موقع النيلين:
2025-06-13@11:30:18 GMT

نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان

تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT

كان المغفور له بإذن الله الشيخ ميرغني مختار، الداعية الفقيه يقول لطلاب العلم الذين يواظبون علی حضور مجلسه فی مدينة عطبرة ممازحاً في جدٍ :(الموت ده حااار، ما بتعرفوه لحدي ما تضوقوه)!! ويهمهم بعضهم تِحِتْ تِحِتْ، ويقول يعني إنتَ ضقتو ياشيخنا!! ورحم الله شيخي عابدين إدريس صالح، الذی كان يواظب علی الدعاء عقب كل صلاة فيقول(اللهم طيِّبنا للموت، وطيِّبه لنا، واجعل فيه راحتنا ومسرتنا)!! فيخفض المرحوم محمد أبوبكر يديه، عند هذه العبارة وهو يقول ياشيخ عابدين مالك لسه بدري علينا، تذكرت هذه الحكايات الصغيرة في مبناها والكبيرة فی معناها،عندما أشعلت مليشيا آل دقلو الإرهابية حربها علی الوطن والمواطن والشجر والحجر، وقتلت الناس كيفما اتفق دون تمييز بين صغير وكبير امرأة كان أم رجل، حتی أصبح الموت هو السلعة الراٸجة، وهانت النفوس وأزهقت بغير حق، ومن لم يمت بالقتل مات بالحسرة أو بعدم تلقی العلاج، ولم يعد هناك إكرام لميِّتٍ بدفنه،ألا لعنة الله علیٰ الظالمين، ولم يعد السٶال عن المات منو؟وحلَّ محله القول الما مات منو؟

تحدث الناس كثيراً عن الدروس المستفادة من الحرب والتی هی كُرهٌ لنا، وعسیٰ أن تكرهوا شيٸاً وهو خير لكم، لم يكن الكثير من أهل السودان يتخيلون حتَّیٰ فی أحلك كوابيسهم أن تتحول بلادنا إلیٰ أرض قتل ودار حرب، حتی ناء عليهم الموت بكلكله وضاقت عليهم الأرض بما رحُبت، وضاقت عليهم أنفسهم، بل وضاقت بهم دول الجوار، وعلموا أن لا ملجأ من الله إلَّا إليه، فشدَّوا العزم واستنهضوا الهمم، ونفروا للذود عن تراب الوطن وعِرض الحراٸر، كلٌّ بما يطيق ما عنده، فأنفق الكثيرون من فلذات أكبادهم مثنیٰ وثلاث ورُباع، وبذلوا أموالهم ولم يتوانیٰ إلَّا العملاء والمنافقين ومن والیٰ المجرمين اللصوص ونهضت قوات الشعب المسلحة بالعبٔ الأكبر، وركزت أقدامها في مستنقع الوغیٰ كما العهد بها،فكانت الإنتصارات فی كل المعارك علی إمتداد الوطن شرقه وغربه ووسطه وشماله، ولم تكسب مليشيا آل دقلو الإرهابية معركة واحدة ولم تقاتل بشرف بل بالغدر والخيانة، وخيابة بعض العملاء،ولا تزال المعارك تدور حول الفاشر ولن تستطيع المليشيا المجرمة أن تلحس الزبدة من(أناف الأسد)طال الزمن أو قَصُر، بحول الله وقوته.

وبدأت أفواج العاٸدين تتقاطر إلیٰ السودان، بعدما ماذاقوا مُرَّ التشرد،وعلقم اللجوء وغصت حلوقهم بالمهانة التی تسِم معظم المعاملات خارج بلادهم التی عرفوا قدرها، وأول الدروس المستفادة إنه لا شٸ يعدل الوطن، ولو كان البديل هو جنةٌ فی الأرض (هَبْ جنة الخُلد اليمن، لا شٸَ يعدل الوطن)!!

وأصبح لزاماً علی كل سوداني وطني أن يعود لبلاده بروحٍ جديدة، لا مجال معها للتقاعس والإتكالية والسبهللية فی التعامل مع الأجانب كافةً، دون إتباع الإجراءات القانونية الفاعلة، وكلكم مسٶول عن أمن وطنه ولا فضل لعسكریٍّ علی مدني فی إنفاذ القانون إلَّا بالوطنية، فالأمن هو (سلعة غالية) يجب علی كل مواطن أن يدفع قيمتها حتی ينعم بها،ثمَّ علينا أن نعتمد فی معركة الإعمار علی ذواتنا وليس علی العمالة الأجنبية، فلا نريد أن نریٰ عمال البناء الأجانب الذين صاروا خنجراُ مسموماً في خاصرة الوطن،ولا عمال المزارع الذين ملأوا الجزيرة علی حين غفلةٍ من أهلها وقد رأينا من بعض الكنابي ما يعز علی الوصف، وهنا لا نعمم فمنهم سودانيين شرفاء وإن لم يكونوا من أهل الجزيرة، لكن الوجود الأجنبی طاغٍ، فلا مجاملة ولا تهاون بعدما (عرِف الناس إن الموت حااار، بل ضاقووه عديل)

نوبة صحيان هو صوت البروجي لإعلان بداية اليوم للعسكريين ويكون مع أول ضوء، وبما أن الشعب كله قد إندرج في صفوف الجيش، فلا بد من أن يستيقظ باكراً، وهو عارف إنو عاوز يعمل شنو!! مافی ركلسة تاني، ولا ضل ضحی ولا قعدة ست شاي، ولا غسالين عربات ولا غسالين هدوم ولا طبالي ولاتسالي ، فكل هذه المهن الهامشية هی أسّ البلاء بلا إستثناء.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شمال السودان، منطقة لها خواص ما يسمى عسكريا بمناطق “الإستنزاف الإستراتيجي”

لا جديد، سادتي … حفتر “وغيره” من بداية الحرب يدعمون المليشيا..يمدونها بالمرتزقة، وقطع الغيار، والآليات، والسلاح… ورغم كل ذلك، سُحقوا جميعا بفضل الله…????
????️ما حدث الآن كونه ظهر بشكل علني نسبيا ، لكن في “الوقت الضائع”… بعد أن صار زمام المبادرة بيد الجيش، بفضل الله أولا وأخيرا..
????️الأهداف المحتملة لظهور حفتر عديدة، لكنها أمامي واضحة. لكن هذا الظهور في هذا التوقيت تحديدا، هو أمر مدروس، ويهدف أكثر ما يهدف لـ”الشو الإعلامي” ورفع الروح المعنوية للمليشيا المنهارة، والتي بات جنودها وداعموها في حالة يأس ورفض للقتال كما تعلمون ، حتى ان المليشيا اضطرت للتجنيد القسري…
وهذا التدهور الخطير كان بحاجة إلى حلول “يائسة” من هذا النوع.. في الحقيقة لم يتبقى في يد الإمارات غير الحلول اليائسة ، وربما جرُّ هذا الأراجوز، أو لنقل (الدُمية الإماراتية حفتر) ، إلى العلن، كان أحد هذه الحلول… على أمل أن يُنعش ذلك معنويات المليشيا قليلا..
قليلا فقط????… تخيل ان القليل اصبح مهما..بالنسبة لهم
????️لكن هل هناك أهداف أخرى؟
✍️ نعم. وبعضها عسكري، متصل بطبيعة المثلث الحدودي كنقطة استراتيجية، وبعضها متعلق بمحور الصحراء، وربما محاولة تشتيت الجيش عن حسم معارك الغرب التي بدأت في مراحل” النضوج النهائي” (راجع تحليلاتنا السابقة)..و المهم ان كلها محاولات يائسة، لا داعي للخوض في تفاصيلها الآن…
????️لكن ما يهمك (واعتقد ان اعلامهم المضاد سيركز على “التخويف” ب هذه النقطة تحديدا ) هو أن هذه التحركات ليس من بينها نية دخول “الشمال” ، بإذن الله..
✍️فهذه كلفة ‘صعبة’ على الإمارات وحفتر نفسه … ستجر لهم هموم عسكرية ودولية هم في غنى عنها…
✍️دخول الشمال كان ممكنا في بداية الحرب، بل تمت المحاولة فعلاً يوم 13 أبريل… لكنهم أدركوا “السر” سريعا ، السر الذي جعل “غزو” أرض الشمال فكرة غبية. طوال التاريخ.. بداية من بعانخي و تهارقا..وصولا إلى البرهان..
✍️فشمال السودان، منطقة لها خواص ما يسمى عسكريا بمناطق “الإستنزاف الإستراتيجي” (Strategic Attrition Zone ، وهي مناطق ببساطة كالثقب الأسود… (قد تدخلها بإرادتك، لكنك لن تخرج منها ..بإرادتك..)
????️أرض معزولة… مكشوفة… بعيدة عن أي منفذ إمداد. دخولها مخاطرة… والخروج منها كارثة أكبر.
✍️دعك من ان الشمال يمثل العمق الحيوي لمصر ، كما انه ممر لتجارة بملايين الدولارات .. كما اشرنا لذلك في مقال سابق
????️الجدير بالذكر، انهم قد يحاولوا الاكثار من ارسال المسيرات الى الدبة او مناطق اخرى في الشمالية (لإيهام الناس) او جعلهم يربطون ما يحدث ف المثلث بنية غزو الشمال.. فلا تلقوا لهم بالا ..ههه
????️هذا كل شيء ..حتى الآن ????
ونعم كنت اريد الاكتفاء بذلك المنشور المختصر جدا..
لكني وجدت ان الموضوع سيكون مادة دسمة لحربهم الاعلامية التي اشرنا لها سابقا بانها ستكون من ضمن ادواتهم الاصيله فيما تبقى لهم من انفاس ، فالتوضيح مهم لفضح محاولاتهم منذ البداية..
نصر من الله وفتح قريب ????

MohamMed Badi

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عدنان الروسان .. هل تكون نهاية ايران كنهاية حزب الله
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (قال …. من يفتحون عيونهم الآن)
  • ماذا بينك وبين الله يا شعب السودان ؟؟
  • مثلث الموت!!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (القادم …. يا ساتر)
  • نوبة بكاء وصراخ في مطار ميلان بسبب حقيبة زائدة الوزن .. فيديو
  • شمال السودان، منطقة لها خواص ما يسمى عسكريا بمناطق “الإستنزاف الإستراتيجي”
  • ننشر موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان الأوطان ليست حفنة من تراب
  • حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان
  • حميدان التركي يشكر الله والمملكة ويعد الجميع بلقاءٍ قريب في الوطن .. فيديو