صدر الأسبوع الماضي عن مجموعة الأزمات الدولية تقرير بشأن وضع الاستثمارات الليبية في الخارج. يدور جوهر التقرير حول مناقشة دوافع استمرار تجميد تلك الاستثمارات من قبل مجلس الأمن، والأضرار التي لحقت بتلك الاستثمارات جراء استمرار التجميد منذ العام 2011م، والخيارات الممكنة لتجنب المأزق الذي يواجه "الصندوق السيادي الليبي".



مجموعة الأزمات تحرت موقف أعضاء مجلس الأمن من الأموال الليبية في الخارج والأسباب التي جعلتهم يستمرون في تمديد التجميد، وكانت جملة الأسباب، حسب التقرير، تدور حول الوضع السياسي الهش واستمرار الانقسام المؤسسي والصراع والمنافسة بين أطراف النزاع الليبي لأجل السيطرة على المؤسسة الليبية للاستثمار، الجهة المشرفية على إدارة الاستثمارات الليبية في الخارج، والمواجهات المسلحة، والفساد الذي ينخر جسم الدولة، بالإضافة إلى عدم قدرة قيادة مؤسسة الاستثمار على إدارة تلك الاصول باستقلالية وشفافية، حسب ما ورد في التقرير.

وتطرق التقرير إلى الخلاف الذي نشب حول النفط والفساد المتصل به، وما وقع بخصوص المصرف المركزي والخلاف حول إدارته، وكيف أنه يلقي بظلاله على الموقف من الأموال الليبية في الخارج.

بالمقابل، تناول التقرير الأضرار الناجمة عن استمرار تجميد الاصول الليبية والمقدرة بنحو 70 مليار دولار أمريكي، والتي فقدت جزء من قيمتها بسبب التضخم، هذا بالإضافة إلى الفرصة البديلة الضائعة، والتي قدرها بعض الخبراء بما يقرب من 100 مليار دولار أمريكي، وهي حسب أقل التقديرات ما يزيد عن 60 مليار دولار أمريكي، أخذا في الاعتبار القيمة الإجمالية للأصول والمدة التي خضعت خلالها للتجميد وهي حوالي 14 عاما. يضاف إلى ذلك الرسوم المفروضة من قبل الشركات، والفائدة السلبية التي تفرضها المصارف الأوروبية على الاموال الليبية الموعدة فيها.

أشار التقرير إلى الاستجابة الخجولة لمجلس الامن لطلب المؤسسة الليبية للاستثمار عبر الحكومة الليبية لرفع التجميد من خلال السماح باستثمار الارصدة المودعة في المصارف، وذلك في شهر يناير الماضي، مع استمرار فرض التجميد عليها وعلى الفوائد المتحصلة منها.

مقاربة مجموعة الأزمات الدولية بخصوص إدارة الأموال الليبية في الخارج يمكن أن تكون خطة عمل ناجعة على المدى القصير والمتوسط (من سنة إلى ثلاث سنوات)، تفضي إلى رفع التجميد وعودة الاستثمارات الليبية إلى الإدارة المحلية، على أن يصاحب ذلك تطور إيجابي في المسار السياسي الليبي يكون نتيجته التوافق على حكومة موحدة تخضع لرقابة مجلس تشريعي جديد منتخب.مجموعات الأزمات وفي مواءمة بين مبررات أعضاء مجلس الأمن لاستمرار التجميد، والأضرار الكبيرة المترتبة عليه، والذي يضيع فرصة كبيرة على المؤسسة الليبية في الاستفادة من ثروتهم، ويجعل المستفيد الوحيد هي الشركات والمصارف الأجنبية، اقترحت مقاربة تتضمن عدد من النقاط الجوهرية تأتي في سياق الاتجاه إلى التحرير التدريجي للاستثمارات الليبية من قبضة المنظمة الدولية، وتضمنت المقاربة النقاط التالية:

1 ـ زيادة الأصول المسموح باستثمارها بحيث لا تقتصر على الأموال المودعة وتشمل مثلا الاستثمار الأقل خطورة في غير "الكاش".

2 ـ مشاركة المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي للإنشاء والتعمير بشكل أو آخر في إدارة الأموال الليبية في الخارج، من خلال تقديم الدعم الفني والاسستشارات الملائمة.

3 ـ اتخاذ خطوات جادة من قبل المؤسسة الليبية للاستثمار لتطوير أدائها من خلال تعزيز الشفافية والاستقلالية والمساءلة.

4 ـ على مجلس الأمن أن يضع مستهدفات لمسار أو خطة رفع التجميد تكون بمثابة المرشد للمؤسسة الليبية والموجه للجهات الدولية الداعمة.

والحقيقة أن مقاربة مجموعة الأزمات الدولية بخصوص إدارة الأموال الليبية في الخارج يمكن أن تكون خطة عمل ناجعة على المدى القصير والمتوسط (من سنة إلى ثلاث سنوات)، تفضي إلى رفع التجميد وعودة الاستثمارات الليبية إلى الإدارة المحلية، على أن يصاحب ذلك تطور إيجابي في المسار السياسي الليبي يكون نتيجته التوافق على حكومة موحدة تخضع لرقابة مجلس تشريعي جديد منتخب. ذلك أن عودة تلك الأموال للسيادة الليبية في ظل الانقسام والنزاع والتنافس الراهن قد يدخل تلك الاموال في دائرة الصراع ويعرضها للهدر، والواقع الحالي وما يدور حول عوائد النفط خير شاهد على هذا التحليل، عليه ينبغي أن تسير خطط الإصلاح لكل الملفات الحيوية بما في ذلك الاستثمارات الخارجية في خطوط متوازية تصل إلى نهاية واحدة عنوانها الاستقرار السياسي وتوحيد السلطات والمؤسسات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه تقرير الاستثمارات ليبيا اقتصاد استثمار تقرير رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأموال اللیبیة فی الخارج مجموعة الأزمات الدولیة الاستثمارات اللیبیة المؤسسة اللیبیة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

هذا موعد انتشار القوة الدولية في غزة.. هل ستقاتل حماس؟

ذكرت وكالة رويترز أن الدوحة ستستضيف اجتماعا لمناقشة تشكيل قوة دولية في غزة.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين أن القيادة المركزية الأمريكية ستستضيف مؤتمرا بالدوحة في 16 من الشهر الجاري مع دول شريكة لوضع خطة لتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة.

وأضاف المسؤولون، أن قوة الاستقرار الدولية في غزة قد تنشر في القطاع في وقت مبكر من الشهر المقبل.

وبين المسؤولون أن قوة الاستقرار الدولية لن تقاتل حماس، كما أن دول كثيرة أبدت اهتمامها بالمساهمة في قوة الاستقرار الدولية بغزة.

والخميس، ذكر البيت الأبيض أن هناك الكثير من التخطيط الهادئ الذي يجري للمرحلة التالية من خطة السلام في غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن العمل لا يزال متواصلا من أجل استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة، مبينة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودا مكثفة خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت ليفيت في إفادة للصحفيين أن الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وتشكيل حكومة التكنوقراط سيتم في "الوقت المناسب"، مشددة على أن الإدارة الأمريكية تسعى لضمان التوصل إلى "سلام دائم" في القطاع.



وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن من المتوقع أن يُعلَن مطلع العام المقبل عن أسماء قادة العالم الذين سيشاركون في مجلس السلام في غزة.

وأوضح ترامب للصحفيين خلال فعالية اقتصادية في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض أن عددا من القادة يرغبون في الانضمام إلى المجلس، الذي أُنشئ بموجب خطة غزة التي جرى التوصل بموجبها إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال ترامب "الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء - جميعهم يريدون أن يكونوا في مجلس السلام" وإن من المتوقع الإعلان عنه في العام الجديد.

وأضاف "سيكون أحد أكثر المجالس أسطورية على الإطلاق. فالجميع يريدون أن يكونوا أعضاء فيه".


واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في 17 نوفمبر تشرين الثاني أجاز تشكيل مجلس للسلام وأن تنشىء الدول التي تعمل معه قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة.

ووصف القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة، مجلس السلام بأنه إدارة انتقالية "ستضع إطار العمل وتنسق تمويل إعادة إعمار غزة" بما يتماشى مع خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة.

وجاء في القرار أن مجلس السلام سيعمل "إلى أن يحين الوقت الذي تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مرض... وتستطيع استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال".

مقالات مشابهة

  • الجدول الزمني المتبقي لانتخابات مجلس النواب 2025 .. مراحل حاسمة تترقبها الساحة السياسية
  • هذا موعد انتشار القوة الدولية في غزة.. هل ستقاتل حماس؟
  • غرفة تجارة دبي تطلق مجلس الأعمال البلغاري لتنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارات البينية
  • وزيرة التخطيط تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي جهود زيادة التمويل المختلط والاستثمارات في الشركات الناشئة
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • رئيسة مجموعة الأزمات: أميركا لم تعد واثقة في النظام الذي بنته وهناك أزمة مبادئ
  • بعثة الأمم المتحدة تشدد على مركزية حقوق الإنسان في خارطة الطريق الليبية
  • مدبولي يلتقي رئيس مجموعة فيكا الفرنسية لبحث توسعاتها في قطاع الأسمنت
  • حبس شخص حاول دخول الجزائر “حراقة” بعدما استفاد من 750 أورو منحة السفر للخارج
  • القاضية عون تؤكد أن الأموال المحولة خلال وبعد 17 تشرين غير شرعية ويجب استعادتها