل أحد أكثر ملفات التفاوض حساسية وتعقيدا، ووفقا لما نقلته تسريبات متطابقة من دوائر تركية وكردية، فإن التسوية المرتقبة لن تتضمن بقاء هؤلاء القادة في أي من دول المنطقة، سواء تركيا أو العراق أو سوريا.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن من بين السيناريوهات المطروحة على الطاولة، إبعاد نحو ألف عنصر من كوادر الحزب إلى دول أوروبية مستعدة لاستضافتهم ضمن اتفاقات خاصة، في إطار تسوية "منضبطة وخالية من التصعيد".

بالتوازي مع ذلك، أعدت أنقرة وبغداد قوائم أمنية مشتركة تضم أسماء عشرات القياديين والعناصر المطلوبين للعدالة في البلدين، تمهيدا لإحالة بعضهم إلى المحاكمة، في حين يرجح منح عفو محدود لمن لم يثبت تورطه في أعمال عنف أو انتهاكات جسيمة.

تهديدات

ويرى المحلل السياسي التركي علي أسمر أن أكبر تهديد يواجه خطة نزع سلاح حزب العمال الكردستاني لا يكمن فقط في البعد العسكري، بل في هشاشة التوازنات السياسية والأمنية المحيطة بالملف.

ويضع أسمر سيناريو "تصفية عبد الله أوجلان" في صدارة المخاوف، معتبرا أن غيابه سيحدث فراغا قياديا خطيرا داخل الحزب، ويفتح الباب أمام صراعات داخلية وتفلّت مجموعات ميدانية متشددة، مما سيفشل أي مسار نحو التسوية.

ويحذر أسمر -في حديث للجزيرة نت- من أن الانقسام داخل الحزب، رغم ما قد يبدو عليه من فائدة لأنقرة، فإنه قد يؤدي إلى ولادة فصائل مستقلة تتصرف خارج السيطرة، وربما ترتبط بجهات خارجية تسعى لإعادة إشعال الصراع. ويضيف أن ظهور قيادات ميدانية غير منضبطة قد يطيح بعملية السلام من خلال حادث واحد في توقيت حرج.

وفي السياق الإقليمي، ينبّه أسمر إلى دور القوى الدولية التي ترى في الحزب الكردستاني ورقة ضغط إستراتيجية، وقد تعمد إلى تعطيل العملية عبر تمويل مجموعات منشقة أو تسريب السلاح إليها.

كما يشير إلى أن بقاء معاقل الحزب في سوريا وسنجار وقنديل يبقي السلاح حاضرا خارج حدود تركيا، مما يضعف أي اتفاق لا يشمل إغلاق هذه الجبهات بالكامل.

حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب يؤكد أن انسحاب مقاتلي الحزب جاء بتعليمات مباشرة من أوجلان (وسط) (حساب الحزب على إكس)رؤية الكردستاني

وبينما تروج أنقرة لعملية نزع السلاح بوصفها إنهاء قاطعا لتنظيم "إرهابي"، تقدم المنصات الإعلامية الكردية سردا مغايرا، يصور الخطوة باعتبارها تحولا داخليا إستراتيجيا تقوده مرجعية عبد الله أوجلان.

إعلان

فحسب ما نقلته وكالة "ميزوبوتاميا"، فإن أوجلان هو من صاغ الموقف الراهن ووجه قيادة الحزب إلى اتخاذ قرار إنهاء الكفاح المسلح، مشددا على أن "زمن البندقية قد انتهى، وحان وقت السياسة".

وتؤكد بيرفين بولدان، نائبة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أن انسحاب مقاتلي الحزب من الداخل التركي جاء بتعليمات مباشرة من أوجلان لقطع الطريق على أي محاولة استفزاز أو تفجير داخلي للعملية. ونقلت عنه قوله إن "المنظمة التي أنشأها قبل 50 عاما يجب أن تحل الآن بيده".

لكن في مقابل هذه الإشارات الإيجابية، وضعت قيادة حزب العمال الكردستاني سقفا سياسيا عاليا للمضي قدما في تنفيذ ما خرج به المؤتمر الاستثنائي، ففي تصريح لوكالة الفرات، أعلن دوران كالكان، أحد أبرز أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، أنه "لا خطوات إضافية ممكنة دون حرية القائد أوجلان"، معتبرا أن استمرار عزله ينسف جوهر التهدئة الجارية.

وأضاف أن المؤتمر الذي أعلن فيه حل الحزب لن يكون ملزما ما لم تقم الدولة التركية بتقديم خطوات ملموسة على مستوى الإصلاحات القانونية والدستورية.

ومن بين أبرز مطالب الحزب، بحسب كالكان، صدور قوانين عفو تسمح بإعادة دمج المقاتلين السابقين ضمن المجتمع دون ملاحقات، إضافة إلى رفع القبضة الإدارية المفروضة على البلديات الكردية، التي لا يزال كثير منها يخضع لوصاية حكومية بعد عزل رؤسائها المنتخبين.

وفي هذا السياق، تداولت وسائل إعلام كردية أنباء عن نية الحكومة إعادة بعض رؤساء البلديات ضمن إجراءات بناء الثقة، رغم غياب تأكيد رسمي حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • "الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
  • ما الذي يحسم مصير خطة نزع سلاح العمال الكردستاني؟
  • الفرق بين الورم والسرطان.. ما الذي يجب معرفته؟
  • من الذي فتح باب حمام الطائرة الرئاسية رغمًا عن ترامب «فيديو»
  • العثور على جثمان الطفل الذي جرفته السيول في كلار
  • من هو غسان الدهيني الذي أصبح زعيم القوات الشعبية في غزة بعد أبو شباب؟
  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟