في مشهد مؤلم أعاد إلى الأذهان أسوأ الكوابيس، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحالة من الغضب والحزن عقب الكشف عن قضية الطفل "ياسين"، الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، بعد تعرضه لهتك عرض داخل مدرسته على يد محاسب مالي. القضية أثارت موجة عارمة من الصدمة، خصوصًا أن الجاني كان يشغل منصبًا يُفترض فيه الأمانة والثقة.

الحكم القضائي الذي صدر أمس الأربعاء بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا ضد الجاني، جاء كخطوة نحو العدالة وبلسم لقلوب الملايين وشعور بالراحة لهذا الحكم، يبقى السؤال.. لماذا تتكرر هذه الجرائم؟ وما الذي يدفع شخصًا بالغًا إلى ارتكاب جريمة بشعة كهذه بحق طفل بريء؟

أعربت والدة الطفل ياسين ضحية الاعتداء عليه داخل أسوار مدرسة خاصة للغات، عن سعادتها الكبيرة الغامرة بعد حكم محكمة الجنايات على المتهم بالسجن المؤبد.

وأضافت والدة الطفل الضحية، أن هذا الحكم يعد انتصارا للحق على الباطل، وعلى الضلال، لأن هذا الحكم لم ينصف طفلها فقط، بل أنصف المجتمع المصرى بأكمله الذى انتفض بشكل غير مسبوق للتضامن مع هذه القضية العادلة.

وأكدت والدة الطفل ياسين، أن هيئة محكمة الجنايات استمعت بكل إنصات لأقوالها، وأنها كانت تتحدث بكل صدق للدفاع عن ابنها والرد على دفاع المتهم، مشيرة إلى تعرض نجلها لحملة ممنهجة من أطراف خفية للتشويش على قضية ابنها والادعاء بأنه يعانى من اضطرابات نفسية ، وذلك للتموية والتغطية على الجريمة التى إرتكبها المراقب المالي بالمدرسة.

وعن ردة فعلها بعد معرفة الحكم بالمؤبد على المتهم فى الواقعة، قالت والدة طفل دمنهور أنها سجدت لله شكرا بعد علمها بهذا الخبر السار الذى أثلج كل القلوب المؤمنة، مؤكدة أنها بعد هذا الحكم ستتفرغ لابنها بعد عناء الفترة الماضية وعلاجه من الآثار النفسية السيئة ،التى لحقت به جراء ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة.

دوافع مرضية وذكريات مؤلمة من الطفولة

في محاولة لفهم دوافع مثل هذا السلوك الإجرامي، تحدث الدكتور السيد جاد، أستاذ الطب النفسي والعصبي، مؤكدًا أن الجناة في مثل هذه القضايا غالبًا ما يكونون أشخاصًا مضطربين نفسيًا. وقال إن كثيرًا منهم عاشوا تجارب سلبية في طفولتهم، مثل الإهمال أو التعرض للاعتداء، مما يؤدي إلى خلل في الإدراك والسلوك لاحقًا.

وأوضح أن المتحرش عادة ما يعاني من غياب الشعور بالتعاطف، وضعف الضمير، ويقوده اضطرابه إلى الرغبة في السيطرة على الآخر، لا سيما على الفئات الأضعف كالأطفال. وأضاف أن تلك السلوكيات لا تُعالج إلا بالتدخل النفسي المتخصص، مشيرًا إلى أن الجاني لا يكون دائمًا شخصًا غريبًا، بل أحيانًا من داخل محيط الطفل، ما يجعل الجريمة أكثر بشاعة.

مسؤولية مجتمعية تبدأ من البيت

تؤكد هذه القضية أن الحماية لا تبدأ من أسوار المدرسة أو مؤسسات الدولة فقط، بل من البيت أولًا. ويشدد المختصون على ضرورة أن تتعامل الأسر بوعي وهدوء مع أي إفصاح من الطفل عن تعرضه لتحرش، دون تخويف أو لوم. بل يجب احتضانه نفسيًا، والإشادة بشجاعته، مع سرعة اللجوء إلى طبيب نفسي مختص لتقليل آثار الصدمة المحتملة على المدى البعيد.

لماذا تتزايد حوادث التحرش بالأطفال؟

أشار الدكتور جاد إلى أن تكرار هذه الحوادث في الآونة الأخيرة يرتبط بعدة عوامل، على رأسها غياب الرقابة الأسرية، وانشغال الأهل عن الأبناء، وغياب التوعية الجنسية المناسبة. كما نبه إلى أن المحتوى الإباحي المنتشر على الإنترنت يشكّل خطرًا كبيرًا، خاصة لمن يعانون من اضطرابات نفسية، حيث يشوه فهمهم للعلاقات ويزيد من احتمالية تقليدهم لمشاهد غير واقعية.

وأوضح أن التكنولوجيا الحديثة، مع ضعف الرقابة، فتحت أبوابًا واسعة لاستدراج الأطفال، ما يفرض على الجميع مؤسسات وأسر أن يتحركوا بشكل عاجل وفعال لحماية الصغار.

صوت ياسين يجب ألا يُنسى

قضية "ياسين" ليست مجرد رقم في ملف الجرائم، بل جرس إنذار حقيقي يدعونا إلى إعادة النظر في منظومة الحماية المجتمعية للأطفال. على القانون أن يكون صارمًا، لكن الأهم أن يكون هناك وعي دائم، ودعم نفسي، وتعليم للأطفال حول أجسادهم وحدود الآخرين.

ياسين تحدث، وكشف، وواجه. وعلينا نحن الآن أن نكمل الطريق لحماية جميع الاطفال من أي خطر مشابه. فكل طفل يستحق طفولة آمنة، بعيدًا عن الخوف والخذلان.

طباعة شارك التواصل الاجتماعي الغضب الطفل ياسين الحكم المجتمع المصرى

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي الغضب الطفل ياسين الحكم المجتمع المصرى هذا الحکم

إقرأ أيضاً:

ليه الناس بقت وحشة.. حقيقة خناقة رانيا محمود ياسين ووالدتها شهيرة

ردت الفنانة شهيرة على الشائعة التي ترددت مؤخرًا، حول انفعال ابنتها رانيا محمود ياسين عليها، مؤكدة أن هناك بعض الناس تفتعل المشكلات من أجل المتابعين والحصول على التريند، مطالبة القانون بحمايتهم من هؤلاء.

وكتبت شهيرة عبر حسابها الرسمي على فيس بوك: "هو إيه اللي حصل؟! هو ليه الناس بقت وحشه أوي كده ماحدش بيسيب حد في حاله، وخاصة الفنانين، انفعال رانيا على شهيرة إيه؟ هو أي هبد وخلاص علينا، انا ولادي متربية وجذورنا ولاد ناس قبل الفن إحنا ناس محترمة وشبعانة".

وأشارت: "ممكن أي حد ينفعل لو شعر بالإهانة من أي شخص ده عادي لكن ينفعل على أمه أو أبوه؟! وكلام كده مالوش لازمة أتقال هو كله زي بعضه الناس اللي في حالها زى الناس اللي بتفتعل المشاكل عشان المتابعين والتريند وتحاول تشوه المحترمين عشان ياخدوا من وراهم قرشين حرام".

اختتمت: “حسبنا الله فيكم، عايزين قانون يحمينا من الآفات دي، وهل يكب الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم”.

طباعة شارك شهيرة خلاف شهيرة وابنتها رانيا محمود ياسين

مقالات مشابهة

  • والدة الجندي روم برسلفسكي : ابني تحطم في الأسر، ونتنياهو لم يرفع هاتفه ولم يتحدث معنا
  • عروس تكشف تصرف صادم من والدة زوجها يوم الزفاف: سرقت فرحتي!
  • ليه الناس بقت وحشة.. حقيقة خناقة رانيا محمود ياسين ووالدتها شهيرة
  • الحكم بإعدام قاتل إلهه حسين نجاد بعد قضية هزت الرأي العام في إيران
  • الحكم على نائب ألماني بالسجن في قضية فساد لصالح أذربيجان
  • واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامب
  • مختص: جريمة الاتجار بالأشخاص تمس أمن المجتمع والنظام يغلظ العقوبات إذا كان الضحية طفلا أو امرأة
  • أحمد أبو مسلم: الأهلي لا يُدار بالعلاقات.. وربيع ياسين نموذج للكفاءة
  • هند صبري توجه رسالة امتنان لمن ساندها في محنة وفاة والدتها «صورة»
  • إخماد حريق محدود في مركز نفسي بالأقصر دون خسائر