أحكام مشددة بحق علي العريض واتهامات لسعيد بتصفية خصومه
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
تونس- أثارت أحكام السجن التي صدرت أمس بحق القيادي بحركة النهضة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض، فيما يعرف بقضية تسفير الشباب التونسي للقتال في سوريا (بين 2012 و2013)، موجة من انتقادات واسعة، إذ اعتبر سياسيون ومحامون أنها تمثل توظيفا قضائيا لتصفية خصوم الرئيس قيس سعيد.
وقضت دائرة مكافحة الإرهاب لدى محكمة تونس الابتدائية أمس بالسجن 34 سنة على العريض.
وتأتي هذه الأحكام في سياق قضائي تصاعدي، شمل سابقا حكما بـ22 عاما ضد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بقضية "أنستالينغو"، وهي شركة مختصة في صناعة المحتوى الرقمي، اتهمتها السلطة بالضلوع في مؤامرات تهدد الأمن القومي.
كما تأتي في أعقاب صدور أحكام ابتدائية "ثقيلة" في 18 أبريل/نيسان الماضي ضمت عشرات المعتقلين السياسيين من مختلف التيارات فيما يعرف بقضية التآمر، وسط انتقادات داخلية وخارجية لهذه المحاكمات ودعوات للإفراج عن هؤلاء المعتقلين.
وسرعان ما توالت ردود الفعل الساخطة ضد السلطة التونسية، حيث اعتبرت جبهة الخلاص المعارضة -التي تشكل حركة النهضة أبرز مكوناتها- أن هذه المحاكمة "جائرة ولم تراعِ أدنى معايير المحاكمة العادلة".
إعلانواعتبرت الجبهة التي زج بعديد قياداتها في السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة، أن قضية التسفير "تضاف إلى سلسلة المحاكمات السياسية التي تهدف لتصفية خصوم الرئيس قيس سعيد".
وقالت في بيان لها إن المحاكمة جرت عن بعد دون تمكين المتهمين من حق الحضور والدفاع عن أنفسهم، مؤكدة أنها تندرج ضمن "تصفية رموز الطبقة السياسية" التي عارضت "انقلاب" الرئيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021.
وكان الرئيس سعيد قد أعلن التدابير الاستثنائية منذ 25 يوليو/تموز 2021، وقام بموجبها بحل البرلمان، واستحوذ على السلطات، في خطوة وصفها معارضوه بـ"الانقلاب"، في حين اعتبر أنصاره الخطوة "تصحيحا" لمسار الثورة بسبب تدهور الأوضاع خلال العشرية السابقة.
من جهتها، أدانت حركة النهضة بشدة الحكم القضائي، معتبرة أنه يأتي في سياق "تصفية رموز الانتقال الديمقراطي". وأكدت أن "هذا الحكم لا يستهدف فقط العريض، بل يوجه رسالة تهديد لكل من تجرأ على معارضة الحكم الفردي للرئيس سعيد".
ونددت الحركة في بيان لها بما وصفته بتحوّل القضاء إلى "أداة لتبرير الاستبداد بعد تجريده من استقلاليته ليصبح وسيلة لتمرير أحكام سياسية تهدف إلى ترويع المعارضين وتكميم الأفواه".
قضية التسفيروفي سياق متصل، أكد سمير ديلو عضو هيئة الدفاع عن علي العريض، أن القضية تحمل طابعا سياسيا، منددا بالأحكام الصادرة ضده التي سبقتها حملة شيطنة على منصات التواصل لتشويه العريض وبث معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة، وفق تعبيره.
ويضيف للجزيرة نت أن الأبحاث المستفيضة التي أُجريت في هذا الملف لم تسفر عن إثبات أية مخالفة يجرمها القانون وتُنسب إلى العريض، كاشفا أن المحاكمة لم تستند إلى أي معطيات رسمية عن عدد الذين سافروا سوريا وكيفية سفرهم والهدف منه.
وكانت هيئة الدفاع نشرت قبل يومين بيانا كشفت فيه عن وجود خروقات جسيمة في هذه القضية، ورفضت التهم الموجهة إلى العريض الذي قالت إنه اتخذ إجراءات صارمة لمنع السفر إلى بؤر التوتر منذ فترة توليه وزارة الداخلية.
إعلانكما أشارت إلى أن العريض كان أول من صنف تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا عندما كان رئيسا للحكومة في 2013.
من جهته، يقول المحامي وأستاذ القانون والناشط السياسي عبد الوهاب معطر، تعليقا على قضية التسفير، إن جميع المعتقلين السياسيين الذين يحكم عليهم ستعاد محاكمتهم من جديد عند رحيل السلطة السياسية القائمة.
ويضيف للجزيرة نت أن "جميع هؤلاء المعتقلين السياسيين ليس محكوم عليهم في إطار محاكمة عدلية أو في إطار وجود ملف عدلي، وإنما هم محتجزون قسريا بلا قانون وبلا جرائم أو أدلة مادية ولا أي شيء".
ويرى أن جميع القضايا المثارة ضد هؤلاء المعتقلين السياسيين هي مفتعلة وكيدية لإصدار أحكام قضائية بتعليمات السلطة السياسية، معتبرا ذلك "جريمة ضد الإنسانية".
أحكام سياسية بلا أدلة
وحول موقفه من الأحكام بحق العريض، قال القيادي في حركة النهضة رياض الشعيبي للجزيرة نت إن الأحكام تفتقر إلى الحد الأدنى من المصداقية القانونية، مؤكدا أن المحكمة لم تقدم أي أدلة مادية تدعم الاتهامات الموجهة إلى العريض.
وأفاد بأن تقرير ختم البحث المنشور (تقرير التحقيقات) لا يحتوي على أي وقائع مادية قابلة للتجريم، مضيفا أن التحقيقات خلال المحاكمة لم تتطرق للقضية الأساسية المتعلقة بالتسفير، بل كانت مجرد استنطاقات تدور حول إمكانية وجود اتصالات بين المتهمين بالقضية.
وكشف أن وزارة الداخلية امتنعت عن تقديم المعطيات التي طلبتها هيئة الدفاع عبر المحكمة بشأن عدد المسافرين إلى سوريا بين 2012 و2013، مما دفع الهيئة للتشكيك في جدية التهم، خصوصا مع غياب أي بيانات أو قوائم تدعم رواية الاتهام.
ويرى الشعيبي أن الاستهداف لا يقتصر على النهضة بل يطال سياسيين وقيادات من أحزاب معارضة، في محاولة لتصفية كل من رفض منظومة 25 يوليو/تموز 2021، معتبرا أن حركة النهضة هي الهدف الرئيسي لحملة الاستهداف السياسي بسبب حجمها الشعبي والسياسي.
إعلانمع العلم أن الأحكام الابتدائية الصادرة ضد العريض تسبق المحاكمة المرتقبة الثلاثاء القادم الموافق السادس من مايو/أيار، التي تعلقت بعدد من المسؤولين السابقين ومنهم الغنوشي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعتقلین السیاسیین حرکة النهضة
إقرأ أيضاً:
قبل غلق الترشح .. ننشر صورة إقرار عدم صدور أحكام جنائية لمرشحي «الشيوخ»
أتاحت الهيئة الوطنية للانتخابات صورة إقرار المتقدم لانتخابات مجلس الشيوخ بعدم صدور أحكام جنائية ضده، وتغلق اليوم الخميس 10 يوليو 2025 باب تلقي طلبات الترشح للراغبين في خوض انتخابات مجلس الشيوخ، والتي تستمر اليوم حتى الساعة الثانية ظهرا.
بدأت الهيئة الوطنية للانتخابات اليوم الخميس 10 يوليو 2025 لليوم السادس على التوالي متابعة تلقي طلبات الترشح للراغبين في خوض انتخابات مجلس الشيوخ، والتي تستمر حتي اليوم الساعة الثانية ظهرا.
وتبدأ اللجان المنوطة باستقبال الطلبات من الساعة التاسعة صباحاً وحتي الخامسة مساءاً، عدا اليوم الأخير في استقبال الطلبات يبدأ اعتباراً من الخامسة وحتي الثانية ظهراً.
اليوم الأول 5 يوليو 2025
قال القاضي حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ، باشرت أعمالها بانتظام، في اليوم الأول لها، في كل المقرات المحددة من قبل الهيئة بالمحاكم الابتدائية، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.
وأشار إلى أن عدد من تقدموا بأوراق الترشح بلغ (201) شخص على مستوى الجمهورية على النظام الفردي، ولم يشهد اليوم الأول أي ترشح على نظام القوائم، وتابعت غرفة العمليات المركزية في مقر الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة القاضي أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي، سير العمل بلجان تلقي طلبات الترشح على مدار الساعة، من خلال البث الحي، والتواصل المباشر مع القضاة رؤساء اللجان، ولم ترصد أي معوقات طوال اليوم.
وجرى رفع جميع المستندات المقدمة من راغبي الترشح، على البرنامج الإلكتروني الجديد، الذي أعدته الهيئة الوطنية للانتخابات لرقمنة المستندات وحفظها إلكترونيا.
اليوم الثاني 6 يوليو 2025
من جانبها، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن استقبال 35 طالب ترشح على النظام الفردي لانتخابات مجلس الشيوخ على مستوى الجمهورية، وقالت الهيئة في بيان لها إنها تابعت غرفة العمليات المركزية بمقر الهيئة الوطنية للانتخابات أعمال لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثاني علي التوالي لكافة المقرات المحددة من قبل الهيئة بالمحاكم الابتدائية.
وتم التقدم بأوراق ترشح 35 طالب ترشح علي النظام الفردي على مستوي الجمهورية ولم يشهد اليوم الثاني أيضاً أي ترشح على نظام القوائم، ليبلغ عدد راغبي الترشح 236 حتى الآن، ولم ترصد غرفة العمليات أي معوقات على مدار اليومين الماضيين.
اليوم الثالث 7 يوليو 2025
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، تقدم 274 مترشحًا علي النظام الفردي لخوض انتخابات مجلس الشيوخ علي مستوى الجمهورية ، في أول ثلاثة أيام من فتح باب الترشح، ولم يشهد أي مترشح علي نظام القوائم، حتي الآن.
اليوم الرابع 8 يوليو 2025
تحققت غرفة العمليات المركزية بمقر الهيئة الوطنية للانتخابات، من انتظام سير العمل في جميع اللجان منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً وقد بلغ إجمالي عدد الطلبات التي تلقتها لجان التلقي اليوم (۳۷) طلباً جديدًا جميعها للترشح على النظام الفردي، ولم تتقدم أي قائمة بطلبات للترشح على نظام القوائم حتى الآن، وبذلك يصل إجمالي عدد الطلبات المقدمة حتي الآن (۳۱۱) طلباً للترشح.
وتأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات من أنه قد تم رفع جميع المستندات المقدمة رفق هذه الطلبات على البرنامج الإلكتروني المخصص، وذلك في إطار جهودها لرقمنة المستندات وحفظها إلكترونياً لتسهيل عملية المراجعة والوصول إليها مستقبلاً.
اليوم الخامس 9 يوليو 2025
بلغ إجمالي عدد الطلبات التي تلقتها اليوم (۷۷) طلباً جديدًا للترشح على النظام الفردي، وفيما يخص نظام القوائم، تم تقديم طلب ترشح لقائمة واحدة في كل دائرة من دوائر القوائم المحددة تحت اسم القائمة الوطنية من أجل مصر، وبذلك يصل إجمالي عدد الطلبات المقدمة حتي الآن (۳۸۸) طلباً للترشح علي النظام الفردي وقائمة واحدة علي نظام القوائم بكل دائرة.
وتأكدت غرفة العمليات المركزية بالهيئة الوطنية للانتخابات من قيام جميع لجان تلقي طلبات الترشح برفع جميع المستندات المقدمة على البرنامج الإلكتروني المخصص، وذلك في إطار جهود الهيئة لرقمنة المستندات وحفظها إلكترونياً لتسهيل عملية المراجعة والوصول إليها مستقبلاً.
وفي إطار متابعتها الحثيثة للشأن الانتخابي على مختلف المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، رصدت غرفة العمليات المركزية شكوى واردة من رئيس حزب الجيل الديمقراطي تفيد وجود صعوبات وعراقيل واجهت مرشحي الحزب بلجان تلقي طلبات الترشح بمحافظتي الإسكندرية والسويس، وعلى الفور بادرت غرفة العمليات المركزية بالتواصل المباشر مع رئيس حزب الجيل الديمقراطي للوقوف على تفاصيل شكواه واتخذت الإجراءات اللازمة وتمت إزالة أسباب الشكوى.