عائلة ترامب تحصد المليارات.. إمبراطورية مالية تنمو في ظل الرئاسة
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
في الوقت الذي يحذّر فيه الأمريكيون من غلاء المعيشة وتضاؤل فرصهم في موسم الأعياد، يعيش المحيطون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يشبه “العصر الذهبي”، حيث تتوسع مشاريعهم وتزدهر ثرواتهم في ظل النفوذ المتزايد للبيت الأبيض.
وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الرئيس دونالد ترامب وأفراد عائلته وشركاءه المقرّبين حوّلوا فترة حكمه إلى بوابة غير مسبوقة لتحقيق الثروات، مستفيدين من قربهم من دوائر السلطة لإطلاق سلسلة من المشاريع المربحة، في مجالات العملات المشفرة، والعقارات، والخدمات المالية.
وأوضح التقرير أن عائلة ترامب جمعت مليارات الدولارات خلال الأشهر الأولى من ولايته، عبر مشاريع متعددة، أبرزها منصة العملات الرقمية World Liberty Financial، التي أسسها مبعوث ترامب السابق ستيف ويتكوف بمشاركة أبنائه، وتمكنت من جمع 550 مليون دولار من المستثمرين العالميين، ويشغل ترامب منصب “المدافع الأول عن العملات المشفرة” في الشركة، وسط دعم رئاسي لسياسات مالية تعزز من قيمة أصولها.
ووفق التقرير، أما عملة “OFFICIAL TRUMP” الرقمية، فقد شهدت ارتفاعاً بنسبة 60% خلال أسبوع، بعد الترويج لعشاء خاص مع ترامب لأبرز مالكيها، كما أُعلن لاحقًا عن مزايا إضافية تشمل جولات خاصة داخل البيت الأبيض، أُزيلت لاحقاً من الموقع لتفادي الجدل القانوني.
وفي العاصمة واشنطن، يستعد دونالد ترامب جونيور وشركاؤه لإطلاق نادٍ خاص برسوم عضوية تصل إلى نصف مليون دولار، يستهدف جمع النخبة من رجال الأعمال وكبار المتبرعين في أجواء سياسية واجتماعية مغلقة، وفي مؤشر على استمرار التوسع التجاري، تعمل “منظمة ترامب” على تطوير منتجع فاخر في قطر، ضمن ما يُتوقع أن يكون سلسلة من 19 مشروعاً دولياً جديداً خلال الولاية.
وبحسب اكسيوس، تبيع مؤسسة ترامب قبعات بشعار “ترامب 2028″، رغم أن الترشح لولاية ثالثة يتعارض مع الدستور الأمريكي، ما يعكس اعتماد الحملة السياسية بشكل كبير على التسويق التجاري لجمع التبرعات، وهو أسلوب وُصف بأنه غير تقليدي لكنه فعّال.
ووفق التقرير، في وول ستريت، سجلت شركة Dominari Holdings المالية، ومقرها “برج ترامب” في نيويورك، قفزة في أسهمها بنسبة 1200% بعد انضمام أبناء ترامب إلى مجلسها الاستشاري، فيما انضم ترامب جونيور لمجلس إدارة متجر أسلحة إلكتروني يُتوقع طرحه للاكتتاب قريباً.
هذا ومنذ توليه الرئاسة، ارتبط اسم ترامب بالتوسع التجاري المكثف لعائلته، ما أثار انتقادات واسعة من جهات رقابية مثل منظمة CREW، التي تراقب تضارب المصالح في المناصب العامة، ورغم الجدل، فإن أنشطة ترامب التجارية لم تهدأ، بل باتت أكثر انفتاحًا وجرأة، وسط بيئة سياسية استثنائية تدفع حدود الأعراف والتقاليد في واشنطن.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا الاقتصاد الأمريكي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
الصين تحمل أمريكا مسؤولية تصاعد التوتر التجاري
بكين - رويترز
انتقدت الصين اليوم الأحد الرسوم الجمركية الأمريكية الأحدث التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية، ودافعت عن القيود التي فرضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، لكنها لم تقدم على فرض رسوم جديدة على المنتجات الأمريكية.
ورد ترامب يوم الجمعة على قيود التصدير التي فرضتها بكين مؤخرا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100 بالمئة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب فرض قيود تصدير جديدة على البرمجيات الهامة بحلول الأول من نوفمبر تشرين الثاني.
وأثر التوتر التجاري الجديد على وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأثار قلق الشركات الأجنبية المعتمدة على إنتاج الصين من العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة، وربما يعرقل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وبيان وزارة التجارة الصينية اليوم هو أول رد مباشر من بكين على منشور ترامب المطول على منصة "تروث سوشيال" يوم الجمعة، والذي اتهم فيه بكين بتأجيج التوتر التجاري فجأة بعد التوصل إلى هدنة قبل ستة أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم، مما سمح لهما بتجارة السلع دون معدلات رسوم جمركية مرتفعة للغاية.
وقال ترامب "لقد كانت علاقتنا مع الصين على مدى الأشهر الستة الماضية علاقة جيدة للغاية، مما يجعل هذه الخطوة بشأن التجارة أكثر إثارة للدهشة".
وقالت وزارة التجارة في بيان إن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأمريكية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد الشهر الماضي.
وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أمريكية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك.
وقالت الوزارة "أضرت هذه الإجراءات بشدة بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية. تعارض الصين بشدة هذه الإجراءات".
ولم تربط بكين صراحة بين هذه الإجراءات الأمريكية والقيود التي تفرضها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، قائلة إن الدافع وراء هذه القيود هو القلق بشأن التطبيقات العسكرية لهذه المواد في وقت يشهد "نزاعات عسكرية عديدة".
كما أنها امتنعت عن الإعلان عن فرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية المتجهة إلى الصين، على عكس ما حدث في وقت سابق من العام، عندما رفعت القوتان العظميان الرسوم الجمركية على بعضهما البعض بشكل تدريجي حتى بلغت النسبة الأمريكية 145 بالمئة بينما بلغت النسبة الصينية 125 بالمئة.
وذكرت وزارة التجارة أن "التهديدات المتعمدة بفرض رسوم جمركية مرتفعة ليست الطريقة الصحيحة للتفاهم مع الصين وموقف الصين من الحرب التجارية ثابت، لا نريدها، ولكننا لا نخشاها"، مضيفة أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة إذا لم تصحح الولايات المتحدة مسارها.
وقال محللون إن قرار الصين عدم الرد فورا على القرارات التي بادر ترامب باتخاذها في أحدث جولة من جولات التوتر التجاري ربما يترك الباب مفتوحا أمام البلدين للتفاوض على خفض التصعيد.
وذكر ألفريدو مونتوفار-هيلو، المدير الإداري في شركة الاستشارات الاستراتيجية (جرين بوينت) "من خلال توضيح الأساس المنطقي وراء إجراءاتها المضادة، تحدد بكين أيضا مسارا محتملا للمضي قدما في المفاوضات. الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة".
ولكن شركة هوتونج للأبحاث قالت في مذكرة أمس السبت إنه إذا اختارت بكين عدم الرد على زيادة ترامب للرسوم الجمركية 100 بالمئة، فربما يشير ذلك إلى أن بكين لم تعد تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل معه، مما يعكس تراجع الثقة في قدرته على كبح المتشددين أو الوفاء بالتعهدات.
ورفضت وزارة التجارة الصينية رواية ترامب بأن الصين تستغل هيمنتها في مجال العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة لمهاجمة جميع الدول، وليس الولايات المتحدة فقط.
وقال ترامب يوم الجمعة على تروث سوشيال "تواصلت معنا دول أخرى غاضبة للغاية من هذا العداء التجاري الكبير، الذي ظهر من العدم".