27 أبريل.. تاريخ يمني خطفه الانقلابيون ومزقته مشاريع الخارج
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
في الـ27 من أبريل، سجّل اليمن منعطفاً تاريخياً بإطلاق تجربة ديمقراطية ناشئة، عكست طموح شعبه إلى تأسيس دولة حديثة تقوم على إرادة المواطن والمؤسسات، غير أن التجربة الوليدة وُوجهت مبكراً بأمواج مضادة، غذّتها قوى داخلية مرتبطة بمشاريع إقليمية، رأت في صعود الديمقراطية تهديداً لمصالحها. ولذا سرعان ما وجد نفسه هدفًا لمؤامرات الداخل والخارج، حيث تكالبت عليه مشاريع إقليمية وأذرع محلية لا تؤمن بالديمقراطية إلا وسيلةً للوصول إلى السلطة، فعاثت في البلاد فوضى وانقلاباً وحرباً لا تزال تدمي اليمنيين حتى اليوم.
أكد محللون سياسيون، أن يوم الـ27 من أبريل محطة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، حيث تجسدت فيه إرادة الشعب اليمني في ممارسة حقه الديمقراطي عبر انتخاب ممثليه بحرية، وهو اليوم الذي كرّس بداية تجربة ديمقراطية ناشئة في محيط إقليمي مضطرب.
ففي هذا اليوم من العام 1993، جرت أول انتخابات نيابية تعددية، مثّلت نقطة انطلاق لمشروع بناء دولة المؤسسات والقانون، ورسخت مبادئ التداول السلمي للسلطة وحرية التعبير، وفق ما نصت عليه وثائق الوحدة اليمنية ودستور 1990.
ويتفق المحللون ومراقبون دوليون، أن النظام اليمني -آنذاك- أرسى أسساً قوية للديمقراطية من خلال السماح بتعدد الأحزاب السياسية وتكريس الحريات العامة، وهو ما اعتُبر تقدماً نادراً في بيئة عربية لم تكن قد شهدت موجات ديمقراطية مشابهة.
وأشاروا، في حديثهم لوكالة خبر، إلى أن هذا المسار أزعج قوى دولية وإقليمية كانت ترى في اليمن الناشئ تهديداً لمشاريعها في المنطقة، مما دفعها إلى تحريك أذرعها داخل البلاد، مستغلة جماعات مثل الإخوان المسلمين "فرع اليمن"، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في محاولات دؤوبة لإجهاض الحلم الديمقراطي عبر إثارة الأزمات وتغذية الصراعات الداخلية.
افتعال الأزمات وتخطيط للانقلاب
مع نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، تضاعفت محاولات تلك الجماعات لإرباك المشهد السياسي في البلاد، مستخدمة سلاح الاحتجاجات والانقلابات الناعمة.
وتجلت تلك المؤامرات بوضوح في أحداث عام 2011، حيث شهدت البلاد احتجاجات قادتها أطراف متحالفة مع جماعة الإخوان ومليشيا الحوثي، بحجة الإصلاحات السياسية، بينما كان الهدف الحقيقي تفكيك المؤسسة العسكرية وإضعاف الدولة، تمهيداً للسيطرة عليها بالقوة، كما توثق شهادات عدد من قادة الدولة حينها.
تفكك الجيش الرسمي، الذي مثّل حصن الجمهورية، فتح الطريق أمام مليشيا الحوثي للانقضاض على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، عبر انقلاب 21 سبتمبر/ أيلول 2014، بدعم مباشر من إيران.
هذا الانقلاب لم يكن سوى تتويج لمسار طويل من التخريب الداخلي، خططت له قوى لا تحظى بقبول شعبي حقيقي، كما أكد محللون سياسيون وعسكريون يمنيون، ولذا لم تجد وسيلة للوصول إلى السلطة سوى عبر الخراب والدمار.
حرمان ديمقراطي وانهيار دولة
ومنذ ذلك الحين، استمرت المليشيا المدعومة من إيران والإخوان المسلمين في تنفيذ أجندتها الخارجية على حساب تطلعات الشعب اليمني، حيث تم قمع الحريات ومصادرة الحياة السياسية بالكامل، علاوة على أن المليشيا الحوثية أُغلقت مقرات الأحزاب المعارضة، وكممت الأفواه، وصادرت الصحف والقنوات الإعلامية، وتحول اليمن إلى ساحة صراع، ضاعت فيها أبسط حقوق المواطنين في التعبير والاختيار الحر، وفق ما رصدته تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل أدى غياب الدولة المركزية إلى ظهور تشكيلات عسكرية متعددة، كل منها يخوض معتركاً خاصاً مناوئاً للآخر، مما زاد من تعقيد المشهد وأطاح بأي أمل لاستعادة مسار ديمقراطي سليم.
وفي ظل هذا التشظي، تستمر معاناة اليمنيين، المحرومين اليوم من أبسط حقوقهم التي احتفلوا بها ذات 27 أبريل، عندما كانوا يحلمون بدولة مدنية ديمقراطية، سُرقت منهم في وضح النهار.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
تفوق الفراعنة.. تاريخ مواجهات مصر والأردن قبل لقاء اليوم فى كأس العرب
يلتقى فى الرابعة والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة منتخب مصر مع نظيره الأردني فى تحد مثير وصعب على ملعب البيت بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، ببطولة كأس العرب.
يعتبر لقاء اليوم بين منتخبي مصر والأردن الفرصة الأخيرة لمنتخب مصر من أجل خطف بطاقة التأهل الى الدور التالي في بطولة كأس العرب خاصة أن المنتخب لم يحقق أى فوز حتي الآن فى البطولة وتعادل فى المباراتين الماضيتين امام الكويت ثم الامارات بنفس النتيجة 1 / 1.
ويدخل منتخب الأردن المباراة وهو متصدر المجموعة بـ 6 نقاط، ضمن بها التأهل مباشرة إلى دور الـ 8، فيما يرفع منتخب مصر شعار " لا بديل عن الفوز " ليرفع رصيده إلى 5 نقاط، وبالتالى يتأهل مباشرة إلى دور الثمانية بصفته وصيف المجوعة الثالثة بغض النظر عن نتيجة مواجهة الإمارات والكويت، أما التعادل مع الأردن وحصد نقطة واحدة قد لا تكفى لحجز تذكرة التأهل الثانية، إذا حقق أحد المنتخبين المنافسين الفوز على الآخر فحينها سيرتفع رصيده إلى 4 نقاط ويحل فى المركز الثانى.
ويمكن أن تكفى نقطة التعادل مع الأردن للتأهل فى حال تعادل الكويت مع الإمارات، ويتساوى المنتخبين فى عدد النقاط لكل منهم نقطتين، وتتأهل مصر برصيد ثلاث نقاط.
القنوات الناقلة لمباراة مصر ضد الأردن في كأس العرب 2025
يمكن مشاهدة مباراة منتخب مصر ضد الأردن في بطولة كأس العرب عبر شاشات: بي إن سبورتس، الكاس القطرية، إم بي سي مصر 2، دبي الرياضية وأبوظبي الرياضية.
تاريخ مواجهات مصر والأردن
تواجه المنتخبان في 7 مباريات سابقة بين الرسمية والودية، وحقّق منتخب مصر الفوز في 5 مواجهات، مقابل فوز الأردن مرة واحدة، وانتهت مباراة بالتعادل:
1974 – كأس القنيطرة (ودية): مصر 5 – 0 الأردن
1983 – مباراتان وديتان: مصر 3 – 1 الأردن في كلا المباراتين
1988 – كأس العرب: مصر 2 – 0 الأردن (مباراة تحديد المركز الثالث)
1992 – كأس العرب (دور المجموعات): مصر 1 – 1 الأردن
2016 – ودية: الأردن 1 – 0 مصر
2021 – كأس العرب (ربع النهائي): مصر 3 – 1 الأردن بعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلي
ويعتزم حلمى طولان المدير الفنى لمنتخب مصر اجراء العديد من التغييرات فى التشكيل الذى سيخوض به المباراة من اجل الدفع بعناصر أكثر هجومية حيث من المتوقع أن تشهد تشكيلا مغايرا عن السابق فى الكثير من المراكز، خاصة أن المنتخب سيلعب بطريقة هجومية أكثر من المباراتين السابقتين، وتم تجهيز العناصر الرابحة المتمثلة فى مروان حمدى الذى سجل هدف التعادل أمام الإمارات، وحصد جائزة أفضل لاعب فى اللقاء، ومحمد مجدى أفشة ومحمد شريف وكريم العراقى وميدو جابر.
ومن المتوقع أن يبدأ المباراة بتشكيل مكون من :
فى حراسة المرمى : محمد بسام .
في الدفاع: كريم العراقي والونش ورجب نبيل ويحيى زكريا
فى خط الوسط: أكرم توفيق ومحمد الننى وأفشة
فى خط الهجوم: ميدو جابر وإسلام عيسى ومروان حمدى.
فى المقابل يمتلك منتخب الأردن بقيادة مديره الفنى جمال السلامى خط هجوم قوى، حيث تمكن لاعبوه من تسجيل 5 أهداف فى مباراتين، ولديه لاعبون مميزون فى الثلث الأمامى أبرزهم: يزن النعيمات وعلى علوان ومهند أبو طه ومحمود المرضى.
من جانبه، أكد حلمى طولان المدير الفنى للمنتخب، أن الجهاز الفنى سيلجأ لإجراء تغييرات على تشكيل المباراة، بسبب حالة الإرهاق التى تعرض لها اللاعبين، مشيرا إلى أنه لا يوجد لاعب يستطيع أن يلعب مباراتين خلال يومين، وأن المنتخب خلال اليومين الماضيين اقتصرت استعداداته للمواجهة على جلسات استشفائية فقط.
وقال إنه يتقدم باعتذار للجماهير المصرية عن عدم تحقيق النتائج المطلوبة، وأنه لا يتنصل من المسئولية على الرغم من الظروف التى تعرض لها المنتخب قبل البطولة، موجها شكره إلى الجماهير التى ملأت مدرجات استاد لوسيل، وأيضا الجماهير التى دعمت المنتخب داخل مصر.
وأشاد طولان بأداء اللاعبين والتزامهم داخل الملعب، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم لإسعاد الجماهير المصرية، ودائما لديهم الإصرار للعودة إلى اللقاء وهذا حدث فى مباراتى الكويت والإمارات، فبمجرد تلقى هدف يتحول الفريق ويكافح من أجل تعديل النتتيجة، لافتا إلى أن منتخب الأردن منظم ويجيد لعب كرة القدم الحديثة، ويمتلك مجموعة من العناصر المميزة فى جميع المراكز.