د. فاضل الشرقي

في الذكرى السنوية للصرخة نستحضر الموقف الحق في زمن الباطل، والنور والهدى في زمن الظلام الضلال، والصوت الشجاع الحر في زمن الصمت والعبودية والانبطاح، والعزة القوة في زمن الضعف الذلة.

يظل شعار الصرخة في وجه المستكبرين يتقدم مسيرة الحرية والعزة والكرامة في مواجهة طواغيت العصر، ويمثل عنوان معركة الأمة التي تتوق للحريّة والاستقلال والانعتاق من تسلط قوى الطاغوت والظلم والاستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا و”إسرائيل” خاصة في هذين العقدين الأخيرين بهدف ضرب الأّمة وقهرها واستعبادها، بل وتركيع العالم بأسره.

في كلّ مسارات الصّراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي يحتلّ الشعار المكانة المتقدّمة والضروريّة، وتبرز أهميته مع كلّ خطوة وحدث وتطوّر وفترة زمنية من عدة زوايا واتجاهات أهمها:

– الفكر والثقافة والإعلام:

في معركة الإعلام والفكر والثقافة وتزييف الحقائق التي يقودها ويمولها حلف الطاغوت اﻷمريكي الإسرائيلي فضح شعار الصرخة في وجه المستكبرين كلّ شعارات التحرك الطاغوتي، والعناوين المزيفة للهيمنة والاحتلال، وأسقط كل مشاريع الغزو الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بنفسه وبما يترافق معه من توعية شاملة، فالأمّة تعيش اليوم تطوّرات رهيبة في الصّراع مع أعداء الإسلام من تقليدي إلى حضاري، وتطوّر وسائله وأدواته بما فيها من تحريف وتزييف للمفاهيم والرؤى والنظريات والثقافات، وباتت معركة الوعي والمصطلحات هي أولًا المعركة الأولى، وقد لعب الشعار وثقافته دورًا محوريًا في هذه المعركة، واستطاع أن يوجّه البوصلة تجاه الأعداء الحقيقيّين للأمّة، وخَلَقَ في الوسط السياسي والاعلامي والثقافي والفكري و الاجتماعي ثورة شاملة، وأحدث صحوة وبصيرة ويقظة وانتباه، وهذا يحتاج إلى شرح مفصّل.

– في الجانب السياسي والدبلوماسي:

في المعركة السياسية والدبلوماسيّة التي تخوضها الأمّة ويشهدها العالم فَرْمَلَ الشعار كلّ وسائل وأساليب الخبث والالتواء الأمريكي الإسرائيلي، وأسّسَ لعمل سياسي ومؤسسي واضح، مرتبط بالأمّة وهويتها وقضاياها، ويعبر عنها وعن مواقفها ووجهتها، وفي المقدّمة قضيتها الكبرى (فلسطين)، وكشف كلّ الأقنعة الزائفة، ومزّق كلّ الأنسجة المفبركة، وفضح كلّ العناوين المضلّلة للاستكبار العالمي التي يتخفى خلفها، ويتحرك تحت بريق عناوينها وشعاراتها المخادعة مثل: الديمقراطيّة، والحريّة، وحقوق الإنسان، والحوار، والتعايش، والسّلم والسّلام، والأمن والاستقرار، ونحوها من الشعارات الاستهلاكيّة الموجّهة، كما رسم الشعار طريقة واضحة للتعامل السياسي والدبلوماسي مع دول الإقليم والعالم، وتقدّم هذه المعركة بجدوى وفاعليّة على كلّ المستويات، وفرز الأعداء والاصدقاء بكل وضوح وشفافية، وهذا ما يدركه الأعداء جيدًا، ويحتاج لشرح وتفصيل.

– في الجانب الاقتصادي: والأمة تخوض معركة اقتصادية شرسة مع أعدائها فإن الشعار يدفع الأمة لتحمّل مسؤوليتها الشاملة والقيام بها وممارستها بقوة كبيرة وهمّة عالية، ومنها المسؤولية المالية والاقتصادية، إذ يحوّل الفرد والأمّة من حالة الاستهلاك إلى الإنتاج والتصنيع، ويؤثر في تنمية روع الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، ويدفع باتجاه استغلال القدرات وتوظيفها، والانتفاع بالخيرات وتنميتها، واستخراج الثروات ومواردها، ويعلم الأمة كيف تقف على أقدامها وتعتمد على ذاتها، وضرورة مقاطعة أعدائها، وخوض المعركة الاقتصادية بعزيمة وإرادة لا تقهر ولا تنهزم، والصمود والانتصار أمام كلّ أنواع الضغوطات والتهديدات والعقوبات الاقتصادية، وهذا له بيان وشرح وتفصيل.

– في الجانب التربوي:

يربي جيلا قويا لا يعرف الخوف والهزيمة، والخنوع والاستسلام، ولا يقبل بالغزو والاحتلال والاستعمار، ولا يحمل الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وينشأ منذ يومه الأول على مبادئ القرآن وقيم الإسلام، متسلحًا بالوعي والحكمة والبصيرة، يصوغ عقيدته وانتماءه على أسس الإسلام، ومرتكزات الهويّة الإيمانية، والثقافة القرآنية، والموالاة والمعاداة، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.

– في الجانب الاجتماعي:

يُحلحل كل عقد التفرقات والخلافات التي يصنعها الاعداء ويغذونها باستمرار، ويصهر كل التباينات المستعصية، والعداوات الشخصية، والأحقاد الدفينة، والكراهيات المعقّدة، والفتن المذهبية والطائفية، والحروب والثارات الداخليّة، فتذوب وتتلاشى بأجمعها، وتجتمع النفوس والأبدان والقلوب والأبصار والسواعد والأقدام وتتوحد على قضيّة واحدة، وموقف واحد، تذوب معه كلّ ترسّبات الأحقاد والضغائن، ويتبخر كلما هو دخيل ومصنوع ومدّبر، فيعيش المجتمع أجواء الأخوة والوحدة، والقوة والتكامل، والألفة والمحبّة، والود والانسجام، وبهذا تتحقّق العدالة، والحرية، والكرامة، والعزة، والاستقلال، والحيوية، والنشاط، ووحدة الكلمة والموقف، والاعتصام الجماعي بحبل الله، وتتعمّق روابط الأخوة الإيمانية، والوحدة الإسلامية الشاملة، وحدة الموقف والقرار والهدف والرؤية، والمصير المشترك، والمسؤولية الجماعية، وروح الفريق الواحد، والكلّ يكون له موقف مهمّ ومسؤول من الأعداء، فنرى الطفل والشاب والصغير والكبير والرجل والمرأة كلًا له موقف واضح معلن، يوالون أولياء الله، ويعادون أعداء الله.

– في الجانب الأمني:

يحصّن الأمة من مؤامرات الأعداء، ومخططات الاختراق، ويحول دون حصول أعداء الأمّة على عملاء وجواسيس ومرتزقة ومخبرين، وينمّي الحسّ الأمني واليقظة والانتباه لدى الفرد والمجتمع بشقّيهما الوقائي والعلاجي، وفي ظلّها ينعم المجتمع في بالأمن والسّلامة والسكينة والاستقرار، ويجعل من كلّ أفراد المجتمع رجالا للأمن وحماةً للوطن وحراسا للنظام العام وركائزه وأركانه المعروفة: (الأمن العام، والصّحة العامّة، والسًكينة العامة، والأخلاق والآداب العامة) فتختفي الجرائم المنظًمة، وشبكات التجسّس بكلّ خلاياها وأشكالها وأدواتها، ويجعل كلّ أفراد الشعب يحملون هذه الروح الاستباقيّة، حراسا للأمن والسلام والاستقرار، والسكينة العامّة، والسّلم الأهلي والمجتمعي، وبهذا تتجلّى أهميّته البالغة في حفظ وصون الأمن المحلي والقومي.

– في الجانب العسكري:

يقوّي العقيدة القتالية والجهادية، ويصوّب حركة الأمّة تجاه الأعداء الحقيقيين، ويخلق في نفوس المقاتلين القوّة والشجاعة والحماس، وفي نفوس الأعداء الرّعب والخوف والرّعشة والقشعريرة، فترى الأعداء يهابون وينهزمون من الشّعار، وعند سماع الصّرخة يولون الأدبار، وترى الفرد المقاتل يهتف بالشّعار ويردّد الصرخة مع كلّ طلقة، وقذيفة، وضربة صاروخية، وطائرة مسيرة، لأنّه سلاح وموقف.

وأخيرًا:

هذه نقاط مختصرة، ورؤوس أقلام مركّزة، وإلّا ففوائد الشّعار لا تعدّ ولا تحصى، يجب الوقوف على القدر الممكن منها في مختلف الجوانب والمجالات وبحثها وإثرائها، وخاصّة من قبل الطلائع والنّخب الثقافيّة والعلميّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة… الخ.

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی الجانب فی زمن

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد الصادق يحظى بإستقبال أسطوري وغير مسبوق لحظة وصوله حفل زواج “البندول” بالقاهرة

حظي الفنان السوداني, الشهير أحمد الصادق, بإستقبال أسطوري من قبل جمهوره ومعارفه لحظة وصوله عقد قران زميله الفنان أحمد فتح الله.

وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد أظهر مقطع متداول تجمهر الحاضرين أمام الفنان الملقب بالإمبرطور والكجونكا, وتسابق الجميع على تحيته.

الجدير بالذكر أن الفنان أحمد فتح الله “البندول”, كان قد أكمل مراسم عقد قرانه أمس الجمعة بالعاصمة المصرية القاهرة, وسط حضور كبير من أهل الوسط الفني.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الحرب الكورية.. زعيم بيونج يانج يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أمريكا
  • فيلم “المعركة الأخيرة”: اعتراف صادم من نجل صالح ينسف رواية مقتل والده
  • “صقور الجديان” يعلن عن تشكيلة نارية لبطولة “الشان”
  • أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم “التجويع” سلاح حرب.. المجموعة الدولية لإدارة الأزمات تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • تحذير هام بشأن واقيات الشمس التي تستخدم “مرة واحدة في اليوم”
  • العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : للمشككين بمواقف الأردن .. “القافلة تسير …”
  • شاهد بالفيديو.. بسبب القطوعات التي تشهدها مدينة بورتسودان.. شيبة ضرار يمنح مدير الكهرباء مهلة 12 ساعة ويهدد بإقتحام المكاتب بــ”الفرشات” و “البطاطين”
  • شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد الصادق يحظى بإستقبال أسطوري وغير مسبوق لحظة وصوله حفل زواج “البندول” بالقاهرة
  • “الصناعات الدفاعية” تكشف عن سلاح جديد بديباجة “صُنِع في السودان”