عبدالرحمن محمد عبدالملك المروني

بعد صدور بيان دار الإفتاء المصرية الذي أتى ردا على بيان مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جاء تصريح الداعية زين العابدين الجفري، الذي بيَّن فيه موقفه من الأحداث الجارية ولم يختلف عن مقاطع وتسجيلات سبق نشرها وتداولها عبر وسائل التواصل للبعض من المحسوبين على العلماء والدعاة، تتضمن بيانات تضليلية وفتاوى، الغرض منها التقرب إلى ولاة الأمر المطبعين والمنبطحين والتنصل عن واجب الجهاد المقدس باللسان والكلمة وتثبيط أبناء الأمة عن نصرة إخوانهم المسلمين المستضعفين في غزة وفلسطين وعن مساندة قوى المقاومة والانخراط في جبهتها العسكرية وأعمالها الجهادية، ولا تنفك تلك البيانات والفتاوى أن تلقي باللائمة على حركة حماس وقوى المقاومة إزاء ما حدث ويحدث اليوم في غزة وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها وتروج أن خيار الصمت هو الخيار الأسلم في الوقت الراهن بحجة أن التحرك المسلح لحركات المقاومة قد كلف المسلمين تضحيات وخسائر وأضراراً كبيرة، حسب زعمهم .

. !!

والحقيقة أن مثل تلك البيانات والفتاوى لا تستحق الوقوف عندها أو الرد عليها، لأنها تناقض نفسها وتخالف الثوابت الدينية التي أكدت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية المطهرة، بل وتتعارض مع منطق العقل والفطرة الإنسانية السليمة وهي على كل الأحوال فتاوى هزيلة ساقطة من كل الوجوه والتي من أهمها ما يلي:

*أولا: إنه قد مضى على الشعب الفلسطيني قرابة قرن من الزمن تحت الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي وكان هذا الشعب المظلوم المضطهد ولا يزال يقدم قوافل من الشهداء على مدار الساعة علاوة على الاعتقالات المستمرة للرجال والنساء على السواء التي لم تقف للحظة واحدة طوال 75عاما من قبل الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من أمريكا والدول العظمى والمجتمع الدولي الذي يقف دائما موقف المتفرج، كما أنه يقف موقف المساند للعدو الصهيوني في أحيان كثيرة وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن الضرر واقع على أبناء المناطق الواقعة تحت الاحتلال في فلسطين وغيرها في كل الأحوال وأن طوفان الأقصى لم يكن هو السبب بأي حال، فالأحداث والوقائع تشهد أن إسرائيل استخدمت أسالبب الحصار والتجويع والتشريد، وارتكبت وترتكب عبر تاريخها الطويل في فلسطين والمناطق العربية الأخرى الواقعة تحت الاحتلال، الكثير والكثير من المجازر والتدمير للمساكن والمزارع والمصانع والمدارس والمساجد والمستشفيات والمنشآت الحيوية، منذما قبل طوفان الأقصى وبعده على حد سواء، إلا أنها في الماضي كانت ترتكب تلك الجرائم وغيرها على نار هادئة ولم تكن تلقى جرائمها معارضة واستنكاراً كما هو الحال اليوم وإن كان ما يصدر اليوم من معارضة واستنكار بنسبة ضعيفة لا يرقى إلى مستوى الحدث.

*ثانيا: إن العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها هي حرب مفروضة على المسلمين، وكلما جبن المسلمون وحصل منهم الخوف من المواجهة فإنهم سيتعرضون بكل تأكيد لمزيد من الضربات من الأعداء ولن يشفع للمسلمين ضعفهم وجبتهم وتخاذلهم ليتوقف الأعداء عن عدوانهم ولن يمنعهم ذلك من احتلال أرض المسلمين ونهب ثرواتهم وقد رأينا ونرى بأم اعيننا كيف تتوسع إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي مناطق الطوق العربية رغم عدم وجود أسباب ولا مسببات لهذا التوسع والاحتلال سوى أن اليهود ماضون في توسيع مشروعهم الاستيطاني وتحقيق حلمهم التاريخي في إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي يبشر بها مسؤولون ومفكرون وكتاب صهاينة وسبق للمجرم ترامب أن صرح لوسائل الإعلام بأن خريطة إسرائيل صغيرة ولا بد من أن تتوسع، مما يدل على أن اليهود ومن ورائهم أمريكا ودول الاستكبار ماضون في التوسع والاحتلال واقتطاع أجزاء كبيرة ومناطق واسعة من الدول العربية المجاورة دون استثناء ودون أن تحتاج إسرائيل إلى مبررات .. وكل ذلك وغيره من الأسباب والعوامل تعتبر مخاطر كبيرة تهدد الأمة وتجعل من التحرك والجهاد في سبيل الله لمواجهة الأطماع الإسرائيلية وتحرير المسجد الأقصى والأرض الواقعة تحت الاحتلال من أيدي اليهود الغاصبين المحتلين من أوجب الواجبات وأقدس الفرائض ولا يحتاج ذلك إلى فتوى أو بيان طالما وهناك عدو كافر محتل لبلاد الإسلام ويسفك الدماء وينتهك الأعراض ويدنس المقدسات..

*ثالثا: إن ما قام به مجاهدو حماس في السابع من أكتوبر 2023م لم يكن سوى استباق للأحداث لإفشال المؤامرة التي كانت إسرائيل تنوي القيام بها والمتمثلة في احتلال غزة وتهجير أهلها، وهذا التحرك من حماس وفصائل الجهاد يشبه إلى حد بعيد ما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد هجرته إلى المدينة، حيث كان يبعث السرايا للقاء قوافل قريش التجارية قبل غزوة بدر، ثم خرج بنفسه في رمضان من السنة الثانية للهجرة إلى بدر بثلاثمائة وثلاثة عشر من أصحابه للقاء القافلة التجارية التي كان يقودها أبو سفيان .. ومن الواضح أن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بمثابة تحرش بمشركي قريش وقد عجل بالمعركة مع قريش في الوقت الذي كانت قريش لا زالت تتحين الفرصة وتعد العدة للانقضاض على المسلمين بالمدينة واستئصال شأفتهم وهو الأمر الذي ينطبق تماما على معركة طوفان الأقصى مع فارق الزمان والمكان والوسيلة .. مما يعني أن القول بأن حركات المقاومة قد سببت على نفسها وعلى غيرها كل هذا الإجرام والطغيان الذي تمارسه القوات الصهيونية والأمريكية في دول المحور، هو قول ساقط، فطبيعة الحروب والصراعات هي هكذا يحصل فيها القتل والتدمير وتعظم الجراح والآلام وتشتد وطأة الحرب والحصار وهل يمكن تحرير الأرض والدفاع عن النفس والعرض ونيل الحرية والاستقلال دون خسائر ولا تضحيات؟؟ إن هذا هو المستحيل بعينه .. قال تعالى : { ٱلَّذِینَ ٱستَجَابُوا لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعدِ مَا أَصَابَهُمُ ٱلقَرحُ لِلَّذِینَ أَحسَنُوا مِنهُم وَٱتَّقَوا أَجرٌ عَظِیمٌ } [آل عمران: ١٧٢].

* عضو رابطة علماء اليمن

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: تحت الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى

تقدّم نحو 10,000 مصوّر من 70 دولة للمشاركة في جوائز التصوير الفوتوغرافي العالمي للطعام لهذا العام، غير أنّ صورة دافئة لجدّات خمس يتقاسمن "لفائف الربيع" كانت الأبرز، فانتزعت المركز الأول. اعلان

الصورة الفائزة، التي تظهر خمس نساء مسنات يضحكن وهنّ يتشاركن وجبة خفيفة في ركن هادئ من إقليم سيتشوان الصيني، نالت لقب أفضل صورة فوتوغرافية للطعام على مستوى العالم.

التُقطت الصورة التي حملت عنوان "مسنات يتناولن طعاماً لذيذًا" بعدسة المصوّر الصيني شياولينغ لي، وتفوّقت على آلاف المشاركات لتفوز بالجائزة الأولى ضمن فعاليات حفل توزيع جوائز التصوير الفوتوغرافي العالمي للطعام هذا العام.

تمّ التقاط الصورة في المدينة القديمة شوانغليو، وتوثّق ما يصفه لي بـ"تشكيل بوابة التنين"، وهي عبارة صينية تعني تجمّع الجيران للدردشة وتبادل القصص حول مائدة الطعام. وقال لي: "كنّ يتناولن وجبة لفائف الربيع، وهي من أشهر الأطباق الخفيفة في سيتشوان. الطعام يمنح هؤلاء النساء سعادة حقيقية، إنهن يعشن حياة مليئة بالبهجة".

"مسنّات يتناولن طعامًا لذيذًا" بعدسة شياولينغ لي (الجائزة الكبرى)Credit: Xiaoling Li/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®

تمّ الإعلان عن الجوائز خلال حفل أُقيم بقاعات مول في لندن، برعاية Tenderstem® Bimi®، واستضافه الشيف والمؤلف الشهير يوتام أوتولينغي. وتضم المسابقة 25 فئة متنوعة، تمتد من مراحل ما قبل الجلوس إلى المائدة كـ"حصاد المحاصيل"، إلى العمل في الحقول مثلًا، ، احتفاءً بمختلف الطرق التي يرتبط بها الطعام بثقافاتنا وقصصنا اليومية.

وفي تعليق له، قال ديف صامويلز، مدير العلامة التجارية في Tenderstem® Bimi®: "تُبرز هذه الجوائز قوة الصورة في نقل القصص الرائعة حول الطعام من مختلف أنحاء العالم. فمهما تغيّر العالم، يظل الطعام عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية".

ومن المقرّر عرض مجموعة مختارة من الصور الفائزة في متجر فورتنام وميسون بدءًا من 2 حزيران/ يونيو، وفي متحف المنزل من 3 حزيران/ يونيو حتى 7 أيلول/ سبتمبر.

وفي ما يلي، جولة بصرية على مجموعة من أبرز الصور المشاركة هذا العام.

كعكة بان هوى بعدسة دانغ هواي آنه (فئة طعام الاحتفال – برعاية شامبانيا تيتنجر)Credit: Đặng Hoài Anh/World Food Photography Awards sponsored by Bimi® شبكة صيد في حقول الماء بعدسة تشانغ جيانغبن (فئة جلب الحصاد إلى المنزل)Credit: Chang Jiangbin/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"اليد في الحوض" بعدسة فرانك ترمبلاي (برعاية إرازوريس)Credit: Franck Tremblay/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"قاعدة الخمس ثوانٍ" بعدسة كوستاس ميلاس (جائزة تنسيق الطعام – برعاية فندق آرت غروب)Credit: Costas Millas/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"كرنب مقرمش" بعدسة سيمون ديتر (برعاية ماركس آند سبنسر)Simon Détraz/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"يوم الغسيل" بعدسة بيتر دهووب (جائزة الابتكار – برعاية MPB)Credit: Pieter D'Hoop/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®اعلانالخيوط المتشابكة: عملٌ حِرَفي بعدسة دييغو مارينيلي (بدعم من الصالون الدولي لفنون الطهي)Credit: Diego Marinelli/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"باراثا" حلوى خاصة بشهر رمضان بعدسة ديبداتا تشاكرابورتي (فئة طعام الشارع)Credit: Debdatta Chakraborty/World Food Photography Awards sponsored by Bimi® "فطر الكمأ" بعدسة دييغو بابانيا (برعاية برودكشن بارادايس)Credit: Diego Papagna/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"بينو نوار" عند منتصف الليل بعدسة هيذر دانيتر (الفائزة بجائزة إرازوريس لمصور النبيذ)Credit: Heather Daenitz/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®اعلان"دوامة الطحين" بعدسة دوريين بايمنز Credit: Dorien Paymans/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®"قرابين بوذية" بعدسة رايان كوست (جائزة بيـمي®)Ryan Kost/World Food Photography Awards sponsored by Bimi®انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • “الأورومتوسطي”: الفيديو الذي نشرته “اسرائيل” لتبرير مذبحة رفح صورته في خان يونس
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • 11 عامًا على ثورة الكرامة «الليبية».. الحلقة الأولى
  • “حماس”: توجيه بن غفير بمنع الأذان في المساجد تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر المسلمين
  • أطباء بلا حدود: “إسرائيل” تستخدم المساعدات ضمن إستراتيجية للتطهير العرقي
  • الاحتلال يقلل من أهميته.. تفاصيل رد الفعل الإسرائيلي تجاه التحرك العربي في رام الله
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • إلغاء 200 ألف تذكرة طيران لشركة واحدة إلى “إسرائيل”