الاحتلال يكرم جنوده في الخفاء خوفا عليهم من الملاحقة بسبب جرائم الإبادة
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، كرّم الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، 120 جندياً من قواتها العسكرية خلال حفل أقيم دون كشف هوياتهم، في ظل تزايد المخاوف من الملاحقات القضائية الدولية ضد عناصر الجيش بسبب انتهاكاتهم في قطاع غزة.
وبحسب ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقد استضاف الرئيس إسحق هرتسوغ وزوجته ميخال الحفل السنوي التقليدي لتكريم "الجنود المتميزين" بمنحهم "ميداليات الرئيس"، وذلك تزامناً مع الذكرى السنوية لما تسميه إسرائيل "تأسيس الدولة" في 14 أيار/مايو 1948، والتي يحييها الفلسطينيون كذكرى "النكبة".
وللمرة الأولى، فرضت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قيوداً صارمة على التغطية الإعلامية للحفل، حيث امتنعت عن الكشف عن أسماء وصور الجنود المكرّمين، وقررت عدم بث الجزء المتعلق بمنح الشهادات مباشرة كما جرت العادة في الأعوام السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإجراءات الاستثنائية جاءت لأسباب "تشغيلية وأمنية"، فضلاً عن الحرص على "السلامة الشخصية للجنود"، في ظل تنامي المخاوف من ملاحقتهم قانونياً في الخارج بناءً على صور ومقاطع فيديو نشرت خلال العمليات العسكرية في غزة.
وشارك في الحفل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، حيث مثّل الجنود المكرّمون مختلف أفرع الجيش.
وفي كلمة له بالمناسبة، دعا الرئيس هرتسوغ إلى تكثيف الجهود لإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، مشدداً على أن "الشجاعة الإسرائيلية هي مصدر القوة الوطنية، وتجسيدها يكون في الالتزام بإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، تحتجز حركة المقاومة الفلسطينية حماس 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، في حين تقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9 الاف و500 أسير فلسطيني، يتعرضون، وفقاً لتقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، لأشكال متعددة من الانتهاكات، تشمل التعذيب، وسوء التغذية، والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.
الخوف من الملاحقة
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة دعوات منظمات حقوقية دولية ومحلية لملاحقة الجنود الإسرائيليين قضائياً، على خلفية ما ارتكبوه من جرائم بحق المدنيين في غزة.
وتعد مؤسسة "هند رجب" ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل، من أبرز الجهات الحقوقية التي تتبنى هذا التوجه، حيث تقدمت بشكاوى ضد جنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي في دول مثل سريلانكا وتايلاند والأرجنتين والسويد وإسبانيا، مستندة إلى مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب بغض النظر عن جنسيتهم أو موقع الجريمة.
ورغم أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قللت من شأن هذه التحركات، ووصفتها بأنها "حملات دعائية لا نتائج ملموسة لها"، إلا أن القلق الرسمي تجلى في إصدار أوامر عسكرية تحظر على الجنود الظهور بزيهم العسكري على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم نصائح لهم بحذف صورهم وتجنّب الإدلاء بمعلومات للمحققين حال اعتقالهم في الخارج.
كما بادرت شركات تأمين إسرائيلية إلى تقديم خدمات إضافية تشمل تغطية نفقات استشارة قانونية قد تصل إلى ألفي دولار في حال التعرض لأي مساءلة قانونية خلال السفر.
تأتي هذه التحركات في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي وصفتها تقارير أممية وحقوقية بأنها "حرب إبادة ممنهجة"، أسفرت عن أكثر من 170 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، بينما تواصل حكومة بنيامين نتنياهو، المتهم بجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، حملتها العسكرية، متجاهلة اتفاقات التهدئة التي توسطت فيها أطراف إقليمية ودولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة هرتسوغ جرائم غزة جرائم هرتسوغ ملاحقة قضائية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد جنود الاحتلال المصابين باضطرابات نفسية.. 85 ألف حالة
أفادت نائبة رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي تمار شمعوني، بوجود ارتفاع كبير في أعداد الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن شمعوني قولها إن الوزارة "عالجت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 نحو 62 ألف حالة نفسية، فيما يبلغ العدد اليوم حوالي 85 ألف حالة"، واصفة الزيادة بأنها "غير مسبوقة"، وأشارت إلى أن "ثلث جنود الجيش يواجهون مشاكل نفسية بعد أحداث 7 أكتوبر"، وأضافت أن "المعالج النفسي الواحد يتعامل مع ما يصل إلى 750 مراجعًا، وفي بعض المناطق أكثر من ذلك، ما يصعّب الوصول إلى جميع المحتاجين للعلاج بالسرعة المطلوبة".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد حذرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من "أزمة نفسية واسعة" في إسرائيل، لافتة إلى تزايد حالات الإدمان على المخدرات، ووجود ما يقارب مليوني شخص بحاجة إلى دعم نفسي، بينهم عدد كبير من الجنود.
ووسط تحذيرات من ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الجيش، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن الجندي نهوراي رافائيل بارزاني، انتحر بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاركته في القتال. كما انتحر الأسبوع الماضي الضابط الاحتياط توماس إدزغوسكس (28 عامًا) من لواء "غفعاتي" بعد صراع نفسي، وفق الإعلام العبري.
"משרד הביטחון מנותק - הם חיים במגדלי השן" • יואל זיו, הלום קרב ממלחמת יום כיפור, מספר: "מחלקת השיקום התעמרה בי, הם עשו לי הרבה נזק - המערכת הזו קשה ונוקשה, לא מחבקת ולא אוהבת"#רינוצרור | @RinoZror pic.twitter.com/lfoGjmKtLP — גלצ (@GLZRadio) December 7, 2025
وبحسب معطيات رسمية نشرتها دولة الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، سجّل جيش الاحتلال 279 محاولة انتحار خلال 18 شهرًا، بينها 36 حالة وفاة، فيما نجا 35 منهم بأعجوبة، وأكد موقع إنسايد أوفر الإيطالي، أن الانتحار يحتل المرتبة الثانية بين أسباب وفاة الجنود لدى إسرائيل، أما الكنيست فقد أقر بأن أعداد المنتحرين ما عادت تقتصر على الجنود بل طالت عائلاتهم أيضا.
وكشفت هيئة البث العبرية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى آلاف المقاتلين لتعويض النقص الكبير الحاصل فيه، وهو ما يجعله على وشك الانهيار وفقا لقناة "كان" العبرية، نتيجة لزيادة عدد الراغبين بترك الجيش، وكشفت دراسة لجامعة "تل أبيب" أن 1 من كل 8 جنود "إسرائيليين" غير مؤهل عقليًا للعودة إلى الخدمة.