أكان كترت عليك الهموم

في جلسة مثاقفة انفرد الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بالرئيس الفرنسي شارل ديغول أثناء زيارة الأخير للصين، فتحدث ديجول لماو عن الثورة الفرنسية متباهيا بها وكيف انها نقلت فرنسا ثم أروبا وبالتالي كل العالم إلى مرحلة جديدة قوامها الحرية والإخاء والمساواة .. وهذا يعني أن كل شعوب الدنيا أصبحت مدينة للشعب الفرنسي.

. لم يحرك ماو ساكنا وبعد أن فرغ ديجول من كلامه قال له ماو وبكل برود ياسيادة الرئيس أن الثورة الفرنسية عمرها لا يتجاوز المائتي عام الا بقليل (كان اللقاء في ستينيات القرن الماضي) عليه سيكون من المبكر الحكم عليها لان كل خباياها لم تظهر بعد وتداعياتها لم تكتمل وسكت ماو.. ففغر ديجول فاهه وانصرف إلى موضوع آخر

أراد ماو أن يقول لديجول انك تتكلم مع شخص يستند على خمسة الف سنة من التاريخ حيث كان كونفيشيوس الذي مازلت البشرية تستنبط موجهاتها من أفكاره… (يا ديجول ياخي قول كلامك دا لزول ما عنده حديدة)

قفزت إلى ذهني الحكاية أعلاه عندما حاولت افهم ما يجري حاليا في بلادنا فلما شعرت بأنني ابعد ما اكون عن الفهم تسليت بما قاله ماو وقذفت بالموبايل بعيدا لانه أصبح مصدر كل البلاوي وتحولت لشان آخر فإذا كانت الثورة الفرنسية التي لم يعاصرها جدجد جدي أسرارها لم تكتمل بعد فكيف يتسنى لي أن أعرف أسرار أحداث تحدث في السودان إلىوم؟ هوليود في بداية هذا الشهر انتجت فليما قدم رواية جديدة لنج لمقتل جون كنيدي في ستينيات القرن الماضي. في رمضان الأخير شاهد الناس مسلسلا يقدم سيدنا معاوية بوقائع تغمز من قناة سيدنا علي..
(آفة الأخبار رواتها) فاقنعوا من يقين في الدنيا

فاذا كان كل ذلك كذلك فكيف لي أن أفهم سر الشكلة بين كيكل وجبريل وكيف لي ان افهم أن المجد للساتك ام للبنادق؟ وكيف افهم قول دقلو الكبير ان الجن هو الذي يقف بينه وبين الفاشر.. امرأة مسنة في بربر لم تسمع في حياتها بكلمة مسيرة ومع ذلك أصبح بيتها مظلما بسبب مسيرة
بالله مش لي حق أكان كسرت الجوال؟
لكن المشكلة التي تبلغ درجة الماساة هي انك لو اعتزلت العالم فهو لن يعتزلك فسيك سيك معلق فيك اها يا جماعة الخير كيف الدبارة؟

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين