“الصناعات الدفاعية” تكشف عن سلاح جديد بديباجة “صُنِع في السودان”
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
إسطنبول- متابعات- تاق برس- كشفت منظومة الصناعات الدفاعية بالسودان عن مسيرة “السفروك” الانتحارية، وهي طائرة بدون طيار صنعت في السودان.
وقد تم عرض المسيرة في معرض الصناعات الدفاعية الدولي IDEF 2025 المقام هذه الأيام بإسطنبول.
وتتميز المسيرة بقدرتها على مقاومة الحرب الإلكترونية ومدى يصل إلى 600 كلم.
ويرجع اسم “السفروك” إلى عصا معقوفة يستخدمها الرجال في شرق السودان وغرب السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق تستخدم للصيد والدفاع عن النفس.
وتعتبر المسيرة “السفروق” نوعًا من المسيرات الانتحارية الهجومية، وتم تطويرها بالكامل عبر خبرات سودانية، ضمن الترتيبات التي تقوم بها القوات المسلحة للاعتماد على الذات في التصنيع المحلي لمواجهة متطلبات الحرب.
وقد وجد الكشف عن هذه الطائرة تفاعلًا كبيرًا من المواطنين والناشطين، حيث اعتبرها البعض خطوة مهمة يجب دعمها للتخفيف من عبء الصرف العسكري.
وتشارك منظومة الصناعات الدفاعية السودانية للمرة الثانية في معرض الصناعات الدفاعية الدولي IDEF 2025، والذي تستضيفه مدينة إسطنبول التركية في الفترة من 22 إلى 27 يوليو الجاري.
وجاءت المشاركة بدعم رسمي كبير، حيث تم افتتاح المعرض بحضور فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الدفاع السوداني الفريق حسن داوؤد كبرون، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، إلى جانب عدد من وزراء الأمن والدفاع والقيادات العسكرية والشخصيات الدولية.
وتهدف مشاركة السودان في هذا الحدث الدولي إلى نقل التقانات الحديثة في المجالات الدفاعية إلى الداخل، وبناء شراكات استراتيجية مع شركات إقليمية وعالمية، بالإضافة إلى عرض القدرات الوطنية في التصنيع الدفاعي، وفتح قنوات للاستثمار والتعاون المشترك. وتُعد المشاركة أيضًا فرصة لإبراز عودة السودان للمحافل الدولية، واستعادة موقعه ضمن الدول الفاعلة في الصناعات الدفاعية.
حيث إن تواجد منظومة الصناعات الدفاعية في هذا المحفل الدولي يعكس قدرتها على امتصاص الصدمات وتجاوز التحديات رغم الاستهداف الكبير الذى تعرضت له من قوات الدعم السريع والتى استهدفت عددا كبير من منشآتها.
كما توكّد الالتزام بتطوير الإنتاج المحلي بما يعزز السيادة الوطنية ويخدم الاقتصاد السوداني.
من خلال الاطلاع المباشر على أحدث التقنيات المعروضة في المعرض، تسعى المنظومة إلى تطوير قدرات التصنيع الدفاعي في السودان، وتوسيع قاعدة الإنتاج الوطني، لا سيما في مجالات الاتصالات العسكرية، الأنظمة الذكية، والطائرات المسيّرة. كما تتيح اللقاءات المباشرة مع كبار المصنعين والموردين إمكانية توقيع اتفاقيات للتعاون والتدريب ونقل المعرفة، ما يسهم في رفع جاهزية القوات المسلحة السودانية، وتقليل الاعتماد على الخارج في الجوانب التقنية الحساسة.
وتُشكل المشاركة أيضًا دعامة اقتصادية مهمة من خلال فتح فرص استثمارية جديدة، وتوطين التكنولوجيا، وخلق روافد صناعية وتجارية تساهم في نمو الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.
ويُعد معرض IDEF من أضخم المعارض الدفاعية في العالم، ويُقام تحت إشراف وزارة الدفاع التركية، بمشاركة أكثر من 1,400 شركة من أكثر من 50 دولة. ويعرض المعرض أحدث التطورات في مجالات الدفاع البري والبحري والجوي، إلى جانب المركبات المدرعة، الطائرات دون طيار، أنظمة الرادار، والذكاء الاصطناعي العسكري.
ويشارك إلى جانب السودان عدد من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، السعودية، باكستان، وكوريا الجنوبية، وهو ما يضع السودان ضمن خارطة الدول المنتجة والمطورة للصناعات الدفاعية.
تعكس مشاركة السودان في IDEF 2025 رؤية استراتيجية تسعى إلى رفد القطاع الدفاعي تقنيًا واقتصاديًا، عبر الاستفادة من التجارب الدولية، والانفتاح على أدوات التصنيع الحديثة، وبناء شراكات قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الدفاعي في المستقبل.
وتؤكد منظومة الصناعات الدفاعية السودانية أن مشاركتها في المعرض تمثل خطوة متقدمة في سبيل تحقيق السيادة التكنولوجية وتعزيز مكانة السودان إقليميًا ودوليًا، رغم التحديات الداخلية.
مسيرة السفروقمنظومة الصناعات الدفاعية السودانيةالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: منظومة الصناعات الدفاعیة
إقرأ أيضاً:
“بشاير جرش 12”..مواهب شابة تتألق في فضاءات الفن وتحكي قصة الإبداع والإرادة
صراحة نيوز-افتتح أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، مساء أمس، معرض “بشاير جرش 12” للمواهب الشابة، وذلك في مركز الحسين الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39.
واشتمل المعرض، الذي يستمر حتى السبت المقبل، على أعمال فنية في مجالات التشكيل والخط العربي والنحت، أنجزها مشاركون ومشاركات من فئة الشباب، قدّموا من خلالها رؤى إبداعية، تعبّر عن طاقات شابة تنتمي لأجيال واعدة، قادرة على حمل لواء الفن الأردني نحو آفاق أوسع.
الدكتور العياصرة، قال في كلمته خلال الافتتاح، إن مهرجان جرش يفتح ذراعيه للمبدعين الشباب، مشدداً على أن “الشباب هم الأمل، وهم الرهان الذي نؤمن به، كما علمنا جلالة الملك عبدالله الثاني، راعي الشباب الأول”.
وأوضح، أن برنامج بشاير اختار هذا العام أكثر من 100 مبدع ومبدعة في خمسة حقول فنية، وتم العمل معهم وفق منهجية فنية متخصصة، مؤكداً أن تقديم الموهبة للجمهور لا يتم قبل تأهيلها فنياً وإنسانياً.
واستوقفت الزوار، في زاوية من المعرض، لوحة بورتريه لجلالة الملك عبدالله الثاني، تحمل توقيع فنانة شابة من الزرقاء. لم تكن اللوحة وحدها ما جذب الأنظار، بل كانت قصة من رسمتها؛ ملك جفال، (24 عاماً)، والتي تعاني من ضعف في الأطراف، لكنها آمنت بموهبتها وبدعم أسرتها، فتجاوزت التحديات، واختارت أن تعبّر عن حبها لوطنها وريادته، بريشة واثقة وتفاصيل مبهرة.
رغم أن ملك لم تُكمل تعليمها سوى حتى الصف التاسع، إلا أنها وجدت في مديرية ثقافة الزرقاء حضناً لتنمية قدراتها، فأنجزت العشرات من اللوحات التي حظيت بإعجاب واسع.
وكان مشهد والديها، وهما يغالبان دموع الفخر أثناء تسلمها شهادة التقدير من إدارة المهرجان، عنواناً لإنسانية تتقاطع مع الجمال في أبهى تجلياته.
واختزلت الفنانة التشكيلية فاطمة عويضة، خرّيجة جمعية “رواق جرش” التابعة لوزارة الثقافة، في لوحتها “جفرا” رمزية الأرض والانتماء، وقالت في وصفها: “جفرا هي الأنثى التي تحمل في عينيها صمت الأرض وقصص الجبال، وجبينها صخرة لا تنحني، وثوبها أزرق كالسماء، يروي حكاية وطن لا يموت”.
فاطمة التي أصبحت مدرّبة لأكثر من 200 طالب وطالبة في الجمعية، بعد اجتيازها امتحانات لجنة فنية مختصة، تمثّل نموذجاً للشباب المبدع الذي يشق طريقه بثقة.
وتألقت وفي جناح النحت، يارا الهباهبة، طالبة الفنون البصرية في الجامعة الأردنية، بعملها الخشبي الفريد “أوديت”، وهو قطعة نابضة بالحياة تعبّر عن طيبة المرأة وشجاعتها واستقلالها، المستعدّة للتضحية من أجل الآخرين. يارا التي بدأت رحلتها كهواية، ثم صقلتها أكاديمياً، أثبتت حضورها في المعرض بموهبة فنية لافتة.
الخط العربي كان حاضراً من خلال عشر لوحات لعشرة مشاركين، تميّزت فيها غيداء شويات، خريجة الفيزياء، التي تلقت تدريباً فنياً في معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة، إذ تمكنت بعد عام من التعلّم والمثابرة، من أن تصبح مدرّبة للخط العربي في مركز عجلون الثقافي.
وأبدى زوار المعرض إعجابهم بالمستوى الفني اللافت. فقالت الزائرة ليلى محمد: “لأول مرة أشاهد معرضاً بهذا المستوى لفنانين شباب، أعمالهم تحمل نضجاً وإتقاناً لافتين”.
أما محمد العلي، فأعرب عن تمنيه لو زاد عدد اللوحات المعروضة في الخط العربي، قائلاً: “جماليات الحرف العربي لا تُختزل بعشر لوحات، لكن الجهد واضح والموهبة حاضرة”.
في حين لفت إياس غرايبة إلى أهمية دعم هذه الكفاءات الناشئة بقوله: “هذا الجيل يستحق فرصاً حقيقية لتمثيل الأردن عربياً ودولياً، والمعرض يُشكل منصة مثالية لذلك”.
وضم المعرض 60 لوحة تشكيلية تنتمي لمدارس رمزية وتجريدية وواقعية وانطباعية، باستخدام الأكريليك والألوان الزيتية والفحم، إلى جانب 20 منحوتة من الخشب والطين والفايبر جلاس والورق والمعدن، و10 لوحات خط عربي.
وأشرف على تنظيم المعرض نخبة من الفنانين والمختصين، من بينهم الفنان كمال أبو حلاوة، والدكتور جميل بني عطا من قسم النحت في الجامعة الأردنية، والخطاط علي الجيزاوي.
مدير برنامج بشاير، رمزي الغزوي، أكد أن البرنامج تأسس قبل 14 عاماً على قناعة بأن الموهبة لا تُصنع بل تُكتشف وتُصقل.
وقال: ” إننا سعينا لتقديم منصة حقيقية للمواهب الشابة، واشتغلنا على المضمون أكثر من العرض، حتى أصبحت لدينا حصيلة تقترب من 700 موهبة أثبتت حضورها في المشهد الثقافي المحلي والعربي”.
وأضاف، أن البرنامج لا يكتفي بإتاحة الفرصة، بل يضع الموهبة أمام استحقاق تطوير ذاتها، ويشجّع الأهل والمؤسسات على الوقوف إلى جانب أصحابها.
وفي ختام الحفل تسلم المشاركون الشهادات التقديرية من إدارة مهرجان جرش، بحضور جمع من الفنانين والمهتمين.
–(بترا)