اهتمت صحف عالمية بالوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة في ظل سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى ملفات إقليمية ودولية مثل سوريا واليمن وأوكرانيا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن معاناة قطاع غزة تفاقمت خلال الـ100 يوم الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، مؤكدة أن الوضع الآن هو الأصعب مقارنة بفترات الحرب السابقة.

ويتسبب القصف الإسرائيلي في قتل عدد لا يحصى من المدنيين، ويواجه القطاع حاليا حصارا شاملا، في حين لم يفعل ترامب الكثير، وتحول تركيز إداراته نحو ملف إيران، وفق الصحيفة.

وذكر مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الحرب الحالية في غزة مختلفة عن الحروب الأخرى، إذ قد قُتل أطفال في القطاع أكثر من أي حرب أخرى، ووصفها بأنها "حرب جنرالات ضد أطفال".

وتساءل المقال "إن كان الطيارون ينالون الثناء من آبائهم أو أبنائهم؟"، مضيفا "هي حرب يخوضها جنرالات مزودون بأشد الأسلحة فتكا ضد فتيات وفتيان عُزل".

وخلص مقال في صحيفة غارديان البريطانية إلى أن مشاركة بريطانيا في قصف أهداف في اليمن "لن تجلب الخير للمملكة المتحدة".

وحسب المقال، فإن استمرار دعم حكومة كير ستارمر لإسرائيل -رغم سلوكها في غزة- يؤثر بشكل مباشر على مناصري حزب العمال الحاكم، إذ ترك العديد من الأعضاء الحزب منذ الانتخابات العامة في يوليو/تموز الماضي.

إعلان

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة العدل الأميركية، أمر بإجراء تحقيق مكثف خلال الأشهر القليلة الماضية مع الطلاب المتظاهرين ضد حرب إسرائيل على غزة في جامعة كولومبيا.

وأثار هذا الطلب غضبا وقلقا بين المدعين العامين والمحققين الذين اعتبروه ذا دوافع سياسية، ويفتقر إلى الأساس القانوني، وفق الصحيفة.

وفي المشهد السوري، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن التدخل الإسرائيلي في سوريا يزيد حالة الانقسام، ويفاقم الوضع المعقد أصلا في البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن حكام سوريا الجدد يسعون جاهدين إلى ترسيخ سلطتهم، في مواجهة مليشيات مسلحة جيدا، وقوات إسرائيلية مصممة على استهداف القوات الحكومية.

حرب أوكرانيا

وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، خلص تحليل في صحيفة تايمز البريطانية إلى أن صفقة المعادن تُشير إلى تحسن في علاقات واشنطن وكييف، بعد أشهر من الاضطرابات بينهما.

وتمنح الصفقة كييف جرعة ثقة كبيرة كانت في أمس الحاجة إليها لتأمين دعم طويل الأمد من واشنطن، ويرى التحليل أن الصفقة قد تُصعّب على ترامب إجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق سلام مع روسيا، تعتبره مضرا لمصالحها الوطنية.

ورأى مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأميركية أن إجراء انتخابات "عشوائية، وغير آمنة" في زمن الحرب بأوكرانيا سيكون هدية لروسيا، وسيوفر منافذ متعددة للتدخل الروسي، ويتيح لموسكو الضغط لصالح مرشحين مناهضين للغرب.

وسيؤدي أيضا إلى تصعيد التوترات السياسية، وزرع انعدام الثقة بين الناخبين والمراقبين الأجانب، والتسلل إلى البنية التحتية للانتخابات، كما جاء في المقال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوالي الصور التي توثق المجاعة والدمار على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت مؤشرات التصدّع تظهر في الدعم التقليدي والثابت الذي لطالما قدّمه اليمين الأمريكي لإسرائيل. اعلان

يبدو أن مدة الحرب وكلفتها البشرية، إضافة إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لأهداف مسيحية، تسببت في تعميق السخط داخل صفوف اليمين الأمريكي. فقد بدأ عدد من المعلقين المحافظين بالتراجع عن تأييدهم للحرب، فيما وجّه السفير الأمريكي انتقادات حادة للمستوطنين في الضفة الغربية، واصفًا بعض أفعالهم بأنها "إرهابية".

ورغم استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي، إلاّ أن اللافت أن مارجوري تايلور غرين أصبحت أول عضو جمهوري تصف الحرب الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية"، في تحول مفاجئ داخل الحزب.

الرأي العام يتبدّل

يعكس هذا التململ أيضًا تغيّرًا في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع أجرته شبكة CNN تراجعًا ملموسًا في تأييد الأمريكيين لإسرائيل منذ اندلاع الحرب.

صحيح أن التراجع كان أوضح بين الديمقراطيين والمستقلين، إلا أن نسبة الجمهوريين الذين يعتبرون أفعال إسرائيل مبررة انخفضت من 68% عام 2023 إلى 52%. ويُرجَّح أن صور المجاعة في غزة لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحوّل.

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بوفاة 147 شخصًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، وبأن نحو ثلث السكان يعيشون بلا طعام.

Related ترامب يعلن تقليص مهلة الـ50 يومًا لبوتين للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيامحذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزةمع تفاقم الكارثة في غزة.. تصاعد الانتقادات لنهج نتنياهو وترامب يدعوه لاعتماد مقاربة جديدة الغضب يصل إلى البيت الأبيض

في موقف لافت يوم الإثنين، ناقض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رواية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تنكر وجود مجاعة في غزة، قائلًا للصحفيين: "إنها مجاعة حقيقية... أراها، ولا يمكنك تزييف ذلك. لذا، سنكون أكثر انخراطًا".

أما استهداف الجيش الإسرائيلي لكنيسة كاثوليكية في غزة، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بينهم كاهن، فقد أثار غضبًا واسعًا لدى المحافظين. وتواصل ترامب مباشرة مع نتنياهو معربًا عن استيائه.

السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، خلال جولة في موقع كنيسة تعرضت لهجمات من قبل مستوطنين إسرائيليين، في 19 يوليو 2025. Nasser Nasser/AP

وبعد أيام من القصف، زار السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، بلدة الطيبة الفلسطينية المسيحية في الضفة الغربية، عقب هجوم شنّه مستوطنون أشعلوا النيران قرب كنيسة أثرية. وفي بيان له، وصف هاكابي الهجوم بأنه "كارثي" و"عمل إرهابي"، داعيًا إلى محاسبة الفاعلين، لكنّه لم يحمّل الحكومة الإسرائيلية أو المستوطنين أي مسؤولية مباشرة.

اليمين الأمريكي يعيد حساباته؟

تعكس هذه المواقف المتسارعة تغيرًا أعمق، فقد اعتبر تود ديذريج، الشريك المؤسس لمنظمة "تيلوس" الأمريكية، أن بيان هاكابي كان "مفاجئًا" ويشير إلى "بعض التعقيد داخل حركة لم تعرف التعقيد من قبل".

من ناحيته، أعرب المعلّق اليميني الكاثوليكي مايكل نولز عن خيبة أمله من أداء الحكومة الإسرائيلية، قائلًا: "كنت داعمًا بشكل عام لدولة إسرائيل... لكنكم تخسرونني". وأضاف: "يجب أن تنتهي الحرب. إلى متى ستستمر؟ أمريكا هي الصديق الوحيد لإسرائيل، ولا أفهم ما تفعله الحكومة الإسرائيلية هنا".

كما رفض جو روغن، قدم بودكاست أمريكي معروف، والذي أيّد ترامب سابقًا، استضافة نتنياهو على برنامجه، بحسب ما أفاد به يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء. كما نشر روس دوثات، كاتب الرأي المحافظ في "نيويورك تايمز"، مقالًا رأى فيه أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت "غير عادلة".

ورغم أن هذه التحوّلات لا تزال في بدايتها، إلا أن مؤشرات الشك والتململ بدأت تتغلغل في أوساط التيار المحافظ، وخصوصًا ضمن دوائر الشباب والنشطاء والموظفين السياسيين، وبدأت تتشكّل مساحة داخل أوساط اليمين الأمريكي لإعادة تقييم علاقة لطالما اعتُبرت ثابتة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • صحف عالمية: على بريطانيا معاقبة إسرائيل وحماس تقود حربا نفسية فعالة
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي يخفي خسائره خلال حرب غزة