تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الآونة الأخيرة، ازداد الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي عن مرض يحمل اسمًا طبيًا معقدًا لكنه يرتبط بمشكلات شائعة يعاني منها كثير من الأشخاص دون إدراكهم لطبيعة السبب.

 إنه مرض SIBO أو ما يعرف طبيًا باسم فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، حالة طبية ترتبط بخلل في التوازن الطبيعي للبكتيريا داخل الجهاز الهضمي، حيث تنتقل كميات من البكتيريا المفترض تواجدها في القولون إلى الأمعاء الدقيقة، فتبدأ في التكاثر داخلها مسببة اضطرابات مستمرة في الهضم وأعراضًا تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة.

وفي هذا الإطار، كشفت دراسة حديثة صدرت عام 2023 بعنوان  فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة: الأدلة الحالية وخيارات العلاج ضمن  دورية طب الجهاز الهضمي الإكلينيكي، الصادرة من دار نشر" ليبنكوت ويليامز آند ويلكنز" الامريكية، أن المرض من الحالات التي غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين متلازمة القولون العصبي، نظرًا لتشابه الأعراض.

 وأوضحت الدراسة أن الأسباب الرئيسية للإصابة تتمثل في ضعف حركة الأمعاء أو انخفاض حموضة المعدة المزمن نتيجة الإفراط في تناول مثبطات الحموضة، بالإضافة إلى تداعيات بعض العمليات الجراحية المعوية.

 كما أكدت الدراسة أن التشخيص الدقيق يتم من خلال اختبار التنفس لقياس نسب غاز الهيدروجين والميثان، أو عن طريق تحليل عينة من سائل الأمعاء الدقيقة عبر المنظار، مشيرة إلى أن التشخيص المبكر وتحديد السبب المحرك للمرض يُسهمان بشكل كبير في نجاح خطة العلاج.

الفارق بين القولون العصبي وSIBO.

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور علي سامي ، استشاري أمراض الجهاز الهضمي،  أن مرض SIBO هو اضطراب هضمي معقد يتسبب في اختلال النظام البكتيري الطبيعي داخل الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الهضمية المزعجة التي تتفاوت حدتها من مريض لآخر.

 وأشار في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إلى أن الأسباب الشائعة تشمل اضطرابات حركة الأمعاء، خاصة لدى مرضى السكري والقولون العصبي، إلى جانب تناول الأدوية المثبطة لحموضة المعدة لفترات طويلة وبعض الجراحات التي تغير مسار حركة الطعام، مؤكدا  أن من أبرز الأعراض التي تشير إلى الإصابة بهذا المرض: الانتفاخ المستمر بعد الأكل، اضطرابات في حركة الأمعاء ما بين إسهال أو إمساك مزمن، شعور بالحموضة وارتجاع متكرر، إلى جانب غازات برائحة قوية، وفقدان الشهية أو شبع سريع، مع إمكانية فقدان الوزن أو ثباته رغم انخفاض كمية الطعام المتناول.

وأوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي أن التشخيص الأدق حاليًا يتم عبر اختبار التنفس، الذي يقيس تركيز الغازات الناتجة عن هضم بعض السكريات في الأمعاء الدقيقة، أو عن طريق أخذ عينة من سائل الأمعاء أثناء إجراء منظار هضمي علوي. أما العلاج، فيعتمد على نظام غذائي صارم يستبعد الأطعمة المسببة للتخمر كالبقوليات، البصل، الثوم، والنشويات سريعة التحلل، مع استخدام مضادات حيوية معينة تساعد في تقليل أعداد البكتيريا الضارة، إلى جانب مكملات البروبيوتيك لتدعيم البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، مع أدوية مساعدة لضبط حركة الأمعاء وتقليل أعراض القولون.

تجاهل التشخيص المبكر يحرم المريض من جودة حياته

وفي ختام حديثه، شدد "سامي"على أهمية الوعي المجتمعي بهذا المرض الذي يُمكن السيطرة عليه بسهولة عند التشخيص المبكر، موضحًا أن اتباع عادات غذائية سليمة والابتعاد عن العشوائية في تناول الأدوية، لا سيما مثبطات الحموضة، من أبرز وسائل الوقاية، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات هضمية مزمنة أو بعد العمليات الجراحية في الجهاز الهضمي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي الجهاز الهضمي البكتريا الأمعاء الأمعاء الدقیقة الجهاز الهضمی حرکة الأمعاء

إقرأ أيضاً:

الأمراض النادرة في مصر.. من التشخيص والعلاج الي التأهيل والشراكات الدولية

تحظى الأمراض النادرة في مصر باهتمام متزايد من الدولة، في إطار توجه صحي شامل يستهدف ليس فقط التشخيص المبكر وتوفير العلاج، بل يمتد ليشمل تأهيل المرضي طبيا ونفسيا واجتماعيا  ودمجهم في المجتمع، باعتبارهم جزءا أصيلا من منظومة العدالة الصحية. وتُعرَّف الأمراض النادرة بأنها تلك التي تصيب أقل من شخص واحد من بين كل ألفي شخص، ويبلغ عددها عالميا أكثر من 7 آلاف مرض، يعاني منها ما يقرب من 300 مليون شخص حول العالم، بينما تشير التقديرات إلى أن ما بين 3.5% و5.9% من السكان قد يتأثرون بمرض نادر في مرحلة ما من حياتهم.

وفي هذا السياق، أطلق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة  مؤكدا أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في ندرة المرض، بل في تأخر التشخيص وارتفاع تكلفة العلاج ولحاجة الي رعاية و تأهيل طويل الأمد  . وأوضح الوزير أن الاستراتيجية تستهدف بناء منظومة متكاملة تشمل إنشاء قواعد بيانات وسجل وطني، وتطوير مراكز جينية ومراكز تميز، والتوسع في فحص حديثي الولادة، إلى جانب إتاحة الأدوية، ودمج المرضى في منظومات التأمين الصحي، والتعليم، والحماية الاجتماعية.

وزير الصحة

..وتكتسب هذه الجهود أهمية خاصة في التعامل مع أمراض نادرة ذات انتشار نسبي في مصر، مثل أنيميا الخلايا المنجلية، والثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، والهيموفيليا، وضمور العضلات الشوكي، والتليف الكيسي، واضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية، إلى جانب متلازمات جينية نادرة مثل متلازمة ويليام. وهي أمراض لا تتطلب العلاج الدوائي  منفردا بل برامج تأهيل متعددة التخصصات تشمل العلاج الطبيعي، والدعم النفسي، والتأهيل الحركي والتعليمي، لضمان تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الإعاقات المصاحبة.

 اجتماع تاريخي للخطة الاستراتيجية لمواجهة الأمراض النادرة

.وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون المبادرات، أن الدولة  تقوم  بدمج   الأمراض النادرة في برامج التأهيل والرعاية طويلة الامد بما يضمن استمرارية الخدمة بعد التشخيص والعلاج، خاصة للأطفال، مشيرا إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف وعلاج الأمراض الوراثية والنادرة، التي تشمل حاليًا 19 مرضا، لا تقتصر على الفحص والعلاج فقط، بل تمتد إلى المتابعة والتأهيل.

ومن جانبها، تؤدي هيئة الدواء المصرية دورًا محوريا في دعم هذه المنظومة، حيث أكد الدكتور يس رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية لشؤون الإعلام ودعم الاستثمار، أن الهيئة تعمل على تسريع تسجيل وتداول الأدوية المخصصة للأمراض النادرة، مع اعتماد سياسات تنظيمية مرنة تضمن وصول العلاجات المبتكرة للمرضى في أسرع وقت، موضحًا أن إتاحة العلاج تمثل خطوة أساسية تسبق مراحل التأهيل والاستقرار الصحي للمريض.

 د علي الغمراوي رئيس الدواء المصرية

د يسن رجائي نائب رئيس هيئة الدواء

وفي نموذج بارز لتكامل دور القطاع الخاص مع جهود الدولة، شهدت الفترة الأخيرة توقيع  بين شركة “سوبي” السويدية، الرائدة عالميا في علاجات الأمراض النادرة والمناعة، وشركة “سوفيكوفارم” المصرية، بحضور السفير السويدي لدى مصر السيد داج يولين، الذي أكد أن هذه الشراكة تعكس الثقة في المنظومة الصحية المصرية ودورها المتنامي إقليميا. وأوضح الدكتور أحمد أبو دهب، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا بالشركة السويدية  أن اتفاقية التعاون  تستهدف سد الفجوات العلاجية الحرجة، وإتاحة أحدث العلاجات المبتكرة وفق المعايير العالمية، بما يدعم مسار العلاج والتأهيل للمرضى. فيما أشار الدكتور كريم الأشرم، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية  إلى أن التعاون يسهم في تمكين المرضى في مصر من الوصول إلى علاجات عالمية المستوى، ويدعم استدامة منظومة الرعاية الصحية.

 شراكات دولية  مصرية لمواجهة الأمراض النادرة

كما أكدت السيدة غادة منيب، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “فرصة حياة”، أن الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة تمثل إطارا موحدا طال انتظاره، لا يركز فقط على العلاج، بل يضع اسسا للعلاج والدعم النفسي والرعاية طويلة الاجل ، بما يضمن حياة أكثر استقرارا وكرامة للمرضى وأسرهم. في اشارةلتمكن مؤسسة فرصة حياة، من توفير العلاج اللازم لمساعدة الأطفال ذوى الأمراض النادرة منذ بداية تأسيس المؤسسة وفي فترة لا تتجاوز 30 شهراً  300 مليون جنيه.

 غادة منيب مؤسس إنقاذ حياة

ويعكس هذا المشهد المتكامل، الذي يجمع بين التخطيط الحكومي، والدور التنظيمي لهيئة الدواء المصرية، وبرامج التأهيل، والشراكات الدولية والقطاع الخاص، توجهًا جادا نحو بناء منظومة مستدامة للأمراض النادرة في مصر، لا تكتفي بإنقاذ الحياة، بل تعمل علي صيانتها وتحسين جودته

 

مقالات مشابهة

  • العراق ينفق 617 مليون دينار في الدقيقة على موظفيه دون إنتاج
  • الأمراض النادرة في مصر.. من التشخيص والعلاج الي التأهيل والشراكات الدولية
  • النفط يصعد في التعاملات المبكرة وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات
  • دراسة: تناول الحمص يوميًا يحسن صحة الجهاز الهضمي
  • زيت جوز الهند يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقلل نمو البكتيريا الضارة
  • البيت الأبيض: ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام بجدارة
  • اقتصادية قناة السويس توقّع عقد إنشاء مشروع صيني جديد لتصنيع منسوجات الألياف الدقيقة
  • العراق يطلق منصة أمين الرقمية لمواجهة الجرائم الإلكترونية
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • ورشة عمل دولية متقدمة في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي