كم انت جميل ونقي اخي حيدر .. ذوو الإعاقة في العراق بين الاحتواء المجتمعي والتنمّر المقنّع
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في مجتمعاتنا العربية، يتفاوت التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ما بين الاحتواء والمساندة أحيانًا، والتهميش والتمييز في أحيان أخرى. لكن السؤال الأهم الذي علينا أن نطرحه اليوم وبكل صراحة: هل نحن العراقيون فعلاً متفهمون لذوي الإعاقة المختلفة، أم أن مظاهر التعاطف ما هي إلا قشرة تخفي وراءها مجتمعات طبقية تمارس التنمر بأساليب مباشرة وأخرى مقنّعة؟
لنكن واقعيين، من النادر أن نرى نقاشًا عامًا في العراق يسلّط الضوء على حقوق ذوي الإعاقة، أو يناقش حاجاتهم الفعلية في التعليم، العمل، أو حتى في الحياة اليومية.
في المدارس والجامعات، لا يزال الأطفال والشباب من ذوي الإعاقة يواجهون نظرات غريبة وتعليقات جارحة من أقرانهم، دون تدخل جدي من الكوادر التعليمية. أما في سوق العمل، فالمعادلة أكثر تعقيدًا؛ فالمؤهلات وحدها لا تكفي، بل يسبقها “الصورة النمطية” التي يحملها المجتمع حول الإعاقة، مما يؤدي إلى إقصاء غير مباشر بحجة عدم القدرة على الإنجاز.
التنمر في المجتمع العراقي لا يقتصر على الألفاظ، بل يتجلى في السلوك الجمعي، في طريقة تعامل الناس مع ذوي الإعاقة كـ”آخر” مختلف، غير قادر، أو غير مرحب به في بعض المساحات. بعض العائلات تخجل من إظهار أحد أفرادها ذوي الإعاقة في المناسبات الاجتماعية، وكأن الإعاقة عار يجب إخفاؤه. هذه السلوكيات تؤكد أن التنمر لدينا ليس فقط ظاهرة سلوكية بل هو انعكاس لمنظومة فكرية وثقافية بحاجة إلى مراجعة جذرية.لكن في المقابل، لا يمكن إنكار وجود أصوات عراقية بدأت تدعو للتغيير. جمعيات ومبادرات شبابية ظهرت هنا وهناك تسعى لتمكين ذوي الإعاقة، وتعزيز الوعي المجتمعي بحقوقهم، بل ودمجهم في الحياة العامة على قدم المساواة. هذه المحاولات، رغم بساطتها، تضيء شموعًا في نفق الإهمال الطويل، وتضع المجتمع أمام مسؤوليته.
إن بناء مجتمع متفهم وداعم لا يبدأ من إصدار القوانين فحسب، بل من تغيير الذهنية العامة وتفكيك الصورة النمطية. نحن بحاجة إلى تعليم أطفالنا في المدارس أن التنوع الإنساني ليس مصدرًا للتمييز، بل فرصة للتعلم والنمو. نحتاج إلى إعلام مسؤول يعكس واقع ذوي الإعاقة بكرامة وإنصاف، لا بمنظور العطف أو البطولة الزائفة.
في النهاية، يبقى الجواب معلقًا بين السطور: نحن العراقيون لسنا جميعًا متنمرين ولا جميعنا متفهمين، لكن ما نحتاجه هو صحوة جماعية تقودنا إلى بناء مجتمع يرى في ذوي الإعاقة طاقات كامنة، لا عبئًا، ويمنحهم الحق الكامل في أن يكونوا جزءًا فاعلًا في المجتمع.
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
100 مشارك في النسخة الثانية لبرنامج أبحر بحرّية
عمان: أعلنت شركة بي. بي. عُمان، بالتعاون مع مؤسسة عُمان للإبحار، عن إطلاق النسخة الثانية من برنامج "أبحر بحرّية"، المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة، التي تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال رياضة الإبحار الشراعي. ومن المقرر أن يُنفذ البرنامج عبر ثلاث مراحل تدريبية تحتضنها مدرستا المصنعة والموج للإبحار الشراعي، حيث سيتم تأهيل 100 شاب وشابة من ذوي الإعاقة، على أن يتم اختيار 20 منهم لاحقًا للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني للشباب للفئة العمرية من 15 إلى 20 عامًا.
وقال خميس بن محمد العنبوري، مدير عام القسم التجاري في عُمان للإبحار، عن البرنامج قائلًا: "يسعدنا إطلاق النسخة الثانية من برنامج "أبحر بحرّية"، ومواصلة تقديم المزيد من الفرص لتمكين الشباب من ذوي الإعاقة.
وقد أثبت البرنامج في نسخته الأولى أن رياضة الإبحار الشراعي قادرة على إحداث تأثير إيجابي مستدام في حياة المشاركين من ذوي الإعاقة، إلى جانب ما تعززه من مهارات حياتية مهمة مثل التعلّم والعمل الجماعي والمشاركة الفاعلة. نتطلع إلى تعريف 100 شاب وشابة بهذه الرياضة، وتأكيد أن الإبحار الشراعي رياضة متاحة للجميع دون استثناء".
من جانبه، قال إبراهيم الهنائي، مدير الاستثمار الاجتماعي بشركة بي. بي. عُمان: يُعد برنامج "أبحر بحرّية" أحد النماذج الملهمة في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث استفاد من النسخة الأولى التي أُطلقت في عام 2019 أكثر من 110 مشاركين.
وقد أسهم البرنامج في تأسيس أول فريق وطني للإبحار البارالمبي، والذي ضم 25 لاعبًا متميزًا مثّلوا سلطنة عُمان في نحو 10 بطولات محلية ودولية. ونحن في شركة بي. بي. عُمان نفخر بمواصلة الاستثمار في مثل هذه المبادرات النوعية، التي تُحدث أثرًا إيجابيًا مستدامًا في المجتمع.
ووفر برنامج "أبحر بحرّية" الفرصة للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة سابقة في رياضة الإبحار الشراعي لاكتساب المهارات والتطور والمنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.
ويواصل فريق "أبحر بحرّية" حاليًا تدريباته المكثفة استعدادًا لخوض سلسلة من البطولات، حيث يستهل مشاركاته في بطولة هانسا للإبحار الشراعي بمدينة ويماوث في المملكة المتحدة خلال الفترة من 13 إلى 15 يونيو الجاري، قبل أن يعود للمنافسة في بطولة عُمان للإبحار من 17 إلى 21 أغسطس المقبل، وأسبوع المصنعة للإبحار خلال الفترة من 16 إلى 22 أكتوبر المقبل.