سودانايل:
2025-07-29@21:11:40 GMT

الحرب و تداعياتها المتصاعدة

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

بقلم: د. محمد حمد مفرح
الجزء ٢/١
نظرا لتناولي التفصيلي شبه المسهب لإفرازات الحرب الدائرة بالسودان و تداعياتها المتصاعدة واسعة النطاق، في أكثر من مقال، فقد رأيت أن أخصص هذا المقال
لتسليط الأضواء الكاشفة على تهديد الحرب لحياة المواطن و أمواله و ممتلكاته بصورة مباشرة. فبعيدا عن تناول تداعيات الحرب وافرازاتها السالبة كثيرة الأوجه و التي درج الكتاب على استعراضعها بصورة مكرورة و مفصلة، مع استمرارية الحرب و اتساع نطاقها، فإن ثمة حاجة لكشف النقاب عن الجانب الأهم و الأخطر لتأثيرات هذه الحرب و المتمثل في تعريضها حياة المواطن في كثير من مناطق السودان، فضلا عن أمواله و ممتلكاته، للخطر الحقيقي.

و ليس أدل على ذلك من الشواهد الكثيرة التي تحدث عن نفسها مبرزة مدى خطورة هذه الحرب في ظل وضع اللادولة الحالي و ما ترتب و يترتب عليه من انعدام الأمن. و تبعا لذلك يمكننا أن نؤكد، اجمالا، أن لهذا الوضع، و الحال هذه، انعكاساته السالبة على القوى البشرية و الاقتصاد الكلي Macro Economy للبلاد.
و من مظاهر التهديد المشار إليه ما ظل يتعرض له المواطن من هجوم من قبل أشخاص يتبعون
لقوات الدعم السريع و تعديات هنا و هناك من آخرين يتبعون للجيش، بالإضافة لسرقات يقوم بها لصوص و (همباتة) استغلوا حالة انعدام الأمن، و ذلك في فوضى عارمة و غير مسبوقة Unprecedented disorder قلبت حياة المواطن رأسا على عقب. و في وقت تنفي فيه مصادر الجيش هذه التهم مبرءة ساحة أفرادها و مؤكدة على أن مثل هذه التصرفات تعد فردية و أن الجيش يبسط الأمن و الاستقرار في أي منطقة أو ناحية يوجد بها أو يستردها، تنتشر أخبار، من وقت لآخر ، عن تهم تلصق بأفراده. أما بالنسبة لأفراد الدعم السريع فقد ظلت التهم ذات الصلة بالهجوم على المواطنين في الكثير من المدن والقرى، و زعزعة أمنهم واستقرارهم ونهب أموالهم و ممتلكاتهم بل و ارتكاب جرائم أخرى يندى لها الجبين كالاغتصاب و غيره، ظلت، أي هذه التهم، تلاحق أفراد الدعم السريع دون توضيح من جانب قيادته أو نفي أكيد و مقنع لهذه التهم.
و الغريب في الأمر أنه تنسب لقائد الدعم السريع مقولة وجه فيها منسوبيه بحماية المواطن والإهتمام به و ذلك بقوله ( المواطن ثم المواطن ثم المواطن). و مع ذلك فقد برهنت الوقائع على أن هذه المقولة لا أثر لها على الأرض.
و مما يجدر ذكره أن تعديات طرفي الحرب على المواطن ظلت تجري في عدد من مدن و أرياف السودان، و ذلك وفقا لما تناقلته الأخبار في الميديا. فمسبرات الدعم السريع المتواصلة الموجهة لشتى المناطق و هجمات أفراده على المواطنبن بالقرى و المدن المختلفة و ما ظلت تقود إليه من قتل و نهب و غيرهما، علاوة على ضربات طيران الجيش العشوائية لبعض المناطق، ظلت جميعها تحدث عن نفسها مخلفة مآس فظيعة. و قد مثلت هذه الممارسات انتهاكات فظيعة Flagrant violations للقانون الدولي الانساني .Int Humanitarian Law و القانون الدولي لحقوق الانسان .Int Human Rights Law و القانون الدولي الجنائي.Int Criminal Law.
من جانب آخر، فقد إنتشر اللصوص و (الهمباتة) و (الشفشافة) في المدن و القرى و خاصة العاصمة و بعض قرى الجزيرة و كردفان و دار فور، مستغلين حالة انعدام الأمن و مهددين حياة المواطن و أمواله و ممتلكاته و ذلك على نحو مقلق و مؤرق للمضاجع. و لذلك فقد أصبح المواطن يعاني الأمرين: خوفه على نفسه أي أمنه الشخصي و خوفه على ماله و ممتلكاته، و ذلك بعد أن تكررت حواد[email protected]ث الإعتداء هذه و راح ضحيتها كما تضرر منها الكثير من أبناء الوطن في شتى أنحائه. و من المعلوم أن هذه الظاهرة أصبحت مستشرية لوقت ليس بالقصير حيث طالت عددا من الأحياء بالعاصمة بالإضافة لعدد مقدر من مدن و أرياف السودان الأخرى.
و قد تمثلت بعض نتائج هذه الظاهرة المأساوية في انعدام أمن المواطن و فقدانه لماله و ممتلكاته، ما أدى إلى افقاره بصورة مزرية دون أن يجد، في كثير من الأحيان و الجهات، جهة توفر له الأمن و الطمأنينة. و قد نتج عن هذا الوضع سعي بعض المواطنين لامتلاك السلاح من أجل حماية أنفسهم، في حين عجز آخرون عن امتلاكه. و مما قادت إليه هذه الظاهرة أيضا توقف النشاط التجاري في الأسواق ببعض أرياف البلاد علاوة على النشاط الزراعي و خلافه. هذا علاوة على أنها أثرت سلبا على النشاط التجاري و غيره في المدن، ما ألقى بظلال سالبة على الأحوال المعيشية Living conditions للمواطنبن و الوضع الاقتصادي بالبلاد Economic status.
و من الأمثلة الحية للمناطق التي ظلت تتعرض لهجمات منسوبة للدعم السريع و بعض اللصوص، المنطقة الجنوبية الشرقية لدار حمر و التي تضم مدينة الخوي و بعض القرى التابعة لها بالإضافة إلى بعض القرى التابعة لمحلية أبو زبد. فالخوي و الدودية و نشربو و أم لبانة بالإضافة إلى أم دفيس و غيرها من القرى تعرضت، في أوقات مختلفة، لعدة هجمات من قبل الدعم السريع و اللصوص الذين قتلوا المواطنين و روعوهم و هددوا أمنهم كما نهبوا أموالهم و ممتلكاتهم. و قد لجأ بعض مواطني هذه المنطقة لمدينة النهود طالبين الحماية من الجيش المتواجد داخل مدينة النهود، نظرا لعدم التكافؤ Inequality في القوة بين المواطنين من جهة و القوات المهاجمة و اللصوص من جهة أخرى. غير أن المواطنين لم يتحصلوا على شيء يذكر، إن لم يكن عادوا بخفي حنين من النهود. فحسبما ورد في بعض (قروبات) أبناء المنطقة فقد ردت الجهات المسؤولة بالنهود على هؤلاء المواطنين بأن الجيش مناط به حماية النهود فقط، في حين وردت انباء أخرى بهذه (القروبات) تقول بأن هنالك وعود واعدة من هذه الجهات المسؤولة بدعم هذه المنطقة و حمايتها مما تتعرض له.
و على كل لم تحظ هذه المنطقة حتى تاريخه بالدعم اللازم أو الحماية من الهجمات. و ليس أدل على ذلك من أن هجمات الدعم السريع و اللصوص تكررت بل و ظلت مستمرة الى يوم الناس هذا.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات وفظائع

بورتسودان- أعلن خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري بقوات الدعم السريع انشقاقهم عنها، واتهموها بارتكاب انتهاكات "تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية".

وأدلى المنشقون ببيان في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان أقامته وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع وكالة السودان للأنباء، اليوم الأحد، جاء فيه "نعلن انشقاقنا الكامل والنهائي عن ما يسمى مليشيا الدعم السريع، وذلك بعد أن تبين لنا بالدليل القاطع أن هذه المليشيا قد تجاوزت كل الخطوط الوطنية والأخلاقية، وأصبحت أداةً لتدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وانتهاك كرامة مواطنيه..".

والمنشقون هم:

مودبو إبراهيم بابجي، رئيس دائرة الحكم والإدارة بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، الأمين العام المؤسس للإدارات المدنية بمناطق سيطرة الدعم السريع. الشيخ محمد أحمد عليش، رئيس الدائرة القانونية بالمجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس تحالف "قمم" بولاية الخرطوم. عبد العظيم سليم محمد علي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، رئيس الدائرة القانونية بتحالف "قمم". عباس محمد عبد الباقي، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، مستشار محلية شرق النيل. بابكر خليفة محمد، عضو المجلس الاستشاري لقائد الدعم السريع، ومستشار سياسي له.

وقالت المجموعة المنشقة في بيانها، إن انشقاقها جاء بعد أن كان أعضاؤها "حضورا وشهودا لكثير من المواقف والوقائع ورسم السياسات التي ظلت تنسجها المليشيا وشركاؤها من بعض القوى السياسية والتي كانت تهدف إلى تدمير السودان وتشريد شعبه وطمس هويته وتاريخه ونهب ثرواته".

كما أعلنت عزمها مخاطبة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بوقف الدعم غير المباشر لمن وصفتها بـ "المليشيا المتمردة" وفضح محاولات شرعنتها.

المنشقون تحدثوا عن انتهاكات واسعة في سجن سوبا خاصة بحق المعتقلين وجثث القتلى منهم (الجزيرة) شهود

يقول رئيس الدائرة القانونية لقائد الدعم السريع الشيخ محمد أحمد عليش، إن ارتباطهم بقوات الدعم السريع كان قبل الحرب؛ حيث كانوا أعضاء بالقطاع السياسي وأعضاء مؤسسين للمجلس الاستشاري، وبعد شهرين من قيام الحرب كان الخيار بين مغادرة الخرطوم والبقاء إلى جانب أهلهم وحمايتهم قانونيا.

إعلان

وأضاف أنهم كانوا شهودا على الانتهاكات التي تحدث، وأنهم اتخذوا قرارا بصفتهم قانونيين بأن يكون لهم دور واضح في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تواصلوا مع قيادتها وقدموا رؤية قانونية متكاملة تبدأ بتجفيف كافة المعتقلات في ولاية الخرطوم، وتغطية الفراغ القانوني الموجود بها.

ويقول عليش "بعد مشاورات تمت الموافقة على بعض الأعمال، بينما رفضت أخرى وهي تجفيف المعتقلات والسجون". وكان هناك نوعان من المعتقلات:

"معتقلات سرية " تتبع لأشخاص وليس لمؤسسة الدعم السريع القدرة على السيطرة عليها، حيث كان يديرها قادة الدعم السريع. وكان هناك سجن كبير وهو "سجن سوبا".

أوضح عليش أن سجن سوبا كان يحتوي على نحو أربعة آلاف سجين منهم أسرى من المواطنين و"آخرين". وقال في شهادته إن السجن "به جرائم ترقى إلى جرائم حرب، لم يكن هناك أكل أو شراب ولا رعاية صحية.."، وأن "عدد الوفيات تجاوز (40 ـ 50) شخصا في اليوم بسبب غياب الرعاية الصحية، وتبقى الجثة أحياناً خمسة أو ستة أيام قبل دفنها".

يضيف عليش عن المعتقلات الموجودة في ولاية الخرطوم "كنا نمر عليها ولكن لم تكن لدينا عليها سُلطة لأنها كانت تخص قادة الدعم السريع؛ حيث كان القادة يبتزون الأهالي لإطلاق سراح ذويهم، وأصبح الأمر موضوعا للتكسب المادي".

محمد علي سليم: عمليات النهب تمت بصورة منظمة ومقصودة (الجزيرة) "تهديد وجودي"

أما إبراهيم بابجي، رئيس الإدارة والحكم المنشق عن المجلس الاستشاري للدعم السريع، فقال إن الدوافع الحقيقية وراء انشقاقهم هو ممارسات هذه القوات والتهديد الوجودي الذي شكلته على الدولة السودانية.

وقال بابجي في تصريح خاص للجزيرة نت، إن من أهم أسباب انشقاقهم "عن المليشيا المتمردة" هي الحمولة الأخلاقية العالية نتيجة الانتهاكات الواسعة التي طالت المدنيين من الدعم السريع، والتدخل الأجنبي السافر، وأن الدعم السريع صارت "مجرد أداة لقوى خارجية" وأن "مجتمعاتهم تم استغلالها لتفتيت البلاد".

وأوضح بابجي، أنه لإقناع قيادة الدعم السريع بالموافقة على وجود إدارة مدنية، اشترطت فرض رسوم وضرائب غايتها توريد سلاح. وقال إن قيادة الدعم السريع حاولت إجهاض تجربة الإدارات المدنية بحجة الشركاء وكانوا يقصدون القوى السياسية السودانية من "تقدم، وصمود، وتأسيس، والحرية والتغيير..".

في حديثه اليوم ببورتسودان قال العضو المنشق عبد العظيم سليم محمد علي، إن الحرب في السودان لم تقم مصادفة "بل قامت لأن هناك قوى سياسية حاولت استغلال بندقية الدعم السريع للوصول للحكم، وهي لا تزال حتى الآن تنسق مع مليشيا الدعم السريع..".

وأشار في حديثه إلى انتهاكات فظيعة حتى الموت في المعتقلات. وأكد أن عمليات النهب التي مارستها قوات الدعم السريع تمت بصورة ممنهجة ومقصودة لإفقار الناس، وهو ما حدث في الخرطوم والجزيرة.

وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر رحب بانشقاق القياديين الخمسة (الجزيرة) خطوة "للتنوير"

من ناحيته، قال وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر، في المؤتمر الصحفي "نرحب بالذين جاؤوا وهي إشارة إلى أنهم أدركوا أن الخط الذي كانوا يسيرون عليه في السابق هو خط مخادع ولا يخدم القضية الوطنية المركزية..".

وأضاف "أن مثل هذه الأحداث المهمة ستفتح باب التنوير لبقية حاملي السلاح..". واتهم قوات الدعم السريع بمخادعة شعوب ومواطنين وقبائل المناطق التي سيطرت عليها، وغررت بعدد كبير من الشباب.

وطالب المنشقين بضرورة تكثيف العمل الإعلامي لمخاطبة "المغرر بهم في تلك المناطق حتى يعودوا إلى الصواب"، وقال إن "الدولة السودانية المركزية تستوعب كل أبناء السودان..".

مقالات مشابهة

  • انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • فارون من انتهاكات “الدعم السريع”.. مصرع وإصابة 27 نازحا من الفاشر
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • حساب المواطن يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة الـ 93
  • منشق عن “الدعم السريع” يكشف معلومات خطيرة
  • جامعة الدول العربية: نُدين إعلان ائتلاف سوداني مرتبط بقوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات وفظائع
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان