الجزيرة:
2025-05-27@17:17:51 GMT

هل تحاكم السلطة في تونس خصومها؟

تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT

هل تحاكم السلطة في تونس خصومها؟

أثارت أحكام وصفت بالعالية، صدرت عن محكمة تونسية في قضية ما تعرف بـ"التسفير"، جدلا وانتقادات حقوقية وسياسية اعتبرت المحاكمة فاقدة لكل مقومات النزاهة وسياسية بامتياز للتنكيل بالمعارضين، وهو ما رفضته السلطات التونسية معتبرة أن القضاء في تونس مستقل والمحاكمة جنائية خالصة.

وقضت دائرة مكافحة الإرهاب لدى محكمة تونس الابتدائية أول أمس الخميس بالسجن 34 سنة على القيادي بحركة النهضة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض فيما يعرف بقضية "التسفير".

كما أصدرت المحكمة أيضا أحكاما أخرى بالسجن تجاوزت في أغلبها 30 عاما بحق عدد آخر من المتهمين في القضية نفسها.

وفي تعليقه على هذه المحاكمات، اتهم عضو الهيئة التنفيذية لـ"جبهة الخلاص الوطني"، سمير ديلو السلطة السياسية في تونس بأنها تحاكم خصومها، وقال إن ما تعرف بقضية "التسفير" وكذلك ما تعرف بقضية "المؤامرة" لم تتوفر فيهما أبسط شروط المحاكمة، بدليل أن حضور المتهمين أمام القاضي لم يعد مضمونا.

محاكمات داخل غرف مظلمة

ونفى ديلو -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- وجود قضاء مستقل في تونس، مشيرا إلى أن جمعية القضاة تعتبر أن القضاء التونسي يعيش أسوأ وأحلك حالاته، فلا يوجد مجلس أعلى للقضاء، ووزارة العدل تتحكم في سير عمل القضاة. وقال إن المحاكمات تتم في الغرفة المظلمة، رغم أن المعارضة طالبت بأن تكون علنية وتبث على التلفزيون الرسمي.

إعلان

وفي المقابل، نفى عضو "تحالف أحرار" أحمد الهمامي اتهامات المعارضة بأن قضية "التسفير" مسيسة، وقال إن المعارضة هي جزء لا يتجزأ من السلطة التي كانت قائمة، مبرزا أن "من صدر بحقهم الحكم كانوا سببا في تسفير أبناء تونس نحو بؤر التوتر وتدمير بلدان أخرى".

وأضاف أن القيادي بحركة النهضة علي العريض لم يستطع السيطرة على ما سماها "حركة التفسير إلى بؤر التوتر".

وكان العريض تقلد منصب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في فترة حكم النهضة بعد الثورة، وهو معتقل منذ 22 سبتمبر/أيلول 2022 بتهمة تسفير الشباب للقتال إبان الثورة في سوريا.

ونفى الهمامي -وهو من مؤيدي الرئيس قيس سعيّد– عدم توفر الشروط في الأحكام الصادرة في ما تعرف بقضية "التسفير"، مبرزا أن الأدلة والملفات توفرت لدى القضاة وإلّا لما صدرت الأحكام، كما استبعد أن تكون هذه المحاكمات سياسية، كما تقول المعارضة.

مسرحية سياسية

أما عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة "أفدي" لحقوق الإنسان، فقد وصف المحاكمات في تونس بأنها "مسرحية سياسية ومتابعة سياسية أكثر منها متابعة قضائية وقانونية"، وعبّر عن أسفه لكون ملف ما يعرف بـ"التفسير" حكمته خلفيات سياسية، مشيرا إلى أنه لحد الآن لم تفد النيابة العامة التونسية بأي دليل على تورط علي العريض في القضية.

ومن جهة أخرى، أكد أن مبدأ حضور الجلسات هو مبدأ قانوني وقضائي، وأن الاستثناء هو عدم حضور المتهم إلى قاعة الجلسة لظروف فرضتها جائحة كورونا (كوفيد-19) أو لظروف صحية.

وبدأ التحقيق في ما يعرف بقضية "التسفير" بعد 25 يوليو/تموز 2021 إثر سيطرة الرئيس سعيّد على صلاحيات واسعة في عام 2021 عندما حل البرلمان المنتخب لاحقا وبدأ الحكم بمراسيم، قبل أن يعزل عشرات القضاة ويحل المجلس الأعلى للقضاء.

ويذكر أن الدائرة الجنائية الخامسة المختصّة في قضايا الإرهاب بتونس كانت قد أصدرت حكمها فيما يعرف بقضية "التآمر" على أمن الدولة الداخلي والخارجي، كبرى القضايا السياسية في تونس بعد انقلاب 25 يوليو/تموز 2021. وشملت الأحكام 40 "متهما"، وتراوحت ما بين 8 و66 سنة سجنا.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ما تعرف ما یعرف فی تونس

إقرأ أيضاً:

لأول مرة في تاريخها.. «عمومية النقض» تعتمد التصويت الإلكتروني لاختيار قضاتها الجدد

قرر القاضي حسني عبد اللطيف رئيس محكمة النقض، رئيس مجلس القضاء الأعلى، إجراء الاقتراع السري لاختيار القضاة المرشحين للعمل بمحكمة النقض للعام القضائي 2025-2026، بنظام التصويت الإلكتروني لأول مرة في تاريخ محكمة النقض، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتماشياً مع رؤية الدولة المصرية نحو التحول الرقمي.

وكانت محكمة النقض قد عقدت جمعيتها العمومية العادية اليوم الثلاثاء الموافق 25 مايو 2025، وتضمن جدول أعمالها ترقية عدد ثلاثة وثلاثين من قضاة المحكمة الي درجة نائب رئيس محكمة النقض.

وفي ختام أعمال الجمعية تمت دعوة قضاة محكمة النقض الي إجراء عملية الاقتراع بنظام التصويت الإلكتروني لاختيار ٤٠ قاضي للعمل بمحكمة النقض بدءا من العام القضائي الجديد أكتوبر القادم.

وفي كلمته أوضح القاضي حسني عبد اللطيف رئيس محكمة النقض - رئيس مجلس القضاء الأعلى حرص القيادة السياسية على استقلال السلطة القضائية وتوقير القضاة، مثمناً جهودهم على إنجازهم خلال العام القضائي المنصرم، وفي تقليد متبع اهتم بتكريم القضاة الذين أكتمل عطاؤهم خلال مسيرتهم القضائية، وتخليد ذكرى من وافتهم المنية خلال هذا العام.

وتمت إجراءات التصويت الإلكتروني بناءًا على تعاون بين محكمة النقض ووزارة الاتصالات تنفيذ للبروتوكول الموقع بينهما في إبريل الماضي، وكان عدد القضاة الذين أدلوا بأصواتهم 594 قاضيا لاختيار 40 مقعدا من بين المرشحين من قضاة الاستئناف والنيابة العامة واستغرقت عملية التصويت قرابة الساعة تم بعدها إعلان النتيجة مباشرة.

صـرح بذلك القاضـي خالد فاروق ــ المستشار الإعلامي لرئيس مجلس القضاء الأعلى.

اقرأ أيضاًمحكمة النقض ترفض الطعن المقدم من المتهم بقتل «سلمى بهجت» فتاة الشرقية

قتل خطيبته غدرا بسبب «الشبكة».. محكمة النقض تؤيد إعدام أمين شرطة المنيا

نائب رئيس محكمة النقض: مصر نجحت في مكافحة خطاب الكراهية وحماية مفهوم الدولة الوطنية

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في تاريخها.. «عمومية النقض» تعتمد التصويت الإلكتروني لاختيار قضاتها الجدد
  • لأول مرة في التاريخ.. التصويت الإلكتروني لاختيار قضاة محكمة النقض
  • منذ أكتوبر 2024 لم يعرف لسفيان أثرا
  • ملف الانسحاب الامريكي يوضع في الادراج.. والسوداني يوان بين واشنطن و خصومها
  • الخارجية: السلطات الكندية تعثر على جثمان المواطن الأردني عمارين بعد اختفائه
  • غدًا.. الحكم على متهم بقضية «خلية داعش قنا» بعد إحالة أوراقه للمفتي
  • الديب: الشعب الليبي لم يعد يعرف هل المطروح مبادرات أم مؤامرات؟
  • الاردن يدين اقتحام بن غفير للاقصى
  • حين تتحرك العلمانية الفرنسية لسحق خصومها
  • يعرف تواجد البقالي... ملتقى محمد السادس لألعاب القوى يشهد مشاركة ألمع الرياضيين من 40 بلدا